ربيعُ خراب إدلب(ح٣)… طرائف الغزوة الثالثة!

جواد الصايغ
سلقين تتعرض للغزوة الثالثة
جهز الجيش الحر لغزوته الثالثة بعد اشهر معدودة، وقد إنضوى تحت لوائه، ( لواء هنانو، حركة احرار الشام، جند سيدنا محمد)، كما ظهر السلفيون تحت راية احرار الشام بقيادة حسان الحديدي، والذي، أقسم على نفسه، يمين الدخول إلى حي ال جلخي، وقد تمكن المهاجمون المعارضون من السيطرة على كافة المؤسسات الرسمية المتواجدة، وقاموا بتفيذ عمليات خطف طالت عددا من ابناء المدينة، ابرزهم، ميسرة نفاخ، (يستأجر منزل تابع للوقاف مقابل مبلغ رمزي،و يملك محلا ادوات كهربائية،وقد تعرض للخطف مرتين، وخرج بعد ان دفع مبلغ مليون وسبعمئة الف ليرة)، خالد جلخي المعروف بإسم ابو الصادق، يملك محلات موبيليا، خطف مرتين وخرج بعد ان دفع مليونين وخمسمئة الف ليرة، ورياض كوسا يعمل مقاولا، وعشرات آخرين لم ير أحد منهم نور الحرية، إلا بعد دفع الفدية المطلوبة.
غرباء يحكمون المدينة
يعترف المواطن السلقيني، أن من ” سيطر على سلقين، مقاتلون غرباء عن المدينة، مشيرا “إلى ان لواء شهداء إدلب جهز بضعة كتائب(تضم حوالي ٤٥٠ مقاتلا) لدخول المدينة، وهي (كتيبة الشهيد فتحي كرجية (واطلق عليها هذا الإسم تكريما للشاب فتحي كرجية يبلغ من العمر حوالي ٣٥ عاما، قتل قبل ٤ أشهر من سيطرة الحر على المدينة للمرة الأولى، على يد شباب من ال جلخي، وآل أكتع)، كتيبة ابو حنا، كتيبة جعفر الطيار، كتيبة ابو بكر الصديق، وكتيبة جند سيدنا محمد، ويلفت إلى أن كتيبة فتحي كرجية هي الوحيدة التي تضم بعض المقاتلين من مدينة سلقين، إضافة إلى أشخاص وفدوا إليها من بلدات إدلبية، عزمارين، العلينة، وابو طلحة، أما باقي الكتائب فقدمت من إدلب، وجبل الزاوية.
الجيش السوري يستعيد المبادرة

معركة إستعادة الجيش السوري للمدينة، لم تتأخر، حيث لم يكد يمر أيام على إمساك الحر بمقاليد السيطرة، حتى دخل الجيش من ناحية جسر الشغور، فهرب المقاتلون إلى سرمدا وكفرتخاريم واسقاط، ومعرة مصرين، وقد قام عناصر الجيش بوضع بالتمركز على حواجز رجب، والكازية، والعليني.
طرائف الثورة
يكشف محدثنا، العديد من الطرائف التي عرفتها سلقين، خلال مواجهات الكر والفر بين الجيش السوري، والجيش الحر، ويقول، “خلال المعارك أصبح إسم، شاكر الحاج امين، يدورعلى شفة ولسان كل سلقيني بحسب المعارض الثائر، فأستاذ مادة الرياضة في مدرسة “إعدادية بنين سلقين” أدهش ابناء المدينة بمواقفه، بداية حرض على التظاهر ووصل به الأمر إلى حد القول سننتفض ولو سقط لنا مئة قتيل، الحاج امين يعمل في الحقل التجاري ايضا إلى جانب وظيفته التعليمية، فهو يملك محلا لبيع التجهيزات الرياضية”، مشيراً إلى “أنه إنقطعت اخبار الحاج امين بعد دخول الجيش الحر، وقيل أنه قتل، ليعود ويظهر بعد إعادة الجيش السوري سيطرته على المدينة، وليتجول بحرية بيننا، قبل ان يختفي مجددا بعد إستعادة مقاتلي المعارضة زمام المبادرة”.
ويتابع، تحقيقات صحفية كثيرة، القت الضوء على عائلة آل سالمة المشهورة في سلقين، والتي تعتمد في معيشتها على تهريب الأبقار والمواشي إلى تركيا، وقد انخرط عدد من آبناء العائلة في صفوف الجيش الحر ليس حبا بالثورة، بل طمعا في الحفاظ على إستمرارية أعمالهم في حقل التهريب، ساهموا في دخول الجيش الحر إلى المدينة، وبعد قرار الجيش السوري بالحسم عسكريا إستمرت المعارك طيلة اربعة ايام تراكمت خلالها جثث المقاتلين في الشوارع ما أدى إلى تحلل بعضها، وقد وصل مقاتلو آل سالمة إلى نتيجة مفادها ان المعركة خاسرة، فقاموا بوضع بطاقاتهم الشخصية في جيب القتلى لإيهام الجيش أنهم قتلوا، تحسبا لبقاء النظام السوري، وهزيمة الثورة”.
المعارضة تقبض على المدينة
حطت المعارك أوزارها في سلقين بعد أن تكاتف مقاتلو الثورة ونفذوا هجوما آخر بعد حوالي الشهر مدعومين بعناصر المعارضة في ريف إدلب، وتمكنوا من إستعادة السيطرة على المدينة، وقد برز النقيب محمد استانبولي المعروف بإسم ابو العباس كقائد لكتيبة جندي سيدنا محمد، قبل ان يتولى منصب لواء هنانو”.
جدير بالذكر ان استانبولي، لم ينشق من تلقاء نفسه، فقد تعرض للخطف أثناء توججه لمركز خدمته في حلب، عند طريق سرمدا، وقد عمدت المجموعة الخاطفة إلى إقناعه بالإنشقاق بالترهيب تارة، والترغيب تارة أخرى، وبعد إختفائه لمدة من الزمن، ظهر ليعلن انه قائد كتيبة جند سيدنا محمد، قبل ان تندلع إشتباكات عنيفة بين كتيبته، والكتيبة التي عمدت إلى خطفه بسبب التنافس على المغانم والتهريب.