د. موسى إبراهيم:إلى الأمام ياقبائلنا العريقة

صباح الخير يا أصدقاء:

في بلادنا تشكل القبيلة مظلة اجتماعية، واقتصادية، وسياسية طبيعية وعميقة التأثير في الفرد والمجتمع. وهي مظهر أصيل في الشخصية الليبية منذ مئات السنين. وفي مراحل الجهاد (ماضياً وحاضراً) تستلم القبيلة راية الوطن وتعبر تعبيراً فطرياً (ودون تكلف وتصنع الحركات السياسية والأحزاب الغريبة على ثقافة المواطن الليبي) عن الفضاء الذي يتحرك فيه الليبيون والليبيات بأريحية وسلاسة.
ولكن هذه المظلة العضوية الفاعلة لها أيضاً محاذيرها وإشكالاتها التي يجب الانتباه إليها ومعالجتها حتى لا تحل القبيلة محل الوطن، ولا تصبح رايتها هي الهوية الأساسية لضمير وعقل المواطن الليبي.
علينا أن نؤسس لانتماء قبلي يعتبر التنظيم القبلي جزءً من الجسد الوطني الشامل لكل أفراد المجتمع وليس بديلاً له. وفي مرحلة جهادية كالتي نعيشها الآن يكون هذا حاسماً في أهميته لأن نجاحنا في استرداد ليبيا يعتمد على تجاوز "إثم القبيلة" نحو "نفع القبيلة" (بلغة الفقه الإسلامي) بمعنى تجفيف منابع العنصرية، والحساسية، والمغالبة، والتنافسية، وتغذية منابع الأخوة والوطنية والتعاون والتعاضد.
أقول هذا وقبائلنا الشريفة الكريمة تتحاور وتتجاذب لرسم وتنفيذ خطط تحرير البلد من العدو الخارجي وأذياله في الداخل. وهناك (لأول مرة منذ سقوط الوطن) أفق إيجابي مثمر وحقيقي لعمل تحريري شامل تكون القبيلة مكوناً أساسياً فيه، بنفعها وإثمها.
إذن يقع على قياداتنا الإجتماعية، وشيوخنا الأفاضل، وشعرائنا، وحكمائنا، وكل مواطنينا، واجب أن يدفعوا بالتنظيم الإجتاعي للأمام وأن لا يسمحوا لقيم المغالبة، والعرقية الضيقة، أن تتفوق على مبادئ الأخوة والتعاون والتضحية التي سطرها الليبيون في تاريخهم الطويل كما فعلوا في معركة القرضابية (شهر الطير/إبريل 1915) ومعارك الكرامة في سنة 2011.
وكلما كبرت القبيلة حجماً وسكاناً وتأثيراً، كانت المسؤولية التاريخية أكبر وأثقل. كان الله في عوننا مادمنا في عون بعضنا.
إلى الأمام ياقبائلنا العريقة، يارجالها البواسل، حتى النصر.