الجيش السوري يتم عملية الإطباق على القلمون قبل الجولة الثانية من جنيف 2

أنطوان الحايك
بالرغم من الهم الحكومي الضاغط، استأثر الملف الأمني بالاهتمامات الرسمية والشعبية نظراً لتطوره الدراماتيكي المرشح للمزيد من التصعيد، في ظل معلومات تتوارد إلى المراجع الأمنية والسياسية مفادها أن تقدم الجيش السوري على محور القلمون سيؤدي إلى فرار المسلحين باتجاه الأراضي اللبنانية، بعد أن نجحت القوات السورية في محاصرة مدينة يبرود التي تشكل القاسم المشترك لتصدير السيارات المفخخة والانتحاريين إلى الداخل اللبناني ما سيرهق الجيش اللبناني والقوى الأمنية المحلية، ويدفع بالأمور إلى المزيد من التفلت خصوصاً أن المعلومات تتقاطع أيضاً على أن الجيش السوري يعتزم انهاء مرحلة الحسم في هذه البقعة الجغرافية الاستراتيجية والحساسة في خلال الايام القليلة الفاصلة عن الموعد الجولة الثانية من مؤتمر جنيف 2 المقررة في العاشر من الجاري اذا لم يطرأ جديداً يؤدي إلى ترحيلها لموعد لاحق.
في هذا الوقت، ينقل زوار العاصمة السورية عن قياداتها الأمنية اصرار الجيش النظامي مدعوماً من اللجان الشعبية على اقفال المعابر التي تصل البقاع الشمالي بالريف السوري، لتغير المعادلة العسكرية ودفعها لتصدر المحادثات المزمعة في أروقة الجولة الثانية وكواليسها، وذلك في ظل ما يمكن اعتباره غض نظر أميركي وغربي تجاه ما يفعله الجيش السوري على الأرض ضد التكفيريين وما يلحقه بهم من خسائر على مستوى القيادات والأفراد لتغيير المشهد العسكري وتحويل الأزمة إلى سياسية المنشأ ودولية الحل.
في سياق متصل، يكشف هؤلاء أن الجيش السوري استكمل في الساعات الأخيرة الماضية عملية الاطباق على طرق الامداد الداخلي في محاولة جادة منه إلى تقسيم ما تبقى من القلمون والسلسلة الشرقية إلى مربعات عسكرية يسهل التعامل ومعها وتحد من الخسائر البشرية في صفوف القوات المهاجمة، وبالتالي القضاء سريعاً والدخول الممنهج إلى عقر دار الأصوليين في يبرود، ما خلا بعض الجيوب المقدر لها أن تنتقل بثقلها العسكري والمعنوي إلى لبنان عبر جرود عرسال مروراً بعرسال المدينة انتقالاً إلى بيروت والشمال وبعض مناطق عكار، التي تشكل تماساً مباشراً مع الجبهة السورية المفتوحة على احتمالات جديدة من ضمنها تقدم الجيش النظامي باتجاه معاقل ومراكز تدريب “القاعدة” في المناطق المجاورة وان كانت خارج الحدود السورية.
هذا الواقع هو ما يرخي بظلاله الثقيلة على الملف الامني في لبنان، خصوصاً أن بعض الأصوات المبايعة لتنظيم “داعش” بدأت تلقى الاذان الصاغية عند عدد لا باس به من قادة المحاور في طرابلس وقيادات أصولية داخل المخيمات الفلسطينية، فضلاً عن وضع سياسي مأزوم يؤدي إلى المزيد من الانقسام في الشارع ويحوله إلى سوق عكاظ يتبارى فيه المعنيون في زيادة الشرخين السياسي والأمني.
غير ان التحذيرات من ازدياد الأعمال الانتحارية يبقى الهاجس الأكبر، باعتباره الوسيلة الوحيدة المتبقية لتنظيم “القاعدة” وتوابعها للبقاء ضمن المعادلة السياسية الجديدة، التي فرضتها التسوية الايرانية الأميركية من جهة والأميركية الروسية من جهة ثانية، فضلاً عن استغلاله المستمر للضياع الخليجي وعمل بعض الدول العربية والاسلامية على ابعاد الكأس المرة عنها من خلال تصديره إلى أرض الجهاد في سوريا و”النصرة” في لبنان.