مرجعية جنيف السورية.. بالسريانية المعرّبة !

محمد سعيد حمادة
قرع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجرس مرات عديدة أثناء إلقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلّم لكلمته، في إشارة إلى انتهاء الوقت المخصص للمعلّم، وإلى أنه أطال كثيرًا وحصل على أضعاف الوقت المخصص له.

لكن واقع الحال أكّد بشكل قاطع أن كلمة المعلّم كانت شديدة الاختصار، ومقتضبة جدًّا، وغير قابلة للتأويل والتفسير، وتلخّصها جملتان واضحتان جاءتا على لسان رئيس الدبلوماسية السورية وممثل الشعب السوري وقيادته في المدينة السويسرية مونترو التي بدأ الجميع بتهجئة حروفها بعد جنيف.

هاتان الجملتان المختصرتان لخّصتا كل ما يريده السوريون الأحرار من جنيف أو غيرها. الجملة الأولى التي قالها المعلّم وخاطب بها وزير الخارجية الأميركي عندما ردّد “سيّد كيري” ليؤكّد له أن الكلام موجّه إليه لأنه قائد الأوركسترا المعادية لسوريا هي “لا أحد في العالم ..سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريون أنفسهم”، وقد حصر من له الحق بـ”السوريون”. أما الجملة الثانية والتي تنمّ عن احترام القيادة السورية لشعبها، وهي بهذا تمثّل الشعب السوري فعلاً لا قولاً أو تجارة أو عهرًا سياسيًّا كما ادّعى وتنطّع غيرها، وهذه الجملة هي القول الفصل في كل ما سينتج عن جنيف مهما بلغت الضغوط على سوريا، وهي “وما سيتم الاتفاق عليه هنا، مهما كان، سيخضع للاستفتاء الشعبي، فنحن مخوّلون هنا بنقل ما يريده الشعب لا بتقرير مصيره”.

جملتان مختصرتان مفيدتان وكل ما عداهما “كلام لا محل له من الإعراب” كما ختم المعلّم، ولا يستطيع مدّعو العروبة من الأعراب وعبيدهم من خدّام فورد أن يعرفوا ما له محل من الإعراب وما لا محلّ له من الإعراب، إن لم يُفهمهم سيدهم الأميركي كيري قواعد السريانية السورية التي عرّبها السوريون ونقلوا حروفها إلى العالم، ويقوم جيشهم العظيم اليوم بكتابة معجمها الموسوعي بأحذية جنوده التي تمرّ فوق رؤوس شذّاذ الآفاق الصهيووهابيين من يهود الداخل والخارج. فكيري وجوقته العدوانية وفرق استخباراته ومتكتكوه واستراتيجيوه وحدهم من عرف اللغة التي لقّن أبجديتها لهم جنود الجيش السوري البطل عبر بطولات وخطط نادرة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل، أفشلت كل ما سعوا إليه وأرادوه من شرّ لسوريا وشعبها.

المرجعية إذن للشعب السوري، والشعب السوري قد فوّض جيشه وقيادته الشجاعة، منذ زمن، للقيام بكل ما يلزم من أجل قيادة سوريا الدولة والوطن إلى الانتصار الساحق على أعداء الإنسانية، والانتقال به إلى سوريا الجديدة، الدولة التي يكون فيها المواطنون كلهم من دون استثناء مسيحيين حين تستهدف المسيحية وكلهم من دون استثناء مسلمين حين يستهدف الإسلام، لأنهم في حقيقتهم كلهم مسلمون لربّ العالمين، منهم من أسلم لله بالإنجيل ومنهم من أسلم بالقرآن ومنهم من أسلم بالحكمة، ولن يكون لهم من عدوّ يقاتلهم في دينهم وحقّهم وأرضهم إلا اليهود وعبيدهم من يهود الداخل الذين تقوم على رعايتهم المشافي “الإسرائيلية” وتعيدهم ليحاربوا، بدلاً عن جنودها، جيش الأمة العظيم الذي ترتعد له فرائص أعدائه من الصهاينة وحلفائهم العرب والغربيين، ويريدون استمرار مسلسل إلهائه عن معركته الأساسية في تحرير كل أراضينا المحتلة.

إنها المرّة الأولى، منذ سان ريمو وسيفر ولوزان وغيرها، التي يُعقد فيها مؤتمر دولي له علاقة بـ”الجيبولوتيك”، كما أشار السيد بشار الجعفري، ويكون السوريون فيه هم أصحاب قرار، يقولون لا عندما يتوجّب قولها وينظرون في أمر نعم، وذلك بفضل عصر بطولة مؤيدة بصحة العقيدة قلّ نظيره في التاريخ افتتحه جيش سوريا العظيم وهو يحارب خيرة خبراء أقوى جيوش العالم ويمرّغ أنوفهم وأنوف عملائهم المحليين والإقليميين بالذلّ والعار والهزيمة التي تتلوها هزيمة.

إن كل ما يرجوه السوريون من مؤتمر جنيف على صعيد التفاهم السوري الأميركي، إن كان هناك من تفاهم، هو الاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، وتأمين إجرائها والإشراف عليها في المناطق التي يسيطر عليها عملاؤهم، ليتمّ الانتقال السلمي للسلطة في سوريا إلى من هو جدير فعلاً بالمحافظة عليها، وليرى العالم كله من اختاره السوريون لقيادة بلادهم إلى برّ الأمان، ولتكن هذه الانتخابات برقابة من منظّمات مدنية، حصرًا، في العالم، لترى أي رصيد تملكه “الثورة” الوهابية في سوريا من جهة، وأي رصيد يملكه دعاة حقوق الإنسان الذين يحاولون إعادة سيناريو “الثورة السلمية” إلى بداياتها بعد أن تأكدوا أنهم خرجوا “من المولد بلا حمّص” وأن أسيادهم الغربيين قد تخلّوا عنهم.

حينها سيرى ويعرف الإعلاميون والمراقبون في العالم أجمع من هو بشار الأسد، من دون أن يكلّف السيّد بشار الجعفري نفسه عناء سؤالهم “من هو بشار الأسد؟” ومن يعرف حقيقة ما يجري في المناطق “المحررة” يعرف مسبقًا الجواب على سؤال السيد الجعفري:
بشار الأسد هو الرئيس السوري المنتخب قبل عام 2011 وفي العام 2014، لأن استحالة الفصل بين الشعب السوري وجيشه أصبحت مثل استحالة الفصل بين نجمين يعلّقهما الله في السماء، وبشار الأسد منهما، والسلام.
“وكلُّ أخٍ مفارقُهُ أخوهُ/ لَعَمرُ أبيكَ إلا الفرقدانِ”

هكذا هم رجال المهم الصعبه حماه الاوطان
حمئ الله سوريا العروبه