كييف تفقد السيطرة على الشرق.. و"الناتو" يرفع الراية البيضاء أمام روسيا

الأزمة الأوكرانية بدأت تتوسّع آثارها شرقاً وغرباً، فرغم الحرب "الخاسرة" التي تشنها سلطات كييف ضد أنصار الفدرلة الذي يطالبون على غرار القرم بالانضمام إلى قوام روسيا الاتحادية، إلى أنها تعرف جيداً أنها فقدت السيطرة عن مدن الجنوب الشرقي وأصبحت مسألة انفصالها عن أوكرانيا مسألة وقت لا أكثر.

حلف شمال الأطلسي "الناتو" القوة العسكرية التي تتلطّى خلفها بعض الدول الأوروبية وتتخذها كعصا الترهيب ضد أعدائها - في إشارة إلى روسيا - العدو المشترك للدول الغربية في الآونة الأخيرة، وقد تم استخدامها في ليبيا بعد أن فشلت كل المحاولات لإسقاط الرئيس الليبي معمّر القذافي، ويلوّح بها الغرب شرقاً و غرباً للتهديد والترهيب، اعترف "الناتو" بعظمة لسانه بعجزه أمام القوة السوفييتية التي لا تضاهى، وأنه سيواجه صعوبات حقيقية في الدفاع عن دول البلطيق في مواجهة أي "اعتداء روسي بالوسائل التقليدية".

وقد تزايدت المخاوف من الدولة الروسية التي بدأت تكبر أكثر فأكثر بعد انضمام القرم إليها، وروائح انضمام مدن جنوب شرق أوكرانيا بعد الدعوات المتتالية بالانضمام إليها في نتائج استفتاء أقرّ بنسبة ساحقة رغبة سكان هذه المدن بالالتحاق بروسيا والاستقلال عن أوكرانيا بعد الرفض الشعبي العارم للسلطات الجديدة في كييف، والتي ردّت على المطالب بإطلاق الحوار الوطني بإطلاق أرتال الدبابات واستخدام القصف ضد شعبها في الشرق.

الولايات المتحدة التي أحسّت بالخطر الروسي المتعاظم الذي يزحف إلى دول البلطيق بنعومة، أرسلت 600 جندي إلى الدول الثلاث أستونيا ولاتفيا وليتوانيا بالإضافة إلى بولندا للمشاركة في تدريبات لتعزيز وجود حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا، في خطوة تعكس مدى الرعب الأمريكي الغربي من روسيا وقيامها بعمل عسكري كبير دون إنذار مسبق، وذلك رغم كثرة التصريحات للحلف بأن توسع الـ"ناتو" في الشرق الأوروبي هو ضمن خطة مدروسة دون الأخذ بعين الاعتبار الخطر الروسي المحتمل إذا ما استمرت المقاطعات الأوكرانية في إرسال نداءات الستغاثة للدب الروسي بالتدخل لوضع حدّ لتمادي كييف في قتل شعب الشرق.