السعودية تأكل الحصرم.. والسوريون يضرسون
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
السعودية تأكل الحصرم.. والسوريون يضرسون
نبيل فياض
منذ البداية الأولى تحديداً، قلنا إن النظام قوي جداً وإن إسقاطه ضرب من المستحيل.
وقلنا أيضاً إن أقوى عوامل بقاء النظام هي معارضته. فالمعارضة السورية، التي لم تنم في تربة صحية بالمعنى الديمقراطي التحرري للكلمة، لم يكن بإمكانها عضوياً إلا أن تكون متشظية، متنازعة، وبالتالي متصارعة حتى عسكرياً.
وفي كل زيارة لنا إلى قطر في العامين 2011 و 2012، قبل أن نقطع العلاقة نهائياً بالجزيرة، كان الحديث المعتاد منهم بأن النظام قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وأنه من الأفضل لنا أن نبقى في الدوحة. بل كانوا على الدوام يحددون مواعيداً دقيقة يدعون أن النظام سيسقط فيها. وكانت النتيجة المنطقية لسوء قراءة الواقع السوري من ناحية، وللتضليل المتعمد الذي تمارسه الجماعات المعارضة على حكّام قطر وغيرهم لكسب الوقت والمال من ناحية أخرى، أن ما سقط كان سوريا الوطن والناس والبنى التحتية والحضارة؛ وأقفلت الدوحة مناقصة الإسقاط بسقوط حاكميها ودخول عنصر جديد شاب إلى مسرح بلاد الغاز:
في البدايات الأولى اعتقدنا أن ما يحصل في سوريا هو ثورة من أجل الحرية. وكان مشهد الشباب الثائرين في درعا وحمص والسلمية يبعث فينا نوعاً من الرجاء بانتهاء الزمن الأمني في سوريا، وانتقال سوريا بالفعل من دولة الحزب الأوحد إلى دولة المواطنة. لكن ما حصل في الساحل منذ البدايات الأولى أيضاً، حين خرجت المظاهرات ” السنية ” تصيح، العلويون إلى التابوت والمسيحيون إلى بيروت، كان صفعة لنا بأن هذا الحراك ليس بريئاً ولا يهدف إلا إلى نقل سوريا إلى زمن ما قبل الدولة والمدنية. ثم انكشفت عورة القرد مع الدخول الأسرع للقوى التكفيرية إلى المسرح، ثم طردها لكافة الدونكوشوتيين الحالمين المعارضين خارج الخشبة.
لم يكن موقفنا براغماتياً-منفعياً، بمعنى أننا وقفنا مع الطرف الأقوى في المعادلة، أي النظام السوري. موقفنا يقوم على أسس إنسانية-أخلاقية-ديمقراطية-مدنية:
1 – إنسانياً: لأن المعارضات السورية المسلحة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها معادية للإنسانية عبر أعمالها التي تنافي أبسط قواعد حقوق الإنسان؛ والتي بدت جلية للغاية في ريف اللاذقية وعدرا العمالية.
2 – أخلاقياً: لأن التشكيلات المسلحة المناوئة للنظام، كما نعرفها من كثير من رموزها، تبرهن على أنها جماعات لا هم لها غير المال والسلطة؛ وفي سبيل المال والسلطة يغيّر هؤلاء انتماءاتهم كما يغيرون جواربهم.
3 – ديمقراطياً: لأن المسلحين المناوئين للنظام يثبتون كل يوم أنهم لا يهدفون إلى إقامة دولة ديمقراطية في سوريا المستقبلية؛ وما صراعهم بين بعضهم الإجرامي إلا الدليل الأبسط على ذلك.
4 – مدنياً: لأننا لم نر في تلك الحرب العبثية غير مظاهر دمار المدنية والعودة بسوريا إلى زمن ما قبل الدولة. فما علاقة الحرية بتدمير المتاحف وسرقة الآثار ونهب المنازل وقتل العلم والثقافة؟
السعودية اليوم تأخذ مكان القطريين والأتراك في محاولة الأمريكان والإسرائيليين إسقاط المنظومة التي تحكم في دمشق. فما هي النتيجة؟ المنظومة الحاكمة في دمشق تزداد قوة وحصانة شعبية، لكن على حساب دمار الدولة المدنية في سوريا.
إن ما دفعته دول الخليج من أجل إسقاط النظام عبر تدمير سوريا وفشلت به، كان يمكنه إسقاط النظام فعلاً لو أن تلك الأموال دفعت لإعمار سوريا وإقامة المزيد من البنى التحتية فيها وتطوير البلد إلى دولة من دول الصف الأول.
كل يوم يثبت كثير من السوريين أنهم الأسهل شراء وبيعاً في مزاد السياسة؛ وكان بإمكان الخليجيين شراء هؤلاء عبر فعل البناء لا التدمير!!
لماذا اختاروا التدمير؟؟
اسألوا مدينات يسرائيل!!
منذ البداية الأولى تحديداً، قلنا إن النظام قوي جداً وإن إسقاطه ضرب من المستحيل.
وقلنا أيضاً إن أقوى عوامل بقاء النظام هي معارضته. فالمعارضة السورية، التي لم تنم في تربة صحية بالمعنى الديمقراطي التحرري للكلمة، لم يكن بإمكانها عضوياً إلا أن تكون متشظية، متنازعة، وبالتالي متصارعة حتى عسكرياً.
وفي كل زيارة لنا إلى قطر في العامين 2011 و 2012، قبل أن نقطع العلاقة نهائياً بالجزيرة، كان الحديث المعتاد منهم بأن النظام قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وأنه من الأفضل لنا أن نبقى في الدوحة. بل كانوا على الدوام يحددون مواعيداً دقيقة يدعون أن النظام سيسقط فيها. وكانت النتيجة المنطقية لسوء قراءة الواقع السوري من ناحية، وللتضليل المتعمد الذي تمارسه الجماعات المعارضة على حكّام قطر وغيرهم لكسب الوقت والمال من ناحية أخرى، أن ما سقط كان سوريا الوطن والناس والبنى التحتية والحضارة؛ وأقفلت الدوحة مناقصة الإسقاط بسقوط حاكميها ودخول عنصر جديد شاب إلى مسرح بلاد الغاز:
في البدايات الأولى اعتقدنا أن ما يحصل في سوريا هو ثورة من أجل الحرية. وكان مشهد الشباب الثائرين في درعا وحمص والسلمية يبعث فينا نوعاً من الرجاء بانتهاء الزمن الأمني في سوريا، وانتقال سوريا بالفعل من دولة الحزب الأوحد إلى دولة المواطنة. لكن ما حصل في الساحل منذ البدايات الأولى أيضاً، حين خرجت المظاهرات ” السنية ” تصيح، العلويون إلى التابوت والمسيحيون إلى بيروت، كان صفعة لنا بأن هذا الحراك ليس بريئاً ولا يهدف إلا إلى نقل سوريا إلى زمن ما قبل الدولة والمدنية. ثم انكشفت عورة القرد مع الدخول الأسرع للقوى التكفيرية إلى المسرح، ثم طردها لكافة الدونكوشوتيين الحالمين المعارضين خارج الخشبة.
لم يكن موقفنا براغماتياً-منفعياً، بمعنى أننا وقفنا مع الطرف الأقوى في المعادلة، أي النظام السوري. موقفنا يقوم على أسس إنسانية-أخلاقية-ديمقراطية-مدنية:
1 – إنسانياً: لأن المعارضات السورية المسلحة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها معادية للإنسانية عبر أعمالها التي تنافي أبسط قواعد حقوق الإنسان؛ والتي بدت جلية للغاية في ريف اللاذقية وعدرا العمالية.
2 – أخلاقياً: لأن التشكيلات المسلحة المناوئة للنظام، كما نعرفها من كثير من رموزها، تبرهن على أنها جماعات لا هم لها غير المال والسلطة؛ وفي سبيل المال والسلطة يغيّر هؤلاء انتماءاتهم كما يغيرون جواربهم.
3 – ديمقراطياً: لأن المسلحين المناوئين للنظام يثبتون كل يوم أنهم لا يهدفون إلى إقامة دولة ديمقراطية في سوريا المستقبلية؛ وما صراعهم بين بعضهم الإجرامي إلا الدليل الأبسط على ذلك.
4 – مدنياً: لأننا لم نر في تلك الحرب العبثية غير مظاهر دمار المدنية والعودة بسوريا إلى زمن ما قبل الدولة. فما علاقة الحرية بتدمير المتاحف وسرقة الآثار ونهب المنازل وقتل العلم والثقافة؟
السعودية اليوم تأخذ مكان القطريين والأتراك في محاولة الأمريكان والإسرائيليين إسقاط المنظومة التي تحكم في دمشق. فما هي النتيجة؟ المنظومة الحاكمة في دمشق تزداد قوة وحصانة شعبية، لكن على حساب دمار الدولة المدنية في سوريا.
إن ما دفعته دول الخليج من أجل إسقاط النظام عبر تدمير سوريا وفشلت به، كان يمكنه إسقاط النظام فعلاً لو أن تلك الأموال دفعت لإعمار سوريا وإقامة المزيد من البنى التحتية فيها وتطوير البلد إلى دولة من دول الصف الأول.
كل يوم يثبت كثير من السوريين أنهم الأسهل شراء وبيعاً في مزاد السياسة؛ وكان بإمكان الخليجيين شراء هؤلاء عبر فعل البناء لا التدمير!!
لماذا اختاروا التدمير؟؟
اسألوا مدينات يسرائيل!!
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32946
نقاط : 67999
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» على رسلك يا حكم البابا .. إنه أكل الحصرم
» موسم الحصرم في داريا بين التسوية والمعارك
» صوموا مع السعودية ، وافطروا مع السعودية ، السعودية ( ياختي ) يا ايتها الاُمة العربية
» في الغوطة “الثورة” تأكل أبناءها.. “لا داعٍ لتدخل الجيش”
» السفير السوري: نحن ضد إقامة المخيمات والسوريون سيتمكنون من العودة
» موسم الحصرم في داريا بين التسوية والمعارك
» صوموا مع السعودية ، وافطروا مع السعودية ، السعودية ( ياختي ) يا ايتها الاُمة العربية
» في الغوطة “الثورة” تأكل أبناءها.. “لا داعٍ لتدخل الجيش”
» السفير السوري: نحن ضد إقامة المخيمات والسوريون سيتمكنون من العودة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد