“جبهة القلمون”… وسيناريو فتح بعض المحاور اللبنانية

في ظل حال الترقب التي تسود قبل إنطلاق معركة القلمون المنتظرة والتي تشير بعض المعلومات الى أنها ستكون حاسمة في حال حصلت لجهة شل حركة المجموعات المسلحة في المناطق القريبة من العاصمة دمشق وريفها من جهة ومن المناطق الحدودية مع لبنان لجهة ثانية، وهذا ما دفع ببعض المجموعات السورية المعارضة لا سيما تلك ذات التوجه الإسلامي الى التحرك لتنسيق خطواتها مع بعض الجهات اللبنانية الداعمة لها لتحديد كيفية الرد على معركة القلمون.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة أنباء آسيا فإن موقف رئيس الإستخبارات السعودية بندر بن سلطان الذي أظهر إنتقادا واضحا لواشنطن بسبب تقاربها مع موسكو، حيث تم التوصل بين الجانبين الى اتفاق حول اتلاف السلاح الكيميائي في سوريا، ما إستبعد الخيار العسكري ضد دمشق، وهذا ما دفع ببن سلطان الى جانب اعلان موقفه الأخير الذي هدد بتقليص التنسيق الأمني والعسكري مع الجانب الأميركي للطلب من زهران علوش قائد لواء الإسلام – العائد مؤخرا من زيارة الى الرياض والتي تمت تحت ستار الحج -، والذي يعتبر قائد القوة الأساسية المتواجدة في جبال القلمون للتنسيق مع بعض الفصائل الأخرى ذات التوجه الإسلامي لبدء الإستعدادات لمواجهة خطة الجيش السوري الذي يستعد لبدء معركة القلمون” عبر تحريك عدد من المحاور اللبنانية وتعتبر ان ما شهدته طرابلس مؤخرا يندرج في هذا السياق.
وبحسب المعلومات أيضاً فإن “التنسيق لا يقتصر على المجموعات المسلحة داخل الأراضي السورية بل يشمل بعض المناطق اللبنانية، فالسيناريو يشير الى امكانية فتح بعض الجبهات اللبنانية بالتزامن مع معركة القلمون، حيث يوجد الثقل الداعم للمعارضة السورية وتحديداً في منطقة الإقليم وخصوصا في الناعمة، حيث أشارت معلومات في أوقات سابقة الى وجود مجموعات ذات توجه سلفي، بالإضافة الى منطقتي البقاع الأوسط والغربي، والى جانبها بلدة عرسال التي تعتبر قاعدة إنطلاق للمسلحين”.
كما تشير المصادر في حديثها لـ”آسيا” أنه ومنذ قرابة الإسبوعين عقد اجتماعا ضم عددا من مسؤولي المجموعات المسلحة، لا سيما تلك السلفية في منطقة الإقليم، وتضيف المصادر: “الإجتماع حصل بمنزل أحد رجال الدين المعروفين”، تخلله توزيع مبالغ مالية والتداول بآخر التطورات الميدانية والإستعدادات للمرحلة المقبلة وكيفية التنسيق بين الجبهة السورية وبعض المحاور المفترض أن تفتح تزامنا مع بدء معركة القلمون”.
كما تفيد المعلومات الواردة أن إحدى الإشارت الى ان التحضير لفتح جبهة في طرابلس الى جانب المناطق السابق ذكرها كان نتيجة مشاركة شادي المولوي المعروف بإنتمائه السلفي في الإجتماع، خصوصا انه تم الحديث عن السيناريوهات المرسومة للتعاطي مع التطورات القادمة، وهذا بحسب التقييمات الأمنية مرتبط بارتدادات معركة القلمون،”.
وتفيد المصادر ان كلام السيد نصرالله الواضح والعلني عن الدور السعودي المعرقل للحل السياسي في سوريا هو بمثابة الإعلان بأن فترة التصعيد العسكري لم تضع أوزارها بعد، وأننا لا نزال أمام الخيارات العسكرية والتي تعتبر معركة القلمون إحدى ابرز معالمها، خصوصا وانها تدار من قبل السعودية على مستوى المعارضة في سوريا”.
وتختم المصادر كلامها بالإشارة الى ان “الأيام القليلة القادمة قد تشهد بداية فعلية لمعركة القلمون، التي تأتي قبل إنعقاد “جنيف ٢ ” الذي لا يزال يلقى معارضة شديدة لا سيما من السعودية، التي قد تسعى للتشويش بمزيد من التصعيد العسكري”.