12 درسا لسياسيين دول الربيع العربي من نيلسون مانديلا

رحل نيلسون مانديلا.. ذلك المناضل السياسي والزعيم الافريقي الكبير بعد صراع مع مرض الالتهاب الرئوي، توفى على إثره وهو ضريح الفراش بمنزله فى جنوب افريقيا بعد أن صلى العالم من أجل شفاء أحد أهم المناضلين فى القارة السمراء حيث قدم عمره وحريته فداء لوطنه.
قضى مانديلا، 95 عاما، سبعة وعشرين عاما فى السجن من أجل القضاء على سياسة التمييز العنصري الذى عاشته جنوب اقريقيا لسنوات عديدة حتى خرج فى فبراير/شباط 1990 وتم انتخابه كأول رئيس أسود لجنوب افريقيا، حيث اعتمد سياسة المصالحة، الأمر الذى ساعد على نهضة جنوب افريقيا بحسب ما اورد موقع “مكتوب”.
كتب مانديلا فى مذكراته عن التحديات التى واجهته عقب خروجه من السجن وتوليه السلطة حيث كان بين شقى الرحي إما الحرب الأهلية أو العودة إلى ديكتاتورية النظام القديم، وهى تحديات إن اختلفت فى تفاصيلها فانها لا تختلف كثيرا عما تمر بها الدول العربية التى شهدت انتفاضات شعبية بحسب موقع “مكتوب”:
1- وقف مانديلا ضد رغبة قطاع كبير من السود كانوا يريدون أن يحاكموا كل من كانت له صلة بالنظام السابق من خلال تشكيل “لجنة الحقيقة والمصالحة” للتحقيق فى انتهاكات حقوق الإنسان التى ارتكبت من قبل حيث جلس فيها كل من المؤيدين والمعارضين للفصل العنصري وتصارحوا، وعلق مانديلا على ذلك فى كتابه “رحلتى الطويلة من أجل الحرية”، بقوله: “كنت على علم بأن الناس يتوقعون منى شعورا بالحنق تجاه البيض، لكننى لم أكن أحمل ضغينة نحوهم إطلاقا. لقد خف حنقى تجاه البيض داخل السجن، ولكن بغضى للنظام العنصرى تضاعف. كنت حريصا أن تعلم جنوب افريقيا أننى أحب حتى أعدائى مع كراهيتي للنظام الذى خلق تلك العداوة بيننا”.
2- رفض نلسون مانديلا تسلم رئاسة حزب المؤتمر الوطني الافريقي من رئيسه أوليفر، لا لشئ سوى أن ذلك لا يتماشى مع مباديء الحزب وأعرافه، حتى تم انتخابه فى يوليو 1991 فى أول مؤتمر عام للحزب داخل جنوب افريقيا منذ ثلاثين عاما، رئيسا للحزب بالتزكية.
3- طالب مانديلا وحزبه بجمعية تأسيسية عامة منتخبة لوضع دستور للبلاد يحميه نظام قضائي مستقل، وأن يختار أعضاؤها من قبل أبناء الشعب جميعا.
4- طالب مانديلا وحزبه بتشكيل حكومة مؤقتة تشرف على الفترة الانتقالية التى تنتهى بتحديد المبادئ العامة لمهام وأعمال الجمعية التأسيسية واختيار حكومة منتخبة.
5- كان مانديلا مدركا أن العنف لن يؤدى إلى نظام سياسى جديد، قائلا عن تواطؤ الجريمة ووحشية الشرطة وعصابات الاغتيالات السرية فى ناتال وجوهانسبرج، فى كتابه: “مالم تواجه ظاهرة العنف مواجهة حازمة وحاسمة فإن الأمل فى إحراز أى تقدم نحو نظام سياسى جديد سوف يظل مهزوزا وفى علم الغيب”.
6- أنشا نيلسون مانديلا الذى فاز برئاسة الجمهورية بأغلبية ساحقة، حكومة متعددة الأحزاب الموالبة والمعارضة له والأعراق والقبائل، وذلك بعد أن فاز حزبه بأقل من ثلثى مقاعد البرلمان.
7- سعى بإشراكه الأعراق والقبائل فى الحكومة، إلى رفع المظالم المتراكمة وتحقيق شراكة سياسية بين جميع أطياف الوطن.
8- لم يكتف بحكومة وحدة وطنية متعددة الأعراق، بل شجع كل من السود والبيض للعب معا من خلال تكوين فريق “رجبي” وطني وهو الأمر الذى تبنته جميع العرقيات والقبائل فيما بعد.
9- عين مانديلا آخر رئيس أبيض فى ظل النظام العنصري، دى كليرك، نائبا له حتى اصبح يقنع أنصاره بصحة قررات مانديلا بعد استشارتهم وإشراكهم فى صنع القرارات، فاطمئن بيض جنوب افريقيا بأن البلد للجميع وليس لعرق مانديلا وحده.
10- كرس مانديلا وقته لإعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع من خلال اجتماعه بشكل دوري مع قيادات الرأى والفكر والسياسة ولقاءاته وزياراته مرضى ومصابين ومن انتهكت حقوقهم فى فترات سابقة واهتمامه بجذب الاستثمارات والسياحة.
11- عين لجنة من الكفاءات الاقتصادية لرسم الخريطة الاقتصادية وتقديم البرامج الاقتصادية التى تهدف لتحسن مستوى المعيشة لجنوب افريقيا.
12- قدم العديد من البرامج الاجتماعية التى تهدف إلى تحسين مستويات معيشة السكان السود فى جنوب افريقيا.