الدول العربية ، أمريكا ، هذا الحب العذري .
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
الدول العربية ، أمريكا ، هذا الحب العذري .
أحمد الحباسى
لم يكن العاشق و الشاعر جميل بثينة يدرك أن في هذا الكون احمد-الحباسي (1)من هو غارق أكثر منه في الحب العذري إلى حد ” شوشته ” كما يقول الإخوة في المشرق ، و بطبيعة الحال لو أدرك ذلك العاشق و الشاعر أن الحب العذري لم يعد بين عاشق و معشوقة بل بين دول خليجية و من يمثل الصهيونية و الكراهية و الإرهاب في العالم الماما أمريكا بجلالة قدرها لترك كل عشقه الأفلاطوني للسيدة بثينة و أقسم بأغلظ الإيمان أن لا يعشق إنسيا ، لكن كما للعشاق قصص و حكايات و شجن لحكام الخيانة العرب قصص عشق لا تنتهي .
مشكلة أمريكا مع عرب الخيانة أنها لا تبادلهم نفس العشق أو لنقل أن عشق هؤلاء الخونة لأمريكا هو عشق من جانب واحد ، فأمريكا لها ربيبة و عشيقة واحدة هي إسرائيل و لا غير ، العرب الخائنون يعلمون أن أمريكا لا تحبهم و تنفر من خيانتهم لكنهم لا يستحون ، و العائلة الهاشمية التي رضعت حليب الخيانة المسموم ترى أنها بخيانة العرب و مصالح العرب بما فيها مصالح الشعب الأردني و تقديم ولاءات الطاعة للكيان الصهيوني فهي تتقرب من السيدة أمريكا و لم يعد يهمها أن تعبر هذه السيدة عن رضاها أو تقديرها لخدمات ملك الأردن بل كل ما يهمها أن تتقى شر الولايات المتحدة الأمريكية و شر حليفتها المدللة السيدة إسرائيل ، هذا واضح ، لكن يبقى السؤال لماذا “يصر” الشعب الأردني كبقية بعض الدول الخليجية على الصمت بعد أن كشفت كل وسائل الإعلام العالمية هذه الخيانة ؟ .
أمريكا ليس لها أصدقاء في المنطقة بل لها مصالح ، فهي مع الشيعة في العراق ضد السنة بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين ، و مع السنة ضد الشيعة في لبنان لمجرد كسر تحالف المقاومة أو ما يسمى بالهلال الشيعي حسب تعبير الملك الهاشمي منذ فترة قليلة ، فقط إسرائيل تلعب على كل الحبال و تقف مع و ضد كل الأضداد في المنطقة ، و ما يهم أمريكا في هذه المساحة الجغرافية الغنية بالنفط هو النفط نفسه لكن إسرائيل لا يهمها النفط بقدر ما يهمها تفتيت المنطقة العربية حتى تتمكن من فرض أجندتها الفكرية الصهيونية و تفرض ما يسمى اصطلاحا بالتطبيع أو بالحل على الطريقة الصهيونية الماكرة ، هنا يبقى السؤال أيضا ، لماذا تنقسم الأقلام و الألسنة الصحفية نحو تحديد هذا العدو و نحو مصالحه الذاتية في المنطقة و تصبح الخيانة مجرد وجهة نظر ؟ .
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 تيقنت الإدارة الأمريكية أن الشيعة أقل خطرا على مصالحها في المنطقة من السنة ، هذا في الظاهر على الأقل ، لكن إسرائيل ما زالت مصرة على أن إيران باعتبارها أكبر حاضنة شيعية للفكر الشيعي في المنطقة هي العدو الأكثر خطرا على مصالحها ، و لأول مرة ، يمكن أن تجد كثيرا من المحللين المتابعين يتفقون مع الوجهة الصهيونية في هذا المجال ، ذلك أن إيران تمثل فعلا الخطر المهدد الوحيد بلا منازع للمصالح و النزعات التوسعية الصهيونية ، أولا لأنها لا تخفى هذه العداوة ، ثانيا ، لأنها تسعى لتوفير الغطاء العسكري لهذه التهديدات ، ثالثا، لأنها تشعر بكونها الطرف الحريص على استرجاع فلسطين و الوقوف في مواجهة الغطرسة الصهيونية الامبريالية في المنطقة ، يبقى السؤال ، لماذا تخلت “السنة” عن مواجهة الهيمنة الأمريكية الصهيونية ؟ .
لا أحد من السنة يفكر في الوقوف ضد الهيمنة الأمريكية الصهيونية ، هذا ليس سرا ، حتى سوريا ذات الأغلبية السنية لا “تنتمي” منذ سنوات للحلف السني المترهل الخائن للقضايا العربية و هي تجد “راحتها” في التوجه “شيعيا” بدليل التحالف الاستراتيجي القائم منذ سنوات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، كل ما تفكر فيه قيادات الخيانة الخليجية بالذات و مصر و الأردن بالتبعية هو الانبطاح و التعري كشكل من أشكال الاستذلال و البحث عن الحماية الأمريكية الصهيونية لهذه العروش الآيلة للسقوط ، و مصر التي “استغلت” اتفاقية كامب ديفيد لتنفرد بنفسها و تنعزل عن القضية الفلسطينية و عن كل الاتفاقات الموقعة في الجامعة العربية بما فيها اتفاقية الدفاع المشترك التي سعت إليها و لفرضها زمن الرئيس عبد الناصر تبقى من أكثر الدول العربية التي أضرت بالقضايا العربية ، و يبقى السؤال ، متى تعود مصر لقوميتها العربية و إلى زمن عبد الناصر ؟ .
لا شك أن الإخوان المسلمين هم أحد أسباب البلايا العربية التي تهدد استمرار الكيان العربي في جميع عناوينه ، الإخوان متواجدون و فاعلون في كل دول المغرب العربي تحت عناوين مخاتلة منافقة مختلفة ، إنهم ينفذون أجندة المخابرات الصهيونية القطرية السعودية و يقتاتون من الخيانة و زراعة المخدرات في أفغانستان ، و حركة النهضة مثلا تؤدى دور إسقاط الدولة التونسية بكل “إخلاص” ، و بالنتيجة هناك تحالف بين الإرهاب التكفيري و الدور المخابراتى الصهيوني بحجة إسقاط الديكتاتوريات العربية التي صنعتها و حمتها نفس هذه المخابرات و الدول الغربية ، لكن البديل عن هذه الديكتاتوريات قد أصبح هو الخراب و سقوط مفهوم الدولة العربية ، يبقى السؤال أيضا ، ماذا حققت ثورات ما يسمى بالربيع العربي ؟… بالكاد بعض مساحة حرية مغشوشة و كثيرا من الدم و الدموع .
بيت الصمود- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 2494
نقاط : 4934
تاريخ التسجيل : 06/05/2013
مواضيع مماثلة
» اسعد زهيو ، قناة العربية الحدث حول احداث سرت وموقف جامعة الدول العربية من ليبيا
» الفيبراريون يتسولون من الدول العربية
» أدونيس: لا يوجد في الدول العربية ثورات
» إيران : سوف ندخل في حرب شاملة مع الدول العربية
» جامعة الدول العربية:جدل حول بعث قوات حفظ السلام في ليبيا
» الفيبراريون يتسولون من الدول العربية
» أدونيس: لا يوجد في الدول العربية ثورات
» إيران : سوف ندخل في حرب شاملة مع الدول العربية
» جامعة الدول العربية:جدل حول بعث قوات حفظ السلام في ليبيا
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi