غزوة السعوديين الفاشلة

ديرعطية: غزوة السعوديين الفاشلة

استكمل الجيش السوري عمليات نزع الألغام والعبوات المنتشرة بكثرة في بلدة قارة نافذة القلمون على لبنان وحمص وطريق دمشق-حمص الدولي، وعملت وحدات الهندسة فيه على تفكيك عدد كبير من المفخخات وبراميل العبوات وتأمين الطرقات والمنازل بشكل يسمح بعودة من نزح من أهاليها إليها في أقرب وقت، فيما كانت وحدات أخرى تعمل على فتح الطرقات المقفلة بواسطة جرافات ضخمة وتزيل ركام المباني المدمرة وتسير الدوريات في شوارع البلدة وعلى مشارفها وتلالها لمنع المسلحين من التسلل اليها مجدداً.
المسلحون من جهتهم وبعدما يأسوا من إمكانية تحقيق أي تقدم باتجاه مواقعهم التي عملوا على تحصينها طوال ثمانية أشهر من سيطرتهم على البلدة، استجمعوا ما تبقى من المقاتلين، ونفذوا عملية التفاف في محاولة لرد الإعتبار ووقف الانهيار المتتالي في معنوياتهم وجبهاتهم أمام تقدم قوات الجيش السوري والدفاع الوطني واللجان الشعبية، العملية تضمنت تكراراً لسيناريو الانغماسيين الذين يتقدمهم انتحاريون يفتحون لهم أبواب الحواجز والمراكز العسكرية، كما حصل سابقاً في النبك، وتاميكو، ومطار منغ، ومؤخراً في مهين ومحيطها.
لم يسعف الحظ ولا التوقيت المسلحين في «غزوتهم» الجديدة، وفشل سعوديان وليبي في تأمين الطريق بشكل كامل للإنغماسيين والمقاتلين الذين تبعوهم في الاقتحام، ورغم قيام انتحاريان بتفجير نفسيهما في حاجز للجيش السوري أمام مشفى الباسل في دير عطية، ومركز الأمن العسكري في النبك، وقيام ثالث بتفجير نفسه داخل قسم الطوارئ (الإسعاف) في المشفى، لم يستطع الإنغماسيون الأربعة في الصمود لوقت كاف داخل المشفى إلى حين وصول المؤازرة التي وعلى مايبدو تم إشغالها من قبل الجيش في مكان آخر، أو تخلف الموكلة إليهم عملية المؤازرة عن تنفيذها كما فعلت فصائل أخرى على جبهة قارة ومهين وحوارين والحدث.
الجيش السوري الذي أكد استعادة السيطرة على المشفى والمركز العسكري، وإعادة فتح الأوتوستراد الدولي بعد إغلاقه لساعات خلال العمليات العسكرية، أعلن إفشال هجوم المسلحين على دير عطية وتحرير المحتجزين داخل المشفى من جهاز طبي ومدنيين وفريق إعلامي تابع للتلفزيون السوري كان شاهداً على تفاصيل العمليات التي استمرت من الساعة السادسة صباحاً ولغاية العاشرة وشهدت مواجهات وملاحقة للمسلحين داخل طوابق المشفى لساعات.
التفكك وانعدام التنسيق، وغياب الثقة، وإلقاء التهم شمالاً ويميناً، بات السمة الأبرز مؤخراً لكافة المواجهات التي تخوضها المجموعات المسلحة مع الجيش السوري وتنتهي بخسارتها، واليوم وبعد مرور ساعات على فشل عملية الإقتحام في دير عطية، وتراجع المسلحين الى داخل النبك، لم تعلن المجموعات المسلحة إسم الجهة التي قررت إلقاء اللوم عليها، ليبقى «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش الفصيل الأكثر حصولاً على رشقات التهم بالخيانة والتخاذل والاحتفاظ بالسلاح الثقيل والذخيرة لنفسه، وبعيداً عن محاور القتال المشتعلة.
ورغم نفي إسلام علوش، الناطق باسم «جيش الإسلام» في اتصال مع قناة الجزيرة، لخبر سحب عناصره من قارة وادعائه نقلهم الى جبهة ديرعطية للمساعدة على تحرير مشفى الباسل والسيطرة عليه، إلا أن الهجوم من قبل التنسيقيات استمر على مصوباً على تخاذل جيش الإسلام خاصة بعد قيام التلفزيون السوري بنقل مباشر من داخل المشفى مؤكداً صد الهجوم.