{ الساعة آتية }

من يقرأ جيد الاوضاع في ليبيا على جميع الاصعدة يعرف تماما ان الساعة آتية في ليبيا لا محالة ، هناك من يسميها ساعة الصفر وهناك من يسميها نقطة التحول وهناك من يطلق عليها ساعة استيقاظ التاريخ فالكثير من المؤرخين يقولون ان التاريخ ينام لسنوات طويلة تم يتحرك في ساعة واحدة عشرات السنين ، و بغض النظر عن تسمية هذه الساعة او الفترة الزمنية في ليبيا فأن كل المؤشرات صارت تنبئ بحصول آمر جلل في ليبيا فالشعب الليبي وصل الي مرحلة الغليان وهي مرحلة من الغضب ليس بعدها الآ الانتفاضة العارمة التي لا تهتم بمن يواجهها ولا بسلاحه لان عقيدتها تستهين بالموت وهو اعظم عقاب يملكه الذين يحاولون منعها ، الفوضي التي عاشتها ليبيا كان لها مراحل واليوم وصلت الفوضي الي اخر مراحلها وهو آمر طبيعي في الفكر الفوضوي حتي ان بردون رائد الفكر الفوضوي يقول ان نهاية الفوضي يصل لها الانسان لوحده في ساعة تصبح بعدها الفوضي له من الماضي ومن الفوضي يتعلم الانسان كيف تكون مرحلة النظام وهذه هي نظرية الفوضي الخلاقة ، لكن السؤال الهام الذي يطرح في ليبيا من سيقود الدقائق الاولي من هذه الساعة الحاسمة التي سوف تغير التاريخ و والاوضاع في ليبيا ، في الماضي كان الحديث عن انصار النظام السابق والمقاومة الليبية المسلحة اما اليوم فالواقع يقول لنا ان اهداف انصار النظام السابق واغلب فئات الشعب الليبي حتي تلك التي لم تكن تؤيد نظام معمر القذافي صارت واحدة ، فاليوم الاسود كما يقال في الامثال الشعبية يجمع الاخوة مهما كانت اختلافاتهم ، وليبيا اليوم تعيش ايامها السوداء ، هي ساعة قد تكون قاسية ودامية وغاية في عدم ضبط النفس ولا صوت يسمع فيها غير صوت الرصاص لكنها ضرورية ومهمة للجميع لان احد لم يعد يحتمل اوجاع الايام المتلحقة في زمن سبات التاريخ . ولازال العزف مستمراً.

{ الموسيقار }