أربع نقاط سيبحثها جنيف 2.. فهل ينجح ؟

أنطوان الحايك
مع اقتراب موعد مؤتمر جنيف 2، وفي ظل دعوة جديدة للمعارضة السورية من الخارجية الروسية لتشكيل وفد موسع للمشاركة بفاعلية في المؤتمر، كشف دبلوماسي شرقي أن السعي بدأ يتركز في هذه المرحلة على نجاح منظمي المؤتمر وليس المقررات التي ستصدر عنه، وذلك بعد أن احترقت الكثير من الأوراق في معمعة الاتصالات والمفاوضات، لا سيما أن النظام السوري الذي سيشارك على مستوى وزير الخارجية بدل من استراتيجية عمله في المدة الفاصلة وحول اهتماماته إلى الميدان لاعتباره أن الرابح في الحرب هو من يلفظ الكلمة الأخيرة في أي جولة من المفاوضات.
في هذا السياق، يؤكد الدبلوماسي أن الاهتمام والاتصالات بين المنظمين يتمحور حول هوية الدول المشاركة ودورها في الحوار وتأثيرها في المقررات، خصوصاً أن روسيا تعمل على خط مواز لذلك الذي تعمل عليه واشنطن وحلفاؤها، ففي وقت تعمل فيه روسيا على تحقيق هدف أساسي، وهو ينطلق من مشروع لقرار يقضي بوقف الدعم عن المسلحين وعدم السماح بتهريبهم للمشاركة في القتال كخطوة أولى، يليها وقف لاطلاق النار وانسحاب المسلحين الأجانب من غير حاملي الجنسية السورية ومن ثم البحث في تشكيل حكومة انتقالية، تتبدل الأهداف والمعطيات لدى دول الباقية المؤثرة في مسار الأزمة على غرار واشنطن التي تريد جازمة تشكيل جبهة عريضة لمكافحة الارهاب ومحاصرة الارهابيين في سوريا وشل حركتهم عبر الوسائل التي سيتم التوافق بشأنها تعمل السعودية على خط آخر، وهو الدفع بجماعاتها لتحقيق انتصار عسكري في شمال حلب وخلق بقعة جغرافية مؤاتية لاعلان دولة اسلامية تضغط من خلالها لاستعادة بعض الاوراق، فضلاً عن مشروع مواز تعده الرياض للبنان، وهو ما دفعه باتجاه فوضى سياسية وأمنية عارمة تعيد من خلالهما خلط الأوراق واعادة ربطها بالمسار السوري بمعزل عن الواقع الداخلي، وبعيدا عن القرارات الجانبية المتخذة على صعيد دولي وأبرزها منع جبهة “النصرة” و”داعش” من المشاركة، في مقابل عدم مشاركة “حزب الله” لا من قريب ولا من بعيد، بالرغم من أن هذه الخطوة لا تزعج الحزب على الاطلاق طالما أن سوريا وايران ستشاركان على مستوى القيادات والقرار.
في هذا الوقت، يبدو النظام السوري في موقع عدم المكترث بكل ما يدور حول المؤتمر، بل على العكس تماماً يعمل عسكرياً وكأن المؤتمر لن يعقد أو أنه يدرك تماماً لنتائجه التي تبدو أقرب إلى تكريس وجوده كلاعب أساسي على الساحة السورية من جهة، وكقائد للمرحلة الانتقالية التي قد تنتهي بدورها إلى اعادة احياء النظام ورجالاته، وفق قاعدة الحلول السارية المفعول على الدول العربية ودول العالم الثالث، في ظل خشية لدى الدبلوماسي المعني من أن يتحول الرئيس السوري بشار الأسد إلى منقذ ساعد في الحرب على الارهاب ونجح في اعادة اعتباره كراعي لهذه الحرب المكلفة عسكرياً ومعنوياً، وهذا ما بدأ يلوح في الأفق الأوروبي والدولي على حد سواء، وذلك بعد أن عمدت بريطانيا إلى سحب الجنسية من مواطنيها المشاركين في الحرب السورية تحت حجة ابعاد الخطر عن أراضيها، ما يشكل خطوة تمهيدية من المرجح أن تلجأ اليها باقي الدول، ما يعني أن المطلوب القضاء عليهم في سوريا وفي لبنان، خصوصا أن نجاح موسكو في فرض بند وقف تمويل المسلحين يعني القضاء عليهم تدريجياً بعد أن وصلت الأمور إلى هذه الدرك من العداء المرشح للتزايد مع الوقت.