النصرة تكشف لغز أميرها “المغدور”!

جواد الصايغ – اثار إعلان تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام عن إعدام أمير جبهة النصرة في الرقة أبي سعد الحضرمي، حفيظة قيادة الجبهة التي اصدرت بياناً، دانت فيه عملية الإعدام، ومعددة في الوقت نفسه مزايا اميرها في الرقة. فقد ردت جبهة النصرة على الكلام الصادر عن احد قياديي تنظيم داعش، والذي أعلن فيه “عن تنفيذ الدولة الإسلامية حكم الإعدام بحق ابي سعد الحضرمي، أمير جبهة النصرة في الرقة بعد ثبوت ردته، وكفره”. وجاء في بيان النصرة الصادر عن مؤسسة المنارة البيضاء،: قبل قرابة الثلاثة أشهر اختُطف الشيخ أبو سعد الحضرمي -تقبله االله- أمير جبهة النصرة في الرقة، وذلك أثناء مروره في منطقة دير حافر شرق حلب، وأُشيع وقتها في إعلام النظام النصيري أن بعض الأهالي اختطفوه وسلموه للنظام!!، وقد سألنا جماعة الدولة في الرقة على مدار شهرين ونصف عن الشيخ وهم ينكرون وجوده تماًما! بل ويقسمون الأيمان المغلظة أنه ليس لديهم وأنهم لا يعرفون مكانه، ثم فوجئنا منهم منذ نحو ثلاثة أسابيع يعترفون أنه لديهم ووعدونا خيرا بإطلاق سراحه وأنه ليس عليه شيء! ثم صرح أحد شرعيي الدولة في الرقة أن أبا سعد الحضرمي -تقبله االله- مرتد! وأن هذا الأمر معروف وثابت لديهم! فخشينا عليه وطالبنا بسرعة الإفراج عنه، ليأتينا الرد صريحًا في بيان منسوب لولاية الرقة يعترفون فيه بردته وقتله! ومما جاء فيه:
“وما قضية أبي سعد الحضرمي عنكم ببعيد؛ فإن الدولة الإسلامية قبل أكثر من ثلاثة أشهر لا تتردد أبدا في إمضاء حكم الله تعالى فيه بعدما ثبتت ردته بإقراره وبشهادة شرعي فصيله على فعله أنه ردة وكفر؛ ولقد تركت الدولة الإسلامية حراسه اللذين لا يثبت عليهم شيء فلماذا صبرتم إلى اليوم؟ أظننتم أنه كان ينبغي علينا أن نحابي أو نداهن في ذلك؛ فنقيم الحدود على الضعيف ونترك الشريف كلا والله لقد ضللنا إ ًذا وما نحن من المهتدين؛ فما لكم كيف تحكمون؟”. وإن هذا التصرف لا يليق بجماعة جهادية صغيرة في ساحة مثل الشام فضلاً أن تكون جماعة تدعي أنها دولة إسلامية! فأين هي المحكمة الشرعية التي حكمت عليه؟ وأين هو إقراره واعترافه؟ ولماذا ماطلتم كل هذه المدة طالما أن القضية بهذا الوضوح وهذه البساطة!؟”. وعددت النصرة في بيانها، مزايا أميرها، قائلة: “أبو سعد -تقبله الله- الحضرمي -لقبًا- من أبناء مدينة الرقة؛ كريم جواد، بشوش خلوق، ما لقيه أحد إلا أحبه، لا تكاد تميزه وسط إخوانه من شدة تواضعه، صاحب التزام قديم بالمنهج السلفي لاقى بسببه ما لاقى من الطواغيت، من أوائل من خرج في وجه النظام النصيري في مدينة الرقة، وما لبث أن بايع جبهة النصرة مع مجموعته، وفتح االله على يديه مدينة الرقة بالاشتراك مع بعض الفصائل الأخرى، وهي أول مدينة ُتحرر بالكامل من سيطرة النظام النصيري، وكان لأبي سعد -بعد فضل االله تعالى- النصيب الأكبر فيما تنعم به جماعة الدولة اليوم، فهو من قام بعملية تحرير مبنى المحافظة وأسر المحافظ في مدينة الرقة، والتي كانت فاتحةً لتحرير المدينة كلها وزوال عرش النظام النصيري فيها، فياالله العجب من ردة وقع فيها هذا البطل المجاهد!! تقبله الله في الشهداء وأعلى نزله يوم الدين. ثم لما كان ما كان بين جماعة الدولة وجبهة النصرة، كان رأيه هو وثلة من إخوانه أن يظلوا مع جبهة النصرة حتى يأتي رد الشيخ أيمن الظواهري – حفظه االله-، إلا أنه احتيل عليه ليبايع الدولة بانتظار الرد من الشيخ والذي سيلتزم به الجميع بإذن االله -كذا زعموا!-، فلما جاء الرد كما هو معلوم، وبعد ما رأى بعينه ما يرتكبه والي الرقة ومن حوله من جرائم وتعذيب بحق الأبرياء بأدنى شبهة وأتفه الأسباب، ترك جماعة الدولة وعاد إلى جبهة النصرة متبرئًا مما رآه، وكان يتحدث عن بعض ما شاهده من مظالم في جماعة الدولة لبعض المقربين منه ولعل هذا هو السبب الحقيقي لجريمة قتله -تقبله الله-”. ّ وأضافت “وقد كان أهل الرقة يرون فيه الأمل الذي سينصفهم ويخلصهم مما وقع عليهم من ظلم، وكثرت مطالبات وجهاء العشائر له للدخول إلى مدينة الرقة، إلا أن توجيه قيادة جبهة النصرة كان بالبقاء خارج المدينة إلى حين؛ تجنبًا لإحداث قلاقل مع جماعة الدولة، فاسألوا عنه إن شئتم الأرامل واليتامى، وسلوا عنه وجهاء العشائر وسادة العائلات، بل سلوا عنه جنود الدولة أنفسهم يجيبوكم عن دينه وخلقه، وورعه وعدله، وكرمه وشجاعته، فأي محكمة عادلة تلك التي قضت بردتك! وأي دولة فاضلة تلك التي اختطفتك! وأي يد ظالمة آثمة تلك التي أعدمتك! ولنا جميعا أن نتساءل كيف يكون المدعي هو الخاطف وهو القاضي والحاكم، وهو نفسه المنفذ، ولعله أيضا المعذب له! مع العلم أنه ليس بين اختطاف أبي سعد الحضرمي -تقبله الله- وبين تركه لإمارة مدينة الرقة في جماعة الدولة سوى قرابة ٢٠ يوًما فقط!! فكيف أمسى بهذه السرعة من أمير مقدم لديكم إلى مرتد عميل، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم! ثم إننا ندعو الورع التقي! الذي يقول في بيانه أنه يقيم الحكم على الشريف والضعيف أن ينظر إلى حاله، فما للشرفاء لديكم في الرقة يسرحون ويمرحون بلا رقيب أو حسيب وقد ولغوا في كثير من المظالم والدماء المعصومة، والتي لدينا فيها قائمة بأسماء من قُتلوا بغير محكمة شرعية وبعد أشد أنواع التعذيب، فإن كان هذا فعلكم مع أمير جبهة النصرة في الرقة فكيف هو مع ضعفاء الرقة الذين لا حول لهم ولا قوة، وحسبنا االله ونعم الوكيل”. وتابعت الجبهة في بيانها، “وعليه؛ فإننا نطالب جماعة الدولة في الرقة بأن يسلموا كل من تمالأ على قتل أمير جبهة النصرة الشيخ أبي سعد الحضرمي -تقبله االله- لمحكمة شرعية مستقلة، وإلا َّ فإن عقوبة القصاص في كل من تمالأ على قتله هي العقوبة المستحقة على الجاني، كما أننا نهيب بإخواننا من أفراد جماعة الدولة في الرقة أن يعيدوا النظر في قياداتهم، وألا يكونوا شركاء معهم أو متعاونين معهم في ظلم وتعذيب الناس بغير وجه حق، ونذ ِّكرهم بقول االله تعالى: }ولا تـركنوا إِلَى الذين ظَلَموا فَـتمسكم النار وما لَكم ِمن دوِن ا ِالله ِمن أَولِياء ثم لا تـنصرون ]هود:١١٣[. وكشفت “أن توجيهات قيادة جبهة النصرة لجنودها في الرقة كانت -فقط- بالدفاع عن النفس ضد أي اعتداء، وما جرى من قتال مع جماعة الدولة في الرقة كان رًّدا على اعتداء الدولة على أحد الحواجز والمقرات ورميه بالرصاص إلا أن الأمر تطور إلى ما وصل إليه، ولا حول ولا قوة إلا باالله. ومنذ بدء الاشتباكات هناك وإلى يومنا هذا وقيادة جبهة النصرة تطالب أمراءها في الرقة لدعوة جماعة الدولة لوقف القتال والنزول لشرع االله، ولجماعة الدولة أن يتذكروا عندما قام أحد جنود جبهة النصرة بقتل جندي من جنود الدولة على إحدى الحواجز خطأً أن المحكمة الشرعية ُعقدت في غضون ثلاثة أيام من شرعيي الطرفين وقُضي في الأمر باستحقاق الدية وانتهت المشكلة بشرع االله -والله الحمد-. فيا ليت قيادتكم كانت سباقة في مثل قضية أبي سعد أو غيره أن ُتحل بالقضاء الشرعي وبما يُرضي االله عز وجل. وإلى أهل أبي سعد الحضرمي وعشيرته وإخوانه؛ نبشركم ونطمئنكم أن دم الشيخ أبي سعد -تقبله االله- لن يضيع هدًرا، وسيتحقق قصاص الله”.