مسلحو الضنية: كيف حضنتهم قطر وأرسلتهم الى عرسال ؟

نضال حمادة
ساهمت التركيبة التنظيمية للسلفية العالمية المسلحة في لا مركزية قرار العمل لدى المجموعات العاملة ضمن هذه السلفية العالمية والتي استخدمت حتى العام 2000 بلاد الغرب خصوصا أمريكا بلجيكا وفرنسا في تجنيد النشطاء وتنظيم الخلايا التي ارسلت الى الشرق الأوسط للعمل بعد أحداث 11 أيلول ، وما تبعها من احتلال في افغانستان ومن ثم في العراق.
دخلت قطر على خط السلفية الجهادية بشكل مباشر منذ بدء الهجوم الأمريكي على حركة طالبان في أفغانستان في العام 2001 وكانت أولى المجموعات السلفية التي استقبلتها الامارة الخليجية آتية من الضنية في جرود عكار اللبنانية وقد استقبلت الدوحة مجموعة من هؤلاء في احدى الجمعيات تحت غطاء إقامة دورات تأهيل في مجال حقوق الانسان.
في بداية الاحداث السورية، أخرج آل ثاني الكوادر السلفية المحاربة التي قاموا برعايتها منذ بعد خروج الافغان العرب من أفغانستان، وظهور تنظيم القاعدة او من يعتمر قبعته من الجماعات السلفية المحاربة في العراق وفي لبنان وسوريا والأردن والخليج واليمن، رافدا المعارضة السورية بالمقاتلين والمال. ومن بين هؤلاء مجموعة من سلفيي الضنية استقبلتهم قطر في العام 2001 وقامت بإرسالهم الى سوريا عبر الاردن وتركيا، وتوجه هؤلاء الى منطقة عنجر في البقاع الأوسط والى مدينة تلكلخ السورية على الحدود مع لبنان في الشمال، والتي شكلت منطقة التجمع والانطلاق الى الداخل السوري عبر الاراضي اللبنانية، وتولى متابعة هذه المجموعات عبد الرحمن ن. عبر الشيخ ب. د.، والشيخ ص. ز . وكان اول عمل اوكل الى هذه المجموعة توليها امر تقل المهندسين الايرانيين الذين خطفوا في حمص عام 2012 وكان يتم نقل الايرانيين حينها بين تلكلخ وبلدة سقرجة في ريف القصير قبل ان ينجح لواء الفاروق في حمص بنقلهم الى الشمال السوري.
ويتداول في عرسال أن مجموعة من اللبنانيين والفلسطينيين الذين كان تحت أمرة عبد الحكيم ج في الضنية والذين اختفوا خلال السنوات الماضية بسبب انتقالهم الى العراق عادوا الى عرسال ونزلوا بداية في الطابق السفلي من مدرسة (الملا ابو طاقية) للتعليم الديني، ونشطوا مع خالد الطبش في عمليات نقل المسلحين والسلاح الى القصير بالتواصل مع صهيب الزهوري الذي أحد قادة جبهة النصرة في القصير.
بعد خروج مسلحي المعارضة السورية من القصيرـ انتقلت مجموعة من اللبنانيين ينتمي اعضاؤها الى بلدتي (الضنية و عنجر) الى عرسال ومن ثم وبناء على اوامر من الحكمة الشرعي في يبرود التي تضم اعضاء المجلس العسكري، توجهت المجموعة من عرسال الى الفاكهة وأقاموا لفترة في مستشفى ميداني انشأه ع. خ وهو طبيب سوري عمل مع جبهة النصرة في القصير وانتقل الى عرسال ومن ثم الى الفاكهة.
وبانكشاف وجود بقايا مجموعة الضنية في عرسال ومشاركتهم المباشرة في الحرب السورية ، تكون مجموعات السلفية العالمية المحاربة المصنفة على لوائح الإرهاب العالمية قد وضعت عرسال في دائرة خطر دولية هذه المرة، وهذا الوضع يشكل حالة خلاف داخل البلدة التي يتخوف غالبية سكانها من تدخل عسكري سوري مباشر في البلدة ، بعد الانتهاء من معركة يبرود، وهذه المرة بغطاء امريكي لذلك أعطيت الأوامر لمجموعة الضنية بمغادرة البلدة ، الى الجوار السوري لكن المجموعة نفسها ذهبت الى قرية الفاكهة على مقربة من عرسال.