منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وأخيراً «مغاربة سورية» في الإعلام المغربي الرسمي

اذهب الى الأسفل

وأخيراً «مغاربة سورية» في الإعلام المغربي الرسمي Empty وأخيراً «مغاربة سورية» في الإعلام المغربي الرسمي

مُساهمة من طرف السهم الناري الخميس يونيو 05, 2014 3:17 pm



عبد الفتاح نعوم

خلال الأيام القليلة الماضية، بثّت القناة الثانية المغربية، برنامجين، أحدهما حواري والثاني وثائقي، وكان موضوعهما متعلقاً بقضية المغاربة الذين سافروا إلى سورية لأجل «الجهاد». وتزاحُم البرنامجين وتواليهما زمنياً، أوحى كأن الحدث مستجد والحديث مهني وموضوعي، وأوحى كذلك وكأن المسألة تتعلق برغبة محض وطنية في إنهاء تلك القضية، فماذا عن طبيعة التوقيت؟ وماذا عن الغايات؟


لا يمكن القول مثلاً، إن التلفزيون الرسمي المغربي كان منشغلاً طوال السنتين الماضيتين بجمع مقاطع الفيديو عن «المغاربة» في سورية، أو وجد صعوبة في إجراء لقاءات مع أسر بعض أولئك الشبّان المغرر بهم. لكن قد يكون للتوقيت الذي اختارته الدعاية الرسمية في المغرب لتسليط الضوء على الموضوع أكثر من مغزى، لا سيما أن اختيار التوقيت أهم ما في السياسة والإعلام، بل إن فهم التوقيت يقود إلى استجلاء الغايات.

على صعيد جبهات القتال داخل سورية، تحقق تقدم سريع ومريح للجيش السوري، حاسماً في منطقة القلمون، ومتقدماً في كسب وريف اللاذقية، ثم مخلياً لحمص القديمة من دون الدخول في معركة ردع شامل، والوجهة اليوم حلب، من شرقها إلى شرق سورية وشمالها الشرقي. وضع ميداني يؤشر إلى أن ثمة هجرة عكسية للمقاتلين الأجانب من سورية، ويُلاحظ في استراتيجية الدولة السورية أنها تنتهج أسلوب المصالحات مع السوريين، وتطارد غير السوريين إلى خارج الحدود، الأمر الذي يهدد أمن بلدان الجوار السوري بخاصة، تركيا والأردن تحديداً، ناهيك عن أمن بلدان أوروبا، ولذلك عُقد حديثاً اجتماع بروكسيل الأمني ليناقش موضوع العائدين من سورية، وكان المغرب ضمن الدول الممثلة في الاجتماع.

السياق العام إذن فشل الخطة التي رسمت، وكان هدفها استنزاف مكوّنات الدولة السورية والضغط عليها لإسقاطها أو إعادة تشكيل سقف خياراتها الجيواستراتيجية. والآن ثمة خوف كبير من أن ينقلب السحر على الساحر، لذا شاهدنا هذا الهلع في الإعلام العالمي المحيط بملف العائدين من سورية، والمغرب آخر طائر يصيح في السرب. يا للأسف، قبل أن يتناول الإعلام الرسمي الموضوع، كان استقبال العائدين يتم بطرائق تقليدية ميسمها رد الفعل الأمني الصرف والتقليدي، وناقشنا هذه القضية في مقال «من يصنع التطرّف الديني في المغرب».

كان برنامج «مباشرة معكم» يحمل وجهتي نظر مهمتين، وجهة نظر الباحث المحترف عبد الله الرامي، ووجهة نظر رجل الدولة هشام باعلي. أما ما عداهما فمجرد تأثيث للمشهد الحواري، فالأول كان يشرح الوضع في سياقه الجيوبوليتيكي ويتفهم موقع المغرب وتبعيته لحلف كان هدفه تدمير سورية، في حين كان الثاني يدعو إلى أخذ الأمور بواقعية، إذ من الصعب على «جهاز دولتي» أن يفكر بمنطق العواطف ويتساهل مع العائدين. أما برنامج «تحقيق» حول الموضوع نفسه فتركز على نقل صورة عن البيئة الاجتماعية والثقافية المغربية التي لا تحتضن مثل هذا الفكر البتة، فالعينة المأخوذة أسرت المعنيين بالأمر. لكن هل تتصل أبعاد هذا العرض بأهداف واضحة ومحددة ومعلنة؟

اعتُمد في ذاك العرض أسلوب التهويل، لكن ليس على نحو يعكس حقيقة الظاهرة، إنما بما يثير غرائز الخوف لدى جهات معينة، كأني بالمراد من ذلك إرسال رسائل إلى المسلحين المغاربة في سورية مباشرة أو عبر ذويهم مفادها أن الدولة لن تتساهل معهم وأن المجتمع يرفض فكرهم، وتصور لهم المسألة كأن الموت هناك أفضل من العودة إلى الاعتقال في المغرب، فالانطباع الأول الذي يكوّنه المشاهد العادي هو أن جميع المسلحين المغاربة في سورية يقوّمون مسألة العودة من المنظار نفسه.

هؤلاء هم بالطبع ضحايا الفكر الأحمق، والجيوبوليتيك المتعطش للجغرافيا، وهُم وقود الحروب على مدى أربعين سنة. لذا فإن أسلوب الإعلام الرسمي المغربي في التعامل مع الظاهرة لا يخرج على استعمال تقنية «الضخ الناعم والمنظم للمعلومة في ذهن الناس»، وهي تقنية استخدمت خلال الحرب الباردة ووصل مداها إلى العالم العربي مع توظيفات قناة «الجزيرة»، فكثر لم يفهموا إلى اليوم الدور المزدوج الذي لعبته «الجزيرة» أثناء حرب العراق، عبر تجييش الشعوب العربية وإخراجها إلى الشوارع، وتسعير الحرب النفسية ضد الجيش العراقي عبر التهويل بإمكانات المارينز، وبين هذا وذاك كانت تهيّئ العراقيين كي يستقبلوا صواريخ الناتو المقبلة من العيديد والسيلية! فالمطلوب بناء على ذلك تكبير الظاهرة على نحو يدفع إلى تحقيق أهداف معينة، أهمها أنه يُفضل أن يموت أولئك الأفراد في سورية ولا يعودوا إلى المغرب، وهي استراتيجية معمول بها، إذ ذهبت بعض الدول مثل بريطانيا لتحقيق ذلك إلى حد تجريد من يقاتل في سورية من جنسيته، ليس حرصاً على سورية من الإرهاب، بل حرصاً على استنفاد ورقة الإرهاب إلى أقصى الممكن، لتحقيق ما خصصت له، وإبعاداً للخطر عن أراضي تلك الدول. المغرب أيضاً يفعل الأمر نفسه، إذ يقع ضمن الحلف عينه، وينفذ التصورات ذاتها.

يتحدث بعض الخبراء في الملف عن ملامح التهيئة لمحرقة على أرض سورية، تُنهي الجسم المسلح أو تحجّمه. لذا يلاحظ ميل لدى الدولة والجيش في سورية إلى عدم تنفيذ تلك المخططات من دون أثمان في السياسة، فالأكيد أن سقف الحلف الدولي الذي اجتمع منذ الأيام الأولى لتوفير يعطي الغطاء السياسي والدولي والحقوقي والإنساني لما يحصل في سورية، سقفه تراجع من إسقاط الدولة السورية تحت عنوان «رحيل بشار»، إلى إنهاكها في تحمل مسؤولية منفردة جوهرها إنقاذ العالم من ثقل فكر الإرهاب والتطرّف الديني وتنظيماتهما.

غرض هذه المناقشة ليس قياس درجة الديمقراطية في سورية، قبل 18 آذار 2011 وبعده. تلك قضية أخرى تماماً، لذا فإن سياق الحديث المُسهب وغايته في الإعلام العالمي عامة، والإعلام المغربي خاصة، ليس هواجس إنسانية أو حتى أمنية، إنما استمرار في كشف الحسابات الجيوبوليتيكية. فالدول عادة لا تترك المصالح والاصطفافات المصلحية عبر العالم كي تعود إلى التفكير في القيم الإنسانية والنبل. هذا أمر مفهوم، بل إن الهاجس الأمني نفسه ليس مبعثه الخوف على سلامة المواطنين، بقدر ما تخشى الدول على الاستقرار الذي يضمن بيئة ملائمة لعدد من أنشطة الاستثمار، وهذا أمر مفهوم أيضاً، ومن هنا مصلحة الأفراد البسطاء في الطريق إلى ذلك فحسب، والمهم أن تأتي، على ما قلت في مقال سابق.

الإرهاب من مخلفات الحرب الباردة، وكانت الحاجة تظهر إليه من حين إلى آخر في إطار جيوبوليتيك الإرهاب، فالقوى التي راهنت عليه طوال أربعين عاماً، باعتباره أسلوباً أمثل للحرب بالوكالة، لم يعد في مستطاعها تحمل تبعاته، خاصة أنها اكتوت من نيرانه أكثر من مرة. ولعلّ المقبل أسوأ، فمن يقترب من هذا المكوّن اشتباكاً أو تشبيكاً لا بد من أن يكتوي منه. ومع انكشاف العلاقات المعقدة لأجهزة الاستخبارات العالمية مع شبكات التجنيد والتدريب والتعبئة للإرهابيين، أصبح الرأي العام الأوروبي والأميركي يضغط في اتجاه رمي تلك الورقة إلى صندوق القمامة، وزاد من ذلك السياق الموضوعي المرتبط بتحولات النظام الدولي وإعادة تشكيل موازين القوى وإعادة النظر في أدواتها.

الولايات المتحدة والقوى العظمى الحليفة لها لا تقيم علاقة متكافئة مع جميع حلفائها. لذا سواء اعتمدت على الإرهاب وسوّقت له حين تدعو مطامحها، أو استلزمت حاجاتها القضاء عليه، فإنها في الأحوال كلّها، تفعل ذلك من إيمان شعوبنا وبساطة اطلاعها وفهمهما للإسلام، ومن توقهم إلى الخير، ومن سهولة انقيادهم من طرف هذا الشيخ أو ذاك من محترفي التحريض، وتعمل على تعبئة مشاريعها من فقرهم وجوعهم، وهي وحلفاؤها لجميع درجاتهم، لا تعنيهم دموع الأمهات المكلومات على أبنائهن المغرر بهم، إلّا عندما تصبح مادة طازجة يستخدمها الإعلام لتعامل غير إنساني مع إنسان تشكل فكره على نحو غير إنسانيّ وأُريد له أن يكون ضحية، من ولادته إلى معانقته التراب…
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى