سؤال يطرح نفسه في ذكرى معركة وادي الشقيقة

حلت اليوم الذكرى (99) التاسعة والتسعون لمعركة وادي الشقيقة والتي جرت أحداثها بمنطقة ترهونة بتاريخ الموافق: 18 / 6 / 1915، وتعتبر هذه معركة هي الأكبر تاريخيا من حيت حجم الخسائر التي منيت بها قوات الاحتلال الإيطالي والتي لم تمنى بمثلها من قبل أو من بعد في أية معركة أخرى وأي منطقة آخري طيلة فترة احتلالها لأرض الوطن حسب ما أفادت به مصادر العدو الإيطالي نفسه. فلقد بلغت خسائر الغزاة الايطاليون في معركة وادي الشقيقة (4061) قتيل وعدد (700) أسير، ولم تعرف لهم هزيمة نكراء أكبر من هزيمتهم وسحقهم في هذه المعركة وفقا لوثائقهم الموجودة بأرشيف وزارة مستعمراتهم بروما. لكن ما يؤلم ويحز في النفس ما حدث ويحدث في منطقة ترهونة اليوم ... ترهونة الساعدي بن سلطان أحد قادة وأبطال معركة القرضابية، وأحمد المريض ومحمد سويدان وعبدالصمد النعاس والهادي المنتصر قادة وأبطال معركة وادي الشقيقة ناهيك على ما قدمته قبائلها من الاف الشهداء والمفقودين خلال فترة المواجهة مع حلف الناتو البغيض في عام 2011، والذي بمثل الوجه الحديث للاستعمار القديم الجديد. ترهونة التي قال عنها الأخ قائد الثورة في خطابه التاريخي بتاريخ الموافق: 13 / 4 / 1976 إفرنجي " إن هذه القبائل من منطقة ترهونة التي تحتشد أمامي الاَن هكذا كانت في يوم ما محتشدة امام جحافل الطليان عندما كانت ايطاليا الفاشية قوة كبرى ... ولكن جحافل الطليان تحطمت أمام هذه الجموع ... اليوم أيها الاخوة نحن نواجههم بمثل هذه القلعة من الجماهير ,,, جماهير ترهونة ... ترهونة الشعب ... ترهونة الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة ... ترهونة الشباب ... ترهونة الشيوخ ... ترهونة النساء ... نحن نجابههم بجماهير حرة مؤمنة ... نجابههم بقلاع مثل القلعة التي أمامي نواجههم بمثل هذه القلعة التي تتكون من عشرات الالاف من الجماهير من منطقة ترهونة المؤمنة بمستقبلها ... المؤمنة بغدها." وفي ظل الظروف التي يمر بها الوطن منذ نكبة فبراير اللعينة، ونحن نحيي اليوم ذكرى هذه المعركة، يراودني سؤالا وهو أين أحفاد أولئك المجاهدين الأبطال صانعي ملحمة وادي الشقيقة الخالدة مما جرى ويجري بمنطقة ترهونة هذه الأيام ومتى سيحيون عوائد هلهم وأمجاد أجدادهم الأبطال ويصنعون بدورهم ملحمة تطهير الوطن من الدنس والأنجاس، ويسطرون بهذا أروع البطولات في تاريخ الوطن؟ فيا أحفاد بني هلال وسليم وقبائل المرابطين ... ويا احفاد الساعدي والمريض والمنتصر والنعاس وسويدان ... ويا اباء واخوة الحر والمزوغي والعامري والواسع والهنشيري والثمانية الاف شهيد ... إن الوطن اليوم مهدد مرة أخرى للاحتلال المباشر تحت ذرائع عدة من بينها انعدام الامن والأمان وغيرها من الحجج التي تسوق لها دول الاستعمار الصليبي الجديد وبعض من الدول التي تدعي العروبة والإسلام ... والهدف الحقيقي منها هو السيطرة على ارضنا ذات الموقع الاستراتيجي الهام وثرواتنا من نفط وغاز ومعادن مختلفة وشواطئنا الجميلة النظيفة وبحرنا الزاخر بالثروات الطبيعية. وإلى الأمام من أجل الوطن. =============== علي رداد ـ 18 / 6 / 2014 إفرنجي