هنااا القاهره .. يا كُتاب الخراب

هنااا القاهره .. يا كُتاب الخراب محمود كامل الكومى



وتبقى قاهره المُعز , راياتاها خفاقه دوما فى عنان السماء , على طريق العز والرفعه والعلياء , وتبقى قاهره “ناصر” منصوره دائما على كل الطغاه , لاتبالى بكلمات الحقد الدفين من كُتاب الخراب , تنحو نحو العُلا , تستأسد وتتعالى بنيلها وهرمها وسدهاالعالى فى أسوان , بفورانها بمخاضها فهى حُبلى دائما ينساب من رحِمها كل دقيقه مولود يبعث الدفىء والنور فى التاريخ والجغرافيا وكافه العلوم والرياضيات والفنون , وفى السياسيه والعسكريه تتدفق الحياه , قد يكون المخاض فى سيوله ويسر فينطلق الجنين الى عالم الحياه يمخر ويمر بلا عناء , وقد يكون المخاض عسيراً- كما فى هذا الوقت والأوان –فيبقى الرحم مطبقا على الجنين , حتى يطيب هواه , لكن لابد أنه سيخرج للحياه ,ليصير يانعا قويا أبيا فى علاه .

تتبختر “القاهره”بما يميزها عن كل العواصم لأنها عاصمه “المحروسه”بعنايه الله , فمصرُ هى رمانه الميزان , وحلقه الوصل بين جناحى الأمه العربيه , فى شرقها الآسيوى تتواصل بسيناء , وفى مغربها الأفريقى باقى أجزائها فى رباط , وبنيلها مع السودان أرتباط , وفى الجنوب العربى يرتبط باب المندب بقناه السويس عبر بحر القلزم فى منتهاه – فى عزها يضحى للعرب كيان وتستقر البلدان , وفى كبوتها لا أمان للعرب ويصير الكل نيام , فهى تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدها , واذاقدر الله مماتها , لاترى الشرق يرفع الرأس بعدها.

حباها الله بالحضاره والرياده والموقع الفريد والنيل باعث الحياه , وشعب طيب الأعراق يعرف للعز بهائه ونبل الفرسان ومضه سيفه ونور ضيائه , شعب يحمى الصديق ويكرم الضيف والرفيق ,ويُعلى كلمه الحق ورايه الدين , والى وقت غير بعيد صارت حمله ” المِحمَل فى بهاها تصفو الى مقر الحرمين الشريفين , تغطى الكعبه المشرفه بالكسوه الطاهره, وتدثر الحرم النبوى بحلته البهيه ,وسار”المِحمل”يسير بعزه فيغطى كل أطراف الجزيره العربيه ,وممكلتها السعوديه , فيفيض عليها بالمعونه , فى وقت شحت عن ارضها المياه ولم تكن تعرف عز النفط ولابهاه , ولاخراب البترودولار ,الذى يفيض عليها الآن ليحرق القيم والأخلاق , فصارت على العماله الآن.

فى ستينات القرن الماضى غدت – مصر المحروسه-تقود المنطقه بشعبها وزعامه “جمال عبد الناصر” المعبره عن آمال الأمه العربيه كلها , ورغم السير على طريق الهدف واستقلال القرار والنضال ضد الصهيونيه والأستعماروالرجعيه العربيه , اِلا أن مصر وزعيمها لم تسلم من ألسنه , كُتاب الغل والحقد , سواء الملتحفين بغطاء المال الرجعى والأستعمارى , أو حتى كُتاب “الهمبكه” العبثيين والتابعين لحكام حاولوا سرقه يافطه القوميه العربيه ليعملوا تحتها تحركهم غرائزهم الشيطانيه الحاقده على مصر وزعامتها الناصريه , شاهرين سيوفهم ومعاولهم لهدم أى عمل قومى أو أنجاز حضارى , لا لشىء اِلا لأن قياده مصر الناصريه حركت الشعب العربى وناضلت من اجل رفع رايه العرب خفاقه , فصار حنقهم وضغينتهم كلما هتفت الجماهير العربيه لعبد الناصر “بالروح بالدم نفديك ياجمال”- وحتى حينما أجهض “السادات ” نصر أكتوبر 1973 , الذى تحقق بعد حرب الأستنزاف وبطولات ودماء القوات المسلحه المصريه التى روت الرمال منذ 1967 حتى 1973 , لم ير َ كُتاب الخراب فى ذلك اِلا فرصه قد لاحت للتعبير عن ضغائن وحقد دفين ضد الشعب المصرى والدوله المصريه , وصار الهجوم بمقالاتهم الجوفاء والصفراء ضد مصر وشعبها , ولم تر فى تضحيات الجيش المصرى ونضاله اِلا الخيانه , وتعمدت الاتفرق فى ذلك بين السادات والشعب المصرى وقواته المسلحه المجيده , تحركها ضغائن دفينه تبغى تشويه الدور المصرى على أمل انتهاء دورها القيادى للأمه العربيه .

لكن ما يعنينا الآن : هو الظرف الراهن والأحداث الحاليه التى تمر بها مصر وشعبها وقواتها المسلحه , بعد أنتفاضه الشعب المصرى ضد نظام مبارك ودولته الفاسده , وما تلاها من ثوره 30\6\2013 ضد حكم الأخوان وعزل مرسى وما تلا ذلك من أحداث ومخاض مازالت “مصر” حُبلى به حتى يفيض رحمها بأذن الله بثوره تحقق عزها ومجدها ورفع رايتها من جديد لتقود الأمه العربيه على طريق التحرر وأستقلال القرارالوطنى والعربى – فقد بات للقاصى والدانى أن أحداث ماسمى بالربيع العربى , قد اثرت على بلدانها بالخراب والدمار , فليبيا صارت فى خبر كان , واليمن على حافه الأنهيار ,وتونس مازالت يحكمها جماعه الأخوان الأرهابيه , وفى سوريه ,دمرت الحرب الكونيه عليها الأخضر واليابس (ونتمنى من الله أن يطفأ لظى النار المشتعله بها الى الآن ), ورغما من ذلك ترك كل كُتاب الخراب والدمار – خاصه المتشدقين بالقوميه أو المتدثرين بكلمه “المقاومه” دون فعل مقاوم اِلا أن تدخل جيوبهم المصارى , فما برحوا يعبرون عن غيظتهم خاصه حين خاب ظنهم بأن مصير مصر مع الأخوان هو الى الدمار , فقد تمنوا أن يستمر الأخوان فى حكم مصر حتى تلقى مصير سوريا , ليتحقق مبتغاهم حتى لاتعود من جديد لقياده الأمه العربيه .

لذلك بأنطلاق ثوره 30\6 \2013 لتصحح 25 يناير 2011, وانحياز الجيش الى الشعب مجنبا البلاد حرب أهليه كادت ان تعصف بالبلاد , حمل هؤلاء الكُتاب – كُتاب الخراب- معاول هدمهم وشهروا سيوفهم بكتاباتهم المتدنيه المعبره عن نفس مريضه , ضد ثوره مصر فى 30\6 ووصموها بالأنقلاب , وحكم العسكر , ونعتوا وزير الدفاع(السيسى) – خاصه بعد ترشحه للرئاسه –بأدنى الأوصاف, وتصيدوا للرجل كل تصريح او كلمه وأخرجوها من السياق , لالشىء اِلا لتشويه زعامه قد تجلس على كرسى عرش المحروسه فيها بارقه أمل لتحقيق عز مصر الذى غاب , فتدنوا بالألفاظ , وعايروا الشعب المصرى , بوقفه بعض بلدان الخليج مع الشعب المصرى (ماديا) لتتجاوز البلاد عثرتها , محاولين دق الأسافين لكى تعادى مصر السعوديه , لا لشىء اِلا لكى تنهار البلاد , وأنبثقت كتاباتهم المريضه تتصيد كل تصريح للسيسى يوائم بين صالح الشعب ومصلحه الأمه و ليتجنب حرب أهليه قد تودى بالبلاد ,اِلا وأعتبروها خيانه وخروج عن الصف , وهم بذلك لايريدون اِلا أن يدفعوا من سيعتلى عرش المحروسه أن تصير تصريحاته هوجاء تصب فيما يرموا اليه أن تلقَى المحروسه نفس مصير سوريا “التى نتمنى لها الصحه والعافيه”, فَلاح فى كتاباتهم حنقهم وكيدهم لمصر طالما قد تخطت مرحله الخطر التى كانت تهدد كيانها ووحدتها , وبدأت تتعافى على الطريق , وصار جنينها ينمو الآن ويكبر من رَحِمها ,وبدى مَخَاضِها عسيرا لكنه قد لاح نوره فى الأفق ينير للوليد الطريق , ليخرج فَتياً عَفِياً قادرا على أن ينهض بمصر وشعبها لتقود الأمه العربيه .

وهو ما سيكشف قناع كُتاب الخراب والدمار , وكل مدعى القوميه والمتدثرين برداء المقاومه , والمقاومه منهم براء , لأن المقاومه عزٌ وطهر , وأنكار ذات , وليست أفق ضيق ولا حنق وغل وحقد على مصر أم البلاد .

كاتب ومحامى – مصرى

.