هل تكرر أمريكا سيناريو حركة طالبان في سورية

السياسة الأمريكية أشبه بمدينة واقعة في منطقة هزات وزلازل، تهتز تارةً وتهدأ تارةً أخرى مقياس ريختر يسجل هزات تتصاعد بالارتفاع، آخر هزة أحدثتها تلك السياسة الحديث عن نوايا واشنطن دعم المجموعات المسلحة بشكل أكبر.

الروسي استشعر تلك الهزة فاستنفر وقرع جهاز الإنذار تحسباً لأي دمار قد ينتج. فلقد حذرت موسكو الإدارة الأمريكية من تكرار أخطاء الماضي، في إشارة الى خطط واشنطن لتوسيع مساعداتها للمجموعات السورية المسلحة وتدريب عناصرها،وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو قلقة من إجراءات دعم المسلحين في سوريا التي من المتوقع أن تعلن عنها قريبا الإدارة الأمريكية، ومن احتمال أن تضم هذه الإجراءات تقديم مساعدات عسكرية وتدريب المقاتلين السوريين واستعداد واشنطن للتخلي عن اعتراضاتها السابقة ضد تزويد المسلحين بالأنظمة الصاروخية المضادة للجو ذاتية الحركة.

وحذر لافروف من أن هذا السلاح الخطير للغاية قد يشكل خطراً جدياً على الطيران المدني ليس في المنطقة فحسب، بل وخارجها.

لعّل كوابيس أفغانستان عادت إلى الذاكرة الروسية عندما تم الحديث عن أنظمة صاروخية مضادة للطائرات، تلك الأنظمة التي أسقطت مئات الطائرات الروسية هي ذاتها من تخشاها موسكو اليوم لكن مع فارق أنها ستكون عامل تهديد لكل ممر جوي مدني في المنطقة بحيث سيصبح إسقاط أية طائرة مدينة أو غيرها خبراً عابراً وعادياً، إن تحقق هذا الكابوس فماذا ستفعل روسيا..؟.ه

ل سيتم تزويد حلفائهم السوريين بأنظمة صاروخية متطورة؟، بماذا يمكن أن يرد الروسي عسكرياً وتكتيكياً؟. هل يمكن تهديد السماء من قبل المسلحين بأنظمتهم الصاروخية المتطورة الأمريكية سبباً في رد روسي ـ إيراني يتمثل في تهديد الممرات المائية الهامة؟. وهل تلك الخطوة الأمريكية التي يتم التمهيد لها هي مجرد ورقة لعب سياسية لن تُترجم إلى الواقع لأن لها مفاعيل خطيرة هي تعلمها قبل غيرها؟

إن نفذت واشنطن ما تسوق له فإن ذلك يعني أنها ستكرر سيناريو طالبان في سورية وسيتمثل ذلك بوجود منظومات صاروخية مضادة للطيران قد تكون على اكتاف هؤلاء التي تسميهم بالمعتدلين وهم أساساً من المتدينين المتطرفين، هذا السيناريو ذاته نفذته أمريكا ضد روسيا في أفغانستان وستكرره في سورية.

سيناريو الاحتمالات غير قابل للتنبؤ بسبب تسارع الأحداث وتذبذب السياسة، لكن الشيء الوحيد الاكيد هو أن أية خطوة أمريكية تصعيدية ستكون سبباً في إعلان الحرب الباردة بشكل رسمي.