{ طغيان الجموع }

{ طغيان الجموع } ________________________ما كان يخشاه معمر القذافي في ليبيا هو طغيان الجموع عبر الرجل عن ذلك في روايته الفرار الي جهنم ، كان يصف طغيان الجموع بآنه اسوا طغيان تعيشه الشعوب في تاريخها حيث يتحول الجموع الي طغاة في زمن فوضوي تسقط فيه كل مبادئ القيم والاحترام ويزول فيه النظام بكل مقوماته ، يومها حدد معمر القذافي طغيان الجموع بطلبات لا متناهية نابعة من رغبة عارمة في المزيد المزيد من الفوضي ، ما توقعه معمر القذافي كانت ليبيا على موعداً معه بعد عقد ونيف من الزمن ، فدخلت البلاد في الفوضي وظهر طغيان الجموع في آعلي مستوياته وسقطت كل القيم ومبادئ الاحترام وانتهي النظام الي زوال ، ولم تعد تسمع في ليبيا سوي شكاوي الجموع من طغيان الجموع ، الكل صار فاتحا وقائداً عسكريا وبطل في ثورة يخال لك للوهلة الاولي انها بدات في الجليل وانتهت بتحرير بيت المقدس وطردت الصهاينة من فلسطين ، هكذا كانت مخيلة الجموع المغفلة الطاغية والتي عمل الغرب بكل ترسانته العسكرية والاعلامية على تضخيمها ، مخيلة مريضة لا يمكن ان تدخل في العقول الواعية ، لهذا صار كل شي غير معقول ، فلا تسأل كيف يتحول البشر من خانة العمال الي خانة القادة العسكريين ؟ كيف يتحول اللصوص الي امناء ؟ كيف يتحول الخونة الي حكام ؟ كيف يصبح الاسلام ستار للقتل والدمار ؟ لانك لن تجد اجابة الا تلك الذي انهي بها معمر القذافي روايته ، والتي تعمد فيها ذكر مكان في ضواحي سرت يدعى قرارة جهنم ليصف الحياة في جهنم بآنها افضل بكثير من الحياة في عصر طغيان الجموع ، وكان يقصد كل كلمة قالها والواقع اليوم يصدق كل كلمة قالها فهل سوف يرحل الشعب الي قرارة جهنم ليستريح هناك ؟ ولازال العزف مستمراً { الموسيقار }

الله يرحمك يا حبيب الملايين

خيانة الشعوب هي اوسخ من خيانة الافراد