منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مصر: وأخيراً إنتهت مرحلة الأيدي المرتعشة في التعامل مع أمريكا

اذهب الى الأسفل

مصر: وأخيراً إنتهت مرحلة الأيدي المرتعشة في التعامل مع أمريكا Empty مصر: وأخيراً إنتهت مرحلة الأيدي المرتعشة في التعامل مع أمريكا

مُساهمة من طرف السهم الناري الإثنين مارس 03, 2014 10:08 pm



الدكتور خيام محمد الزعبي-صحفي وباحث أكاديمي في العلاقات الدولية
طرأ في الأشهر الأخيرة تسارع كبير وغير مسبوق في الإتصالات بين روسيا والحكم الجديد في مصر، حيث دخلت العلاقات المصرية الروسية مرحلة جديدة من التعاون المشترك فاق كل التوقعات، وقد جاءت زيارة المشير السيسي ووزير الخارجية المصرية نبيل فهمي الأخيرة لموسكو لتجسد هذا التطور الذي سيلقي بظلاله على موازين القوى في المنطقة لفترة طويلة، إذ تنطلق من تفهم كل من الطرفين للظروف التي تمر بها المنطقة، والمؤامرات التي يجري نسجها، والتهديدات التي تمس أمن مصر وأمن المنطقة، ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وإنسحاب اسرائيل من الأراضي المحتلة ومن بينها القدس الشرقية وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للتطبيق، والإيمان بأن مصر القوية المستقرة هي ضمان أمن للمنطقة، وإن ما يهدد مصر يهدد أمن المنطقة والعالم كله دون أي منازع.
لا شك ان كثافة الإتصالات بين مصر وروسيا ترتبط بالتوتر الناشئ بين مصر والولايات المتحدة، في مصر كان هناك غضب شديد على الإنتقاد العلني الذي وجهته إدارة أوباما على إسقاط نظام الإخوان المسلمين في إنقلاب عسكري وعلى إستخدام قوات الأمن للقوة تجاه نشطاء المنظمة، وإستغلال إحتياج مصر للمساعدة الأمريكية كي تتدخل في شؤونها الداخلية ولكن ما أثار غضب المصريين بشكل خاص هو قرار الإدارة الأمريكية تعليق جزء من المساعدة العسكرية الى مصر، ولا سيما في الوقت الذي تكافح فيه قيادتها لصد موجة العمليات الإرهابية وفرض القانون والنظام، وكان قرار الإدارة الأمريكية حلاً وسطاً بين أولئك الذين طالبوا في الكونغرس بتجميد المساعدات العسكرية لمصر وبين أولئك الذين حذروا من خطوات تمس بالمصالح الأمريكية، بما في ذلك العلاقات السلمية بين مصر وإسرائيل.
مما لا شك فيه إن تناقض السياسة الأميركية وإزدواجيتها تجاه الشعب المصري، قد أسقطت الأقنعة الزائفة لها التي تروج بها لشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، خصوصاً في مقاربتها لثورة يناير التي وظفتها لتصعيد حليفتها الجماعة الإخوانية للحكم، والتي ناقضت نفسها بوقوفها مهددة وضاغطة بوقف تسليح الجيش المصري، عقاباً له على دعمه لإرادة الثورة الشعبية ضد الجماعة الإخوانية، ومن هذا المنطلق لا تعترف أميركا بعروبة العرب وتصر على أن تتعامل مع الشعوب العربية على إنها كيانات منفصلة، وتعتبر أن مصالحها “ومصالح إسرائيل” لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تحول العرب إلى فصائل تتناحر فيما بينها.
وفي سياق متصل تأزمت العلاقات السعودية الأمريكية بسبب إحجام واشنطن عن ممارسة تأثيرها العسكري على دمشق، هذا ما سمح ببقاء النظام السوري الحالي، لذلك تخشى السعودية من تحول عميق في سياسة واشنطن ظهرت بوادره في محطات متتالية في السنة الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وبالتالي تريد الرياض – التي دعمت السلطة المصرية ما بعد “الإخوان المسلمين” أن توجه رسالة إلى واشنطن بأنها قادرة على إنتهاج سياسة إقليمية خاصة بها من دون التقيد بالضرورة بما تريده أميركا، و أخرى إلى موسكو مفادها الرغبة في إستخدام نفوذها السياسي والمالي لأغراض قد تفيد موسكو فتؤثر عليها، بمعنى آخر، تريد الرياض تأسيس علاقة عمل من نوع جديد مع موسكو، على الرغم من أن موسكو لا تستطيع أن تحل محل واشنطن في موضوع حماية السعودية أو النفط أو التعاون في المؤسسات المالية الدولية كما تفعل واشنطن، بإختصار لا بديل للسعودية من تحالفها مع واشنطن، وبالتالي فالصفقة المصرية من المنظور السعودي هو تنوع على نحو غير مباشر علاقات الرياض الدولية وتفتح خطوطاً على الكرملين، وبالمقابل لا تغير تحالفاتها الإستراتيجية الأعمق مع واشنطن.
وهنا يمكنني القول إن التقارب يمنح المصري الروسي يمنح إدارة السيسي الشرعية وترسيخها، حيث بات قادراً على إظهار أنه لم يعد معزولا ًدولياً، ويمتلك بدائل تعوضه عن إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، بالمقابل تأتي هذه التطورات مناهضة للدبلوماسية التركية، كون حكومة رجب طيب أردوغان منذ الإنقلاب، إتخذت موقفا ًحاداً ضد النظام العسكري، وإستمرت في دعمها للرئيس مرسي والإخوان المسلمين، وكنتيجة لذلك، أضحى كل من تركيا ومصر خصمين وعدوين لدودين، وبالتالي فإن التطورات السياسية في مصر تسير في طريق مناهض لحسابات أنقرة الأصلية، ولذلك فإن سياسة أنقرة تحتاج إلى مراجعة وإعادة حسابات بما يتماشى مع الحقائق الجديدة على الأرض والتقرب من القاهرة بما يحقق مصالح وأهداف البلدين.
وفي السياق ذاته إن القاهرة ماضية فى إستعادة مكانتها المستقلة عبر تنويع علاقاتها وشراكاتها وتحالفاتها دون الإعتماد على الآخر، وبالتالي لم تعد أوراق اللعبة السياسية فى يد الأمريكيين، وإنما أصبحت فى يد المصريين، فقد انتهى عهد التبعية، وباتت مصر تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول تحكمها المصالح المشتركة، دون قبول أية ضغوط أو إملاءات، وسوف تتعامل مصر بإحترام مع من يحترم إرادتها الشعبية، ومن هنا ستشهد الفترة القادمة جهوداً في إتجاهات عدة نحو الصين والهند في آسيا، ونحو دول مؤثرة في أميركا اللاتينية مثل البرازيل، فضلاً عن الإتجاه نحو إفريقيا، وستستعيد مصر دورها الأساسي في الإتحاد الإفريقي، ولهذا كان رد الفعل مثيراً لقلق واشنطن وتل أبيب، ومن المتوقع محاولتهما بأدواتهما المختلفة، عرقلة التحول من الثورة إلى الدولة، وإفشال بناء القوة والتنمية المصرية، بإثارة الفتن والاضطرابات والعمليات الإرهابية والحملات الإعلامية والمقاطعة الإقتصادية.
إن عودة التعاون المصري الروسي سوف يؤدي إلى استعادة روسيا لدور القوة العظمى وإلى عودة مصر إلى إستقلال قرارها وإستعادة مكانتها الإقليمية والعالمية كقوة مؤثرة في المنطقة والعالم وإذا صممت الولايات المتحدة في سياستها المستفزة لتطلعات وآمال الشعوب فسوف تسقط كقوة عظمى مؤثرة في مصير العالم ، ويبدو إن التطورات التي طرأت على المنطقة، لاسيما عقب قيام ثورات الربيع العربي وخاصة في مصر وسوريا وليبيا واليمن على حد سواء، تؤشر على تراجع النفوذ الأمريكي التقليدي في المنطقة في ظل بروز فاعلين دوليين آخرين، كروسيا والصين، ساهموا في إضعاف الدور الأمريكي من خلال المشاركة في إحتواء بعض أزمات منطقة الشرق الأوسط ولعب دور مؤثر في مجرياتها، وتشترك روسيا وبعض الدول الإقليمية مع مصر اليوم في إستراتيجية مناهضة حركات الإسلام السياسي بوجوهه المتعددة من الجهادية وحتى المعتدلة والناعمة وهي إستراتيجية تختلف إلى حد مع تلك التي تتبناها واشنطن وحلفاؤها والتي تقوم على تعبئة الإسلام المعتدل والناعم لمقاتلة الإسلام الجهادي والمتطرف.

كما إن التقارب في المواقف المصرية الروسية بشأن الأزمة السورية والقضية الفلسطينية ومسألة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وضرورة إيجاد حل سياسي يضمن الخروج أيضا بسوريا الي بر الأمان وهو الأمر الذي يقترب الي تهميش الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وأن القطب الأوحد بدأ يخبو نجمه بعد عودة القطب الروسي ليشارك في صناعة القرار العالمي خلال الفترة القادمة.
لكن المنافسة بين موسكو وواشنطن فى الشرق الأوسط، مسألة لا يمكن إغفالها لكنها تبقى فى حدود الممكن، بحيث لا ترتقي لمستوى إحداث التوتر فى العلاقات بين البلدين، وقد يصل الأمر فى بعض الأحيان لمستوى التعاون وهو ما ظهر جلياً فى ما قدمته روسيا من خدمات للتدخل الأمريكي فى أفغانستان، فإمكانية النزاع بين الولايات المتحدة وروسيا على مصر أمر لا يمكن تصوره لإن روسيا ليس بإمكانها الإستغناء عن القاهرة، فروسيا تحلم بدور إقليمي في الشرق الأوسط وبميزان للقوى لصالحها في مواجهة الأقطاب الدولية الأخرى كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والصين وهو ما يفسر سياسة روسيا الحالية في الأزمة السورية وأزمة أوكرانيا الحالية وغيرها.
وعليه فإن ما تشهده مصر هذه الأيام يأتي بسبب موقفها المتمسك بحقوقها وحقوق العرب، ولأن مصر دولة وطنية تتمسك بقرارها المستقل وترفض الوصاية، كان لا بد من إضعافها عبر خلق الأزمات والمشكلات والتدخل السافر بكل أشكاله لإضعافها وشل قدرتها على مواجهة المشاريع الغربية وفتح الطريق لتنفيذ مصالحها وأطماعها في المنطقة، فالذي جرى في المنطقة ولا يزال هو مصلحة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى وإعادة ترتيب جديد للمنطقة بمشاريع تدويل أزمات داخلية عربية، مع مخاطر تقسيم المجتمعات والكيانات على أسس طائفية ومذهبية وإثنية.
وأخيراً ربما يمكنني القول إن الأيدي المرتعشة لن تصنع وتبني وطناً مستقلاً قادراً على حماية شعبه، لذا يجب على قيادة مصر الجديدة أن تتخلى نهائياً عن مفهوم التبعية لأمريكا أو روسيا أو أية دولة أخرى، وأن تبنى دولتها على أساس التلاحم الحقيقي مع محيطها العربي والأفريقي والإسلامي وبناء ديمقراطية تعكس هوية الشعب المصري المعتدل والعقلاني وتحقق له طموحاته وتحمى وتدافع عن أمنه الوطني وسيادته الوطنية، وأن المحبة والتآلف بين أبناء الشعب المصري هو الطريق لتعود مصر كما كانت بلداً عظيماً بحضارته وتاريخه وشعبه.
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى