حرب تكسير رؤوس ما بين آل سعود وعائلة حمد !

بالأمس كانوا يجتمعون حول منسف السياسة المغرق بدسم المصالح، واليوم باتوا لا يشربون قهوة بعضهم العربية؟ عادات بدوية دمغت السياسة فأنتجت تشنجات خليجية، ونشراً للغسيل فيما بينها، غسيل لجلابيات بيضاء امتلأت من بقعاً وأوساخاً من خلافاتهم.

الشقيقة الخليجية الكبرى "السعودية" مانت على كل من البحرين التابعة والإمارات المتذبذبة فسحبت كل منها سفيرها من الإمارة الناشئة سياسياً بقوتها الغازية! الخلاف بدا مفاجئاً وغير متوقعاً، قيل أن سببه الموقف القطري من الأخوان في مصر ومهاجمتهم للسيسي الذي تدعمه السعودية، ثم قيل أن قطر تتدخل في شؤون الدول الخليجية الشقيقة بما يعرض امنها للخطر، استدركت الدوحة ما حدث، وأعلنت استعدادها للتعاون، فبدا الحديث عن مصالحة خليجيةـ خليجية، لكن بعد ماذا ؟ فالشرخ قد وقع.

في هذا السياق قالت صحيفة «القبس» الكويتية، إن عودة سفراء السعودية والبحرين والإمارات ستكون خلال أسبوعين أو ثلاثة على أقصى تقدير، وأضافت الصحيفة أن اجتماعات اللجان الفنية ستبحث بكل شفافية وصراحة أسباب الخلاف الخليجي، وأن هناك اتفاقاً على ضرورة تغيير النهج والخط السياسي والإعلامي لقطر في تعاملاتها مع قضايا مثل مصر وسورية، وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن الدوحة وضعت ملاحظات على تصرف الدول الثلاث تجاهها، لكنها وعدت بضبط النهج الإعلامي لها من خلال قناة الجزيرة، واستمرار إبعاد المواقف المؤججة للشيخ يوسف القرضاوي عن المشهد الخليجي.

ما يلفت النظر فيما نقلته الصحيفة الكويتية، هو الأمر المتعلق في تعامل قطر الإعلامي مع ملفي كل من مصر وسورية! إن سلمنا وآمنا بالموقف القطري من خسارة الأخوان وانتصار العسكر وصعود السيسي المبارك سعودياً، فماذا بالنسبة للتعاطي القطري مع الملف السوري؟ هل كان هناك تباين أساساً مابين التعاطي السعودية والقطري على هذا الملف؟ ألم يكن الاثنان يوثق علاقاتهما شدة العداء للنظام في سورية، بعد شخصنتهما للحرب؟ اللهم إلا إن كان المقصود وجود خلاف قطري ـ سعودي في ماهية من سيتم دعمهم؟؟ أو أن هناك تنازعاً بين النظامين السعودي والقطري على جذب أكبر عدد من الميليشيات المسلحة في الميدان؟! السعودية تدعم القوى السلفية فيما قطر تدعم الحركات المسلحة المولودة من رحم الأخوان.

ما نعرفه هو أن أي تقارب سعودي ـ قطري على الملف السوري سيعني تصعيداً أكبر ودماراً أكثر وضخاً هستيرياً للمال والسلاح.

بالعموم فإن الشرخ قد حصل ما بين آل سعود الذين ينظرون إلى قطر على أنها دويلة تابعة لهم تاريخياً وبين شيوخ الإمارة الحالمين بموقع كبير لهم في الخليج والمنطقة العربية، المشهد هو أقرب أن يكون إلى حرب تكسير رؤوس على الطريقة العشائرية مابين آل سعود وآل حمد الأخيريين سيرضخون لقوة التاريخ والجغرافيا، لكنهم بالتأكيد لن يناموا على فركة الأذن السعودية لهم.