إتـفاق إيران النووي فتح الأبواب.. سوريـا ولبنان نحو الحلّ

حسين بزي

إذا إيران رسميا باتت دولة نووية باعتراف أميركي دولي مع احتفاظها بحق التخصيب كما هي الحال الآن و دون تدمير أي جهاز طرد مركزي واحد وسط حالة من الجنون الإسرائيلي غير المسبوقة تجلت بعشرات التصريحات منذ الإعلان رسميا عن الإتفاق صباح اليوم .. فقد توحد اليمين الإسرائيلي مع يساره على اعتبار الإتفاق نصر العصر بالنسبة لإيران و علق أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين قائلا بأن بسمة روحاني المزيفة قد خدعت العالم و حققت لإيران ما تريده أما أكثر ما أفقد الإسرائيليين صوابهم إضافة للإتفاق كان تصريح جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الذي قال بأنه “يشكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على جلوسه و قبوله المفاوضات” ما فسره الإعلام الإسرائيلي على ضعف الولايات المتحدة و أنها كانت “ملهوفة” للإتفاق مع الجمهورية الإسلامية.
لبنانيا فريق 8 آذار بات الأقوى حسب ردة الفعل الأولية من اتفاق جنيف النووي و بات مرتاحا أكثر من الناحية النفسية خصوصا مع استمرار تقدم الجيش العربي السوري على الأراضي السورية و تشير بعض التسريبات الأولية و التي سربت عمدا صباح اليوم بأن صيغة 9 – 9 – 6 التي طرحها الأمين العام لحزب الله لتشكيل الحكومة باتت من الماضي و أن ما قبل الإتفاق الدولي مع إيران ليس كما بعده ما يفسر الإرتياح الواضح لدى المعسكر الحليف لإيران.
سوريا تشير بعض المصادر المطلعة على “خفايا المفاوضات” بأن الأزمة السورية و سبل حلها لم يغيبا عن الإتفاق النووي الإيراني الدولي خصوصا مع مشاركة الأخضر الإبراهيمي في بعض جلسات المناقشات التي عقدت بحجة المفاوضات النووية إذ يبدو واضحا بأن هناك رغبة بل حاجة أميركية لحل سياسي أكثر من أي وقت مضى خصوصا مع ازدياد خطر تنظيم القاعدة في المنطقة و ظهور أيمن الظواهري متبنيا بشكل رسمي القتال في سوريا تحت مسمى جبهة النصرة و تجلت هذه الحاجة الأميركية بتصريح لافت و غير مسبوق لوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” و الذي قال فيه بأن شركاؤنا اقتنعوا بأن “محاربة الإرهاب في سوريا أهم من تنحي الأسد” ما يعكس رسميا اقتناع أميركي ببقاء الرئيس السوري و ربما دعم ترشحه في الإنتخابات المقبلة كونه الرجل الوحيد القادر على هزيمة تنظيم القاعدة.
في المحصلة يبدو أن المنطقة مقبلة على انفراجات مهمة ، إنفراجات قد يعكر صفوها انتحاري من هنا و سيارة مفخخة من هناك ترجمة لاعتراض سعودي لن يطول أمده ، إذ تؤكد التجارب التاريخية بأن المملكة لم و لن تكن يوما بوارد الإصطدام مع الأوامر الأميركية و ما يوقعه الأميركي من اتفاقات يعتبر ساري المفعول حكما على السعودية دون أن يخلو الأمر من بعض الإعتراضات الإعلامية كدلال الطفل الذي يعلم في النهاية بأن كلام والده سينفذ…