جريدة صوت الاحرار// ليبيا// بقلم الجزائري الاستاذ العياشي

اولا تحية شكر و تقدير للاستاذ العياشي دعدوعة .....السياسي الجزائري
********************************************
********* لييبيا *******
  ظل وضع العالم العربي يزداد هشاشة وضعفا وفرقة إلى أن اجتاحت ظاهرة ما يسمى بالربيع العربي جل بلدانه، وقد تدخل القاصي والداني، الرفيع والوضيع في الشأن العربي المضطرب، ووجد كل باحة وراحة في أن يدلي برأيه أو موقفه أو سلاحه وعساكره.
إذ كانت الفرصة متاحة للجميع لأن يصفوا الحال العربي المتدني كما يحلوا لهم ويتدخلوا بما تمليه عليه إرادتهم ووفق مصالحهم، وما يجنونه من وراء مشاركتهم من فوائد لبلدانهم.
وقد سخروا مما يملكون من إمكانات برية وجوية وبحرية في أتون الخلافات العربية ـ العربية إن في القطر الواحد وبين أبناء الشعب الواحد، وإن بين قطرين عربيين أو أكثر.
وما كان ذلك إلا من أجل الزيادة في شحن عوامل الفرقة وسَنِّ موس التفرقة، إنهم بقدر ما وجدوا الأجواء ملائمة، بقدر ما ضاعفوا من كب الزيت على النار، وإشعال فتيل جديد، كلما التهمت نار الفتنة فتيلا سابقا.
وظل ما يعيش عليه العرب من نزاعات داخلية ونزاعات جوارية، ونزاعات التكتلات والعصب والمذاهب والطائفية مادة دسمة لإعلام غيرهم، ومجالا فسيحا للمحللين سواهم، وموردا اقتصاديا بعائدات مربحة من خلال استيراد غذائهم ومواد تنظيفهم وجلب أسلحة حروبهم، وذخائرها.
ولضعف الموارد أو نفاذها، صارت مؤن الغذاء تتقلص وفرص العمل تجفف منابعها، وعلى حسابها يكبر حجم الأسلحة ويرتفع عددها مع الأيام، ووجد كل متدخل أجنبي زبانية له وطابورا خمسا يسانده ويمده بالأخبار، بل تشكل لغرضه جماعات مؤيدة وجبهات مناصرة.
فأضحى من الصعوبة بمكان تفكيك القنابل الموقوتة في جل الأوطان العربية التي أمست أراضيها ميادين للتنافس، ورقع شطرنج للهو واللعب، ومسارح تتكرر على خشباتها نفس المسرحيات وبذات المشاهد مع تغيير في الأدوار وتداول في الممثلين، أما الجمهور فواحد.
وتوهم العرب أن ربيعهم سيزهر ويتورد، لكن الأيام طالت، والسنون تتوالى وتتولى دون أن تتوقف إراقة الدماء أو يزول الاحتقان، وبدل أن تعود ظاهرة بيع الأزهار عمت ظاهرة انتشار الأسلحة.
ها هي ليبيا الشقيقة لم تجد رأسا لخيطٍ ولا حبلا للنجاة، خيطٌ يهدي إلى التي هي أقوم، ويدل على السراط المستقيم، وحبل تتمسك به يجمع الشتات ويوحد الصف، ونعمة تؤلف بين القلوب، وأمل يتحقق يهدئ من روع النفوس ويطمئنها.
أسفي عليك ليبيا الحائرة من جور بعض أهلك عليك، الذين حولوك إلى حلبات صراع، واقتتال دامي وصوبت فيه أسلحتك إلى صدور أبنائك، بضغط على الزناد من أصابع يديك.
آه عليك فبدل أن تكوني سدا حصينا ودرعا منيعا بمقوماتك وبمقامك لنفسك لأشقائك لجيرانك صرت رغما عليك هاجس خوف ومصدر رعب لأبنائك وأبناء عمومتيك، الذين هم شركاء في الدم وفي الرحم وفي العرق، في الحضارة وفي الثقافة، في المرجعيات وفي المصادر وفي المصائر.
أريد أن يكون لك برلمان مستقر بنواب غير مفزوعين، يُشَرِّعُونَ لتطويرك، لرقيك، لسؤددك، وأنت أهل لذلك.
أن تكون لك حكومة آمنة بأعضاء غير خائفين، يُشْرفون على تنفيذ مقدراتك وما أكثرها وأجَمَّها، ويترجمونها إلى أرض الواقع تجسيما وتجسيدا كاملا غير منقوص ولا مبتور، وما أحوجك إلى ذلك.
أن يكون لك قضاء مستقل بعدول غير مرعوبين، يقومون على أرضك الأبية بنشر العدل ويسهرون غير آبهين على إعطاء لكل ذي حق حقه، تتابعون بأعين ساهرة وبرقابة صارمة مسار تنميتك.
في جو من الحكامة يمهد عاجلا لتشييد دولة الحق والقانون في مناخ وحدة التراب ووحدة الشعب، وفي إطار أجواء الأخوة والديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية التعبير في بلد واحد وشعب موحد، وما ذلك بعزيز عليك.
أريد ان أعيش مشهد إقبال التمثيل الدبلوماسي عليك، وسباق نحو حط رحال الوفود لديك وفتح أبواب السفارات والقنصليات بعاصمتك وكبريات المدن فيك، وليس بغريب على كرمك وجود أهلك في إكرام الضيف وصون كرامته وحريته.
أعاف، أكره، أمقت، أي لحظة أرى أو أسمع مكروها قد حل بشخص واحد من ساكنتك، أو ضيفا أصابه ذعر فيك ممن فيك أصليين كانوا أو مقومين، فبدل أن يحتمي بك من غيرك، يفر منك إلى غيرك.
ثلاث سنوات من المرارة، من المعاناة، بركات، فسريعا إلى التراحم إلى الصلح إلى المصالحة، بين فلذات أكبادك الذين لا وطن لهم سواك، أليس لك في شقيقتك الجزائر النبراس والمثل الأعلى.
فمتى تعود الدموع إلى المآقي، والرجوع إلى الذات أيتها العزيزة ليبيا، وإلا أنك تنتظرين الحل آت مع القديم القائد خليفة حفتر، ولا بأس من عَدِّ الأموات والضحايا والأيتام والأرامل ممن تخلفهم الحروب والنزاعات الدائرة وما تترك من تشوهات على جسدك الجميل، وما من شأنه أن يضرك بمقدراتك الهائلة الشقيقة ليبيا...!؟
****************************
هذا رابط الجريدة صوت الاحرار......
http://sawt-alahrar.net/ara/index.php?news=17894