“لاءات” الجربا… والضوء الأخضر السعودي

يوسف الصايغ

إعتبرت مصادر سياسية أنه “ليس من وليد الصدفة أن يخرج رئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد الجربا ليعلن رفضه المشاركة في مؤتمر ” جنيف ٢ “، وذلك بعد ساعات على إعلان رئيس جهاز الاستخبارات السعودي بندر بن سلطان عن التوجه لخفض مستوى التنسيق الأمني بين المملكة وواشنطن”.
وربطت المصادر موقف الجربا بالتدهور الحاصل على مستوى العلاقة بين واشنطن والمملكة العربية السعودية، التي بدأت بالتعبير عن إستيائها من المواقف الاميركية الاخيرة عبر اعلان رفضها عضوية مجلس الأمن والتي وصفتها المصادر بأنها “رسالة سياسية لحليفها الاميركي”، نافية ان يكون الأمر متعلقا بما أشيع بأن “مقاطعة السعودية لمجلس الأمن بسبب موقف الأخير من القضية الفلسطينية”، وتلفت الى ان “المملكة لم تحرك ساكنا ولم تقم بأي خطوة في ما خص المسألة الفلسطينية منذ أيام الملك فيصل، الذي استخدم سلاح النفط ودفع حياته ثمنا مقابل تلك الخطوة”.
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان “تراجع الولايات المتحدة عن خطة ضرب سوريا وما رافقه من تنسيق واضح وشامل بين الادارتين الاميركية والروسية حول حل النزاع السوري بالطرق الدبلوماسية، وما تلاه من اتفاق على تدمير أسلحة سوريا الكيميائية شكّل جوهر الخلاف السعودي – الاميركي، والذي تزايد بعد الانفتاح الأميركي الأخير تجاه طهران والليونة التي أظهرتها واشنطن في التعاطي مع هذه المسألة، وهو ما تعتبره الرياض ضربة جديدة تقوض تحالفها المتين مع واشنطن”.
كما تشير المعلومات ان “الخلاف السعودي – الاميركي خرج الى العلن بعد فشل وزير الخارجية الاميركي بإقناع نظيره السعودي سعود الفيصل في اجتماع باريس في السير نحو اجتماع “جنيف ٢ ” والسعي لاقناع الائتلاف السوري المعارض بالمشاركة في المؤتمر بغية وضع حد للعنف المتفاقم الذي بات يقلق واشنطن”.
لكن مقابل الموقف الاميركي برز تصلب سعودي وتقول مصادر واكبت اجتماع باريس إن “الفيصل طلب من كيري العمل على تأخير اجتماع “جنيف ٢” إذا لم يكن سيؤدي إلى تبني “خريطة الطريق” التي رسمها “جنيف ١” ، والتي تنص على عملية نقل كامل للسلطة من النظام السوري الحالي إلى ممثلي المعارضة، وإقصاء الرئيس الأسد”.
وتضيف المعلومات بأن “كيري أعرب عن تمسكه بالاتفاق مع الروس ما اثار حفيظة الفيصل، حيث تمت ترجمة الاستياء السعودي عبر اعلان رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان لمبعوثين أوروبيين أن الرياض ستحد من تعاملاتها مع واشنطن احتجاجا على موقفها إزاء سوريا وإيران”، وهو ما وصفه كيري بأنه يعبر عن “احباط سعودي من التراجع الأميركي عن مخطط ضرب سوريا”، كما كان للرياض ردها على الموقف الاميركي عبر اعلان رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا ٣ لاءات في وجه جنيف ٢ “لا تفاوض ولا صلح ولا للعجز الدولي”، وهو ما يمكن وصفه بالضوء الأخضر السعودي للائتلاف لرفض المشاركة في “جنيف ٢” بعد التباين الواضح مع واشنطن.