دولة الاسلام في عرسال والشام.. ما هي مصادر التمويل المنهمرة على عرسال ؟

تعيش عرسال حالة من الوفرة المالية الاستثنائية بسبب تدفق الاموال على البلدة من أكثر من طرف محلي عربي ودولي. ويصل المال الى البلدة عن طريق رجال ونساء يأتونه عبر الطريق الرئيس من بلدة اللبوة أو عبر الطرق الجبلية التي فتحها المسلحون من الجهات الاربعة المحيطة بعرسال.
المصادر المحلية والعربية..
على عكس ما يقوله الكثيرون ليس المال السعودي الاكثر إغداقا على عرسال، لكن مصدر التمويل الأول اماراتي عبر رجال يحملون الجنسية الاماراتية يأتون الى عرسال ويوزعون المال على أسماء محددة منها أبو طاقية والمختار ح.ك. وبعض السوريين ، ويدخل الإماراتيون عرسال بسيارات أجرة لبنانية عبر بلدة اللبوة ويستعملون طريقا فرعية تقع جنوب الطريق الرئيس الذي يمر وسط اللبوة، ويقول المطلعون على الموضوع من البلدة أنهم يمرون مساء عبر الطريق الفرعي عند البنك الفرنسي قبل مدخل اللبوة الرئيس، وفي بعض الاحيان يأتون عبر الفانات ، ولا يمكثون طويلا في عرسال .
المصدر الآخر للتمويل سعودي عبر رجال دين في بيروت وطرابلس وبعلبك يتلقون اموالا سعودية من مشايخ سعوديين يزورون لبنان ، ويتولى الشيخ م.ح. الملقب محمد الورد خطاً لإيصال الاموال من السعودية وخلف هذه الشبكة التمويلية تقف مؤسسة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تجمع الأموال من السعودية في المساجد او عبر رجال أعمال سلفيين، ويتولى رجال دين سعوديون وقطريون نقلها الى لبنان كما انها تستخدم الطرق المصرفية الدولية والحوالات المصرفية عبر البنوك.
مصدر ثالث للتمويل يمر عبر تيار المستقبل وهذه الاموال تصرف عبر مكتب تيار المستقبل وهي تذهب الى ابوعجينة وأبو طاقية.
المصدر الرابع للتمويل يأتي عبر المسروقات التي يؤتى بها من سوريا، من أثاث البيوت والممتلكات التي يسرقها المسلحون السوريون واللبنانيون من القرى السورية المحاذية لعرسال.
المصدر الخامس للتمويل يتم عبر عمليات التهريب التي تتم عبر الحدود وهذا المصدر من التمويل نشط في الاشهر الاخيرة خصوصا في مجال تهريب المازوت من سوريا وتهريب الخردة الاتية من ركام الدمار السوري، غير انه تراجع مؤخرا بعد دخول الجيش السوري الى القلمون.
المصدر السابع للتمويل يأتي عبر عمليات الخطف التي تتم في المنطقة والفديات التي تدفع مقابلها.
المصدر الثامن والاهم الذي دخل على خط تمويل الجماعات المسلحة في عرسال هو خط تهريب المخدرات الذي سوف تخصص له حلقة خاصة مفصلة ضمن هذه السلسة .
التمويل الدولي..
أما القسم الآخر من التمويل فهو دولي عبر الامم المتحدة التي تتعامل مع جمعيات أهلية لبنانية وعربية وأجنبية في تقديم الخدمات لمخيمات اللاجئين السوريين غير ان بعض هذه الاموال الدولية تصل الى الجماعات المسلحة مباشرة بحجة اشرافهم على مخيمات اللاجئين او لتأمين ممر آمن للمنظمات الدولية الى مخيمات اللاجئين.
في عرسال التي يبلغ عدد سكانها 40 الف نسمة يتواجد حوالي 80 الف سوري في المدينة وحولها في مخيمات ، وهذا الكم من السوريين سبب في انتعاش اقتصادي كبير تعيشه عرسال، استفاد منه مباشرة التجار في عرسال، وبطريقة غير مباشرة باقي أهل البلدة. ويصف البعض من الذين التقيت بهم في البلدة هذه الحالة بالقول ان محل البقالة العادي في عرسال يحقق يوميا أرباحا تفوق المليون ليرة بفعل وجود هذا الكم الكبير من اللاجئين السوريين.
وتغدق الاموال الدولية على عرسال بطريقة اخرى عبر دفع أجر السكن للاجئين السوريين في عرسال حيث يصل إيجار الغرفة الواحدة الى 500 دولار امريكي تدفعها الامم المتحدة لأصحاب الملك من العراسلة، ويكفي اليوم أن يوافق أحدهم على تأجير بيته حتى تقوم الامم المتحدة بعملية تقسيم البيت الى غرف معزولة وإسكان لاجئين سوريين داخلها ما يؤمن متوسطا من الدخل يساوي 2000 دولار لصاحب المنزل الواحد في عرسال..
الشيخ ح.ع. رجل دين سعودي مقيم في مزرعة قرب مدينة أربد في الأردن يتولى ارسال الاموال الى الجماعات المسلحة المقاتلة في سوريا و لبنان ومصدر تمويله الاساس يأتي من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية.
وقد ورد اسمه الى جانب اسم الشيخ القطري ع.ن. والشيخ الكويتي و.ط. في تقرير قدمته منظمات عربية ودولية مؤخرا للأمم المتحدة حول مصادر التمويل السلفي للمسلحين في سوريا، وفي عرسال اللبنانية حيث وضعت الولايات المتحدة ع.ن. على لائحة ممولي الإرهاب الدولي ورفضت وضع ح.ع. على نفس اللائحة رغم الأدلة ضده في هذا المجال ، غير ان علاقته بالأمير ع. بن س. آل سعود المقيم في الأردن لمتابعة الملف السوري منعت الولايات المتحدة من وضع اسمه على اللائحة المذكورة.