موسم الحصرم في داريا بين التسوية والمعارك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
موسم الحصرم في داريا بين التسوية والمعارك
وسام عبدلله
تترنح مدينة داريا في ريف دمشق بين التسوية والمعارك. ولم يعرف الناشطون الذين أطلقوا الصحيفة الالكترونية المعارضة «عنب بلدي» منذ حوالي السنتين، أن «موسم الحصرم» سيكون فصلا طويلا في مدينتهم، التي تعد أكبر مدن الغوطة الغربية وبوابة دمشق نحو جنوب البلاد.
تصل بك السيارة إلى أطراف دمشق آتياً من الاوتوستراد الدولي الذي يصل إلى الحدود اللبنانية، لتستقبلك في مشاهدتك الأولى مدينة داريا في ريف الغوطة الغربي، ببيوتها الكثيرة والمتلاصقة، ومساحتها الجغرافية التي تشكل اكبر مناطق الريف الغربي جنوب دمشق، حيث تصل بين المعضمية وحي المزة الدمشقي والقدم والحجر الأسود.
وكانت أشهر العمليات العسكرية وقعت في صيف العام 2012، حيث كانت المجموعات المسلحة على مقربة من أطراف دمشق، بعد دخولها عن طريق بساتين الرازي الملاصقة لداريا، لكن وحدات الجيش السوري قامت باقتلاع بساتين الصبار التي كانت المجموعات المسلحة تختبئ بينها، لتبدأ بعدها عملية عسكرية، لترافقها في مرحلة لاحقة مفاوضات لتحقيق تسوية ومصالحات، وخاصة بعد تنفيذ المصالحة في منطقة المعضمية الملاصقة لمدينة داريا من ناحية الشرق.
وكغيرها من المناطق المشتعلة، فقد كان الدمار الجزء الأساسي من مشهد المدينة، حيث لحقت الأضرار بمختلف المرافق، المدنية والدينية، كشارع الشاميات والمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى مرقد السيدة سكينة والأبنية حول الجامع الكبير. وأصبحت بعض مفارق الطرقات، بالنسبة إلى مجموعات مسلحة، مكانا لتنفيذ أحكام الإعدام بحق من يتواصل مع الجيش السوري، ويتم تنفيذ الحكم نتيجة اتهامه «بالتعامل مع النظام» بحسب ما ذكرته بيانات الجماعات المسلحة.
وتكمن أهمية داريا، بحسب مصدر ميداني تحدث إلى «السفير»، لكونها تقع في محورين أساسيين، الأول أنها قريبة من العاصمة، وتشكل مركزا لانطلاق قذائف الهاون باتجاه أحياء المزة وساحة الامويين وكفرسوسة. والمحور الثاني هو اوتوستراد دمشق - درعا الدولي، الذي يشكل الطريق نحو محافظتي درعا والسويداء، ما يعني أن السيطرة عليه ستؤدي إلى قطع طرق التواصل والإمداد للجيش نحو الجنوب.
وقد حاولت المجموعات المسلحة أن تسيطر على هذا الطريق خلال معركة أسموها «وبشر الصابرين»، والتي تهدف، بحسب بياناتهم، إلى «فك الحصار عن المناطق الشرقية في داريا».
ويوضح المصدر أن أحد أخطر الأهداف غير المعلنة لمثل هذه المعارك هو وصول هذه المجموعات إلى بلدة دير علي، التي تتواجد فيها محطة حرارية تغذي خمس محافظات، من بينها دمشق، والقيام بتدميرها أو اتخاذها وسيلة للتفاوض مع الدولة السورية.
ومن أهم الجماعات المسلحة في داريا «لواء شهداء الإسلام»، الذي تشكل منذ سنة ونصف السنة، ويضم مجموعة من الجماعات في الغوطة الغربية بشكل أساسي، بالإضافة إلى مجموعات تابعة لـ«جبهة النصرة» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام».
وترتبط هذه الجماعات جغرافيا بمناطق أخرى في الريف الغربي كالحجر الأسود ومخيم اليرموك والقدم. وتهدف عمليات الجيش السوري في هذه المناطق إلى إكمال الطوق حول مدينة داريا والتضييق على المجموعات المسلحة بداخلها، خاصة بعد إعلان تنفيذ اتفاق المصالحة في حيي القدم والعسالي.
عملية قطع الإمداد والمناطق عن بعضها في الريف الغربي هي جزء من العملية العسكرية للسيطرة على كامل الريف الدمشقي. ويوضح المصدر أنه لا يمكن فصل إعادة السيطرة على المليحة وعدرا العمالية والتقدم في جوبر عما سيحدث في داريا والحجر الأسود، خصوصا أن ما يفصل معظم تلك المناطق عن بعضها هو الطرقات الدولية، فبين المليحة والسيدة زينب وجرمانا اوتوستراد المطار الدولي واوتوستراد السويداء - الشام، وبين السيدة زينب وسبينة، من جهة وداريا والمعضمية من جهة ثانية، هناك طريق درعا - دمشق الدولي الذي يصل إلى الحدود الأردنية.
وفي قضية المصالحة التي يتم العمل عليها في داريا، يبدي مصدر في وزارة المصالحة، في تصريح إلى «السفير»، استغرابه من العدد الكبير للتسريبات الإعلامية المتعلقة بالمصالحات بشكل عام، وداريا بشكل خاص. ويقول إن «عملية المصالحة هي مفاوضات، وليس من الجائز طرح بنودها على الإعلام قبل الوصول إلى اتفاق نهائي»، مضيفا «قد تكون مثل هذه الأمور في بعض الأحيان من المعوقات الأساسية لاستكمال التسويات».
ويشير المصدر إلى أن العامل المساعد على نجاح التسويات هو بدء دخول مناطق عديدة في البلاد ضمن هذه الاستراتيجيا، لتدخل لجان من المناطق التي تمت فيها التسويات كطرف اتصال وتواصل بين مختلف الأطراف. وكان أعلن بداية أيلول الماضي عن اتفاق لوقف إطلاق النار مدته 72 ساعة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة بهدف تسهيل عملية المفاوضات.
إن صوت معارك القنيطرة ودرعا يسمع صداه في داريا، حيث ان احد أهداف الجماعات المسلحة مما يحدث جنوبا من معارك مع الجيش السوري هو التقدم نحو الغوطة الغربية لدمشق وكسر الحصار، كما تسميه، عن قرى وبلدات الريف.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» على رسلك يا حكم البابا .. إنه أكل الحصرم
» السعودية تأكل الحصرم.. والسوريون يضرسون
» ليبيا.. الجيش يتقدم في بنغازي والمعارك تلامس طرابلس
» المدينة الصناعية بحلب تحت سيطرة الجيش السوري ... والمعارك على كافة المحاور
» موسم حصاد الفتنة
» السعودية تأكل الحصرم.. والسوريون يضرسون
» ليبيا.. الجيش يتقدم في بنغازي والمعارك تلامس طرابلس
» المدينة الصناعية بحلب تحت سيطرة الجيش السوري ... والمعارك على كافة المحاور
» موسم حصاد الفتنة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
الإثنين نوفمبر 25, 2024 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi