قبل 22 كانون الثاني.. لا خطوط حمر في المواجهات في سوريا

رضوان الذيب
من يتقدم في الميدان في سوريا سيكسب مستقبل المنطقة، ويستعرض شروطه في جنيف-2 وهذا ما يؤكد بان الموعد الفاصل عن المؤتمر سيشهد معارك ضارية في سوريا لن توفر البشر والحجر وستترك تداعياتها على لبنان، والفريقان استعدا للمعركة وزجا بكل اوراقهما حيث سيستكمل الجيش السوري تنظيف كل القلمون وريف دمشق وما تبقى من محافظة حمص لان قرار فتح طريق دمشق حمص – طرطوس – اللاذقية اتخذ ولا رجعة عنه، والجيش السوري مع حلفائه وضع الخطط والتنفيذ بدأ والمواجهة ستتصاعد.
اما الفريق الاخر وتحديدا المعارضة السورية التي وضعت كل ثقلها ايضا للايام القادمة وتتحدث المعلومات عن حشود اكثر من 5000 الاف مسلح على الحدود الاردنية لدعم مقاتلي المعارضة في ريف دمشق والدفاع عن هذه المناطق، لان التوازن العسكري على الارض سيعطي المعارضة اوراقا على طاولة جنيف – 2 بأمس الحاجة اليها لان انتظارها يعيد ترتيب صفوفها واوراقها ولا شيء اخر غير الدم، هو الطريق لذلك.
وتقول مصادر في 8 اذار «ان الحرب في سوريا اصبحت معركة حياة او موت للطرفين حيث كل طرف استعد جيدا حتى ان قيادات الصف الاول من العسكريين لدى الطرفين يشاركون ميدانياً وتخطيطاً واشرافاً. فالصف الاول في المخارات السعودية والتركية والاردنية مع ضباط اميركيين يقودون المواجهة من جانب قوى المعارضة، فيما قادة الحرس الثوري الايراني الى ضباط المخابرات السورية الى ضباط الصف الاول في حزب الله وضباط روس من الدرجة الاولى الى فصائل شعبية عراقية واحزاب لبنانية يقودون المواجهة مع النظام، حيث يسقط ضباط كبار من الجانبين على الارض وقد نعى الحرس الثوري بعض ضباطه وكذلك حزب الله. فيما تؤكد المصادر ان ضابطا خليجياً قتل في احداث حلب وجثته بايدي الجيش السوري والتالي فان الفريقين يقاتلان على الارض علما ان اجهزة المخابرات الاميركية تقوم بامداد المقاتلين بأجهزة اتصالات متطورة ورصد وتنصت واجهزة للتشويش، بينما تقوم روسيا بتأمين كل حاجيات النظام وبالتالي فان روسيا واميركا تتقاتلان وتتفاهمان بدماء الشعب السوري.
ولا شك ان معركة سوريا ستحدد مسار مستقبل العالم وكيف تتجه الامور خصوصا ان مؤيدي النظام يؤكدون ان مسار الاحداث يتبدل كليا على الارض لصالحهم، وان ما يقوله النظام عن معارضي الخارج بدأت تقوله ايضا الدول الداعمة لهم وانه لا علاقة لهم بالارض، ويسكنون فنادق 5 نجوم في اوروبا واميركا، وكان بمقدورهم الدخول الى المناطق التي يسيطرون عليها في الداخل وقيادة المواجهات، وان انكفاءهم سمح لداعش بالسيطرة على الارض، كما ان الخلافات داخل الجيش السوري الحر وعمليات التخوين والاعتقالات والتصفيات كلها جاءت لصالح النظام حيث اعداد كبيرة من الجيش الحر عادت الى وحداتها العسكرية وبتسهيل من النظام.
وما زاد في ضعف المعارضة ممارسات داعش التي لا يقرها دين ولا اي شريعة سماوية، حتى ان المعارضين في عدرا كشفوا بأن ممارسات «داعش» عنصرية وغريبة عن الشعب السوري حيث نقلت الوكالات العالمية بانه تم «شوي» 18 شخصا داخل الافران وهم احياء وهؤلاء ينتمون الى الطوائف العلوية والسنية والدرزية والمسيحية، كما ان اشخاصا انتحروا مع عائلاتهم كي لا يقعوا في ايدي مقاتلي داعش،وهذا ما نقلته كل الوكالات العالمية بالاضافة الى ممارسات تعود الى القرون الوسطى.
وتقول المصادر ان اجهزة المخابرات الاجنبية تؤكد ان الجمهور الذي كان محايدا مطلع الاحداث عام 2010 وهو يمثل 40% من الشعب السوري انحاز الى النظام بالمطلق، بعد ان شاهد الممارسات ولسان حالهم يقول، اعطونا الاستقرار وان الحرب افقدتنا هذه النعمة التي كان يؤمنها النظام، وبالتالي فان استمرار الحرب اعطى اوراق قوة للنظام ووضعه اليوم افضل بكثير من الايام الاولى لاحداث درعا حيث كسب المتظاهرون كل العطف، والتأييد يومها وخسروا الان كل شيء.
ومن هنا تقول المعلومات ان المواجهة في سوريا هي مواجهة عالمية وروسيا عادت اللاعب الاساسي على المسرح الدولي وكذلك ايران والنفس الشعبي العربي بعد احداث مصر لمصلحة سوريا، وتركيا في مأزف والسعودية كذلك، فيما تعتقد ايران ان ما حققته في الميدان السوري جعل الغرب وواشنطن يقدمان على الاتفاق النووي، وان الاتفاق مصلحة لاميركا التي تحاول اعادة لملمة اوراقها بالحد الادنى عبر الاتفاق النووي ومؤتمر جنيف -2، وإلا فإنها ستخسر كل اوراقها في المنطقة في ظل ما تشهده الارض السورية.
وتقول مصادر فريق 8 اذار «ان المشهد اللبناني لا يمكن فصله عن المشهد السوري وان تشكيل حكومة امر واقع يعني انتصار المحور السعودي – الاميركي على المحور الروسي – الايراني – السوري – حزب الله، وهذا الامر لن يسمح به ولو حدث 700 سبعة ايار جديد في ظل الكباش الدقيق في المنطقة، وهكذا تقرأ الدول الامور، وليس كما يحاول ان يبسطها بعض الداخل وبالتالي يبقى الحل الامثل استمرار الستاتيكو الحالي «لا غالب ولا مغلوب» وهذا ما يفرض التمديد للرئيس سليمان وبقاء حكومة ميقاتي ووضع المجلس على حاله اذا كان هناك قرار دولي بتحييد لبنان، اما اذا كان العكس وبقي بعض الخارج راكبا رأسه لاعتقاده بأن الورقة اللبنانية في جيبه فان الوضع سيشهد اكثر من 7 ايار وغير 7 ايار وستذهب الامور الى الفوضى، لانه باعتقاد 8 اذار ان اميركا والسعودية اللتين تخسران في المنطقة لن يمنحا اية ورقة في لبنان «ويروحوا يبلطوا البحر» حسب قوى 8 اذار، لان المواجهة كبيرة واكبر من حسابات لبنانية ومحاولة البعض تبسيط الامور، فـ8 اذار التي لم تعط اي ورقة في عز التراجع السوري – الايراني لن تعطي اوراقا في ظل تبدل الصورة وعودة هذا المحور الى استعادة اوراقه رويداً رويداً، حتى ان الاستحقاق الرئاسي اللبناني لن يخرج عن هذه المعادلة فاذا كان الميدان السوري لمصلحة النظام وحسم معركة القلمون فان الرئيس المقبل سيكون «سوري» الهوى واذا كان العكس وتقدمت المعارضة في دمشق فان الرئيس المقبل سيكون «سعودي الهوى» واذا بقي الستاتيكو الحالي فيكون «وسطي الهوى» وهذا هو الارجح، اذا حصلت الانتخابات لان الاتجاه الاوروبي يميل الى التجديد مع رغبة اميركية ومعارضة روسية – ايرانية – سورية لكن باب «الاخذ والرد» على طريقة 6 و6 مكرر اللبنانية مفتوح.