أيها السوريون.. حجكم مبرور، وسعيكم مشكور، والله لن يضيع أجركم وتضحياتكم من أجل أمتكم
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى فضائح الخونة و النعاج
صفحة 1 من اصل 1
أيها السوريون.. حجكم مبرور، وسعيكم مشكور، والله لن يضيع أجركم وتضحياتكم من أجل أمتكم
أحمد الشرقاوي
تمهيــد: أيها السوريون.. حجكم مبرور، وسعيكم مشكور، والله لن يضيع أجركم وتضحياتكم من أجل أمتكم.. لأن الأمة اليوم تنهض كالعنقاء من رماد نار الحرب في الشام، لتكون على موعد مع قدرها الذي إختاره الله لها، والذي نبأنا تعالى ورسوله ببعض من تجلياته الجميلة التي بدأت اليوم ترتسم في الأفق.. ولكن؟..
هذا ليس موضوعا تيولوجيا، بل مجرد محاولة لتفكيك بعض الألغام المفاهيمية التي زرعتها الوهابية في عقيدة المسلمين، بعد أن نجحت في تغييب كل المذاهب، وحولت الفكر الوهابي إلى نسخة مشوهة إلى أقصى الحدود عن الدين النقي الذي ارتضاه الله لعباده، وحولت بيته الحرام إلى ملك خاص بآل سعود، وساحة لإستثمارات أمرائهم في “السياحة الدينية”، بعد أن طمسوا تاريخ الأمة، ودمروا مقدساتها، وحولوا بيت الرسول الأعظم (ص) إلى مرحاض عام يتبول فيه الناس.
في التاريخ الإسلامي وطبقا لشهادات القرآن، كل الحروب التي خاضها الرسول الأعظم (ص) زمن الرسالة كانت دفاعا عن العقيدة، ما جعلها تندرج في إطار الحروب الدينية بامتياز، لأن الرسول، لم يكن يخوض غزوات وفتوحات من أجل أهداف سياسية توسعية بدعوى أن الله بعثه بالرحمة والسيف، وأمره أن يقاتل الناس حتى يكونوا مسلمين، كما يروج لذلك الفكر التكفيري الظلامي إستنادا إلى أحدايث منسوبة للنبي محمد (ص)، لكنها وبغض النظر عن السند، تتعارض جملة وتفصيلا مع ورد في القرآن من مضمون، وهذا هو أساس المراجعة لا “علم الرجال” الذي ليس له من العلم إلا التسمية.
هذا هراء وافتراء على الله ودينه ورسوله، لأنه لا إكراه في الدين، ولأن صاحب الأمر يقول بصريح العبارة، أن من شاء فليأمن ومن شاء فليكفر إن الله غني عن العالمين، والدعوة الحق كما أمرنا بها الحق تكون بالكلمة الطيبة لا بالسيف، والجهاد يكون بالعقل استنادا إلى حقائق القرآن لقوله تعالى (وجاهدهم به جهادا كبيرا)، لا بالغزوات التوسعية التي كان المحفز الأساس لها هو “الغنيمة” وفق ما تؤكد حقائق التاريخ.
الحروب الصليبية التي شنتها أوروبا المسيحية بتحريض من الكنيسة الكاثوليكية بدعوى إقامة مملكة الله في ‘أور شليم’ أو “مدينة السلام” كما سموها زورا وبهتانا، في حين أن ‘أور’ بالآرامية تعني المدينة، و’شليم’ تعني سليم وليس السلام، أيوهو إسم لملك عربي بنى مدينة القدس القديمة حول المسجد الأقصى سنة 520 قبل الميلاد. ولا يذكر التاريخ من بنى المسجد الأقصى بالتحديد ولا متى، لكن القرآن يؤكد أنه كان قائما زمن صاحب العهد خليل الله إبراهيم، وأنه كان قبلة للمؤمنين كافة. وكان حرف السين “س” ينطق شينا “ش” بالأرامية، أي (مدينة سليم)، و”اللغة” العبرية كما هو معروف لدى علماء اللسانيات هي عبارة عن لهجة أخذت عن اللغة الكنعانية الأم التي كانت متداولة في الشام (فلسطين)..
وبالتالي، فهذا النوع من الحروب كانت دينية بامتياز لأنها شنت تحت شعار الصليب بالنظر للكنيسة التي تقف وراءها والأهداف التي كانت تتوخى تحقيقها.. كما أن الحروب الدينية التي دامت لـ 131 سنة في أوروبا بين الكاثوليك والبروتيستانت بتحريض من الكنيسة الرومانية، كانت بدورها حروبا دينية.. أما بعد ذلك وإلى يومنا هذا، كل الحروب التي عرفها العالم لا علاقة لها بالدين، بل بالسياسة وإن كانت بعضها حاول تلبيسها لبوس الدين. وهذا هو الفرق بين الحرب الدينية المقدسة والحرب السياسية العدوانية.
أما الحروب التي تخوضها الجماعات الإرهابية الوهابية اليوم وترفع لتبريرها شعار “لا إله إلا الله” وخاتم الرسول (ص) على علم أسود، فلا علاقة لها بالله ودينه، بل هي حروب سياسية استعمارية، يوظف فيها الإرهاب التكفيري الوهابي كأداة تنفيذية بمال الزيت من أجل تحقيق أهداف توسعية بحثة.. ولأن السعودية قبيلة جبانة لا تستطيع مواجهة أعدائها بشجاعة، فقد اختارت أن تشن عليهم حروبا بالوكالة بتخطيط من أمريكا وإسرائيل، لدرجة أصبح الحديث عن الإرهاب مرتبط بشكل عضوي بآل سعود ومال النفط، ما يعني، أن القضاء على الإرهاب لا يمكن أن يتم إلا إذا تم القضاء على نظام ‘آل سعود’ اليهود وتحرير مقدسات المسلمين، أو الإنتظار إلى أن يجف النفط لتجف منابع الإرهاب، لأن حبل الوريد واحد.
قطر، هذا الكيان الذي لا يجد علم الإجتماع السياسي الحديث وصفا دقيقا لتحديد طبيعته، فهمت اللعبة، وأدرك حكامها أن السر لا يكمن في حجم الدولة وعدد سكانها، بل في ذكائها وقدرتها على فرض نفسها كلاعب إقليمي لا يستغنى عن دوره.. لدرجة تحولت معها إلى شوكة في حلق السعودية، تتآمر عليها وعلى مجلسها الخليجي بمعية تركيا بغطاء أمريكي، خدمة لمشروع عودة الخلافة العثمانية من بوابة سورية، الجسر الضروري للمرور إلى العالم العربي، ومفتاح موسكو، والحلقة الصلبة لمحور المقاومة.
ومعلوم أن سر قوة وإستمرار أي نظام لا يكمن في مساحة الحرية والديمقراطية ومقدار العدالة الإجتماعية التي يوفرها لشعبه، بل في رابوع: الجيش الذي يحمي النظام من ثورة العباد بدل حماية حدود البلاد.. والمخابرات التي تحصي أنفاس الرعية، وتصفي المعارضة بفرق الموت، وتغيب المخالفين وراء الشمس.. والإعلام الذي يرشي الحاكم من خلاله الشعب بخطب عصماء ويجند له جيشا من التقنيين والمثقفين والإعلاميين والكتاب المتخصصين لتزوير وعي الناس حتى يروا الباطل حقا والحق باطلا.. والمؤسسة الدينية التي يقوم دورها على تخريب فطرة الناس وإفساد عقيدتهم، وتحويلهم إلى كائنات مسحورة تسبح بحمد الإقطاع ويشكر الله على نعمته (إلا من رحم الله حتى لا نعمم).
وبالنسبة لما رسخ في وعي الأمة من عقيدة ثابتة تعتبر تحرير القدس الشريف واجبا دينيا وأخلاقيا وإنسانيا لا قضية سياسية كما يحاول الغرب والعربان التسويق لها، للتخلص منها وحصرها في مجال المفاوضات بين الفلسطينيين أنفسهم و”إسرائيل”.. هذا افتراء وتزوير وتضليل سببه عجز الحكام العرب وعلى رأسهم السعودية التي تدعي أنها تحمي الإسلام والمسلمين عن تحرير فلسطين، فحولوها إلى مسألة سياسية “عربية” لا علاقة لها بالدين، وأنكروا على إيران رفعها لراية تحرير القدس وفلسطين، واتهموها باستغلال القضية لبسط نفوذها في المنطقة، وحرضوا عليها الغرب وتحالفوا مع “إسرائيل” لمحاربتها بعد أن حولوها إلى عدو.. وفي عهد الشاه، كانت إيران هي سيدة المنطقة وشرطي الغرب في الشرق الأوسط، وكانت السعودية تتودد لطهران وتعتبرها دولة صديقة وحليفة.
واليوم، وبفضل الإعلام وثورة المعلومات، تكتشف الشعوب العربية أن السعودية ومشيخات الخليج باستثناء سلطنة عمان، تآمروا على فلسطين ومولوا سيناريوهات القتل والخراب التي اقترحتها عليهم “إسرائيل” في غزة، كي لا يبقى للمقاومة من وجود، كما مولوا عام 2006 عدوان الكيان الصهيوني على حزب الله، وكانوا ينتظرون أن يسحق الحزب “الشيعي” ويتم إجتثاته من جنوب لبنان.. لكنهم فشلوا، لأنهم كل ما أشعلوا حربا ضد المؤمنين إلا وأخمدها الله، ونصر رجاله وهزم أعدائه وشركائهم النواصب، وفي هذا عبرة لمن يعتبر، لخصها سماحة السيد في خطابه الأخير بالقول: “لله رجال إذا أرادوا أراد”.
ولأن الرئيس ‘حافظ الأسد’ عاش ومات مثل الزعيم ‘جمال عبد الناصر’ (رحمهم الله) من أجل فلسطين، وفي الوقت الذي خان ‘السادات’ حلم ‘ناصر’ وأمل الأمة، وحمل ‘بشار’ الأمانة وأصر على الإستمرار في مسيرة والده، ورفض استلام الجولان ومعه 100 مليار دولار مقابل التخلي عن تحرير فلسطين، مفضلا الممانعة ودعم حركات المقاومة الشريفة إلى أن يبدل الله ظروفا غير الظروف وشروطا غير الشروط ويأذن بنصره، بعد أن لم يعد نظام عربي واحد يهتم بتحرير فلسطين.. فأعلنت أمريكا وإسرائيل الحرب على سورية نظاما وجيشا وشعبا وتاريخا وحضارة وقيم، وحمل نظام آل سعود بالوكالة عن أسيادهم الصهاينة خنجر الغدر لطعن دمشق، قلب العروبة النابض ومسرح وعد السماء بقرب قدوم يوم الله الذي سيكون بمثابة القيامة التي تسبق يوم الدين.
وكون “إسرائيل” التي هي كيان فاشي عنصري يقوم على ثنائية القومية الصهيونية والديانة اليهودية المحرفة، تماما كما هو حال السعودية التي تقوم على ثنائية القومية القبلية التي ينتمي إليها صعاليك نجد اليهود تحت مسمى آل سعود، والإديولوجية الوهابية التي وضعها الإنجليز لمحمد بن عبد الوهاب، فجاءت بمثابة نسخة مركبة لعقيدة فاسدة من تعاليم التلمود وأفكار ابن حنبل المتطرفة وابن تيمية التكفيرية.. أقول، كون “إسرائيل” تمنع المؤمنين من أتباع محمد وعيسى عليهم السلام من ولوج أماكنهم المقدسة لممارسة شعائرهم الدينية، فهذه عنصرية بغيضة ومرفوضة، لأنها تعلن الحرب على الله من خلال منع عباده من إقامة الدين الذي ارتضى لهم، وفي العقيدة الإسلامية النقية، من يقوم بأمر كهذا يعد كافرا ويحارب بحد السيف وتكون الحرب دينية بحتة.. والكفر في التعريف القرآني هو “الستر”، أي ستر الحقيقة الإلهية بمحاولة إنكارها، ما يعد إعتداءا سافرا على حرية العقيدة الذي تدينه شرائع السماء وقوانين الأرض.
السعودية بدورها لا تختلف عن “إسرائيل” في هذا المجال، وتقيم حصارا أمنيا على مساجد “الشيعة” في الخبر وغيرها، وتمنع المصلين أحيانا من إقامة الصلاة بها، وهي بذلك، تحول المساجد من بيوت لله إلى بيوت تابعة لها، بدعاوى واهية، لأن مشكلة السعودية في المنطقة الشرقية الشيعية الجعفرية، وفي نجران (اليمنية المحتلة) مع الطائفة الإسماعلية، تكمن في أنها لا تستطيع إثبات أن “الشيعة” يقومون بالتحضير لأنشطة إرهابية، لأن الإرهاب ماركة مسجلة باسم الوهابية في العالم أجمع، إلا إذا كان الإحتجاج السلمي من أجل مطالب إقتصادية وإجتماعية مشروعة يعد عملا إرهابيا في التعريف السياسي السعودي.
لكن.. أن تمنع السعودية المؤمنين السوريين من أداء فريضة الحج التي هي من مناسك الله التي فرضها على عباده، لزيارة بيته لا بيت جد آل سعود، فهذا منكر ما بعده منكر، كان يقتضي من العلماء الذين يدعون أنهم يخدمون الإسلام، ومن الحكام الذين يقولون لشعوبهم أنهم مؤتمنون على دينهم، أن تثور ثائرتهم نصرة للدين الذي ارتضاه الله لهم، وأن يقفوا في وجه هذا الطاغوت الخبيث المسمى “السعودية”، لإقدامها على توظيف ما هو لله في أمر سياسي يخدم حقدها وجهلها ومصالح أسيادها في الغرب و”إسرائيل”.
نقول هذا ونحن في العشر الأوائل من ذي الحجة، وبعد أيام قليلة ستحل وقفة عرفة، و(الحج عرفة) كما يقول الرسول الأعظم (ص) لرمزية وجلال الحدث الذي يقف فيه المؤمنون من كافة أصقاع الأرض على قلب رجل واحد في كنف الله. وعرفة كما عرفه الله هو “شاهد” والقيامة هو اليوم “المشهود” لقوله تعالى (وشاهد ومشهود). وبالتالي، فماذا سيكون موقف آل سعود والحكام العرب وفقهاء الناتو ودعاة النكاح والرذيلة وكل المتاجرين بالدين يوم القيامة، عندما يشهد عرفة أمام الله بنفاق المسلمين الذين لم يستنكروا هذا المنكر ولم يحاربوه بالوسائل التي بينها تعالى في هذا الباب، من اليد إلى اللسان إلى القلب وذلك أضعف الإيمان؟..
ألا تستحق مثل هذه الجريمة وقفة صادقة مع الله والذات، وإعلان براءة من آل سعود يوم الحج الأعظم (عرفة)، والدعاء عليهم ليخلص الله المسلمين من شرهم وجهلهم وفسادهم الذي تزول من هوله الجبال؟..
نقول هذا لأن الأمر تجاوز المدى، حين أصبح الدم العربي الطاهر في سورية والعراق ولبنان وغيرها، أقل قيمة من ماء الصرف الصحي الذي يجري في المجارير، وأصبحت حياة المسلم لا تساوي حياة بعوضة، قتلها لا يهز ضمير ولا يستوجب إستنكار.. بل فقط بعض التبرير الديني لتحليل الذبح، لا غير. والله تعالى يقول أن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا، ويؤكد الرسول الأعظم (ص) في الأثر أن حياة الإنسان أقدس عند الله من البيت الحرام.. فأين يذهب آل سعود اليهود من الجرائم التي ارتكبوها في حق شعوب الأمة العربية والإسلامية من فلسطين سنة 48 إلى سورية اليوم؟..
السوريون والسوريات الذين عزموا أمرهم وشدوا رحالهم وتوكلوا على الله إستعدادا لتلبية النداء بزيارة بيت الله الحرام ولم يستطيعوا لأسباب سياسية لا علاقة لها بالدين، قد فازوا من دون أن يزوروا، وكتب الله لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا من دون أن يحجوا أو يسعوا.. لأن عماد هذا الدين والركيزة الأساس التي يقوم عليها هي “النية”، والنية أفضل من العمل من حيث الثواب، ولكل امرىء ما نوى.. وهذا أمر لا يحتاج لفتوى من فقيه جاهل، لأن الله بينه بوضوح في محكم كتابه، لمن أراد أن يتعلم في مدرسة القرآن لا مدرسة الوهابية.
قد يحتاج الأمر لكتابة عشرات الصفحات لإيفاء هذا الموضوع بعضا مما يستحق من معالجة، لكن، كون النظام السعودي الإرهابي الذي يدعي زورا وبهتانا الدفاع عن الإسلام والمسلمين وصون مقدساتهم، قام مرة أخرى بالتحالف مع غير المسلمين بتنفيذ أجندات صهيونية خبيثة في العراق وسورية ولبنان، وتآمر قديما على العروبة وحارب ‘جمال عبد الناصر’ حتى قتل مسموما، وتآمر مع “إسرائيل” عدوة الله والدين والإنسانية للقضاء على المقاومة الإسلامية الشريفة في فلسطين وجنوب لبنان، ونشر الفساد والفوضى بالإرهاب في هلال الممانعة والمقاومة، وقمع الأقليات في شبه الجزيرة العربية، وساهم في تهجير المسيحيين من المنطقة، وصنفته المنظمات الدولية بأنه من بين الأنظمة السبعة في العالم الأكثر إضطهادا للمسيحيين، ولا يقبل بأية ممارسة دينية غير التي تتوافق مع الشريعة الوهابية على سنة اليهود…
ولأن هذا النظام الفاسد المفسد أصبح العدو الأول للمسلمين لما ألحقه بدينهم من خراب، وسمعتهم من سوء لن يكون بإستطاعتهم إصلاحها لعشرات السنين.. وتجاوز كل الحدود بتطاوله على منع المؤمنين السوريين من أداء شعيرة من شعائر الله المقدسة.. وهو أمر يمثل قمة التعدي والجرأة على الله ومخالفة واضحة وصريحة لأمره وشرعه.
وحيث أن المأثور يعتبر أن من منع مؤمنا، فأحرى ثلة من شعب، في أداء فرض من فرائض الشرع فقد سعى في خراب الدين وأصبح من المعتدين الظالمين. وبالتالي، محاربته واجبة حتى يكون الدين لله وحده دون سواه، ولهم في “الدنيا الذل والهوان والقتل والسبي على منعهم عباد الله إقامة شعائره، ولهم على إجرامهم هذا، وكفرهم بربهم ومحاربتهم لدينه وعباده، وسعيهم في الأرض فسادا عذاب جهنم، وهو العذاب العظيم، كما قال كبار العلماء ومنهم الطبري على سبيل المثال لا الحصر.
وحيث أم الأمر وصل إلى نقطة اللاعودة، فلا واجب للمسلمين اليوم وفق نظرية “فقه الواقع” غير محاربة هذا الشر لإقتلاع قرن الشيطان من شبه الجزيرة العربية، لتعود عربية وإسلامية كما أرادها الله أن تكون، قبلة للمسلمين، وجامعة للإمة حول حبل الله المتين.
وهذا هو معنى القتال الحق كما عرفه تعالى في قرآنه، والذي يعتبر الدفاع عن حرية العقيدة تأتي على رأس الأولويات، لأنه لا يمكن أن تقوم لأمة محمد قيامة من دون حرية وأخلاق، حتى لا تطغى المنفعة على الحق فيضيع الإنسان الذي هو جوهرة هذا الكون.
تمهيــد: أيها السوريون.. حجكم مبرور، وسعيكم مشكور، والله لن يضيع أجركم وتضحياتكم من أجل أمتكم.. لأن الأمة اليوم تنهض كالعنقاء من رماد نار الحرب في الشام، لتكون على موعد مع قدرها الذي إختاره الله لها، والذي نبأنا تعالى ورسوله ببعض من تجلياته الجميلة التي بدأت اليوم ترتسم في الأفق.. ولكن؟..
هذا ليس موضوعا تيولوجيا، بل مجرد محاولة لتفكيك بعض الألغام المفاهيمية التي زرعتها الوهابية في عقيدة المسلمين، بعد أن نجحت في تغييب كل المذاهب، وحولت الفكر الوهابي إلى نسخة مشوهة إلى أقصى الحدود عن الدين النقي الذي ارتضاه الله لعباده، وحولت بيته الحرام إلى ملك خاص بآل سعود، وساحة لإستثمارات أمرائهم في “السياحة الدينية”، بعد أن طمسوا تاريخ الأمة، ودمروا مقدساتها، وحولوا بيت الرسول الأعظم (ص) إلى مرحاض عام يتبول فيه الناس.
في التاريخ الإسلامي وطبقا لشهادات القرآن، كل الحروب التي خاضها الرسول الأعظم (ص) زمن الرسالة كانت دفاعا عن العقيدة، ما جعلها تندرج في إطار الحروب الدينية بامتياز، لأن الرسول، لم يكن يخوض غزوات وفتوحات من أجل أهداف سياسية توسعية بدعوى أن الله بعثه بالرحمة والسيف، وأمره أن يقاتل الناس حتى يكونوا مسلمين، كما يروج لذلك الفكر التكفيري الظلامي إستنادا إلى أحدايث منسوبة للنبي محمد (ص)، لكنها وبغض النظر عن السند، تتعارض جملة وتفصيلا مع ورد في القرآن من مضمون، وهذا هو أساس المراجعة لا “علم الرجال” الذي ليس له من العلم إلا التسمية.
هذا هراء وافتراء على الله ودينه ورسوله، لأنه لا إكراه في الدين، ولأن صاحب الأمر يقول بصريح العبارة، أن من شاء فليأمن ومن شاء فليكفر إن الله غني عن العالمين، والدعوة الحق كما أمرنا بها الحق تكون بالكلمة الطيبة لا بالسيف، والجهاد يكون بالعقل استنادا إلى حقائق القرآن لقوله تعالى (وجاهدهم به جهادا كبيرا)، لا بالغزوات التوسعية التي كان المحفز الأساس لها هو “الغنيمة” وفق ما تؤكد حقائق التاريخ.
الحروب الصليبية التي شنتها أوروبا المسيحية بتحريض من الكنيسة الكاثوليكية بدعوى إقامة مملكة الله في ‘أور شليم’ أو “مدينة السلام” كما سموها زورا وبهتانا، في حين أن ‘أور’ بالآرامية تعني المدينة، و’شليم’ تعني سليم وليس السلام، أيوهو إسم لملك عربي بنى مدينة القدس القديمة حول المسجد الأقصى سنة 520 قبل الميلاد. ولا يذكر التاريخ من بنى المسجد الأقصى بالتحديد ولا متى، لكن القرآن يؤكد أنه كان قائما زمن صاحب العهد خليل الله إبراهيم، وأنه كان قبلة للمؤمنين كافة. وكان حرف السين “س” ينطق شينا “ش” بالأرامية، أي (مدينة سليم)، و”اللغة” العبرية كما هو معروف لدى علماء اللسانيات هي عبارة عن لهجة أخذت عن اللغة الكنعانية الأم التي كانت متداولة في الشام (فلسطين)..
وبالتالي، فهذا النوع من الحروب كانت دينية بامتياز لأنها شنت تحت شعار الصليب بالنظر للكنيسة التي تقف وراءها والأهداف التي كانت تتوخى تحقيقها.. كما أن الحروب الدينية التي دامت لـ 131 سنة في أوروبا بين الكاثوليك والبروتيستانت بتحريض من الكنيسة الرومانية، كانت بدورها حروبا دينية.. أما بعد ذلك وإلى يومنا هذا، كل الحروب التي عرفها العالم لا علاقة لها بالدين، بل بالسياسة وإن كانت بعضها حاول تلبيسها لبوس الدين. وهذا هو الفرق بين الحرب الدينية المقدسة والحرب السياسية العدوانية.
أما الحروب التي تخوضها الجماعات الإرهابية الوهابية اليوم وترفع لتبريرها شعار “لا إله إلا الله” وخاتم الرسول (ص) على علم أسود، فلا علاقة لها بالله ودينه، بل هي حروب سياسية استعمارية، يوظف فيها الإرهاب التكفيري الوهابي كأداة تنفيذية بمال الزيت من أجل تحقيق أهداف توسعية بحثة.. ولأن السعودية قبيلة جبانة لا تستطيع مواجهة أعدائها بشجاعة، فقد اختارت أن تشن عليهم حروبا بالوكالة بتخطيط من أمريكا وإسرائيل، لدرجة أصبح الحديث عن الإرهاب مرتبط بشكل عضوي بآل سعود ومال النفط، ما يعني، أن القضاء على الإرهاب لا يمكن أن يتم إلا إذا تم القضاء على نظام ‘آل سعود’ اليهود وتحرير مقدسات المسلمين، أو الإنتظار إلى أن يجف النفط لتجف منابع الإرهاب، لأن حبل الوريد واحد.
قطر، هذا الكيان الذي لا يجد علم الإجتماع السياسي الحديث وصفا دقيقا لتحديد طبيعته، فهمت اللعبة، وأدرك حكامها أن السر لا يكمن في حجم الدولة وعدد سكانها، بل في ذكائها وقدرتها على فرض نفسها كلاعب إقليمي لا يستغنى عن دوره.. لدرجة تحولت معها إلى شوكة في حلق السعودية، تتآمر عليها وعلى مجلسها الخليجي بمعية تركيا بغطاء أمريكي، خدمة لمشروع عودة الخلافة العثمانية من بوابة سورية، الجسر الضروري للمرور إلى العالم العربي، ومفتاح موسكو، والحلقة الصلبة لمحور المقاومة.
ومعلوم أن سر قوة وإستمرار أي نظام لا يكمن في مساحة الحرية والديمقراطية ومقدار العدالة الإجتماعية التي يوفرها لشعبه، بل في رابوع: الجيش الذي يحمي النظام من ثورة العباد بدل حماية حدود البلاد.. والمخابرات التي تحصي أنفاس الرعية، وتصفي المعارضة بفرق الموت، وتغيب المخالفين وراء الشمس.. والإعلام الذي يرشي الحاكم من خلاله الشعب بخطب عصماء ويجند له جيشا من التقنيين والمثقفين والإعلاميين والكتاب المتخصصين لتزوير وعي الناس حتى يروا الباطل حقا والحق باطلا.. والمؤسسة الدينية التي يقوم دورها على تخريب فطرة الناس وإفساد عقيدتهم، وتحويلهم إلى كائنات مسحورة تسبح بحمد الإقطاع ويشكر الله على نعمته (إلا من رحم الله حتى لا نعمم).
وبالنسبة لما رسخ في وعي الأمة من عقيدة ثابتة تعتبر تحرير القدس الشريف واجبا دينيا وأخلاقيا وإنسانيا لا قضية سياسية كما يحاول الغرب والعربان التسويق لها، للتخلص منها وحصرها في مجال المفاوضات بين الفلسطينيين أنفسهم و”إسرائيل”.. هذا افتراء وتزوير وتضليل سببه عجز الحكام العرب وعلى رأسهم السعودية التي تدعي أنها تحمي الإسلام والمسلمين عن تحرير فلسطين، فحولوها إلى مسألة سياسية “عربية” لا علاقة لها بالدين، وأنكروا على إيران رفعها لراية تحرير القدس وفلسطين، واتهموها باستغلال القضية لبسط نفوذها في المنطقة، وحرضوا عليها الغرب وتحالفوا مع “إسرائيل” لمحاربتها بعد أن حولوها إلى عدو.. وفي عهد الشاه، كانت إيران هي سيدة المنطقة وشرطي الغرب في الشرق الأوسط، وكانت السعودية تتودد لطهران وتعتبرها دولة صديقة وحليفة.
واليوم، وبفضل الإعلام وثورة المعلومات، تكتشف الشعوب العربية أن السعودية ومشيخات الخليج باستثناء سلطنة عمان، تآمروا على فلسطين ومولوا سيناريوهات القتل والخراب التي اقترحتها عليهم “إسرائيل” في غزة، كي لا يبقى للمقاومة من وجود، كما مولوا عام 2006 عدوان الكيان الصهيوني على حزب الله، وكانوا ينتظرون أن يسحق الحزب “الشيعي” ويتم إجتثاته من جنوب لبنان.. لكنهم فشلوا، لأنهم كل ما أشعلوا حربا ضد المؤمنين إلا وأخمدها الله، ونصر رجاله وهزم أعدائه وشركائهم النواصب، وفي هذا عبرة لمن يعتبر، لخصها سماحة السيد في خطابه الأخير بالقول: “لله رجال إذا أرادوا أراد”.
ولأن الرئيس ‘حافظ الأسد’ عاش ومات مثل الزعيم ‘جمال عبد الناصر’ (رحمهم الله) من أجل فلسطين، وفي الوقت الذي خان ‘السادات’ حلم ‘ناصر’ وأمل الأمة، وحمل ‘بشار’ الأمانة وأصر على الإستمرار في مسيرة والده، ورفض استلام الجولان ومعه 100 مليار دولار مقابل التخلي عن تحرير فلسطين، مفضلا الممانعة ودعم حركات المقاومة الشريفة إلى أن يبدل الله ظروفا غير الظروف وشروطا غير الشروط ويأذن بنصره، بعد أن لم يعد نظام عربي واحد يهتم بتحرير فلسطين.. فأعلنت أمريكا وإسرائيل الحرب على سورية نظاما وجيشا وشعبا وتاريخا وحضارة وقيم، وحمل نظام آل سعود بالوكالة عن أسيادهم الصهاينة خنجر الغدر لطعن دمشق، قلب العروبة النابض ومسرح وعد السماء بقرب قدوم يوم الله الذي سيكون بمثابة القيامة التي تسبق يوم الدين.
وكون “إسرائيل” التي هي كيان فاشي عنصري يقوم على ثنائية القومية الصهيونية والديانة اليهودية المحرفة، تماما كما هو حال السعودية التي تقوم على ثنائية القومية القبلية التي ينتمي إليها صعاليك نجد اليهود تحت مسمى آل سعود، والإديولوجية الوهابية التي وضعها الإنجليز لمحمد بن عبد الوهاب، فجاءت بمثابة نسخة مركبة لعقيدة فاسدة من تعاليم التلمود وأفكار ابن حنبل المتطرفة وابن تيمية التكفيرية.. أقول، كون “إسرائيل” تمنع المؤمنين من أتباع محمد وعيسى عليهم السلام من ولوج أماكنهم المقدسة لممارسة شعائرهم الدينية، فهذه عنصرية بغيضة ومرفوضة، لأنها تعلن الحرب على الله من خلال منع عباده من إقامة الدين الذي ارتضى لهم، وفي العقيدة الإسلامية النقية، من يقوم بأمر كهذا يعد كافرا ويحارب بحد السيف وتكون الحرب دينية بحتة.. والكفر في التعريف القرآني هو “الستر”، أي ستر الحقيقة الإلهية بمحاولة إنكارها، ما يعد إعتداءا سافرا على حرية العقيدة الذي تدينه شرائع السماء وقوانين الأرض.
السعودية بدورها لا تختلف عن “إسرائيل” في هذا المجال، وتقيم حصارا أمنيا على مساجد “الشيعة” في الخبر وغيرها، وتمنع المصلين أحيانا من إقامة الصلاة بها، وهي بذلك، تحول المساجد من بيوت لله إلى بيوت تابعة لها، بدعاوى واهية، لأن مشكلة السعودية في المنطقة الشرقية الشيعية الجعفرية، وفي نجران (اليمنية المحتلة) مع الطائفة الإسماعلية، تكمن في أنها لا تستطيع إثبات أن “الشيعة” يقومون بالتحضير لأنشطة إرهابية، لأن الإرهاب ماركة مسجلة باسم الوهابية في العالم أجمع، إلا إذا كان الإحتجاج السلمي من أجل مطالب إقتصادية وإجتماعية مشروعة يعد عملا إرهابيا في التعريف السياسي السعودي.
لكن.. أن تمنع السعودية المؤمنين السوريين من أداء فريضة الحج التي هي من مناسك الله التي فرضها على عباده، لزيارة بيته لا بيت جد آل سعود، فهذا منكر ما بعده منكر، كان يقتضي من العلماء الذين يدعون أنهم يخدمون الإسلام، ومن الحكام الذين يقولون لشعوبهم أنهم مؤتمنون على دينهم، أن تثور ثائرتهم نصرة للدين الذي ارتضاه الله لهم، وأن يقفوا في وجه هذا الطاغوت الخبيث المسمى “السعودية”، لإقدامها على توظيف ما هو لله في أمر سياسي يخدم حقدها وجهلها ومصالح أسيادها في الغرب و”إسرائيل”.
نقول هذا ونحن في العشر الأوائل من ذي الحجة، وبعد أيام قليلة ستحل وقفة عرفة، و(الحج عرفة) كما يقول الرسول الأعظم (ص) لرمزية وجلال الحدث الذي يقف فيه المؤمنون من كافة أصقاع الأرض على قلب رجل واحد في كنف الله. وعرفة كما عرفه الله هو “شاهد” والقيامة هو اليوم “المشهود” لقوله تعالى (وشاهد ومشهود). وبالتالي، فماذا سيكون موقف آل سعود والحكام العرب وفقهاء الناتو ودعاة النكاح والرذيلة وكل المتاجرين بالدين يوم القيامة، عندما يشهد عرفة أمام الله بنفاق المسلمين الذين لم يستنكروا هذا المنكر ولم يحاربوه بالوسائل التي بينها تعالى في هذا الباب، من اليد إلى اللسان إلى القلب وذلك أضعف الإيمان؟..
ألا تستحق مثل هذه الجريمة وقفة صادقة مع الله والذات، وإعلان براءة من آل سعود يوم الحج الأعظم (عرفة)، والدعاء عليهم ليخلص الله المسلمين من شرهم وجهلهم وفسادهم الذي تزول من هوله الجبال؟..
نقول هذا لأن الأمر تجاوز المدى، حين أصبح الدم العربي الطاهر في سورية والعراق ولبنان وغيرها، أقل قيمة من ماء الصرف الصحي الذي يجري في المجارير، وأصبحت حياة المسلم لا تساوي حياة بعوضة، قتلها لا يهز ضمير ولا يستوجب إستنكار.. بل فقط بعض التبرير الديني لتحليل الذبح، لا غير. والله تعالى يقول أن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا، ويؤكد الرسول الأعظم (ص) في الأثر أن حياة الإنسان أقدس عند الله من البيت الحرام.. فأين يذهب آل سعود اليهود من الجرائم التي ارتكبوها في حق شعوب الأمة العربية والإسلامية من فلسطين سنة 48 إلى سورية اليوم؟..
السوريون والسوريات الذين عزموا أمرهم وشدوا رحالهم وتوكلوا على الله إستعدادا لتلبية النداء بزيارة بيت الله الحرام ولم يستطيعوا لأسباب سياسية لا علاقة لها بالدين، قد فازوا من دون أن يزوروا، وكتب الله لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا من دون أن يحجوا أو يسعوا.. لأن عماد هذا الدين والركيزة الأساس التي يقوم عليها هي “النية”، والنية أفضل من العمل من حيث الثواب، ولكل امرىء ما نوى.. وهذا أمر لا يحتاج لفتوى من فقيه جاهل، لأن الله بينه بوضوح في محكم كتابه، لمن أراد أن يتعلم في مدرسة القرآن لا مدرسة الوهابية.
قد يحتاج الأمر لكتابة عشرات الصفحات لإيفاء هذا الموضوع بعضا مما يستحق من معالجة، لكن، كون النظام السعودي الإرهابي الذي يدعي زورا وبهتانا الدفاع عن الإسلام والمسلمين وصون مقدساتهم، قام مرة أخرى بالتحالف مع غير المسلمين بتنفيذ أجندات صهيونية خبيثة في العراق وسورية ولبنان، وتآمر قديما على العروبة وحارب ‘جمال عبد الناصر’ حتى قتل مسموما، وتآمر مع “إسرائيل” عدوة الله والدين والإنسانية للقضاء على المقاومة الإسلامية الشريفة في فلسطين وجنوب لبنان، ونشر الفساد والفوضى بالإرهاب في هلال الممانعة والمقاومة، وقمع الأقليات في شبه الجزيرة العربية، وساهم في تهجير المسيحيين من المنطقة، وصنفته المنظمات الدولية بأنه من بين الأنظمة السبعة في العالم الأكثر إضطهادا للمسيحيين، ولا يقبل بأية ممارسة دينية غير التي تتوافق مع الشريعة الوهابية على سنة اليهود…
ولأن هذا النظام الفاسد المفسد أصبح العدو الأول للمسلمين لما ألحقه بدينهم من خراب، وسمعتهم من سوء لن يكون بإستطاعتهم إصلاحها لعشرات السنين.. وتجاوز كل الحدود بتطاوله على منع المؤمنين السوريين من أداء شعيرة من شعائر الله المقدسة.. وهو أمر يمثل قمة التعدي والجرأة على الله ومخالفة واضحة وصريحة لأمره وشرعه.
وحيث أن المأثور يعتبر أن من منع مؤمنا، فأحرى ثلة من شعب، في أداء فرض من فرائض الشرع فقد سعى في خراب الدين وأصبح من المعتدين الظالمين. وبالتالي، محاربته واجبة حتى يكون الدين لله وحده دون سواه، ولهم في “الدنيا الذل والهوان والقتل والسبي على منعهم عباد الله إقامة شعائره، ولهم على إجرامهم هذا، وكفرهم بربهم ومحاربتهم لدينه وعباده، وسعيهم في الأرض فسادا عذاب جهنم، وهو العذاب العظيم، كما قال كبار العلماء ومنهم الطبري على سبيل المثال لا الحصر.
وحيث أم الأمر وصل إلى نقطة اللاعودة، فلا واجب للمسلمين اليوم وفق نظرية “فقه الواقع” غير محاربة هذا الشر لإقتلاع قرن الشيطان من شبه الجزيرة العربية، لتعود عربية وإسلامية كما أرادها الله أن تكون، قبلة للمسلمين، وجامعة للإمة حول حبل الله المتين.
وهذا هو معنى القتال الحق كما عرفه تعالى في قرآنه، والذي يعتبر الدفاع عن حرية العقيدة تأتي على رأس الأولويات، لأنه لا يمكن أن تقوم لأمة محمد قيامة من دون حرية وأخلاق، حتى لا تطغى المنفعة على الحق فيضيع الإنسان الذي هو جوهرة هذا الكون.
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 33003
نقاط : 68148
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» يرجى المساعدة فى البحث على هدة الشابة والله ﻻ يضيع اجر من احسن عملا
» أيها #العالم : بأي ّ #ذنب .. يقتل #السوريون ؟
» أيها السوريون: حانت ساعة الحقيقة!
» أيها السوريون.. “الكورونا” وصلت إليكم!
» والله أشك إنهم ليبيين
» أيها #العالم : بأي ّ #ذنب .. يقتل #السوريون ؟
» أيها السوريون: حانت ساعة الحقيقة!
» أيها السوريون.. “الكورونا” وصلت إليكم!
» والله أشك إنهم ليبيين
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى فضائح الخونة و النعاج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
الإثنين نوفمبر 25, 2024 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi