السوريون القوميون في الشام: المعركة معركتنا وسننتصر

الحزب السوري القومي الإجتماعي ليس بعيداً عن أرض الميدان السوري. في أكثر من رقعة يقف مقاتلو الحزب إلى جانب الجيش السوري النظامي والدفاع الوطني في مواجهة ما يصفونها بـ”المؤامرة الكونية” على بلادهم، ويؤكدون أن المعركة معركتهم بالدرجة الأولى ولا يمكن أن يكونوا على الحياد بأي شكل من الأشكال.
في هذه المعركة، قدم الحزب العديد من أعضائه، بحسب ما تؤكد مصادر قيادية فيه، ومنذ بدء الأحداث كان عرضة للإستهداف من قبل المجموعات المعارضة المسلحة التي هاجمت بعض مراكزه وإغتالت قياديين فيه بسبب الدور الذي كانوا يقومون به على أرض الواقع.
من وجهة نظر الحزب، هو يؤكد من خلال ما يقوم به وحدة المصير في معركة تساوي الوجود، ويقف سداً منيعاً في مواجهة المؤامرة إلى جانب الشعب السوري دفاعاً عن الهوية والوحدة والحضارة، ويؤكد إلتزاماً قومياً واضحاً، خصوصاً أن الهدف ممّا يحصل إستهداف أسس عقيدة وهوية وموقع الدولة السورية في احتضان النضال القومي وقوى المقاومة من فلسطين إلى العراق مروراً بلبنان.
وتؤكد مصادر الحزب لـ”النشرة” أنه لا يقف موقف المتضامن بل الشريك في النضال، وما الدماء التي سالت على أرض الشام إلا دليلا حيّا على إلتزامه بـ”أن الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكنا بل وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها”، كما يقول زعيم الحزب أنطون سعادة، وتشدد على الإعتزاز بـ”الواجب الذي يقوم به الحزب في مواجهة الجماعات الإرهابية التي يرى فيها وجهاً من وجوه الإرهاب الإسرائيلي الذي عانت منه المنطقة على مدى السنوات السابقة”.
لدى قيادة الحزب ثقة بالقيادة السورية برئاسة بشار الأسد وإدارته لهذه المعركة على مختلف المستويات، العسكرية منها والدبلوماسية، وتضيف: “نحن نقف معاً أو نسقط معاً وإن شاء الله سننتصر معاً”، وتشدد على أنها تخوض معركة قومية بامتياز على مدى أرض الوطن، وتشير إلى أنها تتحمل مسؤولية كبيرة في حماية القضية والموقع، وهي ستقوم بذلك دائماً لدفن المؤامرة كما حصل في السابق، وترى أنها اليوم على أرض الشام تُعيد تكرار تجربة طي مشروع تقسيم لبنان وإعادة بناء مشروع الدولة ومؤسساتها ومقاومة الإسرائيلي عبر محاربة أدواته.
وتشير المصادر إلى العصابات المتطرفة، التي تأتي من كل أصقاع الأرض باسم “الجهاد” من أجل القتال في سوريا، في حين هي تغض النظر عن الجهاد الحقيقي في فلسطين، وتعتبر أن هدفها الأساس الإعتداء على الحضارة السورية.
بالنسبة إلى الحزب، ما يقوم به ليس بعيداً عن صلب عقيدته، حيث ترى المصادر نفسها أن الفكرة القومية لا قيمة لها من دون وجود جماعة تدافع عنها على أرض الواقع، وتشير إلى أن غير ذلك يعني أنها ستبقى مجرد نظرية لا قيمة فعلية لها.
وتشدد المصادر على أن القومي يعتبر هذه المعركة معركته بكل ما تعني الكلمة، لأن هكذا مواجهة مع قوى اقليمية ودولية وعربية، وجهات سورية إرتضت أن تكون أدوات لهذا المشروع، أخطر من الإرهاب الإسرائيلي الذي يأخذ الأرض ويطرد الشعب، ولأن هذا الإرهاب يستهدف النسيج السوري بكل فئاته، وتؤكد أن من غير الوارد الوقوف على الحياد بأي شكل، فبعد مرور 3 سنوات على الأزمة ليس هناك من حيادي، فإما أن تكون مع الوطن أو تكون في الجهة المقابلة.
من جهة ثانية، تؤكد مصادر الحزب لـ”النشرة” أن ليس هناك من قرار صادر عن القيادة بارسال مقاتلين من لبنان إلى الشام، وتشير إلى أن القوميين في كل القرى والبلدات التي تتعرض لأي إعتداء يقومون بواجباتهم منذ بداية الأزمة.
كما لا تنفي المصادر وجود حالة إستقطاب كبيرة في قرى وبلدات كثيرة في هذه المرحلة، لا سيما أن المواطنين يعتبرون أن فكر الحزب قادر على الرد على مختلف الأسئلة التي لديهم، والتي ظهرت جلياً خلال الأزمة الحالية، خصوصاً أنه من الأحزاب العقائدية العابرة للطوائف، والتي لا تقوم على التمييز بين المواطنين على أي أساس.
في المحصّلة، سيستمر القوميون في المعركة التي يؤكدون أنها وجودية بالنسبة لهم، ويعتبرون أن نهايتها ستكون بانتصار المحور الذي ينتمون إليه.
النشرة
ماهر الخطيب