العرب بعد “ناتو ليبيا” و”جيش لحد السوري” الى أين؟

علي جهاد عواركي

ليست المشكلة التي تسببها الحروب التي نشأت على خلفية ما سمي بالربيع العربي هي اكبر مصائبنا، المشكلة الحقيقة في المستقبل، فالواقع مزي ومأساوي وكارثي ولكن ما لم تحصل معجزة تتيح للعرب الإمساك بمصير اوطانهم بعد انتزاعها من يد المتلاعبين بهم من تكفيريين ودواعش وناتويين ولحديين فأن مصيرنا في المستقبل كارثي بشكل أكبر.

الثورة الفرنسية نشأت لاسباب محض داخلية لكن من قاموا بالثورة انقرضوا وحكم بعدهم من لم يشاركهم الأهداف فكانت النتيجة رسوخ الأفكار وغياب الممارسة وعودة ارتدادية الى حروب إقليمية ودولية لم تشفى منها تلك البلاد الا بعد الاحتلال الأميركي الذي تلى تحرير باريس من الاحتلال النازي، ولولا التوازن مع الروس المطلوب اميركيا في أوروبا لما قامت لفرنسا قيامة.

فأين سيكون العالم العربي وثوراته بدأت بدعاة عبادة الناتو في ليبيا وانتهت بمنتجعات إسرائيلية لتطبيب مقاتلي – جيش لحد السوري- باسم الثورة.

الأهم من كل ما حصل هو ان لا يستمر وأن يجري إيقاف حفلات الجنون الحضارية في بلادنا حيث نعيش في مكان اصبح ” صندوقا لفرجة مآسي العالم فوق جثثنا” و حيث جميع الأنظار متجهة الينا لا للتعلم منا بل لأخذ العبرة من مصائبنا ومن ضياعنا. نقاتل بعضنا البعض لأن احدنا لا يأبه لمصلحته الوطنية ويقدم عليها مصلحة آنية عبر أجر يتقاضاه او لمصلحة يظنها حقا يعتنقه فأي حق وبداية انطلاق فعالياته مئتي الف قتيل؟؟ هل فعلا يقاتل ثوار ” الغفلة” من أجل مصالح الشعوب أم انهم مجرد بيادق لتحقيق اهداف واطماع من سلمت ان قتلنا بعضنا أي إسرائيل؟ العناوين والشعارات الكبيرة تدخل الأزقة الصغيرة لتصبح مجرد سطور سخيفة في كتاب لا يعرف من كتبه ولا من طبع سطوره.

الفتنة مؤلف كتبه اعدائنا لتبقى في ديارنا خالدة، تقتلنا وتدمرنا وتتنامى في عقول الناس لنصبح احرفا لا قيمة لنا لا في مستقبل ولا في عالم الغيب القادم مع عقود مقبلة.

ندمرأنفسنا ثم يعيد العدو بنائنا كما يريد، عبيدا كالعبيد في مزارع قطنه فوق ارضنا المحتلة بحيث يقتلعون من عقولنا مفاهيم الحرية والاستقلال من تقاليدنا وثقافتنا. نتكلم كثيرا ونحذر كثيرا والناس تستمع الينا وتضحك، إذ اختاروا الا يفكروا وسلموا مصائرهم للأمر الواقع الذي رأوه في البداية جميلا و رائعا , لكن نهايته بمسار الأمور الحالي ولا شك ستنتج أمرا واحدا هو تدمير العقل العربي ليولد من لدنه ” عربي جديد” لا يمانع الاختيار بين مصيرين: – عاملا في مصانع او مزارع الصهاينة – حارسها لمستعمراتهم عقولنا قادة مصيرنا فأن لم نستعيد فقدنا المصير.