الاستنزاف الممنهج والرد المتاح
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
الاستنزاف الممنهج والرد المتاح
عصام عوني
ترقب الأعين راهن الحدث بقلق بالغ، ما أن تغفو قليلا لتسارع فتصحوا على قراءة ما جاء في الصحف وتكمل بمتابعة أخبار الفضائيات فالتواصل وتقارير العدو، ليسود التوتر وبعض من ضبابية الصورة فالمشهد بالغ الخطورة، إن لم نتدارك الخطر ونعد العدة للهجوم المضاد وصولا للخلاص والتحرير الوطني الشامل سنرقب طويلا وسيطول النزيف وسيتأخر المضي قدما، الذي يسبق النصر بكلفته العالية كما جرت العادة وعليه بالقلم نشرح:
جرت الانتخابات الرئاسية السورية بما لا تشتهي سفن واشنطن ومراكب أذنابها، فكانت الصفعة مدوية لا نبالغ إن قلنا أنها زلزلت وهشمت مؤامرة بدأت منذ الثلاث سنوات وما زالت مستمرة رغم ايقافها مؤقتا، فالعدو ثعلب ماكر ما أن يفشل حتى يضع خطته الجديدة ويبدأ التنفيذ على حساب الدم العربي المسفوك بلا ذنب يوجب السفك.
تمت الانتخابات وفاز الأسد فقالوا انتخابات مهزلة ليكون الرد دائما ماذا عن لبنان؟
والمعلوم أن لبنان منقسم نصف تماهى والعدو بوقاحة لا بل شارك جهارا بسفك الدم السوري، ونصف آخر قدم الدم ليوقف نزف الدم بل قدم الدم قربانا لسورية وفاز والأسد مما أوجب الانتقام لشر الهزيمة.
ما شهده لبنان يوم الانتخابات قلب المعادلة، وأسقط كل ادعاء ورسخ اللحمة الوطنية والأسد بما لا يقبل الشك، فالمد الجماهيري الهادر أمام السفارة السورية في لبنان وضع النقاط على الحروف كما المشهد ذاته في الأردن، لتبدأ المرحلة الجديدة من العدوان فالعدو لم يسلم بعد.
أثنى الأصدقاء والحلفاء لدمشق على النتائج وواصلوا الدعم وتوافدت برقيات التهنئة، وما زالت تتوافد آخرها من محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.
تزامنا الجنرال السيسي رئيسا لمصر هذا من جانب ومن آخر مواصلة اجتثاث الأخوان تارة بالاعتقال وأخرى بأحكام الاعدام، ومن باب الاحتواء كان المشهد "السعودية مع وقطر وتركيا ضد" لتقع مصر في أتون الحيرة وهنا حجر العثرة باكمال المسيرة بالايعاز الأميركي المشروط ولكن، هل سيكمل السيسي مسيرة الخضوع أم أنه سيعي أن لا خلاص لمصر إلا بحاضنتها السورية والتشبيك والعراق بمباركة طهران وليس واشنطن؟
فجأة وعلى غفلة الموصل تحت سيطرة داعش بما سمي غزوة الموصل وصار الارهاب "ثوارا" بقدرة قادر كما تراه السعودية، لتباشر قنوات سفك الدم التحريض والفبركة التي باشرت بها بخصوص سورية قبل ثلاث سنوات فانقسم العالم مجددا ولكنه مرعوب من داعش فما العمل؟
ما حدث عراقيا خطير وإن دل على شيء فالمدلول هشاشة الدولة العراقية الوليدة وسوء القيادة والتقدير والالتباس بالموقف، فمن المستحيل أن يستقر العراق وهو بين ما بين فإما عربيا مقاوما وإما تابعا، فقراره الوطني الخالص يمهد طريقه مستقرا آمنا دون ذلك سيواصل الأميركي الابتزاز.
حدث ما حدث وتم الاحتواء وامساك زمام المبادرة مجددا، فكان الجيش الرديف والأكيد أن النصيحة السورية الايرانية أتت أكلها والنتائج تقول أن الوضع قد انقلب لصالح بغداد مما أثار رعونة وهمجية ونكاية السعودية ومن خلفها أميركا، ليبتز المالكي بعنوان الدعم المشروط ليرد الأخير حكومة "الوفاق الوطني" وما هي حقيقة إلا حكومة التعطيل الوطني انقلاب على الديمقراطية وبهذا يكون المالكي على الطريق الصحيح، فالخضوع لإملاءات واشنطن معناه ارتهان العراق وحاضره ومستقبله للأميركي الخليجي والصهيوني وهذا ما سيقسم العراق حتما.
في خضم الحدث الجلل خرجت كردستان من جحرها كالفأر الذي يريد قطعة الجبن بلا ثمن يخطفها ومن ثم ينكفيء، وهنا وقفة فكيف للكرد أن يتماهوا وداعش واسرائيل لتحقيق الحلم التاريخي الغير واقعي دولتهم المأمولة؟
مجددا يرتكب الكرد العراقيون الخطأ التاريخي ذاته إبان حكم صدام حسين فقد أعطاهم حكما ذاتيا لكنهم تآمروا عليه وأضعفوه ومن ثم انقضوا عليه، مما مزق الثقة العربية بهم ولن تعود فالقومية التي تبنى على الدم العربي لا فرق بينها وقومية الكيان الصهيوني مما سيكون له عواقب وخيمة ربما حرب جديدة، هذه المرة هم الخاسر الأكبر فيها والعراقيون.
في السياق ذاته معلومات تؤكد أن العدوان الاسرائيلي الأخير على مواقع الجيش العربي السوري قرب الجولان المحتل رسالة اسرائيلية واضحة أن خط كركوك _ حيفا هو ما نريد ولو كان السبيل دولة كردستان ـ داعشتان، إذن ما حدث في العراق يصب لصالح الكيان أفلا تعقلون؟
عدوان اسرائيلي ورد سوري وجبهة حامية الوطيس لتعود الأردن للواجهة مجددا بالفرصة الأخيرة، فالأردن بدل السعودية من باب تدفيع الثمن للهزيمة في سورية ولكنه مؤجل بناءا على توسلات عمان والدليل، أن العدوان الاسرائيلي الأخير تم بالتنسيق مع الأميركيين المتواجدين في عمان.
زيادة على خطوط النفط لمصلحة الكيان كان الهدف سيطرة قطعان الارهابيين على مواقع هامة للجيش العربي السوري من جهة الجولان والأردن معا لتنفيذ المخطط، لكن المفاجئة كانت عكس الحسابات بل ومدوية وها هي اسرائيل تنقل مئات المصابين الارهابيين لمستشفياتها، عدا عن مئات الذين قضوا بنيران الجيش العربي السوري والسحق مستمر فالجهوزية عالية جدا وقد أعد الجيش لهكذا مواجهات.
اسرائيل تلعب بالنار والأردن سيحترق!
الخوف من داعش الطافية على سطح الصفيح العربي الساخن قد تعاظم، فالتنظيم خرج عن المألوف مستغلا الدعم الغير مسبوق مما يجعل منه خارج السيطرة وهنا دقت ساعة الخطر فهل يتعض الأوروبيون وينقذون أنفسهم والعالم؟
على الصعيد الروسي فقد فرضت موسكو وجهة النظر التي تقول، وقف اطلاق النار وفدرالية أوكرانيا الحل ويبدو أن لا حل إلا ما قالته موسكو فالكبار يعرفون جيدا من أيت تؤكل الكتف.
زيارات كيري المكوكية لاحتواء الحدث عربيا ومد الأذناب بجرعات التطمين ليبدو أن أميركا ما زالت مسيطرة وفاعلة ولكن هل وحدها في الميدان؟
الشرح قد يطول وبالقلم نختصر لنحفظ الدم وننتصر بكلفة أقل:
إن حلف المقاومة يمتلك أوراقا كثيرة ومتعددة في كل من تركيا والسعودية والبحرين وحتى الأردن، والمطلوب أن تنتقل الحرب لداخل الحلف العدو مما يجبره على التراجع بهذا وحده ستتوقف الحرب وتبدأ مرحلة البناء والتقدم.
في سورية يواصلون استنزاف الجيش والدولة وعلى الرغم من ذلك سورية قوية وتقاوم وتحقق النصر بكلفته العالية.
العراق يستنزف والمطلوب أن يخضع لكنه يقاوم وبنصر سورية سينتصر وبكلفة عالية كذلك.
لبنان يستنزف بالانتحاريين وسينتصر بالمقاومة ولكن بكلفة عالية أيضا وعليه:
الدعم الفوري للمعارضة السعودية وتأمين متطلبات الصمود كما تفعل روسيا مع الموالون لها في أوكرانيا.
دعم معارضة البحرين ليس بالتصريحات والمواقف بل بالعمل والفعل وعلى كافة الصعد.
تحريك الأوراق المؤثرة تركيا والدعم اللامحدود لمن ينتظرون ساعة الصفر في الداخل التركي.
"فركة ادان" للأردن وبساعتين إن قرر المحور قد يبدل المعادلة داخليا هناك.
استنهاض العمليات النضالية المقاومة في الساحة الفلسطينية وللمحور القدرة على ذلك لو أراد.
أن تألم أميركا في عقر دار عملائها ستفكر ألف مرة بشن هجوم جديد.
قدرنا المقاومة والصمود والتصدي والتحدي ودائما ننتصر بالكلفة العالية ونسقط ونفشل المؤامرات ونعيد البناء ونستقر، ما أن نغفو قليلا على وقع الاستقرار حتى تبدأ حفلة عدوانية جديدة فيعود السيناريو مكررا فمتى نقوم بالهجوم للردع الدائم فنحفظ الدم ولا ندفع باهض الكلفة؟
السياسة المتبعة صد ومنع وثبات ولكن، ما الذي يضمن بعد أن يسود الهدوء وتضع الحرب أوزارها أن لا يعود الهجوم مجددا؟
سننتصر ونفشل المؤامرة كلنا ثقة بالقادة والسادة، لكننا لن نخرج من دوامة الاستنزاف والكلفة العالية إلا إن نقلنا الحرب لعقر ديارهم العامرة على وقع خرابنا!
فلنحفظ الدم ونقلل الخسائر فننتصر بحق أرجوكم يا من قلوبنا فداء لكم.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» «الاحتلال الاحتيالي الناعم»... البديل الأميركي لفشل حرب الاستنزاف
» الاستراتيجية الامريكية لحرب الاستنزاف في سوريا و خيارات الرد السوري
» سقطت حرب الاستنزاف ....فما هي استراتيجية أميركا الجديدة؟ ...بقلم د. أمين محمد حطيط
» العراق.. الميدان البديل للعدوان.. والرد؟
» حقيقة الحرب على سورية... والرد المطلوب
» الاستراتيجية الامريكية لحرب الاستنزاف في سوريا و خيارات الرد السوري
» سقطت حرب الاستنزاف ....فما هي استراتيجية أميركا الجديدة؟ ...بقلم د. أمين محمد حطيط
» العراق.. الميدان البديل للعدوان.. والرد؟
» حقيقة الحرب على سورية... والرد المطلوب
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
الإثنين نوفمبر 25, 2024 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi