هكذا رد أوباما على تحدي الأسد باجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
هكذا رد أوباما على تحدي الأسد باجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها
عبد الباري عطوان
لا شك ان قرار الادارة الامريكية بفتح “مكاتب دبلوماسية” للائتلاف الوطني السوري المعارض على اراضيها سيشكل “مكافأة” سارة للسيد احمد الجربا الذي يزور واشنطن بدعوة رسمية للمرة الاولى منذ تأسيس الائتلاف، ولكن ما ينتظره السيد الجربا، وائتلافه، هو “الاسلحة النوعية”، والصواريخ المضادة للطائرات على امل تغيير مسار العمليات العسكرية على الارض لمصلحة المعارضة المسلحة، بعد ان حققت قوات الجيش السوري تقدما ملحوظا في الاشهر الاخيرة.
الادارة الامريكية لا تريد ان ترد السيد الجربا خائبا فارغ اليدين، ولذلك قررت ان تقدم له هذه الهدية ربما كبديل عن لائحة طلباته العسكرية الطموحة، وتخفيف حدة الانتقادات لها ومواقفها “المترددة” من قبل المعارضة السورية التي تشعر بخيبة امل من الموقف الامريكي الرافض للتدخل العسكري المباشر على غرار العراق او ليبيا، وينسى هؤلاء ان القاسم المشترك بين البلدين هو النفط، وان نتائج التدخل جاءت كارثية على امريكا والدولتين المعنيتين معا.
***
توقيت القرار الامريكي يجب ان يؤخذ في عين الاعتبار، ولا نستبعد او نستغرب ان يكون جاء ردا على خطوة الرئيس بشار الاسد خوض انتخابات رئاسية، في تحد صارخ واستفزازي للادارة الامريكية وحلفائها، واغلاق كل الابواب في وجه من يحاول تطبيق قرارات مؤتمر جنيف الاول، والبند الثامن منه، الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، وبموافقة الطرفين والغاء اي دور للرئيس السوري.
لا نعرف الاسباب الحقيقية التي دفعت الرئيس الاسد للاقدام على هذا الخطوة المتحدية، خاصة ان المادة 187 من الدستور السوري تنص على تأجيل اي انتخابات رئاسية او برلمانية اذا كانت اوضاع البلاد الامنية لا تسمح بذلك، ونعتقد جازمين ان حالة الانقسام والاحتراب التي تعيشها سورية حاليا تجسد هذه المادة الدستورية، وتوفر المبرر للتأجيل، اي ان الانتخابات الرئاسية ليست ضرورة ملحة في الوقت الراهن.
اجهزة الاعلام السورية قالت ان الدعوة الى الانتخابات هذه باتت ضرورة حتمية لتجنب حدوث فراغ دستوري، ولكن من سيحاسب نظاما محاصرا يخوض حربا ضروسا، ويساله اذا ما كان وجوده دستوريا ام لا، خاصة في سورية؟ فالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يفاوض اسرائيل لتوقيع اتفاق نهائي للقضية الفلسطينية، انتهت مدته الرئاسية منذ اربع سنوات، ويتفاوض بغطاء امريكي، ورعاية مباشرة من جون كيري وزير الخارجية الامريكي نفسه، ولم نسمع مطلقا اي مسؤول امريكي، او اوروبي، او حتى اسرائيلي، يقول انه رئيس غير شرعي او غير دستوري، بل هو اكثر شرعية من اوباما نفسه طالما انه سيوقع اتفاق يتخلى بمقتضاه عن الثوابت الفلسطينية جميعا.
يصعب علينا ان نتكهن عما اذا كانت هذه “الهدية” التي قدمتها ادارة اوباما للسيد الجربا “يتيمة” ام ان “هدايا” اخرى ستتبعها خاصة ان مدة اقامته في امريكا ستطول عشرة ايام اخرى، ولكن ما يمكن التكهن به ان دولا عربية ستعتبرها ضوءا اخضر لفتح “هيئات” دبلوماسية مماثلة للائتلاف الوطني السوري على اراضيها، ومن غير المستبعد ان تذهب بعضها الى ما هو ابعد من ذلك، وتسليم السفارات السورية المغلقة في عواصمها الى الائتلاف، فواشنطن هي التي تحدد النغمة والباقون يعزفون.
بعد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقات اوسلو قبل واحد وعشرين عاما، وارفقتها باعتراف صريح موثق باسرائيل، سمحت الدول الغربية لها بتحويل مكاتبها التي كانت في اطار الجامعة العربية او ملحقا بمكاتبها الى بعثات دبلوماسية، ومنحتها بعض الامتيازات الشكلية الصغيرة جدا والهامشية التي ترضي العقول الصغيرة، وما زال الوضع على حاله لم يتغير، ولن يتغير، حتى لو تجاوبت السلطة في رام الله مع الضغوط الامريكية الاسرائيلية واعتراف باسرائيل دولة يهودية عنصرية، فهل سيكون ائتلاف الجربا افضل حظا؟
***
امريكا تقدم للمعارضة السورية “لعبة” تتسلى بها، وتشغلها عن مطالبها الاخرى المستعجلة، مثل الصواريخ المضادة للطائرات من طراز “مان باد” لانها تعرف ان هذه الصواريخ قد تذهب الى الجماعات الاسلامية المتشددة ولا تستطيع استرجاعها، ثم قد تستخدم من قبلها او غيرها ضد اهداف اسرائيلية او طائرات مدنية لدول حليفة لامريكا.
العروض المغرية التي قدمها السيد كمال اللبواني احد ابرز قادة المعارضة السورية لاسرائيل، ومن بينها التنازل عن الجولان، وتحويلها الى “حديقة سلام”، جاءت بهدف طمأنة واشنطن ضمن اهداف اخرى بأن هذه الصواريخ لن تستخدم ضد اهداف اسرائيلية، ولكن واشنطن تستمع الى حلفائها الاستراتيجيين القدامى ولا تستمع الى حلفائها الجدد، مهما كان حديثهم عذبا ومغريا!
اسرائيل اولا واخيرا بالنسبة الى واشنطن ولم تتغير هذه المعادلة على مدى ستين عاما وليس هناك ما يوحي بغير ذلك في الوقت الراهن او المستقبل القريب على الاقل، ونتمنى للسيد الجربا اقامة هنيئة في واشنطن!
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» ماذا سيكسب النظام السوري من اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها و ما الذي سيخسره ؟
» هكذا يخطط الغرب لإسقاط الاسد في الانتخابات الرئاسية 2014
» الرئيس الأسد: رد عدوان «جيش أردوغان» عبر هزم الإرهاب..الانتخابات الرئاسية المبكرة رهن بالإرادة الشعبية
» رئيس مجلس الشعب يعلن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية ويحدد موعدها
» الحرب على الانتخابات الرئاسية
» هكذا يخطط الغرب لإسقاط الاسد في الانتخابات الرئاسية 2014
» الرئيس الأسد: رد عدوان «جيش أردوغان» عبر هزم الإرهاب..الانتخابات الرئاسية المبكرة رهن بالإرادة الشعبية
» رئيس مجلس الشعب يعلن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية ويحدد موعدها
» الحرب على الانتخابات الرئاسية
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
الإثنين نوفمبر 25, 2024 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi