د. موسى إبراهيم:من حق أي إنسان لكن.... (ويالها من لكن كبيرة)

من حق أي إنسان أن يتعب،
من حق أي إنسان أن يفكر في سلامته الشخصية،
من حق أي إنسان أن يرغب في العودة إلى بلاده وبيته وأهله،
من حق أي إنسان أن يقول "خلاص أني قدمت ماعندي، معاش نقدر نتحمل"
من حق أي إنسان أن يقول "الله غالب.... غلبونا عرب فبراير والناتو، ونبو نعيشوا"
من حق أي إنسان أن تكون الكهرباء والمية مهمة عنده لأنه تمثل حياته وحياة أولاده،
من حق أي إنسان أن يبحث عن حلول شخصية لمشاكله اللتي نتجت عن الموقف السياسي الذي اتخذه في عام 2011 (الكرامة والعزة ليها ثمن راهو)
من حق أي إنسان أن يلصق مع حفتر، أو البرلمان، أو أحمد قذاف الدم، أو محمود جبريل، أو غيداد التواتي (كلهم من طينة وحدة، وروح وحدة، وفي ميزان الكرامة متساويين).

لكن.... (ويالها من لكن كبيرة)

ليس من حقك وأنت تفعل كل هذا أن تتاجر بالقضية التي استشهد من أجلها مائة ألف رجل من أعظم رجال ليبيا،
ليس من حقك وأنت تفعل كل هذا أن تدعو الناس لأن يفعلوا مثلما تفعل (لأنك بعدين تصبح متآمر مش مجرد باحث عن الأمان)،
ليس من حقك وأنت تفعل كل هذا أن تخدع الأحرار بخطط وبرامج مشبوهة مدعومة من حكومات قتلت وذبحت أولادنا،
ليس من حقك وأنت تفعل كل هذا أن تسرق مشروع تحرير ليبيا (حتى وإن تأخر هذا المشروع قرن من الزمان) وتزوق هذا المشروع لمصلحة أمانك الشخصي أو زعامتك السياسية.

يا أخي إمشي... سلم على أهل فبراير... حبهم.... اعتذر منهم... ابكي ،،، قول اني تعبت... أولادي تشردوا.... أهلي في السجون... عندي أسرى نبي نطلعهم... ماعنديش ضي ومية... نبي نشرب قهوة في قهوتي في شارع عمر المختار،،، نبي نرعى السعي متاعي في الوادي... استاحشت مكان عملي الأول... عندي اصحاب في فبراير كويسين.....انت حر.. هذا خيارك الشخصي...

بس فهمني ... ماهو دخل القضية في النص... من هو أنت حتى تأخذ القضية الكبرى في جيبك وتتاجر بها وكأنها ملك شخصي ليك؟

البعض يهاجم ويقول "نبوا حل... تعبنا"
ساهلة والله: سلموا روحكم لفبراير
اذا فيه مائة ألف راجل ماتوا من أجل الكرامة سنة 2011.. ففيه الألوف المؤلفة اللي مستعدين يتحملوا التهجير، والتهميش، والإقصاء والمطاردة الاستخباراتية، وملاحقات الانتربول، والنزوح حتى لا تسقط ليبيا المبادئ والقيم الخضراء في وحل التاريخ.

تخيلوا معايا بس حاجة بيش نقرب الموضوع ليكم: واحد في وسط مباراة كرة قدم حس إن الفريق متاعه مش قادر يفوز... بدل ماينسحب ويخلي غيره يلعب.. ياخذ الكورة، والمرمى، والمدرب، ومساعد المدرب (وحتى المعلق مرة وحدة)، ورفاقه في الفريق، ويلمهم ويحطهم في سلة وحدة ويمشي للفريق الخصم ويقول لهم: اهمه.. خوذوهم كلهم.. احني قرعنالكم.. انتم الأبطال.... احني تعبنا ومعاش نقدروا!!!!

اللي يبي السلامة يتفضل.. مش ح نلوموه.
بس فيه ناس عندها إيمان وعزيمة وتاريخ مايرضوش انهم يضيعوه... خلوهم يشتغلوا.

بعدين هي فبراير فلست وطاحت معنويا وتاريخيا ودوليا... يجوا هاذوما توا يبوا يعطوها الشرعية!! اذا هذي مش مؤامرة وخيانة اذا ماهي الخيانة.

اما الذين يقولون "نحن منحازون للوطن.. لافاتح ولافبراير" فهؤلاء أكبر مزيفين وجبناء لأنهم بلا لون ولا طعم ولارائحة (أستثني منهم من اتخذ هذا الموقف منذ البداية ولم يغير جلده)...

ليبيا لم يكن لها لا مجد ولا اسم ولاهوية اصيلة الا مع فجر الفاتح، والثلاث سنوات الماضية أثبتت صحة هذا الادعاء وبقوة لامثيل لها!!!

نحن لا نريد حروب او قتل او دمار ... لا والله
لكننا سنعمل دون كلل (ولو بتريث) لكي نسترد ليبيا من فبراير.. ان شاء الله نسموها ليبيا يوليو والا أغسطس والا "بين العياد" والا "تويمي الميلود"...

تمت.