هل تخوف الاميركيين من تنامي خطر القاعدة في سورية حقيقي؟

زينب عواركي
مع تسارع وتيرة اعمال العنف التي تضرب عدداً من بلدان العالم، إنطلاقاً من العراق وسوريا ولبنان، وصولاً إلى أفغانستان وباكستان، وإعلان الكتائب المسلحة التي تقاتل تحت لواء تنظيم القاعدة الإرهابي مسؤوليتها عن تلك العمليات، بدأت تتوضح معالم ذلك الإرهاب الذي لم يسلم منه لا البشر ولا الحجر.
عنف القاعدة في سوريا ازدادت حدته مع اطالة عمر الأزمة من قبل الدول التي تمول جماعات مسلحة استطاعت انتزاع مناطق شاسعة من يد سلطة تملك جيشا جرارا من مليون جندي نصفهم مقاتلون فعليا، فكم عدد المسلحين وكم هي الامكانيات التي تقدمها لهم الدول التي تدعمهم كبيرة وهائلة؟
ازمة ولدت من رحم مطالب التغيير في بداية الازمة لتنتهي بفشل في تحريك الشارع بشمولية تقلب النظام وتسقط السلطة فلجأت الدول العدوة لسورية الى تسليح ٦٥ الف قاطع طريق وخلقت ما يسمى بالجيش الحر الذي فقد قابليته للحياة بعدما انضمت تنظيمات تكفيرية الى القتال وسرقت بعض السيطرة الميدانية على الارض ومعه بعض الدعم الشعبي الجزئي للمعارضة .
قطع الرؤوس وأكل لحم البشر ومحاصرة مدن وقرى ليتضور الأطفال والنسوة جوعاً في حال كانوا من اعداء القاعدة واتساع خطر انتقال المتدربين الجدد على الارهاب من سورية عائدين الى اوروبا واميركا(اكثر من الف اوروبي على اقل تقدير كسبوا خبرات ارهابية في سورية) كل ذلك تقول مصادر اعلامية وسياسية غربية انه أجبر المجتمع الدولي على التحرك، خوفاً من وصول موجة العنف هذه إلى المجتمع الغربي، خاصة وأن القاعدة بدأت في توسيع قدراتها على تجنيد مقاتلين من جنسيات أجنبية مختلفة باسم الجهاد في سورية.
اوساط في الولايات المتحدة دقت ناقوس الخطر لكن الخلافات الداخلية في واشنطن تجعل الفعل الاميركي قاصرا عن التحول الى عامل حاسم لمقاتلة الارهاب في سورية، ففي اميركا من لا يزال يعتقد انه يمكن تطبيق نظرية استخدام القاعدة لمقاتلة سورية وايران وحزب الله.
صحيفة الواشنطن بوست نقلت عن عضوين جمهوريين في الكونغرس الأميركي، اعتراف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام مجموعة من أعضاء الكونغرس، أن سياسة إدارة اوباما حيال سوريا تبوء بالفشل، وهو أمر سارعت المتحدثة باسم كيري إلى نفيه.
الولايات المتحدة الأميركية كانت أول الداعين إلى مؤتمر جنيف ٢ حول سوريا، على اعتبار أن مفاوضات السلام في العاصمة السويسرية، هي أفضل وسيلة لمعالجة المذبحة الملحمية في سوريا، إلا أن الفشل الذي أحدق بالمؤتمر، وهو أمر اعترف به المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أبطل مصداقية واشنطن.
مدير جهاز المخابرات القومية جيمس كلابر أكد للكونغرس أن سوريا بدأت تتحول إلى مركز للتطرف الراديكالي، ما يشكل تهديداً محتملاً للأراضي الأميركية، مشيراً إلى أن الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة قد يستخدموا الأراضي التي يسيطرون عليها من اجل التخطيط لمهاجمة الولايات المتحدة.
إعتراف كلابر يحث واشنطن إعادة النظر في كيفية ضبط جرائم وتهديدات القاعدة المتنامية،خاصة وأن كيري كان قد أشار إلى انه ليس لدى إدارة اوباما أي رؤى حتى الآن، في كيفية محاربة الإرهاب الذي قد ينتقل من مجتمعاتنا إلى المجتمعات الغربية.