هل تسبب «المناكفات» بين واشنطن وحلفائها بكارثة غير مسبوقة في المنطقة؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
هل تسبب «المناكفات» بين واشنطن وحلفائها بكارثة غير مسبوقة في المنطقة؟
ابراهيم ناصرالدين
لم يعد خافيا على أحد بأن حلفاء الولايات المتحدة الاميركية في المنطقة يعيدون جدولة ملفاتهم عشية زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في 22 الجاري، هذا ما يحصل في منطقة الخليج مع تسريع المملكة العربية السعودية لعملية ترتيب شؤون «البيت الخليجي الداخلي»، فيما تعمل اسرائيل على خط مواز لتجميع اكبرقدر ممكن من «اوراق الضغط» على حليف اميركي متهم بالتردد والعجز.
وفي هذا السياق، تشير اوساط ديبلوماسية متابعة لهذا الملف، الى انه بعد سلسلة من القرارات السعودية الحاسمة في ملف «الارهاب» جاءت زيادة الضغوط المباشرة على قطر بصفتها وكيلا رسميا للسياسة الاميركية في الخليج، كـ«رسالة» بالغة الدلالة لواشنطن لتعديل جدول اعمالها واولوياتها في ملفين رئيسيين، الاول سوريا، والثاني ملف مشروع الاخوان المسلمين خصوصا في مصر. وفي انتظار تبلور «الرد» الاميركي على هذا الضغط السعودي، تسرع اسرائيل الخطى ايضا لممارسة ضغوط من نوع آخر على الولايات المتحدة في ظل «فتور» في العلاقة بين الجانبين والتي يمكن القول انها ليست «على خير ما يرام».
وبحسب تلك الاوساط، فان ما تريده اسرائيل في هذه المرحلة الحرجة، هو ان تتوقف واشنطن عن تركيزها «غير المفهوم» اسرائيليا على مسار المفاوضات مع الفلسطينيين، فالحكومة الاسرائيلية غير مستعجلة لابرام، اتفاق مع السلطة الفلسطينية وهي تشعر انها يمكن ان تحقق في المستقبل شروطا افضل للتسوية، واذا كانت الادارة الاميركية تعمل تحت ضغط الوقت، لا ترى اسرائيل من داع للاستعجال في ظل هذا الانهيار العربي الكبير الذي اثبت ما تدعيه النظرية الاسرائيلية التي تقولأن الصراع العربي – الاسرائيلي ليس هو الصراع الأساسي في المنطقة، وما يحصل في محيطها يعزز مطالبها بمراعاة أمنها اولا في أي تسوية بينها وبين الفلسطينيين أو مع العرب. فلماذا «الهرولة»؟
وفي هذا السياق يأتي التصعيد الاسرائيلي المفتعل على «الجبهة الشمالية»، فهذا الصخب الامني على الحدود مع لبنان وسوريا يعتبر رسائل مباشرة الى الولايات المتحدة الاميركية، ردا على الضغوط الاميركية غير المسبوقة على حكومة بنيامين نتانياهو لتمرير خطة جون كيري، فاسرائيل تشعر بالضيق من «الضغوط» الاميركية المتصاعدة، فمن جهة نجحت واشنطن في اقناع دول خليجية للضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول باولوية بما يسمى السلام الاقتصادي، ومن جهة اخرى تشعر اسرائيل ان التحريض عليها في الغرب واتهامها بممارسة سياسة «الابرتهايد» مع الفلسطينيين لا يأتي من فراغ.
وتلفت تلك الاوساط، الى ان ما اثار غضب المسؤولين الاسرائيليين هو «استخدام» الادارة الاميركية رسائل «مؤذية» بدأت تمس الامن الاسرائيلي الى الحكومة الاسرائيلية، وفي هذا السياق رفضت السلطات الأميركية منح تأشيرات دخول لضباط الجيش والإستخبارات ومسؤولين في الصناعات الأمنية والعسكرية الاسرائيلية وحتى الآن تم منع 25 ضابطا كبيرا في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى العشرات من عملاء الشاباك والموساد، من دخول الولايات المتحدة الأميركية. وقلصت واشنطن مدة التأشيرة للضباط الذين يخدمون في الولايات المتحدة لمدة عام فقط، ولا تجدد بشكل تلقائي كما كان سابقا، إنما يضطر الضباط الى المغادرة إلى كندا، وينتظرون عدة أسابيع حتى يتم تجديد التأشيرة. وبررت الولايات المتحدة هذه الاجراءات بخشيتها من حصول عمليات تجسس على صناعتها الحربية!
وقبل اسابيع قام وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بدور كبير ادى الى إحباط صفقة صواريخ من طراز (سبايك) كانت ستشتريها الهند من إسرائيل، وهي صفقة تقدر بملايين الدولارات وتضم صواريخ تسمى في الجيش الإسرائيلي (جيل)، وهي من إنتاج سلطة تطوير الأسلحة الإسرائيلية (رفائيل)، وكانت قد مرت بسلسلة تجارب من قبل الجيش الهندي، إلا أنه وفي اللحظة الأخيرة، تدخل الوزير كيري ومعه جميع أركان الإدارة الأمريكية ومارسوا ضغوطا سياسية على الهند، لإلغاء الصفقة وشراء صواريخ (جبلين) الأمركية وذلك مقابل وعد من واشنطن بإشراك الهند في تطوير الصاروخ الأميركي المضاد للدبابات القادم من الطراز نفسه.
الشكوى من هذه الممارسات الاميركية حملها معه نتانياهو الى واشنطن، وهو اراد التسلح «بأوراق» ضغط اضافية، وفي هذا السياق تاتي الغارات الاسرائيلية الاخيرة على الحدود اللبنانية – السورية، وكذلك ارتفاع حدة التوتر في الجولان، والاعلان الاسرائيلي «المشبوه» عن توقيف سفينة اسلحة ايرانية متجهة الى غزة، وترى تلك الاوساط، ان ما يحصل هو جزء من «لعبة» «حافة الهاوية» التي تقوم بها اسرائيل لاشعار الاميركيين ان لديها الكثير من «اوراق اللعب» بين يديها وباستطاعتها استخدامها متى تشاء، وهي في السابق مارست بعضها، عبر الغارات «المستهدفة» على مواقع داخل سوريا، ولم تكترث «للغضب» الاميركي حينها، لكن «التسريبات الاعلامية» الاميركية المقصودة والتي خرقت سياسة الغموض الاسرائيلية لجمت التهور الاسرائيلي واجبرت الاسرائيليين على العودة مجددا الى التنسيق المسبق لاي عملية عسكرية في الاراضي السورية.
لكن اسرائيل تجد نفسها مرة جديدة امام ضرورة افهام واشنطن انه لا يمكن تجاوز دورها الامني في المنطقة، وربطه فقط بالتقدم على المسار الفلسطيني، ولذلك تلعب على «اعصاب» الاميركيين وتلوح باحتمالات حصول انفجار عسكري شامل في المنطقة، وهي تعرف انه امر لا تريده الادارة الاميركية، وفي هذا السياق تفيد المعلومات، بان مسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية الاميركية رفعوا عدة تقارير على درجة كبيرة من الخطورة، تفيد بان اسرائيل لامست في تصعيدها في سوريا ولبنان بعض «الخطوط الحمراء» التي قد تؤدي الى خروج الامور عن السيطرة، وقد ابلغ الاميركيون نظراءهم في اسرائيل بأن الاستمرار في الرهان على عدم رغبة الطرف الآخر باندلاع مواجهة على الجبهة الشمالية، لا يعني ان هذه الحرب لن تقع في ظل تعقيدات امنية وسياسية في المنطقة، وثمة تحذير سمعته تلك القيادات من امكانية وقوع «احداث» غير مخطط لها يمكن ان تؤدي الى اشتعال غير مرغوب للحرب، وثمة مطلب اميركي واضح لتخفيف حدة التوتر كي لا تقع المنطقة في المحظور.
هذه المعطيات تفيد، بأن ما يحصل على الجبهة اللبنانية – السورية مع اسرائيل ليس الا «مناورات» بالذخيرة الحية، حزب الله يعمل ليل نهار على عدم اراحة الاسرائيليين ويتقصد ابراز مكامن قوته لابراز جهوزيته للحد من «التهور» الاسرائيلي الذي يتمادى في استخدام لبنان منصة لتبادل الرسائل الساخنة مع واشنطن، ويعمل راهنا على افهام الاسرائيليين بان الضغط عبر الساحة اللبنانية قد يؤدي الى اثمان باهظة غير محسوبة، ومن هنا يمكن فهم «الرسائل» في جبل الشيخ والجولان. في المقابل ترسل واشنطن اشارات واضحة كان آخرها عبر مؤتمر باريس بان الاستقرار في لبنان ما يزال يشكل مصلحة لاستراتيجيتها في المنطقة، وهي تحاول التعامل على طريقتها مع «حرد» الحلفاء في الملفين السوري والفلسطيني، ولن تقارب هذين الملفين الا وفقا لمصالحها. وفي ظل القناعة بعدم وجود رغبة بحرب شاملة في المنطقة، تبقى المخاوف من حسابات خاطئة وسوء تقدير قد يرتكبه هؤلاء اثناء تبادل «الرسائل» مع واشنطن، ستكون نتائجه حتما «كارثية».
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» عصابات الحر و داعش تستهدف المحطة الحرارية شرقي حلب وتتهدد المنطقة بكارثة مرعبة
» واشنطن خسرت معركتها التي بدأتها في المنطقة وحملة "الربيع العربي" تقترب من نهايتها
» بايدن: الإرهابيون في سورية حصلوا على تمويل ودعم آخر من حلفاء واشنطن في المنطقة.
» هيمنة واشنطن على المنطقة ولت دون رجعة.. إيران.. منشآتنا النووية آمنة ومحمية
» الرعب يسيطر على حركات الإخوان في المنطقة بعد تخلي واشنطن عن انظمة الاخوان المسلمين
» واشنطن خسرت معركتها التي بدأتها في المنطقة وحملة "الربيع العربي" تقترب من نهايتها
» بايدن: الإرهابيون في سورية حصلوا على تمويل ودعم آخر من حلفاء واشنطن في المنطقة.
» هيمنة واشنطن على المنطقة ولت دون رجعة.. إيران.. منشآتنا النووية آمنة ومحمية
» الرعب يسيطر على حركات الإخوان في المنطقة بعد تخلي واشنطن عن انظمة الاخوان المسلمين
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
أمس في 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi