إدلب آمنة و النمر يتقدم في ريفها الجنوبي

إحكام السيطرة على منطقة البويضة جاء ليحبط محاولة إلتفاف من قبل الميليشيات المسلحة على وحدات الجيش العربي السوري التي سيطرت على منطقة مورك قبل أيام، وترافقت هذه العملية بـ ضربات نوعية من قبل سلاحي المدفعية و الطيران الحربي السوري على منطقة كفر زيتا الواقعة إلى الغرب من مورك، في عملية تبدأ من بها قوات الجيش العربي السوري للتقدم سريعاً نحو مدينة خان شيخون، فالسيطرة على كفرزيتا ستعني تأمين مجنبة القوات السورية في تقدمها نحو خان شيخون التي تتحصن فيها ميليشيات تابعة لـ "جبهة النصرة".

وحدات الجيش العربي السوري في المنقطة تتقدم سريعاً و بعمليات مركزة تعتمد الكثافة النارية و إسقاط المناطق الهدف نارياً عبر السيطرة على التلال و الهضاب المترفعة في المنطقة و استخدامها مرابضاً للمدفعية التي تسقط النقاط بشكل متتالي، و العملية في كفر زيتا تضيف إلى موازين قوة الجيش العربي السوري الكثير إذ تضع خان شيخون سيطرة نارية للجيش العربي السوري عبر فرضه قوس يمتد من غرب المدينة إلى شرقها من جهة الجنوب، و بنصف دائرة ستكتمل تدريجياً تكون خان شيخون مطوقة بواسطة قوات تتقدم من مدينة مورك نحو الشمال لتقف على تخوم المدينة الجنوبية، فيما تتقدم قوات أخرى نحو المدينة من الجهة الغربية بعد السيطرة على مدينة كفر زيتا، التي باتت شبه ساقطة نتيجة كثافة العمليات الجوية المركزة التي تنفذها مقاتلات الجيش العربي السوري.

المسلحين في المنقطة باتوا تحت وقع الرهبة من أي قوة عسكرية سورية يقودها العقيد "سهيل حسن"، الملقب بـ النمر، و الذي ينشغل الإعلام الخليجي وخاصة العربية في ملاحقة أخبار تقدم القوات التي يقودها، إذ إنها تحاول أن تبث أخباراً ملفقة تتضمن تراجع القوات السورية التي يقودها، أو إستخدامها أسلحة محرمة دولياً، لكن الأمر فيه من الدس ما فيه، فالحكومة السورية تركز دوماً على إنها تلتزم قوانين الحرب، وتؤكد ممارسات الميليشات المسلحة أن الميليشيات المسلحة في سوريا باختلاف تبعياتها الخارجية و الداخلية تستخدم هذه الأسلحة، و هي أنباء تؤكدها وسائل الإعلام الأمريكي و غيرها بما تحصل عليه من أدلة موثقة تبثها تباعاً.

من جهة أخرى أحبطت قوات الجيش العربي السوري و كتائب البعث في مدينة إدلب محاولة التسلل إلى قلب مدينة إدلب التي مازالت خارج خارطة التواجد المسلح منذ بدء الأزمة السورية برغم خضوع مناطق عدة من ريف إدلب لوجود هذه الميليشيات التي تتعد في مشاربها ومذاهبها، لكن مدينة إدلب و برغم الضجة الإعلامية التي أثيرت ليل أمس، الأحد، حول دخول جبهة النصرة إلى المدينة، لكن هذه الإشاعة لم تأتِ من فراغ، فالمحاولات المتعددة لـكل الميليشيات المرتبطة بكل من "جبهة النصرة "، و مليشيا "الجيش الحر" لفرض سيطرة كاملة على منطقة محافظة إدلب لخلق المنطقة العازلة التي يطمح إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعد أحد أهم عرابي هذه الميليشيات بالتشارك مع حكومة دولة قطر.

بالعودة إلى تقدم القوات السورية من الجهة الجنوبية لمحافظة إدلب، فإن الهدف القريب من هذه العمليات يتمثل بفك الطوق المفروض على معسكري "وادي الضيف" و "الحامدية" المطوقين من قبل ميليشيا جبهة النصرة منذ تسعة أشهر، و اللذين تعرضا لهجمات انتحارية عنيفة لكن دون تحقيق الغرض المطلوب، ولأن العقيد سهيل حسن هو من قاد العمليات الناجحة التي أدت لفك الطوق عن سجن حلب المركزي بعد سنة و نصف من تطويقه، فإن المسلحين في المنقطة يخشون شراسة القتال الذي قد يواجهونه خلال معارك لن تطول كثيراً بحسب المعطيات التي يقدمها واقع الميدان في ريف حماة الشمالي امتداداً إلى ريف إدلب الجنوبي، و للتذكير فإن العقيد "النمر"، هو واحد من الأسماء السورية التي وضعت على اللائحة السوداء أوروبياً و الممنوعين من دخول أراضي الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن فك الطوق عن سجن حلب، فما سيكون موقف الاتحاد الأوروبي من العقيد سهيل حسن، هل سيوضع على قائمة مجرمي الحرب لأنه يقود عملية كبرى ضد "جبهة النصرة" فاضحاً حقيقة الحرب التي تخوضها أمريكا و حلفائها ضد تنظيم "داعش" و الإرهاب.. فثمة فرق بين أن تنجز و أن تنفذ بعض من الدعاية لسياسيات الازدواجية في المعايير التي تمارسها واشنطن، فالإرهاب في العرف الأمريكي نوعان "معتدل و متطرف"