هجوم «ريف القصير» فشِل قبل أن يبدأ.. الخلافات تفتك بالتنظيمات قبل المعركة

أكدت مصادر ميدانية لـ «سلاب نيوز» أن الهجوم الذي كان يجري الإعداد له انطلاقاً من الأراضي اللبنانية باتجاه بلدات ريف القصير المحاذية للحدود اللبنانية، تم افشاله قبل أن يبدأ، وأن كافة المعلومات حول خطط تحرك المسلحين سواء القادمين من لبنان أو القادمين من القلمون وسلسلة الجبال المؤدية الى ريف القصير من الداخل السوري، عدةً وعديداً كانت بحوزة أجهزة الأمن والمخابرات السورية وحلفائها قبل تحرك مجموعات المسلحين من مواقعها.


المجموعات التي فوجئت بحجم الكمائن المنصوبة على الحدود وفي سفوح السلسلة الشرقية لجبال لبنان، وداخل المزارع المؤدية الى بلدة جوسيه، أدركت متأخرة أنها قد وقعت في فخ أعد لها مسبقاً، وفيما انشغلت المجموعات التي حاولت التقدم باتجاه منطقة المزارع في سحب قتلاها من أرض المعركة، كان المسلحون الذين تجمعوا في السلسلة الجبلية الممتدة بمحاذاة مشاريع القاع وصولاً إلى النعمات هدفاً سهلاً للطيران السوري الذي شن سلسلة من الغارات قضت على أرتال السيارات بمن فيها، قبل أن يفر من تبقى باتجاه بلدة عرسال اللبنانية أو يتراجع مجدداً للإختباء في المغاور والمجاري المائية القريبة.


خبر انكشاف موعد وخطط الهجوم نزل كالصاعقة على الجماعات المسلحة في سوريا، فأعلنت «جبهة النصرة» النفير العام لنجدة المحاصرين المهددين بالموت بين لحظة وأخرى، فيما بدأ الإعلاميون والناشطون المقربون من المجموعات السورية والأجنبية المسلحة بإلقاء اللوم على سوء التنسيق والخيانة من جهة وعلى «السبق الإعلامي» وحب الظهور من جهة ثانية، أما اللافت فكان مسارعة مناصري «النصرة» على تويتر لإتهام «تنظيم داعش» مجدداً بإفشال الهجوم، فيما سربت بعض مصادر المعارضة خبر «وشاية» معتقلي أحرار الشام الذين تم اسرهم في كمين سابق بخبر التحضيرات للهجوم، الأمر الذي نفته مصادر ميدانية وأكدت أن المذكورين لم تكن لديهم أي معلومات عن الهجوم لأن التخطيط له والتوقيت تم لاحقاً، وبالتنسيق بين قادة فصائل في القلمون وآخرين في بلدة عرسال اللبنانية، وإن الاعتماد الأكبر والهجمات الأهم كانت ستنطلق من الحدود اللبنانية وليس من داخل الأراضي السورية، وهذا ما أثبتته الوقائع الميدانية الجارية حالياً.
وأكدت المصادر مقتل أكثر من ٢٠٠ مسلح خلال العمليات الإستباقية وفي المقابل نفت سقوط أي إصابات في صفوف الجيش السوري ووحدات الدفاع، كما لفتت المصادر إلى أنه لوحظ وللمرة الأولى إصرار من قبل المسلحين على سحب جثث قتلاهم، الأمر الذي لم يكن في أولوياتهم خلال المعارك السابقة، وهم كانوا كلما حاولوا التقدم لسحب الجثث وقعوا في كمين جديد، فيسقط لهم المزيد من القتلى ويقع في صفوفهم العديد من الجرحى.


على الصعيد الميداني واصل الطيران السوري استهداف مجموعات المسلحين على طول الحدود مع لبنان، كما قام سلاح المدفعية بقصف مراكزهم وتجمعاتهم فيما تولت القوة الصاروخية في وحدات الدفاع دك معاقلهم الجبلية وخطوط امدادهم في مشاريع القاع الأمر الذي استدعى انتشاراً سريعاً لوحدات من التدخل في الجيش اللبناني لمنع تراجع المسلحين الى داخل الأراضي اللبنانية من جديد.
كما قام الجيش السوري على الجهة الأخرى من الجبهة باستهداف مواقع المسلحين في بلدة يبرود، وضيقت وحداته من الخناق المفروض عليها، فعملت على رفع السواتر الترابية على مدخلها لجهة العقبة واغلاقه بالكامل، ونصبت الكمائن للمجموعات التي تحاول التسلل من جهة الزبداني لنصرة المسلحين، كما هاجمت قوة أخرى مربضاً مدفعياً ومضاداً للطائرات وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى بينهم قطريين وكويتيين.