اللاعبون الكبار كيف هم ؟ اللاعب الصيني
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
اللاعبون الكبار كيف هم ؟ اللاعب الصيني
خاص
د.م. فهد اندراوس سعد
الجزء الثالث
مقدمة
يرمز للصين بالتنين الاسطوري ربما للدلالة على القوة الهادئة أو الحكمة الضارية ، فالصين لم تقدم نفسها كلاعب مستقل إلا مؤخراً فهي على امتداد القرنين التاسع عشر والعشرين كانت ملعباً للآخرين لتصفية حساباتهم وحتى بعد الاعتراف بها كعضو دائم في مجلس الأمن لم تتغير هذه الحالة إذ بقيت هكذا حتى نهاية القرن العشرين.
المقال محاولة لإلقاء الضوء على مكونات اللاعب الصيني الصاعد.
1- الحكمة الصينية و الروتشيلديون.
ربما ساهم عاملان أساسيان في انعزال الصين عن الساحة الدولية من جهة وعودتها من جهة أخرى:
العامل الأول والأساسي هو طريقة التفكير الصينية المختلفة مبدئياً عن الطريقة الغربية، ففي الغرب يمتد الحد الزمني للتخطيط والتوقع عقدان أو ثلاثة عقود، في الوقت الذي يمتد فيه التخطيط الاستراتيجي في الصين إلى 100 -200 عام !.
وأتوقع أنه لهذا يشبهون أنفسهم بالتنين ذي العطالة الكبيرة والحكمة الهادئة !. فهناك في الغرب عندما تكون الأفضلية لديهم لرد الفعل الديناميكي السريع تفضل الحكمة الصينية الانتظار والقيام بخطوات صغيرة وغير ملحوظة يحسنون فيها من وضعهم الاستراتيجي !! ولربما ليس صدفة أن لعبة الذكاء الأولى في الغرب هي الشطرنج بينما في الصين فتتربع لعبة ال "غو" التي تتجاوز الشطرنج بالقدرة على تنمية ملكة التخطيط البعيد المدى، وليس غريباً أن الكلية العسكرية الأمريكية الشهيرة "ويست بونت" الخاصة بإعداد القادة العسكريين الكبار أدخلت اللعبة الصينية هذه في برنامجها الإلزامي لإعداد القادة !.
العامل الثاني الذي جعل الصين لاعباً مستقلاً هم الروتشيلديون (اللاعب الأمريكي الممثل للمصالح البريطانية). ففي سبعينات القرن الماضي وبحسب الكثير من المعطيات أضحت الصين ضمن دائرة اتفاقيات أمريكية – سوفييتية للتقارب التدريجي وكان اللاعب الروكفلري وراء هذا التقارب، بينما الروتشيلديون الذين كانوا أيضاً على اضطلاع بهذا المشروع فقد كانوا في وضع متراجع قياساً بالروكفليريين.
في تلك اللحظة تقاطعت مصلحتان مبدئيتان: مصلحة الصين التي كانت تقاد بعبقرية استراتيجية لا غبار عليها من قبل زعيمها آنذاك "دين سياو بين" والموجهة نحو التطور السريع للصين بالاستعانة بالغرب ومصلحة الروتشيلديين الذين كانوا بحاجة ماسة لقاعدة تأثير إضافية لموازنة الروكفليريين،
وبتلاقي المصالح بدأ الروتشيلديون وعلى امتداد سنوات بنقل قاعدة عملياتهم إلى الصين (عبر هونغ كونغ) إلى جانب دعم عملية نقل الجزء الأعظم من الصناعات من أمريكا و أوروبا إلى آسيا وبالذات إلى الصين !.
وكرد على ذلك قرر الروكفليريون كخطوة احترازية أن يقووا مواقعهم في آسيا من خلال تايوان، وكأن التاريخ يعيد نفسه حيث قُدّر للصين أن تلعب ثانية دور الملعب للاعبين الخارجيين إلا أن الحكمة الصينية لم تسمح بتحقيق هذا !. فالمسألة تكمن في أن الأدمغة الغربية "القصيرة المدى" لم تفترض حتى أن الصين يمكن أن تتذكر كل تلك المآسي التي ألحقها الغرب بها وذاك التحقير الذي عاملوا الصين به على امتداد مئات السنين، ولم يلحظوا كيف تراكم الصين قواها بخطوات صغيرة على امتداد عشرات السنين بانتظار لحظة الانتقام !.وما اكثر دوافع الانتقام لديها وليس أقلها تقسيم الصين، وجرها إلى حروب على أراضيها لا مصلحة لها فيها، ونهب ثرواتها وترويج المخدرات بالقوة في أسواقها (حرب المخدرات في القرن التاسع عشر التي شنتها بريطانيا ضد الصين لإجبارها على فتح أسواقها للتجارة الحرة للمخدرات !). . . وأشياء أخرى كثيرة وهكذا وقبل انتهاء فترة استئجار هونغ كونغ توجه الانكليز كعادتهم بطلب تمديد الاتفاقية وكأن الأمر شكلي وإذ بالرفض التام ! والأسوأ من ذلك فقد أصبحت أراضيهم الخاصة المشتراة في جزيرة هونغ كونغ وكذلك في الرأس المجاور "كاولون" معزولة تماما ولم يعودوا يستطيعون تأمينها حتى بالمستلزمات الضرورية.
لقد خسر البريطانيون كل شيء حتى قيل أن الصينيين لم يدفعوا إطلاقاً أي شيء ثمناً لهونغ كونغ ، لقد كانت "ضربة من تحت الزنار"، خسر البريطانيون فيها هونغ كونغ وبشكل مفاجئ ولم يستطيعوا فعل شيء رغم الضغوط الكبيرة التي مارسوها.
أما بالنسبة للروتشيلدببن وعلى الرغم من الضغوطات الهائلة التي مارسوها على الصين لتمتين مواقعهم الاقتصادية فلم تعطهم الصين حق تملك "الحصة الغالبة" في أي بنك من البنوك أو شركة من الشركات الصينية المطروحة في البورصة. أما في هونغ كونغ حيث لا يسري بعد هذا القانون فقد قسمت الصين سوقها ببساطة إلى جزئين يحوي الاول لائحة طويلة من الشركات ذات الأهمية حرموا الاجانب من إمكانية شراء أسهم فيها ، وتركوا في الجزء الثاني " العظم " للأجانب الشيء الذي أثار انزعاج الروتشيلديين إلى أبعد حد ولكن ليس باليد حيلة لانهم حطموا صناعاتهم في أمريكا وأوروبا إلى ذلك المستوى بحيث أن العودة إلى قواعدهم أصبح غير واقعياً، والصينيون لم يدخلوهم إلى مواقعهم الأساسية أما هونغ كونغ فسيتم اعادتها الى الوطن الام كلياً وعما قريب بالمعيار الصيني !. (خلال 35 عاماً ينتهي الوضع الخاص بها !).
بعد هذا وكعادة الغرب في النسيان تراءى لهم أن المليار من الشعب الصيني يكد مجاناً في خدمة العم سام وبريطانيا مقابل دولارات ورقية عديمة التغطية، وبالفعل فإن الصين ولفترة طويلة كانت تتصرف بشكل "مطيع"، فقد راكمت في خزائنها نتيجة التبادل التجاري الرابح ما يقارب ثلاثة آلاف مليار دولار من سندات الدين الأمريكية والدولارات بدون اعتراض حتى تشوء أزمة عام 2008، بعدها بدأت الصين تطرح أسئلة قاسية على غير عادتها حول ضمانات ودائعها من الدولارات .
كان الغرب كعادته يتصور باستهزاء أنه في وضع المنتصر معتبراً أن الصين لن تقدم على أي فعل مضاد، فلو فكرت الصين بطرح هذه الأموال الهائلة في السوق فستدمر النظام الاقتصادي العالمي ومعه بحسب رأيهم سوق الانتاج الصيني وبالتالي الاقتصاد الصيني لأن الجميع مدرك أن سوق التصريف الأساسي للبضائع المنتجة في العالم إنما هو امريكا واوروبا !.
هكذا وكعادتها أجرت النخبة الغربية حساباتها بالترفع الانكلوساكسوني – اليهودي المعهود.
أما الصينيون فكانت لديهم حساباتهم المختلفة بعيدة المدى ً ! فمنذ التسعينات أخذوا يتجهون إلى سوقهم الداخلية بهدوء وأصبح توجه الانتاج الصيني نحو البضائع التي تلاقي رواجاً في السوق الصينية مع رفع القدرة الشرائية تدريجياً لدى الشرائح الواسعة في المجتمع الصيني. ومع بداية القرن العشرين بدأت حركة توجه نشطة نحو السوق الداخلية لسد ثغرة الارتباط البالغ بالسوق الخارجية وحرق ورقة الغرب هذه. ومنذ عام 2009 أوقفت الصين كلياً شراء سندات الدين الأمريكية وعلى التوازي قامت بتحويل أكثر من ألف مليار من الدولارات إلى اليورو وبهذا ساهمت بشكل قوي بدعم منطقة اليورو، كما قامت ببناء مستودعات هائلة على أراضي الصين خزنت فيه كل أنواع المواد الخام وقد كانت تشتري كل شيء وحتى تلك الخامات التي تتوفر لديها بكميات كبيرة !. واليوم تمتلك الصين احتياطات من كافة المواد تكفيها لمدة 15 عاماً دون أي استيراد !.
وبما تبقى من الدولارات الأمريكية اطلقت الصين عملية شراء خطوط انتاج و تقانات متطورة، وما أن يظهر أي اعتراض في أوروبا أو أمريكا على تصدير التكنولوجيا المتقدمة حتى تفرض الصين بصمت الحظر على تصدير المعادن النادرة والتي تحتكر انتاجها بنسبة 97% والتي لا يمكن أن تقوم صناعة ذات تقنية عالية دونها، وتجبر كل من يتعامل مع هذا النوع من المواد الخام أن يقيم منشآت في الصين مع مراعاة أن القانون الصيني يفرض أن تكون نسبة 51% من الملكية لصالح المالك الصيني !.
وأخيراً فإن الإعلان في مؤتمر الحزب الأخير عن خطط للتقارب مع تايوان كان ضربة جيوسياسية أخرى وهذه المرة موجهة للروكفليريين.
2- خصائص اللاعب الصيني.
1- المساحة إلى الآن كافية للصين على الرغم من أن الأراضي الصالحة للزراعة ليست كبيرة، وتُعتبر هذه مشكلة رئيسية للصين مستقبلاً، إلا أنها تحاول حلها من خلال الاستثمارات الزراعية الضخمة خارج حدودها وخاصة في افريقيا على الرغم من ضراوة ممانعة الذئاب الاستعمارية القديمة بريطانيا وفرنسا.
2- الاحتياطات من المواد الخام في الصين على الرغم من عدم غناها إلا أنها استطاعت توفيرها بالشكل المناسب عن طريق شراء كميات كبيرة منها وتخزينها في مستودعات استراتيجية توفر لها الاكتفاء الذاتي لعقود، إلى جانب أن الصين تنتج 97% من المعادن النادرة التي لا يمكن للصناعات عالية التقنية أن تقوم دونها.
3- بالنسبة للسكان فالوضع جيد ولا تحسد الصين أية دولة بهذا الشأن، لا بل فقد حولت سكانها إلى "بضاعة خاصة" للتصدير ووسيلة ضغط، حيث يهاجر سنوياً ما يُقارب 2 مليون صيني إلى أمريكا بشكل غير شرعي، وتدير الأجهزة الأمنية الصينية هذه الهجرة غير الشرعية والتي تشمل دولاً أخرى، ويشكل الصينيون في المهجر "طابوراً خامساً" للصين وبالمناسبة هناك خصوصية فالصيني قبل كل شيء هو صيني وبعدها هو رأسمالي أو شيوعي أو مواطن أمريكي أو ...الخ. وفي حال نشوء أزمة خارجية للصين مع طرف ما مهما كان فإن الجاليات الصينية وفي كل العالم ستندفع للدفاع عن مصالح وطنها الصين !.
4- على الرغم من الضغط الديموغرافي الهائل فقد استطاعت الصين توفير كل سبل نشر العلم لدى كافة شرائح المجتمع الصيني وبفضل ذلك حققت اختراعات علمية هامة في كافة المجالات الحديثة، كالفضاء والصناعات المتقدمة وأبحاث الهندسة الجينية أو في مجال النانو تكنولوجيا.
5- التأثير الثقافي للصين يمكن أن يحسدها عليه الانكلوساكسون وخاصة مع مراعاة تأثير الشتات الصيني في كل العالم، وتزداد شهرة الصين وجاذبيتها لدى الشعوب الأخرى.
6- قوة الجيش الصيني لا أحد يستطيع تقييمها بدقة إلا أن حجمه ونماذج التسليح الحديثة تستدعي الاحترام والإعجاب وخاصة مع تملكها ناصية علوم الفضاء وتعاونها مع روسيا بشراء خطوط انتاج لنماذج حديثة من العتاد العسكري. ويتوقع خلال السنوات القادمة أن تدخل الصين سوق السلاح العالمي بقوة.
السلبية الوحيدة الآن هي عدم وفرة الأقمار الصناعية لديها إلا أن المسألة تحل تدريجياً.
7- بالنسبة للسلاح النووي وإن لا توجد معلومات دقيقة عن حجمه إلا أن التوقعات تدل على أنه كافٍ لتدمير الكرة الأرضية !.
8- الوضع الاقتصادي للصين في حالة تطور دائم رغم الأزمات المالية والاقتصادية التي تعصف بالعالم. والصين ليس لديها ديون لابل لديها فائض مالي هائل، وقدرتها على اختراق اسواق العالم
دون استثناء يشهد على الوضع المتين للاقتصاد الصيني .
الخاتمة
تشتري الصين الذهب من امريكا واوروبا بكميات قياسية وفي عام 2012 فقط قُدر حجم استيراد الذهب بـ 800 طن ! ويتوقع أن يتجاوز احتياطها الذهبي قريباً الاحتياطي الامريكي المقدر بـ 9 آلاف طن مهيئة بذلك القاعدة المتينة لإطلاق اليوان الذهبي الذي يتوقع أن يكون النقد العالمي القادم. !!. و بالتنسيق الواضح في سياستها الخارجية مع روسيا بشكل خاص ودول البريكس عامة تعمل الصين بهدوء وبالحكمة المشهودة لها على انشاء عالم جديد لن تستطيع فيه أمريكا تحقيق رغبتها بان يكون هذا القرن أمريكيا .
المراجع .
- 1Конец света"... Финал Большой геополитической игры
http://www.discred.ru
- 2 10фактов об экономическом коллапсе, шагающем по планет
anvictory.org » infowars.com
-3 , poor, Poor , Chicago
http://serfilatov.livejournal.com/
- 4 Дейтройт просит обанкротить себя
http://www.fondsk.ru
من أنتم- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 2198
نقاط : 4987
تاريخ التسجيل : 04/06/2013
مواضيع مماثلة
» اللاعبون الكبار كيف هم ؟ اللاعب الأمريكي
» اللاعبون الكبار كيف هم ؟ اللاعب البريطاني - الجزء الأول
» اللاعبون الاقليميون في الازمة السورية في مرحلة تقليم أظافر.. تركيا مثالاً
» «لعبة» الكبار… والصغار
» هشاشة العظام..مرض الكبار والصغار
» اللاعبون الكبار كيف هم ؟ اللاعب البريطاني - الجزء الأول
» اللاعبون الاقليميون في الازمة السورية في مرحلة تقليم أظافر.. تركيا مثالاً
» «لعبة» الكبار… والصغار
» هشاشة العظام..مرض الكبار والصغار
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi