حريم الخليج يحاكمون الدولة السورية!

طوني حداد

سمعتوا آخر نكتة؟

منذ بضعة أسابيع ذهب وفد نسائي رسمي سوري ليترافع حريم الخليج يحاكمون الدولة السورية! أمام احدى المحاكم النابعة للأمم المتحدة في جنيف والتهمة شو؟
اتهام الدولة السورية بارتكاب انتهاكات وتمييز ضد النساء في سورية!
وطبعاً التقارير مستندة الى أكاذيب من نسج خيال “عاهرات” مايسمى الائتلاف السوري المعارض لصاحبه اللوطي الوهابي السعودي شخصية العام الثقافية- قسم ثقافة جهاد النكاح والاستشفاء ببول البعير- ماغيرو يللي منحه الأزهر “الدكتوراة الفخرية” لأنه لايجيد قراءة آية واحدة من القرآن الكريم!

طبعاً السيدات اللاتي حضرنَ المحاكمة-برئاسة الدكتورة كيندة شمّاط وزيرة الشؤون الاجتماعية- وترافعن نيابة عن الدولة السورية أبلين بلاءً حسنا وكنّ بحق مقاتلات جديرات بسوريتهنّ فوضعْنَ النقاط على الحروف وفنّدنََ باقتدارِ صاحب الحق والقضية العادلة هذه الاتهامات السخيفة وعرضْنَ الحقيقة كما هي ماجعل مندوبات اوروبا مثلا يخجلن من قبولهن التحكيم في مثل هذه القضية الزائفة وكدنَ يتمردن على سياسات دولهن المبنيّة على الصاق اي تهمة ممكنة للدولة السورية ولو بالتزوير والتلفيق لتضييق الخناق عليها..وهذه مناسبة لتوجيه التحية لمندوبة لبنان التي لم تلتزم الصمت كغيرها من مندوبات بعض الدول “الصديقة” بل قاتلت ببسالة في صف السيدات السوريات أعضاء الوفد الرسمي أثناء ماسمي بالمحاكمة.. ..

النكتة مش هون..النكتة أن بعض عضوات لجنة التحكيم كنّ من دول مجلس التعاون الخليجي برئاسة مندوبة قطر..!
بتعرفوا طبعاً حالة المرأة أو “الحرمة” في دول مجلس “التعاهر” الخليجي أديه “رائع”..
يعني حالة المرأة بالسعودية مثلاً من حيث الحريات يفوق وضع المرأة في سويسرا..
شو بدنا بالحكي؟
المراة الخليجية آخدة حقها وثلثي الباطل -على قولة المثَل- ومتسلبطة على السموات والقبوات..!

وك ياياعمي اذا في مندوبة خليجية “حرمة” حضرت المحاكمة فهذا يعني انها لم يكن بالامكان ان تحضر لو لم تسافر الى جنيف مع “مُحرم”..
وجايين يناقشوا وضع المراة بسورية..!
سورية التي أصدرها رئيسها أمس مرسوماً جمهورياً بتعيين الدكتورة” نجاح العطّار” نائباً لرئيس الجمهورية العربيّة السوريّة..

في النهاية اسمحوا لي أن اختم “خربوشتي” بنص ساحر كتبته الدكتورة نهلة عيسى الاستاذة في كليّة الاعلام واحدى عضوات الوفد السوري الرسمي الى جنيف تعليقاً على هذه المحاكمة :

“ماذا فعلنا؟ لاشيء سوى اننا قلنا الحقيقة, وأعدنا تركيب الوطن حجراً على حجر, أعدنا تركيبه من حجر ومن بشر لامن كلام, وقدنا مندوبي الأمم المتحدة على درب موتنا, واسمعناهم نشيدنا الحافي الا من الوجع والصبر, وادمينا أقدامهم بأشواك صبّارهم المفروش تحت أقدامنا والمعرّش على قلوبنا منذ ثلاثٍ ونصفٍ من سنوات كيدهم.
قلنا الحقيقة وكنّا واضحات كمطلع قصيدة طويلة , مسلحات ببهاء وجلال أبجديتنا الأولى في التاريخ . وبصدق ونبل جروحنا الرافضة للخيبة والخيام , وبطهر علمنا المتعلّق بذيل الريح وأجنحة النسور, والمرفوع وسط بحيرة من شقائق النعمان يصبّحنا بالقوّة ويعدنا بالنصر.”