العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان توحد موالين ومعارضين في سورية .. نشطاء قارنوا بين ما قدمه لهم الشعب السوري من جميل في 2006 وبين ردهم عليه حالياً

العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان توحد موالين ومعارضين في سورية .. نشطاء قارنوا بين ما قدمه لهم الشعب السوري من جميل في 2006 وبين ردهم عليه حالياً
في ظاهرة قلما تكررت على مدار الأزمة التي تشهدها سورية منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، وحدت معاملة بعض اللبنانيين «السيئة» و«العنصرية» ضد مئات آلاف اللاجئين السوريين في لبنان الموالاة والمعارضة في سورية على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي.
وعقد نشطاء من المعارضة والموالاة في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مقارنة بين معاملة السوريين للاجئين اللبنانيين إبان العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان في عام 2006 وبين معاملة بعض اللبنانيين للسوريين الذين لجؤوا إلى لبنان جراء الحرب التي تشهدها بلادهم.
وتناقل النشطاء صورة تحوي تهديداً للاجئين السوريين ولكل من يساعدهم بالضرب والإهانة في حال تواجدهم في بعض المناطق وصورة أخرى لخبر في إحدى الصحف السورية تقول فيه شبكة «إن بي سي» الأميركية إن التسهيلات السورية للمهجرين اللبنانيين ليس لها نظير في العالم!؟».
كما تداول نشطاء آخرون صورة لخبر منشور في إحدى الصحف السورية توجه فيه الجمعية السورية للعلاقات العامة نداء للعائلات السورية القادرة والراغبة باستضافة العائلات اللبنانية الاتصال بها.
وعلق نشطاء وشبكات إخبارية سورية على «فيسبوك» على تلك الصور قائلة «عندما يهان السوري خارج سورية يغضب السوريون بكافة طوائفهم وميولهم السياسية…. طب ليش عم ندبح بعضنا ببلدنا…. ليش فتحنا بوابنا للغرباء من كل الدنيا دون استثناء…؟؟؟»، وأضافوا «ما بدنا لا الخليج ولا إيران… ما بدنا لا روسيا ولا أميركا… بدنا بلدنا وبس.. ببساطه لأنو أنا وأنت صار ثمنا صفر دون بلادنا… بكفي جنان بكفي حرب».
وقالت صفحات أخرى على فيسبوك «أيها السوري… يا ابن بلدي.. خارج سورية تمحى عنك ديانتك… وطائفتك.. وحزبك… وميولك السياسية… فجميعنا سواء في الاهانة والذل خارج سورية… فبكفي تدمير… بكفي ذل… بكفي حروب… وليكن ولاؤنا لسورية أم الكل..!!!».
وقال أحد الناشطين ويدعى شادي «ماذا فعلت لكم سورية حتى تعاملوها بهذه الدناءة..!؟.. حين احتجتمونا كنا لبنانيين أكثر منكم..! وكانت سورية لبنانية أكثر من لبنان نفسه».
ومؤخراً، ازدادت المضايقات والإهانات من قبل بعض اللبنانيين للاجئين السوريين المقيمين في لبنان خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها بلدة عرسال اللبنانية على الحدود مع سورية إثر دخول «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش» إلى البلدة واختطافهما لعدد من الجنود اللبنانيين وقتلهم لاثنين منهم.
بدوره قال المحامي المعارض ميشال شماس في صفحته على «فيسبوك»: «إن العنصرية اللبنانية المقيتة تجاه السوريين ستؤدي بلا شك إلى دفع الناس نحو (داعش).. إذا لم يصح العقلاء من اللبنانيين من غفوتهم وينتفضوا بوجه تلك العنصرية التي تقوي وتغذي التطرف. سيجدون (داعش) في كل لبنان».
من جانبه علق الناشط أسامة أبو صطيف على تلك الصور قائلاً: «أصبحنا مشردين ووقوداً للدول المجاورة.. كل شي يحصل في بلادهم أصبحوا السوريين هم السبب وأصبحوا يعاملونا مثل العبد عند الملك».
بدوره قال ناشط يدعى سليمان فقيه «كي لا يصنف اللبناني بالعنصرية.. يوجد في لبنان الكثير ممن يتألم من القلب لما يحصل للشعب السوري»، فيما قال آخر يدعى باكر سواح: «على فكرة مئات الآلاف من السوريين اللذين شاركوا في انتخابات السفارة هم من يتعرضون للاعتداء اليوم!!».
أما حاتم البيضاني وهو عراقي الجنسية كان لاجئاً في سورية فقال «لا يجوز إهانة إخواننا السوريين والتصرف معهم بهذه الطريقة.. نعم سورية كانت وما زالت فاتحة أبوابها لاحتضان العرب ولكنها اليوم غير متعافية ونتمنى الشفاء العاجل»، مضيفاً: «أنا كنت مقيماً بدمشق ٧ سنوات ولا مرة سمعت من سوري كلمة تجرح أو غير لائقة».
وتابع «لا أقول إلا شيئاً واحداً أنا من العراق لو اضطر الأمر أن أخرج من بيتي أنا وأهلي وأتركه للسوريين لن أوفي من الدين إلا القليل».
وأول من أمس، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن بلدية برج الشمالي في قضاء صور أمهلت السوريين القاطنين في منطقة الشواكير شرق مدينة صور، مهلة 48 ساعة لإخلاء خيمهم تحت طائلة المسؤولية. يذكر أن مخيم النازحين السوريين يضم نحو 200 خيمة.
وأكد رئيس بلدية برج الشمالي علي ديب «أن القرار الذي اتخذته البلدية هو للحفاظ على العمال السوريين بالإضافة إلى الحفاظ على أمننا في المنطقة، خصوصاً أن خيم اللاجئين السوريين هي على أرض تابعة عقاريا لبلديتنا، وعلى كل رب عمل يعمل لديه هؤلاء عليه أن يؤمن له مسكنا عنده»، مشيراً إلى أنه «ضد التعرض لأي نازح سوري، لكن الخطوة المتخذة تأتي ضد أي شخص يحاول الاصطياد بالمياه العكرة، خصوصاً أننا لا نعلم من يدخل ويخرج من هذا المجمع».
وخلال الأيام القليلة الماضية، حصلت عدة مواجهات بين شبان لبنانيين عنصريين ولاجئين سوريين في مناطق متفرقة من لبنان جرح خلالها عدد من السوريين، كما تناقل نشطاء على فيسبوك صوراً لشبان لبنانيين يقطعون إحدى الطرق الرئيسية في مدينة صور بلاجئين سوريين مكبلين.
هذا وأفادت مصادر إعلامية متطابقة بأن سلطات الحدود اللبنانية تمنع دخول السوريين الذكور إلى أراضيها، كما اتخذت السلطات اللبنانية، بحسب ذات المصادر، قرارات صارمة بحق السوريين، حيث منعتهم من التجول في بيروت بعد الساعة العاشرة مساء، وأما في البلديات والضواحي فقد منعتهم من التجول بعد الساعة السادسة مساء.