الحرب على روسيا من سوريا إلى أوكرانيا

كلنا رأى المشهد الاوكراني وتأثير القوى الخارجية ,هذه الثورة المخطط لها مسبقاً.
كما سمعنا إرتفاع الضوضاء حول الجبهة الجنوبية لسوريا في محافظة درعا ومرتفعات الجولان ,من خلالهما يمكننا التعرف على شظايا هذا المشهد :
1-تحميل الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية فشل الجولة الثانية من جنيف2 للوفد الحكومي للجمهورية العربية السورية,في حين مازلنا بإنتظار صدور التقرير النهائي للأخضر الإبراهيمي.
2-ترحيب المجتمع العربي والإقليمي والدولي بتشكيل الحكومة اللبنانية بعد 300 يوماً من الإنتظار.
3-العزلة الدبلوماسية لتركيا حقيقة واضحة وهذا مااضطر لاعتراف الرئيس غول بالقول إن أردوغان عاد من طهران بعبارة”لقد تعلمت الكثير”.
4-قرارالسعوديةبمحاكمة المتورطين بالأعمال الإرهابية من مدنيين وعسكريين,والإستعداد لتسهيل عودة السعوديين الراغبين بالعودة من سوريا ولبنان وتركيا.
5- زيارة وزير الدفاع المصري المشير السيسي وتوقيع العديد من الإتفاقيات الهامة.وخاصة في المجال العسكري.تأييد فلاديمير بوتين لترشيح المشير السيسي سبب غضب واشنطن التي تعتبر مصر حليفتها الإستراتجية في المنطقة ,في حين تسعى مصر لإعادة العلاقات الثنائية كسابق عهدها في حكم الرئيس جمال عبد الناصر.
6- إندلاع الأزمة الاوكرانية ـ عشرات القتلى والجرحى من مدنيين وعسكريين. انقلاب,وزعزعة استقرار البلاد .الولايات المتحدة والغرب تتنصل من القرار الذي توصلت إليها المعارضة مع الرئيس يانوكوفيش. والهدف إدامة الصراع وتأجيج التوتر خاصة في المناطق التي يمر فيها الغاز الروسي إلى أوروبا.إضافة لذلك زعزعة الإستقرار للمنطقة الحيوية للأمن القومي الروسي والمتمثلة بالقاعدة الروسية في البحر الأسود. علاوة على ذلك زرع الكره بين البلديين الشقيقين من جهة, وأوكرانيا والعالم من جهة أخرى.
7- التغيير الميداني غلى الأراضي السورية في دمشق وحمص وحماه، وقبل كل شيء حلب، وتأمين الطريق الواصل بين دمشق وحلب.بالإضافة إلى المصالحات الوطنية في سوريا.
8- أكثر من 13 إجتماع بين كيري ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، السرية منها والعلنية، بهدف الضغط على جميع الأطراف وخاصاً الفلسطينية لإبرام إتفاق بشأن حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي حتى منتصف العام الحالي.
من كل هذا يمكننا إستخلاص الإستنتاجات التالية:
1-من الواضح تماماً أن جنيف2 لم يسفر عن أي نتائج ملموسة.وبأن المحرك الأساسي للمعارضة هي الولايات المتحدة والسعودية إضافة إلى بقايا جوقة “أصدقاء سوريا” الذين يتم إستدعاءهم لحضور مؤتمر ما. أما المعارضة فليسو أكثر من شهود زور لايملكون ثقل سياسي أو أي قوة حقيقية.
2-السعودية وقرارها المفاجئ بمكافحة الإرهاب ,ونقل المسؤولية إلى محمد بن نايف وزير الداخلية وإزاحة بندر بن سلطان من الملف السوري، كل هذا تم تحت إشراف وأوامر الولايات المتحدة.
إنهيار مشروع بندر ـ بتريوس ينطوي تحت بند المخاطر التي لايمكن التبؤ بها من إستخدام المجموعات الإرهابية لأغراض سياسية. فقد إزدادت المنظمات الإرهابية وتضاعفت ومن ثم أنقسمت وبدأوا يحاربون بعضهم بعضا, الأمر الذي أدى إلى فقدان السيطرة على نشاطها والدليل مايحدث في اليمن القريبة من السعودية.
3- الجميع على دراية كافية لحجم المساعدات العسكرية الأمريكية للعراق في حربها ضد الجماعات الإرهابية في الأنبار.
وتحويل بتريوس ـ بندر إلى موسوعة في كيفية التسلح وتأهيل الجماعات الإرهابية، وهذا مايفسر لنا الإزدواجية الأمريكية في قتال داعش والمنظمات الإرهابية في العراق وإستخدام نشاطها الإجرامي في سوريا لتنفيذ مشروعها السياسي. طُرد بندر وصديقه بتريوس من الحلف وتنصيب محمد بن نايف المعروف ب”القاتل” لقدرته على محاربة الجماعات الإرهابية في السعودية.
4-أُخذ بعين الأعتبار وجود 15000من الأوربيين والأسيويين العاملين في الأمم المتحدة لتأمين و حماية العمق الإسرائيلي مع الحدود اللبنانية وتشكلت الحكومة اللبنانية المتشابكة والمعقدة المصالح لرغبة دولية في عدم تحويل لبنان إلى ساحة معركة.وخاصة بعد أن بدأت تركيا تدريجياً بإغلاق الحدود ومنع تدفق الأسلحة والإرهابيين إلى الداخل السوري.أما التصعيد على التصعيد على الحدود الأردنية فيجب مراقبته بدقة,على خلفية هذا التصعيد يتم العمل على إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية والذي يعارضه جمهور المخيمات الفلسطينية فهذا المشروع بحد ذاته إشكالية كبيرة للتحالف القسري للأردن لما له من مخاطر لترابط مشروعي “حل القضية الفلسطينية”و”الحرب ضد سوريا” وفشل مشروع واحد يعني فشل الأخر .والمؤكد فشل المشروعين في الزمن القريب.
5-في عام 2006 شكر جنرال روسي حزب الله لإعادته الثقة بالأسلحة الروسية وإستعادة سمعتها في الأسواق العالمية، واليوم يجب أن تشكر روسيا سوريا لإعادة روسيا في قلب التوازن الأستراتيجي العالمي بعد فترة من الركود والنوم دام إلى مايقارب ربع قرن.تم ذلك من بوابة الأنتصارات والإنجازات الأخيرة.سوريا قدمت لروسيا فرصة ذهبية لإعادة نسمات الإنتصارات الماضية والقوة والحزم الروسي. فموسكو تحولت إلى الملاذ الآمن لمن يبحثون عن حليف موثوق به, والتخلص من الهيمنة والإبتزاز الأمريكي.
نعم إنها خسارة كبيرة للولايات المتحدة وأول مظهر من مظاهر إختلال التوازن الإستراتيجي في ميزان القوى في العالم والشرق الأوسط خاصةً.
الخوف من الخسارة وتغيير ميزان القوى في المنطقة هو السبب الكامن وراء إفتتاح الجبهة الجنوبية في سوريا ومحاولة إنتزاع اوكرانيا من الحضن الروسي.
أمريكا تقول لروسيا:”إن الرد على دمشق سيكون في كييف”.وهي تدرك أن النصر السوري موازٍ للنصر الروسي في جورجيا, وعلى قدر الخلل في توازن العلاقات بين واشنطن والقاهرة سيستمر كسر محور كييف ـ موسكو. بالإضافة إلى التهديد بحاملة الطائرات الأمريكية “إسرائيل” للقاعدة الروسية المتواجدة في البحر الأسود وللمواطنيين الروس القاطنيين في تلك المنطقة.
45% من سكان أوكرانيا يؤيدون روسيا فهل تكون الغلبة لأمريكا أم روسيا وهل ستستسلم روسيا؟
عندما كان هتلر على وشك الإستيلاء على موسكو أصدر ستالين القرار رقم227 “ولا خطوة واحدة للوراء” وهكذا كان واستطاع الجيش الأحمر تحطيم غطرسة هتلر.
وعندما حاول الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وبدعم من الصهاينة والأمريكان أن يلعب بالأمن الروسي وتعزيز التجسس الأمريكي الصهيوني ضد موسكو، تدخل الجيش الروسي وتوجه إلى تبليسي وتم فصل أبخازيا وأسيتونيا الجنوبية من جورجيا ولم يستطيع أحد القيام بشيء حيال ذلك.
اليوم تمكن جزء من المعارضة الأوكرانية وبدعم غربي وأمريكي من تسلم السلطة. واختفى الرئيس الأوكراني في خاركوف ذات الأغلبية الروسية، وهي ذاتها التي إختارها هتلر للهجوم على ستالينغراد،لذلك انتظروا الرد الروسي.
ولنتذكر بأن الحكومة الروسية قدمت قبل الأزمة 15 مليون دولار لأوكرانيا,وإسطولها في البحر الأسود لايزال مقره سيفاستوبول وسيبقى حتى عام 2042 , وعبر أوكرانيا يمر خط الأنابيب الرئيسي للغاز الذي يغذي كلاًمن أوكرانيا وأوروبا ويخدم ملايين المواطنيين على جانبي الحدود الروسية الأوكرانية.
أهداف ودوافع المعارضة لفتح الجبهة الجنوبية في سوريا:
1-وقف تقدم الجيش العربي السوري في حلب أو تجميده إلى حده الأدنى عن طريق التصعيد الكمي والنوعي على الجبهة الجنوبية.
2- وقف تفكك الجماعات المسلحة في ضواحي دمشق وحمص وحماه، التي تشتتت بشكل كبير بسبب الإجراءات المثالية للجيش السوري وحلفائه.
3- يعمل الجيش بكفاءة عالية وبعيداً عن وسائل الإعلام. وهو يعمل على فتح و تأمين الطرق الرئيسية بين المحافظات السورية .
4- في منتصف 2013 تمت مناورة “الأسد المتأهب” بمشاركة 15000 جندي من بعض الدول الغربية والعربية,وكان الحديث عن منطقة حظر جوي وفشل المشروع فلجأوا إلى فكرة “الممرات الإنسانية “وإمكانية إجراء حرب برية حقيقية وفعالة وأيضاً سقطت. في سبتمبر عام 2013 هدد أوباما الحكومة السورية بعدما اتهمها بإستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين، وحشد سفنه الحربية المحملة بصواريخ كروز وتوهاموك قبالة الشواطئ السورية .فما الذي حدث؟ أسقطت طائرة F-22 رابتور وأربعة صواريخ في صحراء الأردن , وبإسقاطهم سقط تهديد أوباما.
5- عدة ألالاف من الإرهابيين تدربوا في الأردن والسعودية. والسؤال هنا هل أرسلوا إلى الطاحونة السورية للتخلص منهم؟
الجميع رأى أنه لم يحدثوا إلا الضجيج وأثبتوا عدم قدرتهم على حسن التصرف, وهذا ماحدث في معركة دمشق من عدة أشهر.
6- ملء الفراغ بين الجولتين الثانية والثالثة في جنيف وتحقيق أي إنجاز مهما كان صغيراً فهو أفضل من لاشيء
7- شعرت إسرائيل بالذعر من قضية مرتفعات الجولان وسعي المقاومة لتحريرها ولقد تحدث الرئيس الأسد عن ذلك، كما أعرب السيد حسن نصرالله عن رغبة حزب الله في المشاركة ودعم هذه المعركة. وقد عمدت إسرائيل إلى استجرار المعارضة المسلحة لحمايتها وجعلها السد والسياج الجيد على حدودها مع سوريا ولبنان.
إلى من لايعترف بهزيمة أمريكا في الميدان السوري والهزائم التي لاتحصى ماذا تقولون في: إزاحة بندر بن سلطان وإستقالة فورد وإنهيار أردوغان وحزبه في تركيا وظهور التحالف السعودي -الإسرائيلي؟
www.oko-planet.su – ترجمة الجمل