مراسلة للفارس من داخل الوطن الجريح

مراسلة للفارس من داخل الوطن الجريح

الأفراد والعائلات التي شاركت في نكبة فبراير . تمر بحالة نفسية صعبة . الكثير منهم نادمون . بعضهم يجاهر بها للمقربين . والأخر يكتمها حسرة في قلبه لكنها ظاهرة وواضحة على ملامح وجوههم .

في أحاديث المناسبات الأجتماعية . لم يعد هناك من يتكلم بحماس على فبراير . بل الكثير ناقم عليها . وناقم من تصرفات قادتها . ويصفهم بالمجرمين والسراق . ويتكلمون بوضوح بأنه تم الضحك عليهم .

يلاحظ بشكل ملفت أن كل العائلات التي ناصرت فبراير فقدت أحد أو بعض ابنائها أو بناتها في حوادث مختلفة . اما موت بالخطأ برصاصة طائشة . أو في معارك ومشاجرات . أو في حوادث سير . أو خطف وتعذيب . ومنهم من هم مختفي حتى هذه اللحظة ولايعلم عنه شي .

الأخطر من كل ذلك والمسكوت عنه . لكنه يتداول خفية . هو أن عدد كبير من الشباب والفتيات مصابون بأمراض وأوبئة . وخاصة مرض الأيدز الذي أنتشر بشكل مخيف . وهناك مناطق ناصرت فبراير منذ البداية سكانها يرتجفون من تفشي هذا المرض . ومنهم من حاول العلاج بالخارج وبتكاليف باهضة . لكن لم يتغير شي . والناس مرعوبة .

حوادث متفرقة حصلت . بأن بعضهم قالها بصوت عالي في وسط الحضور ونتحفظ عن ذكر الأماكن ( ياريت يولي معمر ) مع العلم أنهم كانوا من أكبر المناصرين لفبراير .

الشباب والفتيات يتداولون صور وخطب القائد معمر القذافي وسيف الأسلام ويضعونها نغمات وعلنا في بعض الأماكن . أيضا ينتقون اللباس والأكسسوارات وكل شي باللون الأخضر . ومعطم الليبيين يتابعون قناة الخضراء في البيوت وحتى الادارات والمؤسسات . وبعض المدراء يعلم ذلك ويكتفي بالصمت .

أخيرا .. معظم الناس ولن نبالغ أذا قلنا نسبة 90% من الناس هم ناقمون على فبراير . بل ومستعدين للمشاركة في تطهير البلاد من مجرميها وأعادة الشرعية الجماهيرية وعلمها الأخضر وأمنها وسيادتها وكرامتها للمواطن