– رصاصة واحدة في الجولان.. السعودية وعظام الديناصور
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
– رصاصة واحدة في الجولان.. السعودية وعظام الديناصور
نارام سرجون
ما أجمل إشارات الاستفهام وإشارات التعجب عندما تقف تتحدى العقل والفطرة.. وما أجمل وقفة “لماذا” بكل قسوتها وهيبتها في بداية الكلام.. وما أروع تحدي “كيف” التي تشبه القضاة الصارمين.. وطوبى لتحريض “متى” على الشك والتمرد.. وهل لجبروت “هل” من مثيل في نواصي الكلام؟؟.. بل هل أبالغ إن قلت بأن أجمل تاج ترتديه العبارات هو تلك الإشارة العظيمة التي تشبه الصولجان وتسمى إشارة الاستفهام؟؟.. وليس مفاجئا أن نعرف أن أهم اكتشاف في علم الكتابة على الإطلاق هو إشارة الاستفهام.. لأنها هي التي قادت ثورات العقل البشري وفتوحاته الكبرى.. وثوراته كلها.. وهي التي هدمت الأوهام.. وبسببها يستعد المريخ للاستسلام للإنسان..
فما أعنف الكلام الذي يتسلح بإشارات الاستفهام ويشهر إشارات التعجب كالسيوف.. وكم هي جليلة مواكب الكلام التي تجرها أبهى الخيول المطهمة.. خيول لماذا وكيف ومتى وهل.. فاسمحوا لي أن أقدم لكم قادة الكلام.. وملوك البيان.. وزعماء الثورات.. أدوات الاستفهام والتعجب.. التي لاتقهر..
لا يكره الأغبياء شيئا في الوجود مثل إشارات وأدوات الاستفهام لأنها تصيب العقول البليدة بالشلل والصدمة والفالج لما فيها من كمية هائلة من الكهرباء والطاقة والصدمات عالية التوتر.. فكهرباء اللغة وبيوت طاقتها ومناراتها هي في “اللماذا” و”الكيف” و”العلام” وأيّان ووو.. وليس في الحكايات والروايات التي ترويها شهرزاد.. والجزيرة.. والعربية.. وصحف الربيع العربي.. ونشرات بان كيمون البائسة..
ما دعاني إلى أن أستل إشارات الاستفهام والتعجب من أغمادها.. وأن أخرجها كالكنوز المخبأة.. هو ما سمعته من هراء نطق به ممثل المملكة العربية الإسرائيلية (السعودية) في الأمم المتحدة في سياق سجاله مع الدكتور بشار الجعفري.. وكان ماقاله ممثل المملكة سببا في اكتشافي لكنوز من الأسئلة وإشارات الاستفهام التي كانت دفينة تحت رمال الزمن.. فالرجل قال (في سياق رده على الاتهامات السورية للسعودية بالتنسيق مع الموقف الإسرائيلي في الأزمة السورية والتوتر في المنطقة) بأن السعوديين يعرفون كيف تم إسكات الجولان السوري أربعين عاما خدمة لإسرائيل.. كما أن دور النظام السوري وتنسيقه مع الإسرائيليين بهذا الشأن لا نقاش فيه.. أي أن المندوب السعودي لا فض فوه يريد أن يعيد اختراع العجلة التي اخترعتها الثورة السورية عن قصة “الأربعين عاما” الصامتة في الجولان.. وقصة “الرصاصة الواحدة التي لم تطلق في الجولان”.. وطبعا طرحها المندوب السعودي بصيغة اليقين والعارف ببواطن الأمور.. وبنبرة المقهور الذي أفرج عن سر يقتله..
أرجو ألا تتوقعوا مني أن أناقش السعوديين والثورجيين بشأن الجولان.. ولا تتوقعوا مني أن أذكّرهم مثلا بتجربة السيد حسن نصر الله عندما قام بإشعال جنوب لبنان عام 2006.. فأصيبت السعودية كلها بالهستيريا وأقامت الدنيا ولم تقعدها على مغامرة حزب الله غير المحسوبة بدل أن تبارك محاولته الشجاعة.. واستشرست المملكة في معاقبة حزب الله على تحريكه للحرب ومنعت الأوامر الملكية السعودية الطائرات التي تمر بالأجواء السعودية وتحمل ذخائر إيرانية لحزب الله من المرور في أجوائها.. ووصل الأمر حدا جنونيا فمنعت نفس الأوامر الملكية رجال الدين حتى من الدعاء له في المساجد في إشارة مبطنة للدعاء عليه.. وهذا ما أغضب الرئيس الأسد فأطلق على حكام المملكة توصيفه الشهير (أنصاف الرجال) الذي التصق بهم ولن يرحل عنهم حتى يرحلوا.. وبالطبع لن أعيد على مسامع المندوب السعودي ومملكته وملكه المتعب كيف أننا وقفنا وحيدين في الجولان منذ أن خرجت مصر إلى كامب ديفيد ومات الاتحاد السوفييتي بالسكتة القلبية.. وتاه العراق في السباحة على شط العرب يتشاجر مع إيران قبل أن يقتل في الكويت.. ووقف رعاة البقر بعدها خلف ظهرنا في العراق ودفعوا البقر نحونا من لبنان عبر ثيران الحئيأة والاستئلال والمستأبل.. فيما كان أنصاف الرجال لا يسألون عن الجولان ولا عن الرصاصة الواحدة التي لم تنطلق في الجولان..
ولاشك أن كل إشارات الاستفهام وأدوات التعجب في كل لغات العالم قد أمضت مجتمعة ليلة من الضحك من اتهام مندوب السعودية لسورية بالتقصير في مواجهة العدو الصهيوني.. وقد رأيت بنفسي أن “كيف” انقلبت على ظهرها من شدة الضحك.. وأن “هل” كانت تدمع من فرط الضحك وكأنها تسمع لسرحان عبد البصير وهو يردد عبارته الشهيرة وهو يغمز بعينيه: أن المملكة العربية السعودية “متعودة دايما” على النضال.. والمقاومة..
وقد تداولت اللغة أن “لماذا” قد أغمي عليها وهي تضحك حتى ازرق وجهها.. وهي ترى مسلسل “مملكة ضايعة” حيث انتهى مسلسل أم الطنافس.. لأن مسلسل طنافس آل سعود قد بدأ..
لقد أوحى كلام المندوب السعودي وكأنه مطلع على أسرار غض الطرف السوري عن الإسرائيليين في الجولان.. ومن يسمع الرجل وبيانات السعودية ولهجة التخوين في محطة العربية وكيف تشرح للناس تخاذل النظام السوري عن تحرير الجولان الذي يردد الجميع الآن نفس العبارة في اللوح المحفوظ (أربعون عاما لم تطلق رصاصة واحدة) يعتقد أن السعودية كانت على مدى أربعين عاما توبخ النظام السوري على سكوت الجولان وتمارس الضغوط عليه لفتح الجبهة.. وكانت تدعو الجامعة العربية لطرد النظام السوري الذي يعاند في إطلاق تلك “الرصاصة العزيزة” على قلب المملكة وقلوب الثوار التي لم يطلقها النظام السوري في الجولان..
ومن كثرة تفجع المملكة وتألمها على الجولان وتضييع فرصة الجهاد في فلسطين عدت إلى ملفاتي ومذكراتي ورفوف الزمن لا لأبحث عن رواية “آلام فرتر” لأقرأها.. أو لأعيد قراءة “العبرات” و”النظرات” لمصطفى لطفي المنفلوطي.. ولا لأفتش عن كتاب ناصر السعيد الشهير.. بل كنت أبحث في كل كتب التاريخ عن أسماء المواقع التي شهدت معارك إسرائيلية سعودية خلال مئة سنة فلم أتعثر باسم موقعة واحدة.. وهنا دعوني أستل سؤالا من الأسئلة التي تشبه أسئلة تشارلز داروين التي حطمت الكتب المقدسة.. وتشبه سؤال نيوتن عن الجاذبية الذي بنى الفيزياء المقدسة.. وهو سؤال اتفقت أدوات الاستفهام على إيفاده نيابة عنها لفخامة المندوب وملكه وجميع آل أنصاف الرجال.. هذا السؤال هو: كم هو عدد الشهداء السعوديين الذين سقطوا على أرض فلسطين حتى هذه اللحظة؟؟.
المملكة تبحث عن رصاصة واحدة لم تطلق في الجولان.. وأنا أبحث عن اسم شهيد سعودي واحد سقط برصاصة إسرائيلية.. بحثت عن أسماء الشهداء السعوديين الذين سقطوا على تراب فلسطين لأقارنهم بما قدمنا في سورية في معركتنا ضد إسرائيل من أجل فلسطين.. فلم أجد اسما واحدا.. كلما كنت أمد يدي إلى رفوف الذاكرة أفتش عن اسم سعودي واحد قتلته إسرائيل أو سعودي واحد أسرته إسرائيل فلم أجد.. عن سعودي قاتل في إسرائيل أو شد الرحال للجهاد في فلسطين لم أجد.. لم توجد حادثة واحدة على مدى الصراع العربي الصهيوني قام فيها سعودي بصفع إسرائيلي.. مئة عام كاملة ولا يوجد خدش واحد تسببت به السعودية أو رعاياها لإسرائيل.. وبعد هذا يبكي السعوديون على صمت الجولان والرصاصة العزيزة التي لم تنطلق..
وبتوسيع دائرة السؤال نصل إلى سؤال خطير آخر هو: كم هو عدد الشهداء الخليجيين عموما (من مجلس التعاون الخليجي العظيم) في الصراع العربي الصهيوني حتى هذه اللحظة؟؟ أو أعطوني اسما واحدا فقط من مجلس التعاون الخليجي سقط في عملية استشهادية في إسرائيل.. أو كان أسيرا.. أو استشهد وسميت مدرسة باسمه أو شارع.. أو صفع إسرائيليا أو كتب شعارا على جدار.. أو سافر عبر الأنفاق ليعطي شمعة لفلسطيني لا صاروخا.. فلم أجد.. صدقا لم أجد..
لا أدري إن كانت هناك مؤامرة بعثية أو ناصرية أو قومية أو شيوعية لطمس تضحيات “الشعب السعودي والقيادة السعودية” وقيادات الخليج العربي المحتل في مشروع الجهاد ضد العدو الصهيوني.. ولكن منذ أن نهضت ذاكرتي وحملت رفوفها ملايين اللحظات المؤلمة وملايين الومضات المشرقة والأحداث والأسماء إلا أنني لم أعثر على اسم شهيد واحد سعودي طيب بدمه ثرى فلسطين.. لا أذكر.. قسما لا أذكر.. ولا حتى شهيد واحد من مجلس التعاون الخليجي الموقر الذي حارب أبناؤه في كل المعمورة إلا في فلسطين..
تخيلوا أن هناك مقاتلين يابانيين قاتلوا في فلسطين.. وهناك شهداء أمريكيون مثل راتشيل كوري التي سحقت تحت بلدوزر وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين.. وهناك شهداء انكليز من أصول انغلوساكسونية قتلوا في فلسطين مثل الناشط توم هوراندال الذي كان يرمي الحجارة على الجنود الإسرائيليين.. وفنزويليون وعلى رأسهم كارلوس الشهير الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في فرنسا بسبب انضمامه لنشاط الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. وهناك كوبيون.. وإيرانيون.. ومن كل البلاد العربية إلا دول الخليج العربي وبالذات السعودية.. وإن كان هناك من أسماء شهداء أو معارك لم أسمع بها فربما لأن السعودية “الشقيقة” قد أهملت هذا الجانب المضيء في شعبها وعتمت عليه لأنها لا تريده أن ينمو ولا تريده أن يصبح جزءا من ثقافة شعبية.. ولكن بالفعل لا يوجد شيء واحد في الوجود اسمه معركة أو كتيبة سعودية قدمت شهداء ضد إسرائيل.. يعني أستطيع أن أقول لكم وكلي يقين أنه يمكن أن نكتشف عظام ديناصورات أو ماموث في فلسطين ولا يمكن اكتشاف مستحاثة أو بقايا عظام من أصل “سعودي” أو لحية سعودية أو عقالا من عقالاتهم.. فما هذه الظاهرة الغريبة؟؟.. وما هو السر الذي يمنع الشعب السعودي بملايينه من تقديم قربان واحد ضد إسرائيل؟؟ رصاصة واحدة فقط منذ نشوء إسرائيل لم تنطلق من بندقية سعودية على مدى مئة سنة كاملة من الصراع العربي الصهيوني الذي بدأ في بدايات القرن الماضي.. وكان المتطوعون السوريون والمصريون والعراقيون واللبنانيون يتدفقون إلى فلسطين.. ولكن غابت السعودية كليا وكأنها غير موجودة على الخارطة الجهادية.. وغاب شبابها نهائيا.. ولا تستطيع المملكة المباهاة حتى بشهيد واحد على مدى قرن كامل.. أليس هذا شيء يدعو إلى التعجب والاستفهام؟؟ أليس هذا العار فوق كل عار؟؟.
السوريون والمصريون واللبنانيون هم أكثر من ضحى واستشهد في فلسطين.. وكل رصاصة أطلقت في فلسطين أطلقتها من فوهات البنادق أصابع سورية ولبنانية ومصرية ومن كل العرب إلا عرب الخليج وبالذات أبناء المملكة السعودية.. كل الرصاص الذي لم تنم جفونه حول إسرائيل منذ مئة سنة هو في بنادق السوريين وحلفائهم..
هل يمكن أن تتخيلوا مثلا أن نقرأ خبرا يقول التالي:
“بعد اعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المسجد الأقصى اشتبكت القوات العربية السعودية مع لواء غولاني الإسرائيلي وخاضت معارك ضارية معها.. وقد تمكنت القوات السعودية المدرعة البطلة من تدمير ست دبابات ميركافا.. فيما تمكنت طائرات تايفون التي حصلت عليها المملكة من التصدي لغارات الطيران الإسرائيلي وأجبرتها على الانكفاء بعد إسقاط طائرتين إسرائيليتين.. وقد تم أسر الطيارين إلا أن جيش محمد (وهو ميليشيا شعبية إماراتية وكويتية وقطرية) قام بذبح الطيارين الإسرائيليين.. وفيما كان رجال المغاوير السعوديون يغيرون على المواقع الإسرائيلية نفذ استشهادي سعودي من آل العنزي عملية جريئة ضد قافلة من الجيش الإسرائيلي.. وقد استشهد من جراء هذه المعارك عشرون جنديا سعوديا.. وتردد أن الأمير بندر بن سلطان هدد بإحراق نصف إسرائيل إن هي تجرأت على اقتحام المسجد الأقصى أو لمسه.. فيما قام خادم الحرمين الشريفين بدعوة مجلس الأمن للانعقاد في جلسة طارئة ورتب زيارة عاجلة يجول لها على عواصم القرار.. ونوه إلى أن على العالم.. الخ”.. أليس هذا خيالا من خيالات شهرزاد؟؟.. وقصص سندباد وعلي بابا وأفلام الكرتون والرجل العنكبوت؟؟..
هل المشكلة في شعوب الجزيرة العربية أم في الحكومات؟؟ وماهو هذا الترياق والسم الذي شربه شعب الجزيرة العربية في كؤوس محمد بن عبد الوهاب؟؟ أين هو السر الذي لا نعرفه في سبب أن أبناء السعوديين قاتلوا في كل الدنيا وماتوا بعشرات الآلاف ولكنهم لا يرتاحون للجهاد في فلسطين؟.. ولماذا لا نسمع بشهيد إماراتي أو كويتي أو قطري استشهد في فلسطين؟؟.. لكننا نراهم يموتون كالذباب في تورا بورا وغابات الفلبين وأدغال كينيا وشوارع العراق وسورية ويناطحون أبراج نيويورك.. يموتون في كل أراضي “الجهاد” في العالم إلا في فلسطين؟؟ ويقاتلون كل الأمم إلا إسرائيل..!!!!!.. فيما سئمت ملاهي الدنيا ومقاهيها من تهتك سياح سعوديين وكل القادمين من بلاد النفط والغاز..
لا داعي لممارسة النفاق وإلقاء المبررات والاعتذاريات والمدائح العربية والثرثرة بأن الشعوب العربية ليست تعكس وجهة نظر الحكام.. فأمامي ظاهرة غريبة تحتاج إلى تفسير.. كيف لا يوجد مواطن سعودي واحد فقط فكر في أن يتمرد على الناموس الذي أقرته حكومة المملكة وحكومات الخليج..؟؟ وفي نفس الوقت كيف يتدفق عشرات الآلاف من أبناء السعودية لذبح السوريين والعراقيين واللبنانيين وإعلاء كلمة الله.. إلا في إسرائيل؟؟.. أليس لله كلمة في إسرائيل؟؟؟.. أعتقد أن السر الكبير يكمن في الدور القذر للعائلة المالكة السعودية التي قامت بعملية استئصال كاملة لروح الأمة.. وقامت بأكبر عملية تحنيط لمجتمع كامل بكل ملايينه.. حتى تحول إلى مجتمع غريب محنط يكره كل العالم ويكرهه كل العالم.. يقاتل حيث يجب ألا يقاتل ويغيب حيث يجب ألا يغيب..
الملوك دوما يحاولون تحنيط البنادق والعقول.. فالملك حسين كان دوما يحاول أن يستنسخ النموذج السعودي لتحنيط الأردنيين بالتدريج لكنه كان مرغما على لعب أدوار البطولة العسكرية أمام الشعب الأردني.. فهو لم يكن له خيار لأنه موجود في بلاد تنتمي ثقافيا وتاريخيا إلى بلاد الشام وهي خزان رصاص الشرق واللعب بمزاج الرصاص خطر.. وهناك التحام بين فلسطين والأردن وسورية.. وعندما حاول جده التلاعب والتنسيق مع الوكالة اليهودية تذوق رصاصات “مصطفى عشو” الذي نفذ فيه القصاص لأنه تخاذل وخدع الشعب الفلسطيني.. ولكن الملك حسين المحتال والمراوغ كان يفاجأ بالأحداث التي تجره إلى الحرب دون إرادته ويقدم فيها الأردنيون الشهداء رغما عنه.. والبطل مشهور الحديثي الذي صنع معركة الكرامة الشهيرة صنعها لأنه تمرد على قرار الملك بالنأي بالنفس عن مواجهة الإسرائيليين.. فأنجز نصرا رغما عن الملك والمملكة الهاشمية النائية بنفسها.. فأسقط في يد الملك وهو يتحول إلى ملك للمقاومة على غير توقع ودون رغبته أو إرادته.. ولكن الملك صادر البطولة من مشهور الحديثي وتفاخر بالشهداء من أجل فلسطين.. وفي نفس الوقت قام بإحالة الحديثي على المعاش.. ومن يومها لم تقدم المملكة إنجازا عسكريا ونأت بنفسها نأيا مابعده نأي.. ولم يغامر ضابط أردني على الذهاب مبكرا إلى المعاش.. وقطع دابر “الكرامة” وكل من يريد أن يكون (مشهورا)..
أما السعودية فليس فيها مشهور حديثي واحد.. ولا يوجد فيها من تطوع أو أرسلته المملكة للقتال ضد إسرائيل.. والكتيبة التي أرسلتها السعودية في نهاية حرب تشرين إلى سورية كانت مثل تمثيليات أردوغان وبطولاته وعنترياته الخشبية ولم تشارك في إطلاق رصاصة واحدة.. وقد روى لي ضباط سوريون زاروا تلك القطعة العسكرية السعودية التي تموضعت على الأراضي السورية أنها لم تكن مخولة بإطلاق النار.. وكان أفرادها منهمكين في الطبخ.. وصيد العصافير.. كان جيشا يستحق الشفقة والرثاء.. ولم يكن لهم هم القتال ولا المواجهة والشهادة بل العودة إلى المملكة لقيادة سياراتهم الأمريكية..
القضية ليست في غضب المملكة على صمت الجولان فالسعودية لا تكترث بالجولان وهو لا يساوي عندها أكثر من جزيرتي تيران وصنافير السعوديتين المحتلتين مع الجولان السوري منذ عام 1967.. ولم تطلق السعودية يومها رصاصة واحدة لا قبل الاحتلال ولا بعده.. ولم تطلق كلمة واحدة.. أو شكوى واحدة.. أو حتى ريحا.. وكأنهما غرقتا في البحر الأحمر في زلزال..
ويخطئ من يعتقد أن للسعودية ثأرا مع الرئيس بشار الأسد.. السعودية بالتأكيد ليس لها ثأر شخصي مع الرئيس الأسد بسبب وصفه للعائلة المالكة بأنصاف الرجال.. بل تريد المملكة إسقاطه لأسباب لها علاقة بوضعها الوظيفي الإقليمي.. فالحكم السعودي على بداوته ليست له كرامة الرجال الذين يثأرون لكبريائهم بدليل أن الملك (نصف الرجل) جاء إلى دمشق رغم أنه عرف أن الأسد يراه “نصف رجل” ولم يعتذر من هذا التوصيف.. وقد بالغ الملك في الثناء على الرئيس الأسد وأطنب في المديح له لأن المطلوب من المملكة في تلك المرحلة من قبل الأمريكيين هو أن تقنع الأسد وتستميله لكي ينضم إلى نادي “أنصاف الرجال” قبل أن تنضج مرحلة نادي النعاج.. أو نادي “النائين بأنفسهم”.. وقد قال الملك عبدالله (أبو متعب) فيما قال للأسد -حسب تسريبات- بأنه ليس من الضروري أن يصالح الأسد الإسرائيليين ولا أن يبرم اتفاق سلام معهم ولكن يمكنه أن يقطع علاقته بإيران وحزب الله ويعوض عن هذه العلاقة بالصديق الجديد أردوغان وبحركة حماس.. وبدل إيران تتقدم تركيا لمؤازرته بكل ثقلها.. وبدل التحالف مع حزب الله الذي يثبت كتف إسرائيل في الشمال تتولى حماس نفس الدور إنما من جنوب إسرائيل.. أي المعادلة الملكية جدا بسيطة: اترك إيران وحزب الله وسيحل محلهما تركيا وحماس.. ولا يكون الأسد حسب زعم الملك قد خسر شيئا من قوته تجاه إسرائيل بل سيكون قد كسب الكثير لأنه سيحرر نفسه من الحرج ضمن محور شيعي.. ليتحالف مع محور سني صرف وهذا ماسيحرر المملكة من نفس الضيق والحرج أمام المدارس الوهابية التي لن ترتاح لمواقف سعودية فيها اختلاط بالموقف الإيراني والشيعي.. وهذا ماسيضع حتى إسرائيل في ورطة لأنها لا تستطيع القول إنها تواجه الخمينية بل تواجه العثمانية بإرثها العظيم وتأثيرها في نفوس المسلمين “السنة”..
ويقال عن راوي الحديث بأن الأسد استمع للملك بهدوء وتركه يسرد وجهات نظره “الثاقبة” وقد أدرك الأسد أن الملك الأمّي المتعب (نصف الرجل) والذي لا يستطيع تأليف (نصف جملة).. لا يمكن أن يكون بهذه العبقرية وأنه حتما قد تم تلقينه هذا الكلام المفخخ من قبل جهة ثالثة تريد شرا بنا.. وقد بدا ذلك في رده عندما قال للملك لامباليا بعرضه بأنه يرى بأن من الأفضل أن تجتمع تركيا وإيران وسورية والسعودية ومصر وحزب الله وحماس على نفس الموقف طالما أن الغاية هي فلسطين وأن خسارة نصف هذه القوة عبثي وليس له مبرر في الوقت الذي تجمع إسرائيل حولها كل قوى الغرب (المسيحي) وهي دولة (يهودية).. أما نحن فنقسم الحلفاء إلى سنة وشيعة.. كما أن إسرائيل على العكس قد تفكر عندها في استمالة إيران لأن اقتراح الملك (نصف الرجل) هو في الحقيقة مشروع لحصار إيران وليس إسرائيل التي ستستغل هذا الحصار لتسترد إيران.. وقد يتسبب ذلك بنهوض نزعة فارسية تعززها إسرائيل بأي ثمن ونعود إلى أيام الشاه ونفس السيناريو والعداء العربي الفارسي العبثي..
الوظيفة السعودية كانت تشتيت الجهد السوري وما إن يتفكك تحالفه مع محور المقاومة حتى تنقلب تركيا وحماس ويبقى وحيدا فيؤكل الجيش السوري والشعب السوري وتتفتت سورية على غرار ليبيا والعراق اللذين سقطا بسهولة لأنهما كانا بلا حلفاء.. وبعدها يأتي دور مصر.. لأن الجيوش الثلاثة التي يجب تحطيمها هي الجيوش الثلاثة الرئيسية العربية العراق ومصر وسورية.. كي تصمت كل الجيوش ولا تطلق رصاصة واحدة.. في كل الشرق الأوسط.. ويتحول العراق وسورية ومصر إلى جولان عملاق.. لا تحيط به رصاصة واحدة..
لذلك وكما هو واضح فإن تحطيم أكاذيب العرب وثوار العرب لا تقوم به الدبابات والبلدوزرات والسيارات المفخخة.. بل كلمات مثل: كيف.. وهل.. ولماذا.. وكم.. ومتى..
فلماذا لا يطلق الثوار رصاصة واحدة في الجولان على إسرائيل ويحرجون الأسد برصاصة واحدة نحو جندي إسرائيلي.. رصاصة واحدة فقط كافية لإحراج الأسد الذي لم يطلق جيشه رصاصة واحدة.. ثوار السعودية الآن هم في الجولان وعلى تماس مع جيش نتنياهو.. ولا يقدر الأسد كما تدعي السعودية على منع المجاهدين من الوصول إلى الجولان وفلسطين.. لا يحتاج ثوار السعودية في الجولان سوى رصاصة واحدة في الاتجاه الصحيح.. نحو الجنوب.. وليس نحو الشمال.. إنني أتحداهم.. وكلنا نتحداهم.. والعالم يتحداهم.. ويتحدى أنصاف الرجال.. وأنصاف النساء..
متى ستطلق السعودية رصاصة واحدة فقط في صنافير وتيران؟؟ كم انتحاريا سعوديا قتل نفسه في فلسطين؟؟.. وكيف لا تصدر فتوى جهاد واحدة لشباب المسلمين نحو تحرير الجولان؟؟.. وعلام.. ومتى..
إن أكبر عدو لثوار العرب وثورات ملوك النفط والغاز هي أدوات الاستفهام العنيدة القاسية وإشاراتها المهيبة وعبوسها الرهيب.. بل في سخريتها اللاذعة.. التي تحاكمهم وتحاكم مشروعهم ومشروعيتهم.. وتحاكم قراراتهم ودمويتهم وعمالتهم وخيانتهم وغباءهم الذي أوصل مجتمعاتهم إلى الخراب والدمار الأقصى والتشظي والتحنيط.. والمعركة التي بيننا وبينهم هي من أجل ألا تموت أدوات الاستفهام من اللغة ويجري دفنها.. فالمصيبة التي يريدون إيجادها هي فرض أجوبة جاهزة علينا وإعدام أدوات الاستفهام وخلق ثقافة أن زمن الأسئلة انتهى لأن الثورة بزعمهم أجابت على كل الأسئلة وأحالت كل إشارات الاستفهام والتعجب إلى التقاعد.. فالثورة حملت معها زمنا تموت فيه الأسئلة.. بعد أن تذبح كيف ومتى لأنها من أدوات الشك وتكسير اليقين.. ولا يقين بعد يقين الثوار.. وبعد أن تنكح “لماذا”.. وتملك “أين” و”علام” ملك اليمين.. ويستحوذ على “هل” كما يستحوذ خليفة عثماني على غلام أمرد..
أما نحن فإننا هدمنا الربيع بأدوات الاستفهام الرهيبة فقط.. هدمنا الجزيرة وهدمنا الإخوان المسلمين وهدمنا الخيانات.. ونحن من أوقف الحمير التي حملت أسفار الثورة.. وسنهدم بصولجان الاستفهام ممالك الحمير وقلاعهم.. فلا شيء يهدم هذا الجنون العربي وهذا الربيع وهذه الممالك العاهرة مثل الكلام الذي تقوده أسئلة ثائرة.. فائرة.. هادرة.. أسئلة تهدم الممالك.. وترميها في المهالك
ما أجمل إشارات الاستفهام وإشارات التعجب عندما تقف تتحدى العقل والفطرة.. وما أجمل وقفة “لماذا” بكل قسوتها وهيبتها في بداية الكلام.. وما أروع تحدي “كيف” التي تشبه القضاة الصارمين.. وطوبى لتحريض “متى” على الشك والتمرد.. وهل لجبروت “هل” من مثيل في نواصي الكلام؟؟.. بل هل أبالغ إن قلت بأن أجمل تاج ترتديه العبارات هو تلك الإشارة العظيمة التي تشبه الصولجان وتسمى إشارة الاستفهام؟؟.. وليس مفاجئا أن نعرف أن أهم اكتشاف في علم الكتابة على الإطلاق هو إشارة الاستفهام.. لأنها هي التي قادت ثورات العقل البشري وفتوحاته الكبرى.. وثوراته كلها.. وهي التي هدمت الأوهام.. وبسببها يستعد المريخ للاستسلام للإنسان..
فما أعنف الكلام الذي يتسلح بإشارات الاستفهام ويشهر إشارات التعجب كالسيوف.. وكم هي جليلة مواكب الكلام التي تجرها أبهى الخيول المطهمة.. خيول لماذا وكيف ومتى وهل.. فاسمحوا لي أن أقدم لكم قادة الكلام.. وملوك البيان.. وزعماء الثورات.. أدوات الاستفهام والتعجب.. التي لاتقهر..
لا يكره الأغبياء شيئا في الوجود مثل إشارات وأدوات الاستفهام لأنها تصيب العقول البليدة بالشلل والصدمة والفالج لما فيها من كمية هائلة من الكهرباء والطاقة والصدمات عالية التوتر.. فكهرباء اللغة وبيوت طاقتها ومناراتها هي في “اللماذا” و”الكيف” و”العلام” وأيّان ووو.. وليس في الحكايات والروايات التي ترويها شهرزاد.. والجزيرة.. والعربية.. وصحف الربيع العربي.. ونشرات بان كيمون البائسة..
ما دعاني إلى أن أستل إشارات الاستفهام والتعجب من أغمادها.. وأن أخرجها كالكنوز المخبأة.. هو ما سمعته من هراء نطق به ممثل المملكة العربية الإسرائيلية (السعودية) في الأمم المتحدة في سياق سجاله مع الدكتور بشار الجعفري.. وكان ماقاله ممثل المملكة سببا في اكتشافي لكنوز من الأسئلة وإشارات الاستفهام التي كانت دفينة تحت رمال الزمن.. فالرجل قال (في سياق رده على الاتهامات السورية للسعودية بالتنسيق مع الموقف الإسرائيلي في الأزمة السورية والتوتر في المنطقة) بأن السعوديين يعرفون كيف تم إسكات الجولان السوري أربعين عاما خدمة لإسرائيل.. كما أن دور النظام السوري وتنسيقه مع الإسرائيليين بهذا الشأن لا نقاش فيه.. أي أن المندوب السعودي لا فض فوه يريد أن يعيد اختراع العجلة التي اخترعتها الثورة السورية عن قصة “الأربعين عاما” الصامتة في الجولان.. وقصة “الرصاصة الواحدة التي لم تطلق في الجولان”.. وطبعا طرحها المندوب السعودي بصيغة اليقين والعارف ببواطن الأمور.. وبنبرة المقهور الذي أفرج عن سر يقتله..
أرجو ألا تتوقعوا مني أن أناقش السعوديين والثورجيين بشأن الجولان.. ولا تتوقعوا مني أن أذكّرهم مثلا بتجربة السيد حسن نصر الله عندما قام بإشعال جنوب لبنان عام 2006.. فأصيبت السعودية كلها بالهستيريا وأقامت الدنيا ولم تقعدها على مغامرة حزب الله غير المحسوبة بدل أن تبارك محاولته الشجاعة.. واستشرست المملكة في معاقبة حزب الله على تحريكه للحرب ومنعت الأوامر الملكية السعودية الطائرات التي تمر بالأجواء السعودية وتحمل ذخائر إيرانية لحزب الله من المرور في أجوائها.. ووصل الأمر حدا جنونيا فمنعت نفس الأوامر الملكية رجال الدين حتى من الدعاء له في المساجد في إشارة مبطنة للدعاء عليه.. وهذا ما أغضب الرئيس الأسد فأطلق على حكام المملكة توصيفه الشهير (أنصاف الرجال) الذي التصق بهم ولن يرحل عنهم حتى يرحلوا.. وبالطبع لن أعيد على مسامع المندوب السعودي ومملكته وملكه المتعب كيف أننا وقفنا وحيدين في الجولان منذ أن خرجت مصر إلى كامب ديفيد ومات الاتحاد السوفييتي بالسكتة القلبية.. وتاه العراق في السباحة على شط العرب يتشاجر مع إيران قبل أن يقتل في الكويت.. ووقف رعاة البقر بعدها خلف ظهرنا في العراق ودفعوا البقر نحونا من لبنان عبر ثيران الحئيأة والاستئلال والمستأبل.. فيما كان أنصاف الرجال لا يسألون عن الجولان ولا عن الرصاصة الواحدة التي لم تنطلق في الجولان..
ولاشك أن كل إشارات الاستفهام وأدوات التعجب في كل لغات العالم قد أمضت مجتمعة ليلة من الضحك من اتهام مندوب السعودية لسورية بالتقصير في مواجهة العدو الصهيوني.. وقد رأيت بنفسي أن “كيف” انقلبت على ظهرها من شدة الضحك.. وأن “هل” كانت تدمع من فرط الضحك وكأنها تسمع لسرحان عبد البصير وهو يردد عبارته الشهيرة وهو يغمز بعينيه: أن المملكة العربية السعودية “متعودة دايما” على النضال.. والمقاومة..
وقد تداولت اللغة أن “لماذا” قد أغمي عليها وهي تضحك حتى ازرق وجهها.. وهي ترى مسلسل “مملكة ضايعة” حيث انتهى مسلسل أم الطنافس.. لأن مسلسل طنافس آل سعود قد بدأ..
لقد أوحى كلام المندوب السعودي وكأنه مطلع على أسرار غض الطرف السوري عن الإسرائيليين في الجولان.. ومن يسمع الرجل وبيانات السعودية ولهجة التخوين في محطة العربية وكيف تشرح للناس تخاذل النظام السوري عن تحرير الجولان الذي يردد الجميع الآن نفس العبارة في اللوح المحفوظ (أربعون عاما لم تطلق رصاصة واحدة) يعتقد أن السعودية كانت على مدى أربعين عاما توبخ النظام السوري على سكوت الجولان وتمارس الضغوط عليه لفتح الجبهة.. وكانت تدعو الجامعة العربية لطرد النظام السوري الذي يعاند في إطلاق تلك “الرصاصة العزيزة” على قلب المملكة وقلوب الثوار التي لم يطلقها النظام السوري في الجولان..
ومن كثرة تفجع المملكة وتألمها على الجولان وتضييع فرصة الجهاد في فلسطين عدت إلى ملفاتي ومذكراتي ورفوف الزمن لا لأبحث عن رواية “آلام فرتر” لأقرأها.. أو لأعيد قراءة “العبرات” و”النظرات” لمصطفى لطفي المنفلوطي.. ولا لأفتش عن كتاب ناصر السعيد الشهير.. بل كنت أبحث في كل كتب التاريخ عن أسماء المواقع التي شهدت معارك إسرائيلية سعودية خلال مئة سنة فلم أتعثر باسم موقعة واحدة.. وهنا دعوني أستل سؤالا من الأسئلة التي تشبه أسئلة تشارلز داروين التي حطمت الكتب المقدسة.. وتشبه سؤال نيوتن عن الجاذبية الذي بنى الفيزياء المقدسة.. وهو سؤال اتفقت أدوات الاستفهام على إيفاده نيابة عنها لفخامة المندوب وملكه وجميع آل أنصاف الرجال.. هذا السؤال هو: كم هو عدد الشهداء السعوديين الذين سقطوا على أرض فلسطين حتى هذه اللحظة؟؟.
المملكة تبحث عن رصاصة واحدة لم تطلق في الجولان.. وأنا أبحث عن اسم شهيد سعودي واحد سقط برصاصة إسرائيلية.. بحثت عن أسماء الشهداء السعوديين الذين سقطوا على تراب فلسطين لأقارنهم بما قدمنا في سورية في معركتنا ضد إسرائيل من أجل فلسطين.. فلم أجد اسما واحدا.. كلما كنت أمد يدي إلى رفوف الذاكرة أفتش عن اسم سعودي واحد قتلته إسرائيل أو سعودي واحد أسرته إسرائيل فلم أجد.. عن سعودي قاتل في إسرائيل أو شد الرحال للجهاد في فلسطين لم أجد.. لم توجد حادثة واحدة على مدى الصراع العربي الصهيوني قام فيها سعودي بصفع إسرائيلي.. مئة عام كاملة ولا يوجد خدش واحد تسببت به السعودية أو رعاياها لإسرائيل.. وبعد هذا يبكي السعوديون على صمت الجولان والرصاصة العزيزة التي لم تنطلق..
وبتوسيع دائرة السؤال نصل إلى سؤال خطير آخر هو: كم هو عدد الشهداء الخليجيين عموما (من مجلس التعاون الخليجي العظيم) في الصراع العربي الصهيوني حتى هذه اللحظة؟؟ أو أعطوني اسما واحدا فقط من مجلس التعاون الخليجي سقط في عملية استشهادية في إسرائيل.. أو كان أسيرا.. أو استشهد وسميت مدرسة باسمه أو شارع.. أو صفع إسرائيليا أو كتب شعارا على جدار.. أو سافر عبر الأنفاق ليعطي شمعة لفلسطيني لا صاروخا.. فلم أجد.. صدقا لم أجد..
لا أدري إن كانت هناك مؤامرة بعثية أو ناصرية أو قومية أو شيوعية لطمس تضحيات “الشعب السعودي والقيادة السعودية” وقيادات الخليج العربي المحتل في مشروع الجهاد ضد العدو الصهيوني.. ولكن منذ أن نهضت ذاكرتي وحملت رفوفها ملايين اللحظات المؤلمة وملايين الومضات المشرقة والأحداث والأسماء إلا أنني لم أعثر على اسم شهيد واحد سعودي طيب بدمه ثرى فلسطين.. لا أذكر.. قسما لا أذكر.. ولا حتى شهيد واحد من مجلس التعاون الخليجي الموقر الذي حارب أبناؤه في كل المعمورة إلا في فلسطين..
تخيلوا أن هناك مقاتلين يابانيين قاتلوا في فلسطين.. وهناك شهداء أمريكيون مثل راتشيل كوري التي سحقت تحت بلدوزر وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين.. وهناك شهداء انكليز من أصول انغلوساكسونية قتلوا في فلسطين مثل الناشط توم هوراندال الذي كان يرمي الحجارة على الجنود الإسرائيليين.. وفنزويليون وعلى رأسهم كارلوس الشهير الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في فرنسا بسبب انضمامه لنشاط الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. وهناك كوبيون.. وإيرانيون.. ومن كل البلاد العربية إلا دول الخليج العربي وبالذات السعودية.. وإن كان هناك من أسماء شهداء أو معارك لم أسمع بها فربما لأن السعودية “الشقيقة” قد أهملت هذا الجانب المضيء في شعبها وعتمت عليه لأنها لا تريده أن ينمو ولا تريده أن يصبح جزءا من ثقافة شعبية.. ولكن بالفعل لا يوجد شيء واحد في الوجود اسمه معركة أو كتيبة سعودية قدمت شهداء ضد إسرائيل.. يعني أستطيع أن أقول لكم وكلي يقين أنه يمكن أن نكتشف عظام ديناصورات أو ماموث في فلسطين ولا يمكن اكتشاف مستحاثة أو بقايا عظام من أصل “سعودي” أو لحية سعودية أو عقالا من عقالاتهم.. فما هذه الظاهرة الغريبة؟؟.. وما هو السر الذي يمنع الشعب السعودي بملايينه من تقديم قربان واحد ضد إسرائيل؟؟ رصاصة واحدة فقط منذ نشوء إسرائيل لم تنطلق من بندقية سعودية على مدى مئة سنة كاملة من الصراع العربي الصهيوني الذي بدأ في بدايات القرن الماضي.. وكان المتطوعون السوريون والمصريون والعراقيون واللبنانيون يتدفقون إلى فلسطين.. ولكن غابت السعودية كليا وكأنها غير موجودة على الخارطة الجهادية.. وغاب شبابها نهائيا.. ولا تستطيع المملكة المباهاة حتى بشهيد واحد على مدى قرن كامل.. أليس هذا شيء يدعو إلى التعجب والاستفهام؟؟ أليس هذا العار فوق كل عار؟؟.
السوريون والمصريون واللبنانيون هم أكثر من ضحى واستشهد في فلسطين.. وكل رصاصة أطلقت في فلسطين أطلقتها من فوهات البنادق أصابع سورية ولبنانية ومصرية ومن كل العرب إلا عرب الخليج وبالذات أبناء المملكة السعودية.. كل الرصاص الذي لم تنم جفونه حول إسرائيل منذ مئة سنة هو في بنادق السوريين وحلفائهم..
هل يمكن أن تتخيلوا مثلا أن نقرأ خبرا يقول التالي:
“بعد اعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المسجد الأقصى اشتبكت القوات العربية السعودية مع لواء غولاني الإسرائيلي وخاضت معارك ضارية معها.. وقد تمكنت القوات السعودية المدرعة البطلة من تدمير ست دبابات ميركافا.. فيما تمكنت طائرات تايفون التي حصلت عليها المملكة من التصدي لغارات الطيران الإسرائيلي وأجبرتها على الانكفاء بعد إسقاط طائرتين إسرائيليتين.. وقد تم أسر الطيارين إلا أن جيش محمد (وهو ميليشيا شعبية إماراتية وكويتية وقطرية) قام بذبح الطيارين الإسرائيليين.. وفيما كان رجال المغاوير السعوديون يغيرون على المواقع الإسرائيلية نفذ استشهادي سعودي من آل العنزي عملية جريئة ضد قافلة من الجيش الإسرائيلي.. وقد استشهد من جراء هذه المعارك عشرون جنديا سعوديا.. وتردد أن الأمير بندر بن سلطان هدد بإحراق نصف إسرائيل إن هي تجرأت على اقتحام المسجد الأقصى أو لمسه.. فيما قام خادم الحرمين الشريفين بدعوة مجلس الأمن للانعقاد في جلسة طارئة ورتب زيارة عاجلة يجول لها على عواصم القرار.. ونوه إلى أن على العالم.. الخ”.. أليس هذا خيالا من خيالات شهرزاد؟؟.. وقصص سندباد وعلي بابا وأفلام الكرتون والرجل العنكبوت؟؟..
هل المشكلة في شعوب الجزيرة العربية أم في الحكومات؟؟ وماهو هذا الترياق والسم الذي شربه شعب الجزيرة العربية في كؤوس محمد بن عبد الوهاب؟؟ أين هو السر الذي لا نعرفه في سبب أن أبناء السعوديين قاتلوا في كل الدنيا وماتوا بعشرات الآلاف ولكنهم لا يرتاحون للجهاد في فلسطين؟.. ولماذا لا نسمع بشهيد إماراتي أو كويتي أو قطري استشهد في فلسطين؟؟.. لكننا نراهم يموتون كالذباب في تورا بورا وغابات الفلبين وأدغال كينيا وشوارع العراق وسورية ويناطحون أبراج نيويورك.. يموتون في كل أراضي “الجهاد” في العالم إلا في فلسطين؟؟ ويقاتلون كل الأمم إلا إسرائيل..!!!!!.. فيما سئمت ملاهي الدنيا ومقاهيها من تهتك سياح سعوديين وكل القادمين من بلاد النفط والغاز..
لا داعي لممارسة النفاق وإلقاء المبررات والاعتذاريات والمدائح العربية والثرثرة بأن الشعوب العربية ليست تعكس وجهة نظر الحكام.. فأمامي ظاهرة غريبة تحتاج إلى تفسير.. كيف لا يوجد مواطن سعودي واحد فقط فكر في أن يتمرد على الناموس الذي أقرته حكومة المملكة وحكومات الخليج..؟؟ وفي نفس الوقت كيف يتدفق عشرات الآلاف من أبناء السعودية لذبح السوريين والعراقيين واللبنانيين وإعلاء كلمة الله.. إلا في إسرائيل؟؟.. أليس لله كلمة في إسرائيل؟؟؟.. أعتقد أن السر الكبير يكمن في الدور القذر للعائلة المالكة السعودية التي قامت بعملية استئصال كاملة لروح الأمة.. وقامت بأكبر عملية تحنيط لمجتمع كامل بكل ملايينه.. حتى تحول إلى مجتمع غريب محنط يكره كل العالم ويكرهه كل العالم.. يقاتل حيث يجب ألا يقاتل ويغيب حيث يجب ألا يغيب..
الملوك دوما يحاولون تحنيط البنادق والعقول.. فالملك حسين كان دوما يحاول أن يستنسخ النموذج السعودي لتحنيط الأردنيين بالتدريج لكنه كان مرغما على لعب أدوار البطولة العسكرية أمام الشعب الأردني.. فهو لم يكن له خيار لأنه موجود في بلاد تنتمي ثقافيا وتاريخيا إلى بلاد الشام وهي خزان رصاص الشرق واللعب بمزاج الرصاص خطر.. وهناك التحام بين فلسطين والأردن وسورية.. وعندما حاول جده التلاعب والتنسيق مع الوكالة اليهودية تذوق رصاصات “مصطفى عشو” الذي نفذ فيه القصاص لأنه تخاذل وخدع الشعب الفلسطيني.. ولكن الملك حسين المحتال والمراوغ كان يفاجأ بالأحداث التي تجره إلى الحرب دون إرادته ويقدم فيها الأردنيون الشهداء رغما عنه.. والبطل مشهور الحديثي الذي صنع معركة الكرامة الشهيرة صنعها لأنه تمرد على قرار الملك بالنأي بالنفس عن مواجهة الإسرائيليين.. فأنجز نصرا رغما عن الملك والمملكة الهاشمية النائية بنفسها.. فأسقط في يد الملك وهو يتحول إلى ملك للمقاومة على غير توقع ودون رغبته أو إرادته.. ولكن الملك صادر البطولة من مشهور الحديثي وتفاخر بالشهداء من أجل فلسطين.. وفي نفس الوقت قام بإحالة الحديثي على المعاش.. ومن يومها لم تقدم المملكة إنجازا عسكريا ونأت بنفسها نأيا مابعده نأي.. ولم يغامر ضابط أردني على الذهاب مبكرا إلى المعاش.. وقطع دابر “الكرامة” وكل من يريد أن يكون (مشهورا)..
أما السعودية فليس فيها مشهور حديثي واحد.. ولا يوجد فيها من تطوع أو أرسلته المملكة للقتال ضد إسرائيل.. والكتيبة التي أرسلتها السعودية في نهاية حرب تشرين إلى سورية كانت مثل تمثيليات أردوغان وبطولاته وعنترياته الخشبية ولم تشارك في إطلاق رصاصة واحدة.. وقد روى لي ضباط سوريون زاروا تلك القطعة العسكرية السعودية التي تموضعت على الأراضي السورية أنها لم تكن مخولة بإطلاق النار.. وكان أفرادها منهمكين في الطبخ.. وصيد العصافير.. كان جيشا يستحق الشفقة والرثاء.. ولم يكن لهم هم القتال ولا المواجهة والشهادة بل العودة إلى المملكة لقيادة سياراتهم الأمريكية..
القضية ليست في غضب المملكة على صمت الجولان فالسعودية لا تكترث بالجولان وهو لا يساوي عندها أكثر من جزيرتي تيران وصنافير السعوديتين المحتلتين مع الجولان السوري منذ عام 1967.. ولم تطلق السعودية يومها رصاصة واحدة لا قبل الاحتلال ولا بعده.. ولم تطلق كلمة واحدة.. أو شكوى واحدة.. أو حتى ريحا.. وكأنهما غرقتا في البحر الأحمر في زلزال..
ويخطئ من يعتقد أن للسعودية ثأرا مع الرئيس بشار الأسد.. السعودية بالتأكيد ليس لها ثأر شخصي مع الرئيس الأسد بسبب وصفه للعائلة المالكة بأنصاف الرجال.. بل تريد المملكة إسقاطه لأسباب لها علاقة بوضعها الوظيفي الإقليمي.. فالحكم السعودي على بداوته ليست له كرامة الرجال الذين يثأرون لكبريائهم بدليل أن الملك (نصف الرجل) جاء إلى دمشق رغم أنه عرف أن الأسد يراه “نصف رجل” ولم يعتذر من هذا التوصيف.. وقد بالغ الملك في الثناء على الرئيس الأسد وأطنب في المديح له لأن المطلوب من المملكة في تلك المرحلة من قبل الأمريكيين هو أن تقنع الأسد وتستميله لكي ينضم إلى نادي “أنصاف الرجال” قبل أن تنضج مرحلة نادي النعاج.. أو نادي “النائين بأنفسهم”.. وقد قال الملك عبدالله (أبو متعب) فيما قال للأسد -حسب تسريبات- بأنه ليس من الضروري أن يصالح الأسد الإسرائيليين ولا أن يبرم اتفاق سلام معهم ولكن يمكنه أن يقطع علاقته بإيران وحزب الله ويعوض عن هذه العلاقة بالصديق الجديد أردوغان وبحركة حماس.. وبدل إيران تتقدم تركيا لمؤازرته بكل ثقلها.. وبدل التحالف مع حزب الله الذي يثبت كتف إسرائيل في الشمال تتولى حماس نفس الدور إنما من جنوب إسرائيل.. أي المعادلة الملكية جدا بسيطة: اترك إيران وحزب الله وسيحل محلهما تركيا وحماس.. ولا يكون الأسد حسب زعم الملك قد خسر شيئا من قوته تجاه إسرائيل بل سيكون قد كسب الكثير لأنه سيحرر نفسه من الحرج ضمن محور شيعي.. ليتحالف مع محور سني صرف وهذا ماسيحرر المملكة من نفس الضيق والحرج أمام المدارس الوهابية التي لن ترتاح لمواقف سعودية فيها اختلاط بالموقف الإيراني والشيعي.. وهذا ماسيضع حتى إسرائيل في ورطة لأنها لا تستطيع القول إنها تواجه الخمينية بل تواجه العثمانية بإرثها العظيم وتأثيرها في نفوس المسلمين “السنة”..
ويقال عن راوي الحديث بأن الأسد استمع للملك بهدوء وتركه يسرد وجهات نظره “الثاقبة” وقد أدرك الأسد أن الملك الأمّي المتعب (نصف الرجل) والذي لا يستطيع تأليف (نصف جملة).. لا يمكن أن يكون بهذه العبقرية وأنه حتما قد تم تلقينه هذا الكلام المفخخ من قبل جهة ثالثة تريد شرا بنا.. وقد بدا ذلك في رده عندما قال للملك لامباليا بعرضه بأنه يرى بأن من الأفضل أن تجتمع تركيا وإيران وسورية والسعودية ومصر وحزب الله وحماس على نفس الموقف طالما أن الغاية هي فلسطين وأن خسارة نصف هذه القوة عبثي وليس له مبرر في الوقت الذي تجمع إسرائيل حولها كل قوى الغرب (المسيحي) وهي دولة (يهودية).. أما نحن فنقسم الحلفاء إلى سنة وشيعة.. كما أن إسرائيل على العكس قد تفكر عندها في استمالة إيران لأن اقتراح الملك (نصف الرجل) هو في الحقيقة مشروع لحصار إيران وليس إسرائيل التي ستستغل هذا الحصار لتسترد إيران.. وقد يتسبب ذلك بنهوض نزعة فارسية تعززها إسرائيل بأي ثمن ونعود إلى أيام الشاه ونفس السيناريو والعداء العربي الفارسي العبثي..
الوظيفة السعودية كانت تشتيت الجهد السوري وما إن يتفكك تحالفه مع محور المقاومة حتى تنقلب تركيا وحماس ويبقى وحيدا فيؤكل الجيش السوري والشعب السوري وتتفتت سورية على غرار ليبيا والعراق اللذين سقطا بسهولة لأنهما كانا بلا حلفاء.. وبعدها يأتي دور مصر.. لأن الجيوش الثلاثة التي يجب تحطيمها هي الجيوش الثلاثة الرئيسية العربية العراق ومصر وسورية.. كي تصمت كل الجيوش ولا تطلق رصاصة واحدة.. في كل الشرق الأوسط.. ويتحول العراق وسورية ومصر إلى جولان عملاق.. لا تحيط به رصاصة واحدة..
لذلك وكما هو واضح فإن تحطيم أكاذيب العرب وثوار العرب لا تقوم به الدبابات والبلدوزرات والسيارات المفخخة.. بل كلمات مثل: كيف.. وهل.. ولماذا.. وكم.. ومتى..
فلماذا لا يطلق الثوار رصاصة واحدة في الجولان على إسرائيل ويحرجون الأسد برصاصة واحدة نحو جندي إسرائيلي.. رصاصة واحدة فقط كافية لإحراج الأسد الذي لم يطلق جيشه رصاصة واحدة.. ثوار السعودية الآن هم في الجولان وعلى تماس مع جيش نتنياهو.. ولا يقدر الأسد كما تدعي السعودية على منع المجاهدين من الوصول إلى الجولان وفلسطين.. لا يحتاج ثوار السعودية في الجولان سوى رصاصة واحدة في الاتجاه الصحيح.. نحو الجنوب.. وليس نحو الشمال.. إنني أتحداهم.. وكلنا نتحداهم.. والعالم يتحداهم.. ويتحدى أنصاف الرجال.. وأنصاف النساء..
متى ستطلق السعودية رصاصة واحدة فقط في صنافير وتيران؟؟ كم انتحاريا سعوديا قتل نفسه في فلسطين؟؟.. وكيف لا تصدر فتوى جهاد واحدة لشباب المسلمين نحو تحرير الجولان؟؟.. وعلام.. ومتى..
إن أكبر عدو لثوار العرب وثورات ملوك النفط والغاز هي أدوات الاستفهام العنيدة القاسية وإشاراتها المهيبة وعبوسها الرهيب.. بل في سخريتها اللاذعة.. التي تحاكمهم وتحاكم مشروعهم ومشروعيتهم.. وتحاكم قراراتهم ودمويتهم وعمالتهم وخيانتهم وغباءهم الذي أوصل مجتمعاتهم إلى الخراب والدمار الأقصى والتشظي والتحنيط.. والمعركة التي بيننا وبينهم هي من أجل ألا تموت أدوات الاستفهام من اللغة ويجري دفنها.. فالمصيبة التي يريدون إيجادها هي فرض أجوبة جاهزة علينا وإعدام أدوات الاستفهام وخلق ثقافة أن زمن الأسئلة انتهى لأن الثورة بزعمهم أجابت على كل الأسئلة وأحالت كل إشارات الاستفهام والتعجب إلى التقاعد.. فالثورة حملت معها زمنا تموت فيه الأسئلة.. بعد أن تذبح كيف ومتى لأنها من أدوات الشك وتكسير اليقين.. ولا يقين بعد يقين الثوار.. وبعد أن تنكح “لماذا”.. وتملك “أين” و”علام” ملك اليمين.. ويستحوذ على “هل” كما يستحوذ خليفة عثماني على غلام أمرد..
أما نحن فإننا هدمنا الربيع بأدوات الاستفهام الرهيبة فقط.. هدمنا الجزيرة وهدمنا الإخوان المسلمين وهدمنا الخيانات.. ونحن من أوقف الحمير التي حملت أسفار الثورة.. وسنهدم بصولجان الاستفهام ممالك الحمير وقلاعهم.. فلا شيء يهدم هذا الجنون العربي وهذا الربيع وهذه الممالك العاهرة مثل الكلام الذي تقوده أسئلة ثائرة.. فائرة.. هادرة.. أسئلة تهدم الممالك.. وترميها في المهالك
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32999
نقاط : 68136
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» في ذريعة أن نظام الأسد لم يطلق رصاصة واحدة لتحرير الجولان
» جردان ليبيا...تنظيم القاعدة الوهابى التكفيري لم يطلق رصاصة واحدة فى فلسطين
» ستون عاماً لم يتجرأ أحدا بإرسال جهاديين ولا سلاح ولا رصاصة واحدة إلى فلسطين
» أعتراف اهل المنطقة الشرقية بان الجيش والشرطة لم يطلقا رصاصة واحدة على الشعب في احداث 2011
» كل الكلام الذي يقال للتجهيز واستقبال النصر يظل اقل قيمة من رصاصة واحدة تطلق لتفتح لك الطريق لرفع رايتك الخضراء فى الساحة الخضراء
» جردان ليبيا...تنظيم القاعدة الوهابى التكفيري لم يطلق رصاصة واحدة فى فلسطين
» ستون عاماً لم يتجرأ أحدا بإرسال جهاديين ولا سلاح ولا رصاصة واحدة إلى فلسطين
» أعتراف اهل المنطقة الشرقية بان الجيش والشرطة لم يطلقا رصاصة واحدة على الشعب في احداث 2011
» كل الكلام الذي يقال للتجهيز واستقبال النصر يظل اقل قيمة من رصاصة واحدة تطلق لتفتح لك الطريق لرفع رايتك الخضراء فى الساحة الخضراء
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi