هل سرقت . أم إن هذه حقيقتها ؟

كثيرا مانقرأ ونسمع من تعليقات الفبرايريون هذه العبارة
( أن فبراير سرقت . أو فبراير أنحرفت عن مسارها . )
فهل حقا أن فبراير سرقت وأنحرفت . أم أن هذه هي حقيقتها . وهؤلاء هم قادتها الحقيقيين . وهذه هي أهدافها التي قامت من أجلها ؟
....
تقديم
بداية فإن موجة مايسمى بالربيع العربي أنطلقت في دول عربية محددة ودون غيرها . وفي وقت متزامن في هذه الدول . ممايضع علامات أستفهام لكل ذي بصيرة .
ثم إنها ضربت دول بعينها بشعارات الحرية والديمقراطية . في حين تخطت دول تنعدم فيها أبسط أنواع التعبير والممارسة الديمقراطية والمشاركة في أنظمة الحكم . والتي جلها وراثي تثوارته عائلات جيلا بعد جيل . ولو أعطينا مثلا قطر التي كان لها دور بارز في دعم مايسمى الربيع ماديا وعسكريا وإعلاميا . لوجدنا إنها أكثر دول العالم ديكتاتورية . ولم يتكلم عنها الغرب إطلاقا . ولم يحرض شعبها للثورة . بل ساهم في قمع بعض مظاهر الرفض في بعض المدن القطرية .
ثم إن موجة الربيع العربي أنتجت نفس الحكام في كل الدول وهم ( الأخوان المسلمين ) . وهذا أيضا لم يكن محض صدفة .
أيضا التنظيمات الأرهابية هي من كان لها نصيب الأسد في كل ماحصل بما يسمى الربيع . وبدعم مباشر وغير مباشر من الغرب الذي يدعى محاربة الأرهاب وملاحقة قياداته . فى حين هو الذي جلبها الى ليبيا وقاتل معها . وهو الذي دعمها في سوريا . وتغاضى عن أفعالها في مصر وتونس واليمن .
....
ولو ذهبنا مباشرة لبلادنا للأجابة على هذا السؤال الذي طرحناه .
_ وبداية ودون تجنى . نضع حسن النية في السرد . فماحصل في الأيام الأولى هو خروج بعض الشباب لديهم بعض المطالب . وهذا طبيعي جدا ويحصل في كل دول العالم . ولايحتاج حرق ورصاص وتفجير . وكانت الدولة حاضرة . وذهب أكثر من مسئول لهؤلاء الشباب للوقوف على مطالبهم وتنفيذها . وهي جلها مطالب مادية صرفة وليست سياسية أبدا . وليس لها أي علاقة بالشعارات التي رفعت فيما بعد عن الحرية والديمقراطية والدين والجهاد وغيرها .
_ بعدها حصلت حالات هجوم على مراكز الشرطة ومواقع وحدات الشعب المسلح . ممايؤكد بدون أدنى شك أن هناك أمرا دبر بليل . ولايوجد أي علاقة بين بعض المطالب المادية والهجوم على مراكز الشرطة والمواقع العسكرية . وهنا يتضح أن من قام بهذا الفعل غرضه تأجيج الشارع وخلق بلبلة وفوضى .
وحتى ماحصل من هجوم على مواقع عسكرية وشرطية . كان بالأمكان التعامل معه . كونه محدود ومن فئة محدودة . لكن تدخل أطراف أخرى أربك المشهد وغيب الحقيقة . وهي الإعلام والغرب وشيوخ الدين .
فالإعلام وعلى رأسه الجزيرة تحول إلى غرفة عمليات تحرك الشارع وتحرضه وتثير مشاعره بمقاطع وصور قتل ودموع وقصف أتضح فيما بعد أنها مفبركة وأخبار كاذبة . وأيضا صاحبها حملة شرسة لتشويه النظام سياسيا وأخلاقيا ممادفع الناس لعدم تحكيم العقل . والإنجرار خلف مايضخه الإعلام بشكل مستمر .
وشيوخ الدين لعبوا على الجانب الروحي الذي يؤثر جدا في الجموع وخاصة في بلد محافظ ووسطي . وأصدروا فتاوي تحرض على التمرد والقتال . وتعطي صكوك الشهادة والجنة للمتدافعين نحو القتال .
ثم بسرعة البرق وفي حالة غير مسبوقة في التاريخ . توالت الأجتماعات العاجلة من الجامعة اللاعربية الى مجلس التأمر الخليجي إلى الإتحاد الصليبي الأوروبي ونهاية بالأمم المتحدة ومجلس الرعب الدولي . وأنتهت في خلال شهر بتحريك الأساطيل لأكثر من 28 دولة لشن حرب كونية على بلد صغير في السكان والقوة العسكرية . لكنه أتبث إنه كبير في الإرادة والعزيمة والتحدي .
هذا بأختصار شديد ماحصل . وبالتالي يتضح جليا أنه بالأساس لاتوجد ثورة . ولكن تم الدفع ببعض الشباب في البداية ببعض المطالب المادية البسيطة كواجهة فقط ومدخل لما حصل بعده .
ويتضح أن المخططين والفاعلين الحقيقيين هم الغرب المتمثل في ( الناتو ) . والإعلام الذي تصدرته ( الجزيرة ) . والمقاتلين والمحرضين وهم ( المجموعات المتطرفة الأرهابية ) . مدعوم بفتاوي محرضة قادها تجار الدين على رأسهم ( القرضاوي ) .
هذه هي قواعد فبراير . وهم من أججها . وقادها . وهم من ورثها وحقق أهدافها . بالسيطرة الكاملة على مفاصل الدولة .
فمثلا . عمليات الأغتيال والحرق وتقطيع الأوصال والتمثيل بالجتث . التي اليوم ينتقدها من صدق فبراير . نقول له أن هذه المشاهد ليست جديدة ولكنها صاحبت الأيام الأولى لفبراير لكن عقولكم في ذلك الوقت لم تكن قادرة على رؤية الحقيقة تحت التأثير الإعلامي القوي . فلن ننسى الدبح في البيضاء . والتقطيع والتمثيل في بنغازي . وإخراج القلوب والأكباد في مصراتة . ولن ننسى حرق عبدالفتاح يونس ورفيقيه . ولدينا الكثير من المقاطع والأدلة عل ذلك .
وأيضا قطر والجزيرة والقرضاوي والغرياني . الذين ينتقدهم اليوم من صدق فبراير . نقول لهم لم تتغير قطر . ولم تتغير الجزيرة . ولم يتغير القرضاوي والغرياني . فهم من أجج الفتنة . وأصدار فتاوي تكفير الجيش . ودعم بالمال والسلاح . ونشر الأخبار الكاذبة من المرتزقة الذين لم يراهم أحد الى هذه الساعة . مرورا بألاف المغتصبات اللائي لم يعرف أحد أسمائهن ولا أماكنهن . والى القصف الجوي لأحياء فشلوم وتاجوراء وألاف الجتث بالشوارع . والتي لم يعثر على جثة واحدة أو بيت مدمر فيها حتى الأن . ومازالوا بنفس الخطاب المضلل والفتاوي الكاذبة والدعم للأرهاب . ولكن عقولكم لم تكن قادرة على رؤية حقيقتهم لأنكم كنتم تحت تأثير الضخ الإعلامي .
وبالتالي فمقولة ( فبراير سرقت وأنحرفت ) هي مغالطة . وتعارض الحقيقة . وهي فقط خدعة كبيرة للدفع بالمغيبيين بالأستمرار في نفس الطريق الخاطئ . وأرضاء للضمير الذي يحتاج مسكنات تقنعه بأن الواقع غير حقيقي . ويدفعه بالتمسك بتلك الشعارات والوعود والأحلام التي سوقها الفاعلين الحقيقيين لفبراير .
فالحقيقة التي نعترف بها جميعا . هي المربع الأول فقط . وهو شباب لديهم مطالب مادية صرفة فقط . بدون أي شعارات اخرى أو ماأطلق عليه كذبا وزورا ثورة .
وهذه المطالب بالإمكان وبسهولة ويسر تحقيقها . في أي وقت .
أما ماتلى ذلك فهو مؤامرة تم التخطيط لها بدقة وتأجيجها وقيادتها وتحقيق أهدافها المثمثلة في (حجم الدمار والخراب والقتل والإنقسام وإنهيار الدولة ومؤسساتها وإقتصادها وزرع روح الحقد والثأر والأنتقام . وتفتيت النسيج الأجتماعي ) . والذي يقود ضمنا لإسكاات صوت الحق الذي يرفع شعارات العروبة والإسلام . ويقف جحر عثرة أمام المخططات الإستعمارية في المنطقة العربية والقارة الأفريقية .
فاليوم . عندما يكتشف الجميع بما فيهم من صدق أن فبراير ثورة . حقيقة (الجزيرة ) التي ظهرت بأنها قناة فتنة وكذب وخداع . وحقيقة (شيوخ الدين ) من القرضاوي والعريفي والقرني وحتى الغرياني بأنهم تجار دين وأصحاب مصالح وفتاوي مضللة وكاذبة . وحقيقة (الغرب الصليبي ) الحاقد الذي أتضح دعمه للجماعات الأرهابية التي تقتل وتفجر وتغتال يوميا المدنيين وتقصفهم بالأسلحة الثقيلة دون أن يحرك هذا الغرب ساكنا بعد أن صدع رؤوس العالم بتدخله في 2011 لحمايه المدنيين وحقوق الإنسان . وحقيقة (الجماعات الأرهابية ) المتلبسة بالدين من الأخوان حتى الليبية المقاتلة وأنصار الشريعة . بأنهم قتلة ومجرمين وضالين ومنحرفين .
مما يؤكد للجميع أن فبراير مؤامرة وحققت أهدافها وورثها قادتها الحقيقيين . وأبدا لم تسرق أو تنحرف عن مسارها .
أما من خرج لمطالب مشروعه فهذا أمر طبيعي ويحصل في كل دول العالم من أمريكا حتى الصومال . وهذا لايحتاج رصاص أو قتل أو حتى ثورة . كونه أمر طبيعي في كل المجتمعات . وسهل جدا معالجته . ومحاسبة المقصرين . ونحن نسانده ونقر بأن هناك بعض التقصير والإهمال من بعض المسئولين وبعض الجهات . وهؤلاء الشباب كانوا صادقين في الأيام الأولى . حتى أستلم الأرهابيين المهمة ورفعوا السلاح وألبسوها ثوب الثورة . وأكمل الإعلام المهمة حتى منتهاها .
فهل يستفيق الجميع قبل فوات الأوان . ويحكموا العقل بعيدا عن تأثير الإعلام المضلل . والحداق وتجار القضايا والعملاء . ونضع الأمور في نصابها . ونرى الحقيقة المجردة . ونتبين الخط الدقيق الفاصل بين الحق والباطل . ونعيد تحليل الأمور بدقة وصدق ... الفـــــــــــــارس

الثورات الحقيقية لاتسرق لانها تاتي بالافضل نكبة فبراير اهدافها الخراب والدمار ومعاولها

تجار دماء وعبيد مال وقطاع طرق ينفذون اجندات محددة نسج خيوطها الاستعمار الذي يري ان ليبيا حجر عثرة في طريقه