ساعة الهولوكوست في العراق
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
ساعة الهولوكوست في العراق
نبيه البرجي
«هلاّ قلت لنا لماذا خلقتنا اذا كنت ستقف، هكذا، مكتوف اليدين؟». احد الرهبان في هايتي خاطب الله حين كان يتناهى اليه انين الضحايا تحت انقاض الزلزال الذي ضرب الجزيرة، وحيث الناس، لشدة بؤسهم، يسألون ما اذا كان هناك خبز في.. جهنم.
اليس هذا هو الوقت الاكثر مأسوية لنسأل الله، بدورنا، لماذا يقف مكتوف اليدين. بعض اصحاب العمامات الذين تحولوا الى ما يشبه اساقفة الغيب «يبشروننا» بما هو اسوأ بكثير وهم يلاحقوننا بمواعظهم الرثة حتى الى قبورنا، وحتى الى ما بعد قبورنا.
هل نتجرأ و نقتفي اثر الفيلسوف اليهودي باروخ سبينوزا الذي قال ان الله بعث باليهودية عقاباً لليهود، فنقول ان الله بعث بالاسلام عقاباً للمسلمين؟
لننظر في الذي يحدث امامنا وحولنا، ونسأل عن سبب سقوطنا جميعاً في الهاوية، حتى الهاوية الديبلوماسية التي حملت محمود عباس، وهو الرئيس الفلسطيني، على القول انه ينسق امنياً مع الاسرائيلين من اجل منع الانتفاضة...
يفترض بالفلسطينيين الا ينتفضوا وان يملأوا افواههم، وصدورهم، بالحجارة التي كانت تزلزل الغزاة. اذاً الدفاع عن الارض، وحماية الارض بالشموع، ودون ان نسأل ما اذا كانت المفاوضات على مدى 21 عاماً من اتفاق اوسلو قد اعادت شبراً واحداً من ارض فلسطين، بل نسأل ما اذا كانت قد حالت دون القضم الوحشي لما تبقى من فلسطين....
ثم يحدثك الحكماء العرب عن المجتمع الدولي الذي وصفه ريجيس دوبريه بـ «المكان الذي يموت فيه ضمير العالم»!
«حماس» اعترضت. هي التي قامت اساساً على مبدأ انه لا مجال لمواجهة الايديولوجيا اليهودية الا بالايديولوجيا الاسلامية. كما عندهم تيودور هرتزل عندنا سيد قطب. شاهدنا «الاخوان المسلمين» حين استولوا على السلطة في مصر. لا بل حين استولوا على السلطة في غزة .باتت قضيتهم ما اذا كان جزاء ارتداء النساء لسراويل الجينز الجلد ام الرجم. الامر نفسه ينطبق على احمر الشفاه...
الحركة حولت السلطة في القطاع الى مهزلة، تماماً كما حوّلت «فتح» السلطة في الضفة الى مهزلة. بتلك النظرة الضحلة كانت «حماس» تعتبر ان الدولة تبدأ من غزة لا من رام الله كما لو ان المؤسسة الصهيونية تقبل بأن تكون هناك دولة فلسطينية الا في الاردن، والا في لبنان، والا في سوريا، والا في العراق. ذات يوم وعد صدام ياسر عرفات بأن تكون له دولة على انقاض دولة الكويت.
من لا يعرف ان «حماس» التي تعترض اليوم على كلام ابو مازن لم تقبل على المصالحة الا بعد زوال «الاخوان المسلمين» في مصر بعدما راحت تتحدث عن امبراطورية فلسطينية وليس فقط عن دولة فلسطينية، ودائماً بقيادة السلطان العثماني.
الحركة اياها التي ادارت ظهرها لسوريا عندما دخلت في المحنة الكبرى، فراحت تدرب شذاذ الآفاق على حدود تركيا، وفتحت ابواب اليرموك امام المرتزقة من اجل الانقضاض على دمشق، ثم راح خالد مشعل يتهم النظام بأنه دمّر المخيم على اهله.
لم تعد المشكلة ان نسقط. ولقد سقطنا . المشكلة في ان نعثر على من يوزع جثثنا، ودولنا، وثرواتنا. دعونا نوجه صيحة استغاثة الى مارك سايكس وجورج بيكو. لا احد هناك.
انه الزلزال. هنا لا انين للضحايا بل صرير الاسنان. يكاد البعض يصف ابا بكر البغدادي بخالد بن الوليد او بعقبة بن نافع. ها انه يبيد (عن بكرة ابيهم) اهل الشرك والضلال. العراق يتمزق والعرب تنشرح صدورهم للمشهد.
نوري المالكي يواصل صيحاته التي بعد فوات الآوان، آخر المقترحات «البناءة» اقليم للسّنة وآخر للشيعة وثالث للاكراد، وعلى غرار ما حدث في اليمن الذي كما تلاحظون جعلته صيغة الاقاليم السبعة يعود، بين ليلة وضحاها، اليمن السعيد.
كما لو ان الصوملة، كما لو ان الافغنة، لم تدق ابوابنا، كل ابوابنا، منذ ان تواطأنا جميعاً ضد سوريا، لا ضد النظام الذي قطعاً ليس بالنظام المقدس. الآن «داعش» هو جيش العروبة الاغر. اليوم يدخل الى بغداد، وغداً الى دمشق، وبعد غد يدخل الى طهران. متى يدخل الى اورشليم؟
لم يعد باستطاعتنا تحمل صيحات المالكي، الذي لعله يسمع من قال انه لن يبقى هناك عراق اذا بقي على رأس الحكومة. قيلت في اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة. الكلام نقل الى الرجل الذي كان منهمكاً في احصاء عدد النواب وكان ضائعاً في محادثات، ومناورات الظل مع الكتل الاخرى. اين كانت الاستخبارات العسكرية واجهزة الاستخبارات الاخرى؟
من لا يعلم ما هي اهتمامات قادة الاجهزة في العالم العربي؟ كلكم تعلمون وتعلمون ايضاً من هم الذين يمتطون ظهورنا والى اين يمضون بنا. هل تسالون وماذا بعد الهاوية؟
لعبة القبائل دخلت من الباب. لعبة الامم تحاول الدخول من ثقب الباب. اجل، دقت ساعة الهولوكوست في العراق. لاحظوا المواقف الكاريكاتورية التي تصدر هنا وهناك لا احد يعنيه العراق ولا اهل العراق. قعقعة السلاح وقعقعة المصالح. لا شيء آخر.
للتوضيح فقط فأن لفظة «هولوكوست»، اي المحرقة، ليست عبرية بل يونانية، بل اغريقية اذا ما اخذنا بالاعتبار البعد التراجيدي للكلمة.
ولكن من قال ان الداعشيين يتوقفون عند ابواب بغداد؟ لا مجال للبلاهة في هذه اللحظة. القبائل والعشائر استقبلوا البغدادي على انه المخلص من سلطة المالكي وطائفية المالكي واقصائية المالكي. هكذا يقولون، ولكن اي خلاص ذاك الذي يقوده البرابرة؟
اسألوا الاشقاء العرب. تلك العباءات المرصعة بالقش لا بالفولاذ!.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» "الدولة الإسلامية فى العراق والشام" تمهل لواء عاصفة الشمال 48 ساعة لتسليم أسلحتهم
» الهولوكوست الأميركية في الغوطة الدمشقية
» ساعة دمشق
» معلم أمريكي يطلب من تلاميذه البحث في حقيقة الهولوكوست
» الحكومة التركية تعلن استضافة أنقرة احتفالات اليهود بـ”الهولوكوست”
» الهولوكوست الأميركية في الغوطة الدمشقية
» ساعة دمشق
» معلم أمريكي يطلب من تلاميذه البحث في حقيقة الهولوكوست
» الحكومة التركية تعلن استضافة أنقرة احتفالات اليهود بـ”الهولوكوست”
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi