الجيش الروسي يرسل برسائله للتحالف: الخطأ ممنوع

ايفين دوبا

الضربات الجوية الأميركية مستمرة لليوم الثالث على التوالي.. انتقلت من ضربا على مقار محددة للتنظيم إلى شلل في اقتصاده المسلوب.. لتشمل الغارات 12 منشأة نفطية يسيطر عليها التنظيم في شرق سوريا.

وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي، رفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما سقفه في نيويورك، توعد وتعهد أمام العالم بقطع المال والرجال عن "داعش"، لم يَدخل في التفاصيل، لم يَشرح لقادة الدول كيف سيتم القطع بين "داعش" وحدائقها الخلفية، خارج الحدود السورية والعراقية، حيث يتجسد انفصام الشخصية، إذ كيف لحواضن "داعش" أن تحاضر بالأخلاق، وكيف لدول أمثال قطر والسعودية وتركيا أن تتصدر تحالفاً لمحاربة الإرهاب وهي الدول الأكثر دعماً له.. كما قال مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري.

خطبة أوباما المنبرية من الممكن أن تدفع بريطانيا للانتقال إلى مرحلة عمل جديدة دون أن تكون الأخطاء السابقة عائقاً أمام أي إجراء ضد التنظيم الإرهابي، كما قال وزير خارجيتها، لكنها من المؤكد أن تدفع للاستنتاج الأهم، الذي جاء على لسانه بعد لقاءه الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي يقول إنه يجب إعطاء إيران فرصة للمساهمة في حل في سوريا حيث يمكن للقادة الإيرانيين لعب دور مهم في دحر تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي يؤكد أنّ لكل من إيران ومعها روسيا دور لا يمكن أن يغيب عن التحالف المزعوم، فروسيا التي أرسلت بارجة حربية إلى سوريا، تحذّر من توظيف ذريعة "داعش"، ضد الحكومة السورية، وإيران لا تزال تصرّ على موقفها ورؤيتها، بشأن عدم إطلاق يدي واشنطن في سوريا والعراق.

وفي المحصلة، يبدو أنّ أوباما يعوّل على تفهم موسكو وطهران لضرباته الجوية ضد مقار "داعش"، لكن حين يظهر أن هذه الضربات تتضمن شيئاً من مآرب ضرب سوريا، سيكون لكل مقام مقال، هذا ليس كلامنا، وإنما كلام الحلفاء.. والدليل؟

منذ بداية الغارات الجوية على "داعش" والدول الغربية تصارعت بين إعلان دخلوها، أو رفضه، أياً كانت النتيجة، فالتحالف الدولي اكتمل وبدأ عملياته، لكن، البنتاغون، ترك الدول الغربية وأصر على أنّ دولاً عربية شاركت في التحالف وفي الضربات، ومن بعدها شطرها الرئيس أوباما على تعاونها، أفلا يعني هذا أنّ التسويق لتلك الدول أنها تحارب الإرهاب قد بدأ؟!.

في هذا الوقت تستمر مواجهة "داعش" على الأرض، في عين العرب من قبل الأكراد، وتركيا حتى اليوم لم تحسم أمرها بشأن الدخول إلى التحالف على الرغم من أن المعضلة الأساسية التي كانت تحول دون دخول أنقرة التحالف الدولي هو مسألة الرهائن الأتراك، وهاهم ينعمون في حرية أردوغان، فما العائق اليوم؟. ربما يكون الجواب من صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية التي قالت:" إنّ تركيا تدعم سواء في سوريا أو العراق، المجموعات الإرهابية من بينها "داعش" التي تضم 1000 مسلح تركي، ورغم وجود 24 قاعدة للأطلسي في تركيا، إلا أنّ الأخيرة لن تنضم للتحالف، وبالتالي ليس عليها إلا أن تكون عضواً في الحلف الأطلسي وبالتالي تشارك في التحالف ضد داعش وتوقف تسليحه، أو تواصل التصرف كحليف للعدو الأخطر للدول الديمقراطية منذ زمن الرايخ الثالث "الحزب النازي" ، وتغادر الأطلسي".

في هذا الوقت، تجري اختبارات استعداد الجيش الروسي لمواجهة أي طارئ، وأكثر من 100 ألف جندي تدربوا على استخدام المعدات والسلاح تحسباً لأي هجوم بحري بري أو جوي، 1500 دبابة، 120 طائرة، 5 آلاف قطعة سلاح، و 70 سفينة كانت تحت الاختبار على مدى 5 أيام، ألا يعني هذا رسالة للاستعداد في حال حصول طارئ خاصةً مع وصول "سموم" إلى الشواطئ السورية؟!.

في هذا الوقت، يستمر تقدم الجيش العربي السوري على العديد من المحاور، في سوريا، فخلال ساعات سيتم الإعلان عن "عدرا البلد" الواقعة في الغوطة الشرقية عن أنها آمنة، في حين يشير عسكريون إلى انتهاء المعارك في جوبر، لكن إعلانها آمنة قد يتطلب وقتاً، الأمر الذي يؤكد أنّ أهم معاقل المجموعات المسلحة في ريف دمشق أصبحت خارج سرب الإرهاب.

كلها ليست مجرد مؤشرات على تواجد التحالف القوي في الميدان.. إنها رسائل مباشرة وواضحة تؤكد الثبات على المواقف وتقول للتحالف الدولي في حال حاد عن مسار عملياته ضد "داعش"، إنه لكل مقام مقال!.