كيف بإمكان الناس الرافضين لفبراير وما حققه من غزو الدمار الأوروأمريكي أن يجتمعوا وهم عرضة على الدوام للتوقيف والأعتقال والتنكيل ؟

كيف بإمكان الناس الرافضين لفبراير وما حققه من غزو الدمار الأوروأمريكي أن يجتمعوا وهم عرضة على الدوام للتوقيف والأعتقال والتنكيل ؟ وهي يوجد في البلد أمان لكي يصبح بإمكانهم أن يجتمعوا ؟
ثم ما هي أهمية الحوار إن لم يكن فيه جميع الأطراف على نفس المستوى من المساواة . هذا الذي حدث في مالطا لم يكن إلاّ بين بضع أعظاء محسوبين على النظام السابق
ومجموعة شبه نادمة على ما حصل وتسعى لضم الرافضين إليها . جميعهم لا تخويل لديهم من أي طرف وبذلك لا يمثلون إلاّ أنفسهم . الحوار الحقيقي والجاد لا يكون خارج مجلس شيوخ القبائل الليبية والذي يجب أن يرقى إسمه ليصبح بإسم
........ ’’ المجلس الأعلى لشيوخ القبائل الليبية ’’ . هذا المجلس هو الذي توقفت عنده الدولة عندما كان مجتمع أبان القصف الأمريكي البريطاني الفرنسي والبقية من عديد الدول التي نالت من دماء الليبيين وأرواحهم . في هذا المجلس غرقت سفينة الدولة الليبية , ولا سبيل لأنقاضها والصعود بها إلى السطح إلاّ بالذهاب لموقع غرقها من أجل إنتشالها من جديد وتطهيرها من الشوائب وتجديد أناقتها . والمجلس الأعلى لشيوخ القبائل الليبية هو الذي تتمثل فيه الوحدة الوطنية التي لا تقبل بالأنفصام , وبه وفيه يتحقق الشروع في سلوك الدرب السليم صوب دولة القانون والعدالة .
.......... والمجلس الأعلى لشيوخ القبائل الليبية , أصبح في عصرنا الحديث يضم الأساتذة والحكماء من بين شيوخ كل قبيلة ولم يعد مقتصر على أميين من دون أي مستوى تعليمي مدرسي , لكن هذا المجلس يقف دون المناداة به جميع التكفيريين والأخوان لأنه يحرمهم من الأستئثار بالسلطة في ظل العون الأمريكي البريطاني الفرنسي والتركي والقطري . فالقبيلة هي الحزب الطبيعي , وهي أقدم نظام جمعي تربطه صلة الدم , ولازال هذا النظام قائم في أغلب دول العالم بالأمريكتين وآسيا .
....... والمجلس الأعلى لشيوخ القبائل الليبية هو الجسم الشرعي الحقيقي للشعب الليبي , وهو وحده الذي يكلف من يرى أهليته لتشكيل حكومة إنتقالية من المجلس الأعلى للقضاء وضباط القوات المسلحة والأمن العام . وهو المجلس الوحيد الذي بإمكانه أن يحقق الحوار الحقيقي من أجل وضع أقدام الليبيين على عتبة رؤية المستقبل وبعيدًا عن أي أجيندات أجنبية وليس فيه غير أجيندة واحدة هي أجيندة الشعب الليبي وليبيا لجميع أبنائها .
.... تشرع الحكومة الأنتقالية في إعادة الجيش وقوات الأمن العام وتنظم لأجراء إستفتاء عام للشعب الليبي عن الدستور الذي يرغبون , ونمط الحكم الذي يريدون , والعلم الذي يريدون , والنشيد الوطني الذي يريدون بخيار أغلبيتهم في الأستفتاء .
........ وأذكر هنا بعض النقاط الأساسية في أي حوار جاد وهي :
1 ـــ الأساس هو أن ليبييا تعرضت في سنة 2011 لعدوان بريطاني فرنسي امريكي قطري تركي أردني وإماراتي إتخذ ذريعة له كذبة إسمها ’’ حماية المدنيين ’’ . ظلمًا وبهتانًا , اللعنة على كل من روج لها وأشترك في تنفيذها . 2 ـــ إعتبار جميع من قضوا في هذه الحرب شهداء لا تفرقة بينهم . 3 ـــ معاملة جميع اليتامى والأرامل من أسر الشهداء على قدم المسواة في جميع المعاملات والتعويضات . 4 ـــ معاملة جميع الجرحى والمعاقين بسبب هذه الحرب ومنذ شهر فبراير 2011 إلى الوقت الحاضر ومستقبلاًعلى قدم المساواة في العناية والتعويض والأهتمام . 5 ــ إعادة جميع المهجرين لبيوتهم وأراضيهم ومدنهم وعلى رأسهم أهالي تاورغاء الذين مورست بحقهم العنصرية اللونية . 6 ـــ صرف جميع مرتبات الليبيين وتمكين من ينوب عنهم من تحويلها لهم لكي يحيوا بها إلى أن يتحقق لهم الأمان في العودة و إلزام الدولة بتعويض جميع المتضررين من هذا العدوان وما ترتب عليه من أي خسارات مادية ومعنوية . 7 ــــ إلزام جميع وسائل الأعلام المحلي قانونًا بعدم الحديث عن أي ثورة سواءً سبتمبرية وأو فبرارية والحديث عن الدولة فقط . 8 ـــ الشرعية لكامل الشعب الليبي في المجلس الأعلى لشيوخ القبائل الليبية وليس لجزء منه . 9 ـــ إلغاء جميع مذكرات التوقيف التي صدرت للأنتربول ضد جميع المواطنين الليبيين والليبيّات . 10 ـــ إلغاء جميع القوانين التي صدرت منذ شهر فبراير 2011 وإلى الآن . 11 ـــ إلغاء جميع ما أصدره الفبراريون من أحكام , والتوقف عن إصدار أي أحكام جديدة . 12 ـــ إحترام إستقلالية القضاء وتوفير كامل الحماية لرجاله وسيداته . 13 ــ إطلاق سراح جميع الرجال والنساء الليبيات القابعين في سجون المليشيات الأجرامية . المهم هو عودة الشرعية وسيادة الدولة إلى المجلس الأعلى لشيوخ القبائل الليبية التي يجب عليها أن تختار ممثليها من الناس الجادين الذين لا مصلحة لهم غير إسترداد السيادة من مغتصبيها الأوروأمريكيين وعملائهم الذين إشتركوا معهم في قتل الليبيين رجال ونساء واطفال . مالم يتحقق مثل هذا العمل لا جدوى من أي حوارات طائشة لن يكون لها من يؤيّدها , وستبقى ليبيا في قبضة التطرف والأخوان . وسيخسر الفبراريون والسبتمبريون سيادة دولتهم وحريتهم وإمكانية قيام دولة ديموقراطية أساسها العدل والقانون وتحقيق الأمان لجميع الناس . النقيب بحار رمضان الجبو ـ فرنسا 20 أبريل 2014