شبح خسارة السعودية يحوم فوق حدائقها الخلفية
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
شبح خسارة السعودية يحوم فوق حدائقها الخلفية
غسان سعود
قبل عامين، كانت أروقة الدبلوماسية الأميركية والمطاعم المحيطة بالمراكز الاقتصادية لصناعة القرار الأميركي تضج بالحديث عن اكتشاف العصر الأميركي: قطر. “أمراؤها شباب مقارنة بالأمراء السعوديين المسنين”. “تفعل بدل اكتفائها بردود الفعل”. “تقدم proposal تلو الآخر”. “مندفعة مقارنة بجيرانها المترددين”. “تموّل هنا وتستثمر هناك دون حسيب أو رقيب”. وخلاصة الأجوبة الأميركيّة على المستنكرين لهذا التعظيم كله للدور القطري، كلمتان ترجمهما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى العربية: “فليحكم الإخوان”.
بعد عام واحد، عاد الأشخاص أنفسهم للاتصال بمن كان يسعى وراء موعد معهم، معترفين بعبثية الرهان على المشروع القطريّ المتمثل بـ”الإخوان المسلمين” للحفاظ على استقرار العالم العربي، وتوفير توازن رعب حقيقي مع إيران في العالم الاسلامي. لعب الإيرانيون دوراً رئيسياً في تغيير وجهة النظر الغربية عبر تسريبهم ما كان “الإخوان المسلمون” يهمسونه بأذنهم عن “التمسكن للتمكن”. واتضح للأميركيين في ليبيا ومصر وسوريا أنّ الانفلاش التنظيمي يحول، بعيداً عن قطر وتركيا، دون سيطرة مرجعية مركزية على هذا التنظيم الذي ينبثق منه يومياً عشرات التنظيمات، ما يحول دون سيطرته على الاستقرار في دوله. وأتى انفتاح “الإخوان” على “القاعدة” في سيناء وسوريا ليخلط كلّ الأوراق الأميركية، قبل أن تكتشف أجهزة الأمن في كل من الإمارات والسعودية، بما تمثله هاتان الدولتان أميركياً، نجاح التنظيم المصري بزرع بذوره في حقليهما الخصبين.
سعوديًا، يصل الخطاب التحريضيّ على قطر إلى حدّ قول بعض الصحافيين أنّ التفاهم مع الإيرانيين الذين تعرف السعودية ما يريدونه أفضل بألف مرة من التفاهم مع القطريين الذين لا يعرف أحد حقيقة ما يضمرونه. الخطر الشيعي، يقول الدبلوماسيون السعوديين هذه الأيام، محدود ولا يهدّد أنظمة الخليج، أما خطر “الإخوان المسلمين” فيهددها. والشغل الشاغل للكتاب السعوديين والكويتيين والإماراتيين هذه الأيام هو ابتداع الوسائل الأنسب لـ”معاقبة قطر” من الحظر الجوي فالتضييق الاقتصادي، والتلويح أخيرًاً بالعمل العسكري. ومن يتابع الخطاب الافتراضيّ السعوديّ يخيل إليه أنه قبالة بعثيين سوريين يتحدثون عن لبنان. فمن يتهمون بريطانيا بالعمل لتأمين الاستقلال القطريّ عن السعودية، يلاحظون التزام الجزيرة والـbbc العربية بمضمون البرامج نفسها في ما يخصّ العالمين العربي والإسلامي.
ما يحصل بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، يحصل بين هذه الدول الأربعة؛ لا بين الولايات المتحدة وقطر أو بين الثلاثي الخليجي والولايات المتحدة. واضح أن الولايات المتحدة تتفرج منذ عام تقريباً، على تاريخ إعادتها اللاعب السعودي إلى الملعب دون سحبها من كان يملأ فراغه. الانفتاح الغربي على إيران، يوفر للقطريين متنفساً يتيح لهم توسيع هامش مناورتهم خليجياً. تسعى السعودية لإثبات نفسها كلاعب إقليمي في مواجهة الإيرانيين والأتراك، لكنها ما تزال بعيدة جداً عنهما، وهي أضعف بكثير مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. دعكم من لبنان حيث تكشف حالة قوى “14 آذار” عن حالها، وسوريا حيث تحرق مشاريعها واحداً تلو الآخر، والعراق حيث يكاد رئيس الوزراء نوري المالكي يسحب كل البساط من تحت قدميها، وتصدع جبهتها الداخلية وعلاقات الأمراء ببعضهم البعض، والغليان البحريني تحت الرماد، تخوض المملكة فعلياً –دون حليف دوليّ حقيقيّ– أربع حروب في عقر دارها: الأولى عسكرية في اليمن ضد الحوثيين. الثانية سياسية في سلطنة عمان ضد الإيرانيين. الثالثة استخباراتية في قطر ضد الأمير شخصياً. والرابعة دبلوماسية عبثية في شتى أنحاء العالم ضد تحرير المارد الإيراني من قمقمه.
لم يكن النفوذ السعوديّ يوماً أضعف مما هو عليه اليوم. تختلط الأمور على البعض. ولا يعني تراجع الدعم الأميركيّ للأخوان، دعماً أميركياً للسعودية. فقد تغيّر حديث الدبلوماسيين الأميركيين عن “الحلم القطري” لكن لم يتغير الكثير في حديثهم عن “المشيخة السعودية”.
فهمت المملكة أن تعويلها على إيقاف الأميركيين مجدداً لقطار الأمبراطورية الفارسية مستحيل. وفهمت أيضاً أن عليها وضع حد لطموحها في العراق وسوريا ولبنان عند تسوية ما لأن تحقيقها لأيّ انتصار بات مستحيلا. فسعت، قبيل طرق الرئيس الأميركي باراك أوباما بابها بعد بضعة أيام، لطلب أمر تفترض أنّ بوسع أوباما أن يوفره لها: هيمنتها على الخليج أو أقله حدائقها الخلفية.
لا شيء يوحي أن الهدف السعوديّ سيتحقق. لا الأميركيون بوارد ولا “الإخوان المسلمون” عموماً وقطر خصوصاً سيستجيبون لطلب أميركي مماثل.
من خسر المعركة الأممية مع إيران، ولم يحسن استخدام نفوذه في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان فأضاعه، ويعاني ما يعانيه في اليمن والكويت والبحرين، سيخسر في الخليج أيضاً.
قبل عامين، كانت أروقة الدبلوماسية الأميركية والمطاعم المحيطة بالمراكز الاقتصادية لصناعة القرار الأميركي تضج بالحديث عن اكتشاف العصر الأميركي: قطر. “أمراؤها شباب مقارنة بالأمراء السعوديين المسنين”. “تفعل بدل اكتفائها بردود الفعل”. “تقدم proposal تلو الآخر”. “مندفعة مقارنة بجيرانها المترددين”. “تموّل هنا وتستثمر هناك دون حسيب أو رقيب”. وخلاصة الأجوبة الأميركيّة على المستنكرين لهذا التعظيم كله للدور القطري، كلمتان ترجمهما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى العربية: “فليحكم الإخوان”.
بعد عام واحد، عاد الأشخاص أنفسهم للاتصال بمن كان يسعى وراء موعد معهم، معترفين بعبثية الرهان على المشروع القطريّ المتمثل بـ”الإخوان المسلمين” للحفاظ على استقرار العالم العربي، وتوفير توازن رعب حقيقي مع إيران في العالم الاسلامي. لعب الإيرانيون دوراً رئيسياً في تغيير وجهة النظر الغربية عبر تسريبهم ما كان “الإخوان المسلمون” يهمسونه بأذنهم عن “التمسكن للتمكن”. واتضح للأميركيين في ليبيا ومصر وسوريا أنّ الانفلاش التنظيمي يحول، بعيداً عن قطر وتركيا، دون سيطرة مرجعية مركزية على هذا التنظيم الذي ينبثق منه يومياً عشرات التنظيمات، ما يحول دون سيطرته على الاستقرار في دوله. وأتى انفتاح “الإخوان” على “القاعدة” في سيناء وسوريا ليخلط كلّ الأوراق الأميركية، قبل أن تكتشف أجهزة الأمن في كل من الإمارات والسعودية، بما تمثله هاتان الدولتان أميركياً، نجاح التنظيم المصري بزرع بذوره في حقليهما الخصبين.
سعوديًا، يصل الخطاب التحريضيّ على قطر إلى حدّ قول بعض الصحافيين أنّ التفاهم مع الإيرانيين الذين تعرف السعودية ما يريدونه أفضل بألف مرة من التفاهم مع القطريين الذين لا يعرف أحد حقيقة ما يضمرونه. الخطر الشيعي، يقول الدبلوماسيون السعوديين هذه الأيام، محدود ولا يهدّد أنظمة الخليج، أما خطر “الإخوان المسلمين” فيهددها. والشغل الشاغل للكتاب السعوديين والكويتيين والإماراتيين هذه الأيام هو ابتداع الوسائل الأنسب لـ”معاقبة قطر” من الحظر الجوي فالتضييق الاقتصادي، والتلويح أخيرًاً بالعمل العسكري. ومن يتابع الخطاب الافتراضيّ السعوديّ يخيل إليه أنه قبالة بعثيين سوريين يتحدثون عن لبنان. فمن يتهمون بريطانيا بالعمل لتأمين الاستقلال القطريّ عن السعودية، يلاحظون التزام الجزيرة والـbbc العربية بمضمون البرامج نفسها في ما يخصّ العالمين العربي والإسلامي.
ما يحصل بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، يحصل بين هذه الدول الأربعة؛ لا بين الولايات المتحدة وقطر أو بين الثلاثي الخليجي والولايات المتحدة. واضح أن الولايات المتحدة تتفرج منذ عام تقريباً، على تاريخ إعادتها اللاعب السعودي إلى الملعب دون سحبها من كان يملأ فراغه. الانفتاح الغربي على إيران، يوفر للقطريين متنفساً يتيح لهم توسيع هامش مناورتهم خليجياً. تسعى السعودية لإثبات نفسها كلاعب إقليمي في مواجهة الإيرانيين والأتراك، لكنها ما تزال بعيدة جداً عنهما، وهي أضعف بكثير مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. دعكم من لبنان حيث تكشف حالة قوى “14 آذار” عن حالها، وسوريا حيث تحرق مشاريعها واحداً تلو الآخر، والعراق حيث يكاد رئيس الوزراء نوري المالكي يسحب كل البساط من تحت قدميها، وتصدع جبهتها الداخلية وعلاقات الأمراء ببعضهم البعض، والغليان البحريني تحت الرماد، تخوض المملكة فعلياً –دون حليف دوليّ حقيقيّ– أربع حروب في عقر دارها: الأولى عسكرية في اليمن ضد الحوثيين. الثانية سياسية في سلطنة عمان ضد الإيرانيين. الثالثة استخباراتية في قطر ضد الأمير شخصياً. والرابعة دبلوماسية عبثية في شتى أنحاء العالم ضد تحرير المارد الإيراني من قمقمه.
لم يكن النفوذ السعوديّ يوماً أضعف مما هو عليه اليوم. تختلط الأمور على البعض. ولا يعني تراجع الدعم الأميركيّ للأخوان، دعماً أميركياً للسعودية. فقد تغيّر حديث الدبلوماسيين الأميركيين عن “الحلم القطري” لكن لم يتغير الكثير في حديثهم عن “المشيخة السعودية”.
فهمت المملكة أن تعويلها على إيقاف الأميركيين مجدداً لقطار الأمبراطورية الفارسية مستحيل. وفهمت أيضاً أن عليها وضع حد لطموحها في العراق وسوريا ولبنان عند تسوية ما لأن تحقيقها لأيّ انتصار بات مستحيلا. فسعت، قبيل طرق الرئيس الأميركي باراك أوباما بابها بعد بضعة أيام، لطلب أمر تفترض أنّ بوسع أوباما أن يوفره لها: هيمنتها على الخليج أو أقله حدائقها الخلفية.
لا شيء يوحي أن الهدف السعوديّ سيتحقق. لا الأميركيون بوارد ولا “الإخوان المسلمون” عموماً وقطر خصوصاً سيستجيبون لطلب أميركي مماثل.
من خسر المعركة الأممية مع إيران، ولم يحسن استخدام نفوذه في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان فأضاعه، ويعاني ما يعانيه في اليمن والكويت والبحرين، سيخسر في الخليج أيضاً.
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32765
نقاط : 67526
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» حرب الأعصاب: خسارة السعودية للحدود اللبنانيّة سيُخرجها من «المعادلة» بعد التحوُلات التركيّة ــ الأردنيّة
» عندما كان لليبيا قائداَ رحمه الله كان أوردوغان يقف في الصفوف الخلفية.
» خسارة يا ليبيا .
» سوريا : حديقة إيران الخلفية ؟ .
» شبح الكيميائي يحوم بإدلب مجددا... و"النصرة" تنقل شحنة سامة إلى جسر الشغور
» عندما كان لليبيا قائداَ رحمه الله كان أوردوغان يقف في الصفوف الخلفية.
» خسارة يا ليبيا .
» سوريا : حديقة إيران الخلفية ؟ .
» شبح الكيميائي يحوم بإدلب مجددا... و"النصرة" تنقل شحنة سامة إلى جسر الشغور
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 4:57 pm من طرف عبد الله ضراب
» حرائق وانقطاع الكهرباء عن مستوطنة المطلة جراء صواريخ حزب الله
اليوم في 12:50 pm من طرف larbi
» دعاء
اليوم في 3:36 am من طرف larbi
» امارة اسلامية في غزة بتمويل اماراتي وتدريب اسرائيلي
اليوم في 12:30 am من طرف larbi
» طريقة لمعرفة اختراق جوالك او تنصت حالي
أمس في 11:22 pm من طرف larbi
» نشرة إيجاز بلغة الإشارة- القسام: أوقعنا رتل آليات في كمين برفح
أمس في 11:00 pm من طرف larbi
» كتائب القسام تعرض مشاهد لاستهداف آليات عسكرية إسرائيلية شرق مدينة رفح
أمس في 10:58 pm من طرف larbi
» جاسوس إسرائيلي يهودي لمصلحة إيران.. وخطاب نصر الله يتصدر نشرات تل أبيب
أمس في 10:37 pm من طرف larbi
» الجزائر تتضامن مع لبنان إثر "الهجوم السيبراني الصهيوني"
الأربعاء سبتمبر 18, 2024 11:19 pm من طرف larbi
» الهدف كان قيادات الصف الأول!
الأربعاء سبتمبر 18, 2024 3:52 pm من طرف larbi