اللاعبون الكبار كيف هم ؟ اللاعب الأمريكي

د.م. فهد اندراوس سعد


مقدمة

أمريكا بالنسبة للأشخاص غير المهتمين بالسياسة وبالوضع الدولي أو الذين يحصرون معرفتهم أساساً بما تنقله وسائل الإعلام هي المحتكر والمهيمن والشرطي الدولي وينظرون إليها هكذا كدولة بالكامل. أما في الواقع فالأمر ليس بهذا التبسيط !.

المقال محاولة لالقاء الضوء على القوى الفاعلة في امريكا كلاعب عالمي .

1 - اللاعبان الامريكيان

في أمريكا لاعبان عالميان على الأقل (مجموعتا تأثير عالميتان) إلى جانب مجموعات تأثير ثانوية تلعب دوراً أقل. وتتحدد سياسة أمريكا بالجواب على مجموعة أسئلة :

- أي من هاتين القوتين العالميتين "تملك" في اللحظة الحالية سيد البيت الأبيض ؟

- كيف تتوزع الأصوات بين الحزبين في الكونغرس؟. وكذلك أية تنازلات تم التوصل إليها فيما بينهما ومع مجموعات التأثير الأخرى ؟.

إحدى هاتين القوتين العالميتين هي اللاعب البريطاني – الأمريكي (ونواة هذا اللاعب آل روتشيلد ) ، ويعكس مصالح مجموعة التأثير البريطانية المتراكمة تاريخيا في أمريكا !.

يسيطر هذا اللاعب في امريكا عملياً على كامل الفضاء المالي بما فيه نظام الاحتياطي الفيدرالي (مجموعة البنوك الخاصة التي تملك الحق الحصري في اصدار الدولار) ومن هنا القوة المالية لبريطانيا التي أشير لها في الجزء الاول . وكذلك يسيطر على الحزب الديموقراطي ! كما يمتلك هذا اللاعب تأثيراً تاريخياً قوياً على كندا حيث لعلاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع أمريكا وضعاً مميزاً.

وبالذات إن مثل هذا الحضور البالغ القوة للاعب البريطاني – الأمريكي في أمريكا هو الذي يولد الإحساس الدائم بأن كل من أمريكا وبريطانيا تشكلان جبهة واحدة تتحصنان فيها و" تحاربان ” معا ضد الاخرين ,وإن كان ظهور بريطانيا متواضعا في الكثير من الحالات وعادة ما يكون خلف ظهر شريكها الأمريكي الأكثر ضخامة والأكثر تأثيراً ظاهرياً وتاركة له المكانة الأولى وإكليل النصر ولكن في واقع الأمر فإن بريطانيا تكون فيه بوضع تحقق مصالحها بالذات !.

2- الانكلوساكسون البروتستانت البيض WASP.

اللاعب الآخر في أمريكا الذي يرشح نفسه لموقع لاعب عالمي هو من يطلق عليه لقب "الوطنيون WASP- White Anglo-Saxon Protestant "الانكلوساكسون البروتستانت البيض" وبالتمايز عن اللاعب الآخر الأمريكي – الإنكليزي فإن أساس ثروة هذا اللاعب وقوته قائمة على صناعة النفط من الاستخراج إلى النقل إلى التكرير إلى التوزيع (أساس ثروة العائلة اليهودية الاخرى آل روكفلير) كما يضم هذا اللاعب المؤسسة الصناعية العسكرية الأمريكية وكذلك صناعة الدواء والزراعة بما فيها إنتاج المحاصيل المعدلة وراثياً كما تدخل القطاعات المرتبطة بالتقانات المتقدمة ,

ينتمي بيل غيتس إلى هذا الفريق كما تنتمي اليه عائلة آل روكفلير التي تشكل نواته !.

أما في السياسة فلدى هذا اللاعب الحزب الجمهوري كما ويرتبط ارتباطاً وثيقاً باللوبي اليهودي الأمريكي !.

على الرغم مما يتراءى من الوحدة الظاهرية بين نواتي اللاعبين الأمريكيين : الروتشيلديون والروكفليريون وتقاسمهم مناطق النفوذ في العالم ووجود الكثير مما يقربهما من بعض ويبعدهما عن الآخرين جميعاً إلا أنه من الواضح أن شروط التوافق لا تناسب حتى النهاية الروكفليريون والصراع مازال مستمراً بينهما وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وبالتالي اختفاء العدو الحقيقي لهذا التحالف حيث أخذت تظهر تدريجياً على السطح التناقضات الحادة بينهما والقادرة أن تنمو إلى مرحلة الحرب التي تهدف الى التدمير الكامل لأحد اللاعبين وقد يبدو هذا الكلام مستغرباً بعض الشيء لذا ستفرد مقالة خاصة حول طبيعة الصراع المستمر تاريخيا بينهما.

3- سمات اللاعب الامريكي

لدى استعراض سمات اللاعب الامريكي من الضروري مراعاة أن الوضع هنا أكثر تعقيداً بكثير وتحكمه مستوى العلاقات بين القطبين الامريكيين .

- المساحة لدى أمريكا كافية على الرغم من أن نوعيتها تتراجع تدريجياً حيث ينتشر التصحر في مساحات كبيرة وزاد الأمر سوءاً ثورة استخراج غاز الصخر الزيتي وما يصاحبها من تلوث هائل للبيئة الشيء الذي يماثل زرع لغم هائل قابل للانفجار لاحقاً.

بالنسبة للموارد الطبيعية فالأمر غير واضح بعض الشيء لأن الكثير من المعطيات ذات طابع سري. ولكن يمكن الافتراض أن الأمور ليست سيئة ففي تلك الجبال الصخرية الواسعة الانتشار مازال هناك الكثير من المساحات للتنقيب والحفر.

- بالنسبة للموارد البشرية فإن السكان بوضع شبه مثالي الشيء الذي لا يمكن تعميمه على التعليم , فالتعليم كما في بريطانيا ذو مستوى عالٍ جداً ولكن للنخبة ولا يصل إليه إلا القليل في البلد بينما التعليم العام دون الطموحات إلى جانب ذلك فإن عدم التجانس الأثني لمختلف اطياف المجتمع يمكن أن يحمل في المستقبل مفاجآت ليست قليلة وخاصة عند فقدان السيطرة المركزية على النظام في البلد على الرغم من الإحساس الوطني المغروس في الوعي الجمعي للشعب.

- ضمن تقاسم الأدوار مع بريطانيا في التأثير الإيديولوجي فقد لعبت أمريكا دوراً تقليدياً كمروج للثقافة الشعبية للطبقات الوسطى والدنيا ولاقت نجاحاً كبيراً من خلال فرض نمط الحياة الأمريكية على العالم بواسطة صناعة الأفلام الهوليودية والموسيقى والموضة والإعلام ... إلخ ومع ذلك فلعل ثقة الأمريكي المفرطة بالنفس والتعالي على الجميع والمدعوم بالتدخلات العسكرية المستمرة على كل من لا يوافقهم قد خلق لدى الكثير الإحساس بالنفور من الأمريكي أكثر من القبول.

- الوضع الريادي لأمريكا في مجال التقنيات المتقدمة لا غبار عليه إلا أن الجزء الأكبر من الصناعات التقليدية ومنذ عشرات السنين الأخيرة قد انتقل إلى آسيا دون رجعة بدافع السعي نحو الأرباح الأعلى الشيء الذي خلق وضعاً صعباً في سوق العمالة الأمريكية وانتشار البطالة والفقر.

- بالنسبة للقوة العسكرية وخاصة اسلحة الدمار الشامل فإن الوضع في أمريكا على أحسن حال !. على الرغم من أن المخزون النووي لم يجدد منذ فترة بعيدة إلا أن الموجود منه كافٍ لتدمير الأرض أما قدرات الجيش فهي كماً ونوعاً الأقوى في العالم إلى اليوم ودون نقاش.

- أما الوضع المالي والاقتصاد عامة فإن الأمر بمجمله لا يدعو للتفاؤل فالدين الحكومي يُقارب 16.7 تريليون دولار ومكانة الدولار في المنظومة النقدية العالمية على الرغم من الهيمنة الظاهرة هي في تراجع مستمر حيث تتعالى الدعوات وتتسارع الخطوات الواقعية في العالم نحو اعتماد النقد الذهبي بدلاً من الدولار عديم التغطية نهائياً. ولعل الأمور تتجه وبقوة لخلق اليوان الذهبي الصيني كبديل عن الدولار . والغرابة في ذلك أن الروتشيلديين هم وراء هذا بهدف خلخلة مواقع منافسيهم الروكفليريين أصحاب المصلحة بقوة الدولار.

إن الروتشيلديين يملكون أكبر احتياطي ذهبي ولهذا يسعون الى تحويل هذا المعدن النفيس من بضاعة تباع وتشترى كغيرها من البضائع إلى نقد يتم التداول به في الحياة اليومية فتتضاعف ثرواتهم لارتفاع الطلب عليه وبالتالي ارتفاع سعره بشكل حاد وخاصة في حال نشوء أزمة عالمية (كحرب عالمية ثالثة) تدفع الجميع للتهافت على شراء المعدن الثمين كضمان للثروة!!.

أما الأخبار التي تتوالى في الإعلام فتؤشر الى الوضع الاقتصادي القاتم في البلاد، فمدينة كديترويت (ولاية ميتشيغن) رمز صناعة السيارات الأمريكية لم تعد تستطع دفع أجور موظفيها حيث قاربت على الإفلاس بمديونية تُقارب 20 مليار دولار وقد تراجع عدد سكانها من 2 مليون عام 1950 إلى 700000 حالياً أما في دايتون (ولاية أوهايو) فأكثر من 7000 شقة مهجورة من أهاليها لعدم قدرتهم على تسديد أقساط البنوك ولعلها ليست المدينة الوحيدة !.

أما انتشار الفقر فيكفي للدلالة الإحصائية التي ظهرت في بداية 2013 حيث أن كل خامس أسرة أمريكية تلجأ إلى طلب المساعدات الغذائية (مقارنة بعام 1970 كانت عائلة واحدة من أصل خمسين).

الخاتمة .

منذ ايلول الماضي وماكينات صك الدولارات التابعة للاحتياطي الفدرالي الأمريكي تطبع 85 مليار دولار شهريا أي ما يقارب 1000 مليار سنويا ليضخ في الاقتصاد الأمريكي الشيء الذي يخالف حجر الأساس في الفكر الاقتصادي المالي – مبدأ الميزانية المتوازنة – وهذا ما يؤسس لإحداث أزمة اقتصادية جديدة وبحسب الكثير من المحللين الاقتصاديين فإن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بطباعته للدولار غير المغطى لن ينقذ الاقتصاد الامريكي وما يفعله انما هو ضخ " فقاعات مالية " ستنفجر عاجلا أم آجلا مسببة تداعيات كارثية اقليمية وعالمية !.

المراجع .

- 1Конец света"... Финал Большой геополитической игры

http://www.discred.ru


- 2 10фактов об экономическом коллапсе, шагающем по планет

anvictory.org » infowars.com

-3 , poor, Poor , Chicago

http://serfilatov.livejournal.com/


- 4 Дейтройт просит обанкротить себя

http://www.fondsk.ru