حقيقة الحرب على سورية... والرد المطلوب
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
حقيقة الحرب على سورية... والرد المطلوب
د. بسام أبو عبد الله
كثيرون وقعوا في فخ إستراتيجي عندما اعتقدوا أن ما يتعرض له سورية منذ سنوات هو مجرد صراع داخلي بين سلطة، ومعارضة، وكانت تحليلاتهم وقراءاتهم تارة للتضليل، وتارة أخرى لزيادة التشرذم، والانقسام بين السوريين أنفسهم تذهب نحو القول: إن تمسك الرئيس الأسد بالسلطة هو السبب، وإن عدم قدرة النظام السياسي على الإصلاح يتطلب تدمير الدولة، ومقوماتها، حتى لو كان بالاشتراك- والشراكة مع الأعداء التاريخيين للشعب السوري، وقضاياه، وأن التحالف السوري الإيراني، ودعم المقاومة سبب آخر، وقدم هؤلاء عبر منصاتهم الإعلامية البترودولارية تحليلات، وتنظيراً حول هذه المفردات، أو غيرها من المفردات الطائفية، والمذهبية كأسس لتحليل حقيقة الصراع القائم، والمستمر، ولكن أياً منهم لم يتجرأ، وغير مسموح له أن يتحدث عن (إسرائيل) كأحد أكثر الأطراف استفادة مما يجري في سورية، وضد شعبها، وجيشها، ومقومات الدولة والصمود، لا بل إن بعض المرضى النفسيين ممن سموا أنفسهم (معارضة) كان يهلل- ويكبر بعد كل غارة صهيونية، أو بعد كل استهداف من الإرهابيين القتلة لمواقع الجيش العربي السوري، ويطلق تسميات وأوصافاً على هذا الجيش البطل عبر منصات الوهابية الإعلامية في قطر، أو السعودية، أو تركيا ضمن إطار الحرب النفسية التي كانت تستهدف سورية دولة وشعباً وجيشاً.
إن ما أصبح مكشوفاً، ومفضوحاً بالأدلة، والقرائن هو أن الحرب العالمية على سورية لها عدة أهداف منها:
1- ضرب العمود الفقري لمحور المقاومة المتمثل بـ(سورية)، تمهيداً لضرب حزب الله لاحقاً، وإيران تالياً.
2- تأمين استقرار، وأمن إسرائيل لفترة طويلة، بعد أن أصبح وجودها مهدداً بتنامي قدرات المقاومة، وسورية، وإخفاقها في الحروب التي خاضتها منذ حرب تموز/ 2006.
3- تفتيت، وتقسيم المحيط الحيوي للكيان الصهيوني على أسس مذهبية وطائفية وإتنية بحيث تتحول فيه إسرائيل إلى قوة كبرى في المنطقة أمام صعاليك يتزعمون إمارات- أو دويلات- أو مشيخات أو كانتونات متناحرة تتلاعب بها إسرائيل كأحجار الشطرنج وفقاً لمصالحها وبما يخدم استمرار كيانها التوسعي العنصري الذي ثبت أنه لا يريد السلام مطلقاً.
4- وقف التمدد الإيراني، والوجود الروسي على شواطئ المتوسط من خلال التحالف مع سورية القائم منذ عقود، ولهذا كنا نرى أن جزءاً مهماً من (المعارضة السورية) المُصنعة وهابياً- وإخونجياً كانت تركّز في خطابها السياسي دائماً على مهاجمة إيران وروسيا، وكل حلفاء الشعب السوري التاريخيين، وتجلس في حضن أعدائه، وما يسمى (الائتلاف) نموذج لهذه القوى العميلة المرتبطة بالمشروع الصهيوني الوهابي العثماني الجديد.
- إن طبيعة القوى التي تحالفت في الحرب على سورية تشي بوضوح عن حقيقة ارتباطها، وتحالفاتها المشبوهة فالمجموعات الوهابية بحكم عقائدها، وممارساتها ومصادر دعمها متحالفة عضوياً مع الكيان الصهيوني، فاستمرار بقاء الكيان الصهيوني، وديمومته يعني أوتوماتيكياً استمراراً لوجود مشيخات النفط وحياة لها، وأما المجموعات الإخونجية فإن ارتباطاتها التاريخية وممارساتها ودورها المشبوه في الحرب على سورية كشف بشكل صارخ التعهدات التي قدمها للمشروع الصهيوني الغربي مقابل إيصالها للسلطة بما في ذلك بيع الأرض- والعرض في سوق النخاسة الدولي، وترافق ذلك مع وجود للزينة لمجموعات تتلحف بالشيوعية، واليسار، والتقدمية كستار لحقيقة عمالتها، وارتباطاتها التي أظهرتها كقوى منافقة دجالة، تتلاعب بالألفاظ والتعابير لتمرير الكلام المسموم وتضليل الرأي العام، ومحاولة التلاعب به.
- إن حقيقة الحرب على سورية هو أنها حرب صهيونية بأدوات محلية وإقليمية ودولية وكل يبحث عن مصالحه فيها، لكنها في النهاية جاءت لتخدم استمرار كيان الاحتلال، وأمانه واستقراره وكل الذين خاضوا هذه الحرب يرون أن قوة إسرائيل هي قوة لهم ودعم لهم وتحالفات المنطقة والداخل السوري يجب أن تقرأ من خلال هذا المنظور.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الرد المطلوب بعد انكشاف حقيقة هذه الحرب وأدواتها وأهدافها؟
1- تعزيز التحالف العضوي بين أطراف محور المقاومة، وتحويل كلام الرئيس بشار الأسد في صيف عام 2013 عن فتح جبهة الجولان لتحريرها أمام المقاومة الشعبية وضمن هذا الإطار يجب العمل على تدريب، وتحضير فصائل المقاومة الشعبية السورية لضرب أدوات المشروع الصهيوني (النصرة – داعش وغيرها) وتصفية العملاء والتحضير لحرب تحرير شعبية واسعة يشارك فيها كل أبناء الشعب السوري.
2- تقوية ثقافة الشباب السوري باتجاه تجذير قيم المقاومة والشهادة كطريق للانتصار وليس المقصود بقيم المقاومة العمل المسلح فقط، إنما العمل الإعلامي والسياسي والثقافي والنشاط الاجتماعي وتعزيز قيم الانتماء الوطني والقومي والقيم الأخلاقية السامية والروحية للشعب السوري.
3- تطوير خطاب المعارضة الوطنية باتجاه الانسجام مع الحالة الشعبية الصاعدة وتغليب الحالة الوطنية على الحالة الحزبية والحسابات الشخصية والانتهازية والأنانية، مع حق المعارضة في تقديم رؤاها الوطنية والسياسية بما يتفق مع تاريخ سورية ونضالات شعبها وتضحياته وليس مع مصالح الخارج وقواه الإقليمية وأموال البترودولار.
4- رفع مستوى الأداء الحكومي والخدمي للناس الذي يشكل العصب الأساسي لإمكانية صمود الشعب وجيشه ومقاومته ومكافحة الفساد ذلك أن الفاسدين هم جزء حيوي من مشروع الصهاينة في الداخل لضرب مقومات صمود المواطن السوري.
وما دامت حقيقة الحرب على سورية قد كُشفت وفُضحت فإن على كل القوى السياسية أن تختار جبهتها ومحورها وانتماءها ولم يعد هناك مجال للتهاون واللعب على الألفاظ والفذلكة هنا وهناك فإما خيار المقاومة الشعبية بأشكالها كافة، وخيار الوقوف خلف الجيش العربي السوري لنسف إرهاب الوهابية والإخونجية الصهيونية وإما خيار مزبلة التاريخ وما أكثر من سقط فيها إلى غير رجعة.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» لماذا تخشى عمّان الافتراق عن الرياض؟ الحرب السعودية مستمرّة.. والرد السوري: «سنحسمها»
» الحرب الأميركية الثالثة المستمرة والسيناريو المطلوب إسرائيلياً
» سامي كليب: حقيقة ما يجري في سورية بين النار والصفقات
» حقيقة الحرب على ليبيا
» الحرب على سورية... لعبة عقول
» الحرب الأميركية الثالثة المستمرة والسيناريو المطلوب إسرائيلياً
» سامي كليب: حقيقة ما يجري في سورية بين النار والصفقات
» حقيقة الحرب على ليبيا
» الحرب على سورية... لعبة عقول
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد